مرت عدة سنوات منذ بداية توافر إضافات منع الإعلانات للمتصفحات المختلفة والذي توافرت ثم بَعد كتطبيقات مستقلة تعمل على أجهزة الحاسب وأجهزة اندرويد, ولكن ومع هذا الانتشار الواسع هناك لغز غامض مثير للاهتمام فلماذا تقف جوجل أمام تطبيقات حجب الإعلانات ولكنها لا تمانع من تواجد متصفحات تدعم الخاصية نفسها؟

في الحقيقة وللإجابة على هذا السؤال يجب أولاً معرفة ما الفارق بين تطبيقات حجب الإعلانات والمتصفحات التي تحجب الإعلانات. التطبيقات التي تحجب الإعلانات هي تطبيقات تحصل على صلاحيات واسعة في النظام تستغلها لوقف أي إعلان يظهر على شاشة الهاتف كانت تلك الإعلانات من تطبيقات وألعاب مثبتة على هاتف الاندرويد أو حتى في المتصفحات المختلفة, أما المتصفحات التي تحجب الإعلانات فكل ما تقوم به هو حجب الإعلانات التي تظهر عند استخدامك للمتصفح ذاته دون الوصول إلى أي تطبيقات أخرى. ولفهم الموضوع بصورة أكبر دعونا نلقي نظرة على شروط جوجل للتطبيقات على متجرها Google Play.

تنص شروط جوجل للمطورين الخاصة بمتجرها Google Play بأنه ممنوع طرح أية تطبيقات تتداخل مع جهاز المستخدم أو الأجهزة الأخرى أو أجهزة الكمبيوتر أو الخوادم أو الشبكات أو واجهات برمجة التطبيقات (APIs) أو الخدمات أو تتسبب في تعطيلها أو تعطيل الوصول إليها بطريقة غير مصرح بها ، بما في ذلك التطبيقات الأخرى على الجهاز أو أي خدمة من خدمات Google أو شبكة مشغّل شبكة الجوّال المعتمدين.

وتشير الأمثلة التي تعرضها جوجل على تلك التطبيقات على التطبيقات التي تحجب الإعلانات, التطبيقات التي تؤثر على الألعاب بالغش والطرق الغير قانونية, التطبيقات التي تعمل على قرصنة الخدمات والأنظمة.

حجب الإعلانات

ترجع تلك الشروط والخطوات التي اتخذتها جوجل من أجل الحفاظ على التطبيقات على نظام اندرويد حيث أن الغالبية العظمة من التطبيقات تعتمد بصورة أساسية على عوائد الإعلانات كالمصدر الأساسي للأرباح, فبحسب دراسات عدة فإن الغالبية العظمي للمستخدمين لا تمانع من مشاهدة الإعلانات في مقابل عدم دفع أية أموال فيما شاهدنا الكثير من التطبيقات وبالأخص الألعاب تتحول من تطبيقات مدفوعة إلى تطبيقات مجانية مع احتوائها على الإعلانات.

بعد شرحنا لماذا تقف جوجل أمام تطبيقات حجب الإعلانات دعونا ننتقل للمتصفحات التي تدعم إضافات حجم الإعلانات. إضافات منع الإعلانات توافرت في البداية للمتصفحات على أنظمة ويندوز, MacOS و Linux ثم انتقلت فيما بعد إلى الهواتف الذكية بنظامي اندرويد و iOS, الأمر وصل إلى أن متصفح جوجل كروم أصبح يحتوي على أداة لحجب الإعلانات بصورة افتراضية. قد يرى البعض أنه من الأفضل لجوجل أن توقف جميع أداوت حجب الإعلانات نظراً لأن أحد أهم مصادر أرباح الشركة هي الإعلانات ولكن جوجل لا تملتك رفاهية خيارا كهذا, فإيقافها لأدوات حجب الإعلانات على متصفحها يعني أن المستخدمين سيتجهون نحو متصفحات أخرى وستخسر جزء هائل من المعلومات التي تجمعها لأبحاثها المختلفة بالإضافة إلى أن المتصفحات المنافسة مثل Safari التي تطوره أبل يدعم تلك الإضافات. أيضاً منع المتصفحات التي تدعم تلك الإضافات من متجرها معناه  أنها ستخسر جزء مهول من مستخدمي المتجر والذين سيتجهوا إلى متاجر أخرى تقدم كل شيء كون المتصفحات جزء أساسي من استخدام الهواتف الذكية الآن.