
لماذا خشينا على Death Stranding من الفشل وكيف تغلبت على ذلك؟
انتظرنا لعبة Death Stranding على أحر من الجمر وذلك لعدة أسباب أولهم هو أن مطورها هو العبقري Hideo Kojima والمعروف عنه أفكاره الفذة والغير مفهومة في الألعاب وثاني الأسباب هي الحملة الدعائية الضخمة والغامضة التي جعلتنا في حيرة من أمرنا عن مغزى اللعبة أو قصتها وبالتالي انتظرناها بترقب شديد ، وبعد الإصدار تباينت الآراء حول اللعبة ما بين الإيجاب والسلب وأتعبت اللعبة العديد من النقاد في مراجعتها حيث أنها في مرحلة محايدة الآن بين النجاح والفشل ، ولذلك نعرض عليكم الأسباب التي جعلتنا نظن أن اللعبة عرضة للفشل قبل الإصدار وكيف تغلبت على ذلك ؟ وما العناصر السلبية التي ما زالت متواجدة ..

بوادر الفشل ظهرت عند عرض أسلوب اللعب !
لا يخفى علينا أن Hideo Kojima قد خرج ليصرح بأن لعبته القادمة ستكون مختلفة عن أي شيء قام بتطويره من قبل بل وستحمل في طياتها نوع جديد تماماً من الألعاب سيسمى بنمط ال Strand والذي لم نفهم مغزاه حينها أيضاً ، ولكن كل ما كان يدور في بالنا هو أن هناك لعبة جديدة وبالتالي كان الحماس على أشده ، ليتم عرض أسلوب اللعب بشكل كثيف خلال فعاليات معرض Tokyo Game Show 2019 وهنا تبادرت إلينا أولى الشكوك وبوادر إحساسنا أن اللعبة قد تفشل ولا تحقق المرجو منها على الإطلاق ولازمنا هذا الإحساس حتى ميعاد الإصدار حيث لم يكن أسلوب اللعب المعروض مبهراً إطلاقاً
نوع جديد من الألعاب = مخاطرة كبيرة !
ما يحسب لمطور مثل Kojima ويجعلنا نرفع له القبعة هو قيامه بمخاطرة ضخمة كان من الممكن أن تؤدي لغلق الاستوديو الخاص به Kojima Productions فنحن لا نرى في هذه الأيام أي مطور ألعاب يقدم IP أو فكرة جديدة بقدر ما يستغل وجود سلسلة ألعاب في حسابه ليبدأ في عملية مطها مع إضافة بعض التغييرات البسيطة لتحقق اللعبة النتائج المادية المرجوة ويرجع عدم اتخاذ أي مطور لخطوة IP جديدة لعدة أسباب أولهم هو أن مرحلة التطوير ستأخذ وقت ضخم حيث سيتم بناء البنية التحتية للعبة من الصفر دون محرك مساند والذي سيتطلب رأس مال ضخم بالطبع بجانب التخوف من أن اللعبة لن تحقق النتيجة المرجوة وبالتالي خسائر فادحة
وفي طبيعة الحال ، من المعروف أن أي لعبة جديدة تتعرض للعديد من المشاكل في البداية كما قد لا تنجح بالشكل المطلوب بالأخص وأننا نتعامل مع نوع مختلف وغير مألوف وهكذا تزايدت أسباب فشل Death Stranding قبل أن تصدر حتى !!
عالم فارغ !!
عند عرض أسلوب اللعب في TGS 2019 ، فوجئنا بأن عالم Death Stranding عالم فارغ من كل شيء تقريباً فيحتوي على عناصر قليلة جداً بعيداً عن تصميمه وهنا تسائل اللاعبون عن ما إذا كان هنالك أي أنشطة ستملاً عليهم وقت الفراغ أو أي عناصر تؤنس وحشة ذلك العالم ولكن لم نحصل على جواب صريح
توصيل طلبيات ؟؟ هل هذا حقاً هو مغزى اللعبة ؟
لم تكن تلك الصدمة الأخيرة بل تبعتها واحدة أكبر عندما علمنا بأن اللعبة ستكون لعبة محاكاة لساعي بريد أو رجل توصيل سيكون همه الشاغل هو توصيل طلبيات من النقطة أ وإلى ب !! فماذا يريد منا Kojima ؟ لا أحد يرد ولكن ذلك لم يكن في الحسبان على الإطلاق ولم نكن نتوقع لوهلة أن تكون تلك هي مهمتنا الرئيسية ، أضف إليها عنصر العالم الفارغ لتصبح اللعبة أشبه بأي لعبة Walking Simulator قد تراها في أي مكان عادي ولكن برسوميات ومحرك وتصميم أرقى بالطبع
ليست للكل !
