هل تموت الأجهزة اللوحية ؟! أربعة أسباب تجعلنا نعتقد ذلك
ثمانية أعوام مرت منذ أن أعلن ستيف جوبز عن أول جهاز لوحى من صنع أبل ، هذا الإعلان الذى كان فى مؤتمر أبل عام 2010 كان هذا الإعلان يعتبر بمثابة بداية إطلاق الأجهزة اللوحية وإزدهارها فى الأعوام القصيرة التى تلت ذلك. بعدها اطلقت الشركات الكبرى أجهزتها اللوحية هى الأخرى فشهدنا إطلاق سامسونج لسلسلة Galaxy Tab وتبعتها شركة لينوفو و هواوى وغيرها من الشركات ...
https://www.youtube.com/watch?v=FtBpZltfR7o
ولكن بعد هذة الأعوام يبدو وأن إهتمام المستخدمين بهذا النوع من الأجهزة قد قل عما كان عليه منذ ذلك الحين ، فقد جاء فى تقرير IDC (International Data Corporation) وهى من أكبر شركات تحليل البيانات فى التقرير المالى للربع الأخير من العام المنقضى مظهراً لإنخفاض مبيعات الأجهزة اللوحية مقارنة بالعام الذى سبقه الإنخفاض الذى فى إعتقادنا أنه سيستمر فى الأعوام التالية ونذكر فى النقاط التالية سبب إنخفاض إهتمام المستخدمين بهذا النوع من الأجهزة فى الأعوام الأخيرة.
إختفاء الفوارق فى الأداء بين الهواتف و الأجهزة اللوحية
فى الأعوام الأخيرة إستطاعت شركات ومصنعى الهاردوير والعتاد المستخدم فى الهواتف الذكية أن تقلل من حجم العتاد الداخلى لتلك الهواتف وفى نفس الوقت أن تقلل من دقة تصنيعها و تزيد من أدائها وذلك أدى لشغل العتاد لحجم أقل فأصبح بالإمكان وضع بطاريات أكبر حجماً مع هذا العتاد ، فضلاً على هذا كقاءة سحب الطاقة نتيجة تقليل دقة التصنيع فأصبحنا نرى هواتف تحتوى على بطاريات بحجم 4000 ميللى أمبير الأمر الذى كنا لا نشاهدة إلا فى الأجهزة اللوحية فيما سبق ، كما أن العتاد الذى كان لا يمكن إستخدامه إلا فى اللوحيات ذات الأحجام الكبيرة أصبح من الممكن أن يتم إستخدامه فى الهواتف الذكية بدون أى مشاكل فبإختصار أصبح المستخدم يحصل على أداء من الهواتف الذكية لم يكن يقدر على أن يحصل عليه إلا بإستخدام الأجهزة اللوحية سابقًا.
زيادة أحجام شاشات الهواتف الذكية
كان فى بادئ الأمر هناك فجوة كبيرة بين الهواتف الذكية والهواتف اللوحية فلم نكن فى السابق نرى هواتف ذات أحجام أكبر من 5 بوصة بل إن فى بداية الأمر كانت تعتبر الهواتف ذات شاشات أكبر من 4 بوصة هواتف كبيرة.
انظر الى الهاتف Samsung Note 8 لترى أنه مع تقدم الزمن أصبحت لدينا هواتف تُعرف ب Phaplet وهى كلمة مزيج بين Phone و Tablet أو بمعنى أبسط أصبحت تلك الهواتف تقدم الشاشات الكبيرة التى تصل حتى 6.3 بوصة مع تصميم نحيف لا يجعلها صعبة فى حملها أو إستخدامها كما هو الحال مع الهواتف اللوحية لذلك نرى أن الفجوة التى كانت بين الهواتف اللوحية والهواتف الذكية إختفت مع هذة الهواتف الكبيرة التى ساعدها تصميم مقاس الشاشة الأحدث 18:9 مما أدى أن مثل تلك الهواتف أصبحت تقوم بعمل الجهازين معاً.
طول عمر الأجهزة اللوحية
السبب الآخر الذى جعل المصنعين لا يهتمون بإصدار نسخ جديدة من الهواتف اللوحية هى أن تلك الهواتف تمتلك عمر طويل أو بمعنى آخر أن تلك الهواتف تستطيع إستخدامها لسنوات كثيرة بدون أن تصبح غير قادرة على أداء المهام التى أشريته من أجلها مثل مشاهدة الأفلام ، تصفح الإنترنت.
فإذا أخذنا جهاز لوحى مثل Apple IPad Mini 3 كمثال وهو جهاز لوحى تم إطلاقه منذ ما يقارب الأربعة سنوات نرى أن هذا الجهاز لا يزال قادر على أداء كل المهام التى أشتريته من اجلها حتى اليوم بكفاءة تامة وبدون الحاجة لأن تقوم بالتحديث لموديل أعلى. فهو يحتوى على شاشة IPS بحجم 7.9 بوصة وبدقة 2048X1536 وهى شاشة مناسبة جداً لمشاهدة أفلامك ومسلسلاتك المفضلة على هذا الجهاز.
كما أن الدعم المستمر من أبل لهذه الأجهزة جعلتها تعيش لمدة أطول حيث أنك تستطيع أن تحصل على نظام تشغيل IOS 11 بإصداره الأحدث 11.2.6 على هذا الجهاز مما يطيل مدى قدرتك على إستخدام هذا الجهاز بدون أن تشعر أنك بحاجة للتحديث لموديل أعلى. فالأمر فى الأجهزة اللوحية يختلف مما هو عليه فى حالة الهواتف الذكية التى قد تحتاج لتغييرها كل عام أو عامين نتيجة لتقديم تقنيات ومزايا جديدة فى كل عام، بينما تطور الأجهزة اللوحية تشعر بأنه قد وصل للقمة وأصبحت الموديلات الجديدة التى يتم طرحها فى الأسواق هى مجرد تغييرات بسيطة لا تستحق أن تقوم بالتحديث لأجلها.
عدم دعم كل التطبيقات للهواتف اللوحية (غدر المطورين)
عدم تقديم الدعم الكامل من المطورين للهواتف اللوحية قد يؤدى لعدم تفضيل بعض المستخدمين للأجهزة اللوحية. فالمطور لا يريد أن يقوم بتطوير تطبيقه من الصفر حتى يتوافق مع الأجهزة اللوحية، فترى الكثير من التطبيقات لا تعمل بشكل كامل على الأجهزة اللوحية وقد لا تستفيد من كامل مساحة الشاشة فى بعض التطبيقات وبعضها قد تتوقف بشكل مفاجئ خلال عملك عليها. كما أن عدم دعم تلك التطبيقات للمساحات المختلفة من الشاشات المستخدمة فى الأجهزة اللوحية يجعل الكلام المكتوب عليها صعب القراءة وغيرها من المشاكل التى قد تواجه المستخدم أثناء إستخدام تلك التطبيقات ... تطوير التطبيقات لكى يتوافق مع الأجهزة اللوحية قد يمثل معاناة لبعض المطورين وخاصةً المبتدئين منهم لأن ذلك بمثابة عمل تطبيقين وليس تطبيق واحد أحدهم للهواتف العادية والآخر لدعم الهواتف اللوحية الأمر الذي يكلف المزيد من الوقت والجهد والمال المطلوب من أجل دعم الأجهزة اللوحية :(