استنبطنا من العناصر السابقة نتيجة واحدة فقط وهي أن Death Stranding لن تكون تلك اللعبة التي ستكسر الأرقام القياسية أو ستعجب الكل فسيستمتع بها شريحة أو فئة ما من اللاعبين وهم هؤلاء الذين قد يصبرون على لعبة ما ويعشقون التجول في المجهول واستكشاف خريطة ضخمة لا تحتوي على أي شيء وبالطبع لن تعجب من يريدون لعبة سريعة وبنوع أكشن لا ينقطع
قصة غير مفهومة كعادة Kojima !
من ضمن أسباب توقعنا لفشل لعبة Death Stranding كان ببساطة عدم فهمنا للقصة أو بمعنى أصح أنه لم يتم الإفصاح عن طريق واضح ستتخذه القصة ، كل ما كنا نراه كان مجرد مزيج من أطفال رضع ، أشياء هلامية الشكل تطفو على شاطيء ، شخصيات يقوم بأدوارها ممثلين معروفين وبطل يدعى Sam Bridges لا نعلم عنه أي شيء سواء من ماضيه أو عمله إلى آخره ، وبحكم اعتيادنا على الغموض الذي يقدمه Kojima في ألعابه وخاصة في طور القصة ، لم يكن ذلك العنصر هو الأساسي الذي قد يجعلنا نتخوف من مصير اللعبة ولكنه بلا شك كان من العناصر الثانوية المساعدة للأمر
باتت الأمور على هذا المنوال حتى حصلنا على نسختنا المبدئية من اللعبة ومن هنا رأينا كيف قامت اللعبة بتغيير وجهة نظرنا ولن أقول بشكل شامل ولكن بشكل جعلنا نطمئن على مصيرها بعض الشيء

خارج الصندوق !
عندما أقوم بمراجعة لعبة ما فيجب على أن أخذ في حسباني بعض العوامل المهمة وأولهم هي الظروف التي أحاطت عملية التطوير ، مدتها ، مدى المخاطرة التي تمت من أجلها واحتوائها على فكرة إبداعية قد تكون خارج إطار الصندوق أم لا ، ومن ثم نبدأ بمراجعة عناصر اللعبة واحداً تلو الآخر من قصة إلى أسلوب لعب إلى رسوميات وهكذا حتى النهاية
ويرجع سبب عبقرية Kojima وسبب إعجابنا باللعبة وتغلبها على معظم النقاط التي كنا نتخوف منها إلى أن فكرة اللعبة تعد سابقة من نوعها بل وخارج إطار الصندوق تماماً فهي نوع جديد خالص غير متواجد في أي لعبة أخرى أو من مطور آخر وفي الأنواع الجديدة من الألعاب يتوجب علينا أن نصبر قليلاً ولا نتسرع في الحكم كي لا نظلم فكرة قد تكون ثورية
وبالنسبة لحالة Death Stranding فأنا ما زلت في صدمة في كيفية استخدام Kojima لأشياء قد نراها عادية بل ونستخدمها في حياتنا بشكل يومي لتتحول في Death Stranding إلى أشياء محورية يمكن استخدامها في شيء آخر تماماً وهي اللقطة الإبداعية التي أردت أن أضغط عليها في حديثي وإليكم مثال السلم الذي تستخدمه في الصعود لجلب شيء ما من منزلك ، بالنسبة لك هو مجرد سلم عادي ولكن ما شعرت به هو أن Kojima قد رأى السلم بكينونة أخرى فيمكنك استعماله في اللعبة كجسر أو لتسلق الجبال الوعرة مثلاً
الفكرة غير مسبوقة !
حتى فكرة اللعبة نفسها كساعي توصيل يعمل على إعادة الروابط بين البشر سواء في القصة أو طور الأونلاين عندما ننظر لها من جانب آخر نرى أنها فكرة مجنونة فمن هذا المطور الذي قد يخطر على باله تطوير لعبة مثل تلك بفكرة بدائية مثل التوصيل ؟ ولكن طريقة تنفيذ الفكرة وربطها بقصة ستجعلك متشوق لمعرفة اسرارها ومشاهد سينمائية لا تنم إلا عن إخراج ممتاز جعلت من فكرة التوصيل فكرة مقبولة لدى البعض دون الشعور بالملل مثلاً وكأنما ستشعر بك اللعبة كلما أحسست بالملل لكي تقدم لك شيء جديد سواء كان مشهد ، أداة أو مهمة خاصة وبالتالي عامل الجذب مستمر في لعبة من المتوقع لها أن تجعل العديدين يشعرون بالملل إن لم يتم تنفيذها بالشكل الدقيق والمناسب
السهل الممتنع والبساطة هي الحل !!
إذا نظرنا لعناصر Death Stranding سنجد أنها بدائية وبسيطة ، أي أن اللعبة مطورة بأبسط الأفكار والإمكانيات على عكس ألعاب أخرى تغمسك في تفاصيلها الكثيفة التي لا تستطيع الخروج منها والمليئة بعناصر كثيرة قد لا يكون لها قيمة ، أما لعبتنا فلا يوجد فيها غير جبال ، هضاب وأراضي وعرة جداً وأدوات معهودة وغير مكلفة فكرياً مثل حبل وسلم ورغم كل ذلك ، استطاع Kojima أن يبني لعبة من تلك العناصر البسيطة فقط في شكل ستجد أنه سهل ولكنه كلفه الكثير من الوقت والتفكير ولم يكن سهلاً على الإطلاق
مخاطرة كبيرة !
من ضمن النقاط التي وضعناها في اعتبارنا كانت المخاطرة التي قام بها المطور خاصة في ظل ظروف صعبة عانى منها Kojima Productions ولكنه تحمل العواقب وأصدر لعبة لا أرى أنها سيئة إلى هذه الدرجة بالنسبة لأول لعبة من نوعها
ولها سلبيات ضخمة َ!

ولكن ما زال في اللعبة العديد من السلبيات التي كان من الممكن أن يتم التجاوز عنها والتي دلت على قلة خبرة Kojima في تطوير ألعاب العالم المفتوح فكان من الممكن التغلب على فكرة وحشة العالم بتواجد لحيوانات حتى أو بعضاً من ال NPCs مع بعض القرى أو المدن الصغيرة فقط لتؤنس وحشة العالم ليس إلا ، كما كان من الممكن إضافة أنشطة مثلاً ومهمات جانبية بشكل غير نمطي ومتكرر وبالتالي القضاء على الملل الذي أصاب عدد لا بأس به من اللاعبين والذين لم يروقهم هذا النوع من الألعاب حيث التقدم البطيء لهذه الدرجة
نقطة أخيرة وهي ساعات اللعب الأولى والتي كان بإمكان المطور تقليص بعد الأشياء التي لا قيمة لها من أجل تسريع نمط اللعب بشكل عام حيث أن أحداث اللعبة تبدأ بشكل جدي بعد قضاء ثمان ساعات من عدد ساعات اللعبة الاصلية وهو رقم ضخم لا تتوقع أن يصل إليه كل اللاعبين بكل تأكيد
في المجمل وكما ذكرنا في البداية فإن Death Stranding هي لعبة قد نجحت عند البعض وفشلت عند البعض الآخر أو عسانا نقول لم ترق لتكون بمستويات ألعاب Kojima المعهودة عند البعض ، ولكن بالنسبة لنا وضعنا في حسباننا كل العناصر المذكورة وقمنا بالموازنة المطلوبة للخروج بتلك النتيجة التي يمكنكم معرفتها في مراجعتنا الخاصة ب Death Stranding
شاركنا رأيك عزيزي القارئ !!