[quote الأشياء التي تملكها، أصبحت الآن تمتلكك!]

تايلر دردن، من فيلم نادي القتال..

العالم الآن قائم على شيء واحد: مشاعر البشر.. تلك العواطف تحكم العالم..

ببساطة، لأن هؤلاء البشر ينفقون أموالهم أساسًا على الأشياء التي تشعرهم بالرضا عن أنفسهم وعن الحياة.. وهذا منطقي!

والمنطقي أكثر: أينما يتدفق نهر المال، يتدفق معه نهر القوة والسطوة.. لذا، كلّما تمكنت من التأثير على عواطف ومشاعر الناس حول العالم، فإن المزيد من الأموال والقوة سيتراكم داخل خزائنك.. حتى تصل إلى أكبر قيمة سوقية في العالم: 2 تريليون دولار!

التكنولوجيا، ببساطة أيضاً، هي وسيلة أخرى لتلك الغاية.. نحن نخترع التقنيات الجديدة من أجل الوصول لمشاعر السعادة.. وشركة أبل هي الشركة الأكبر من حيث إثارة المشاعر الإنسانية!

الأكثر إثارة للجدل؟

أنا وأخويا وابن عمي على الغريب!

لماذا تكره شركة أبل

نحن نرتبط ارتباطًا عجيبًا بالمنتجات التي نستخدمها، ربما نصل إلى مرحلة أنها تملكنا شخصيًا، كما قال تايلر دردن في فيلم نادي القتال.. هذه الفرضية قد تكون صحيحة خاصةً في مجال التكنولوجيا، وبخصوصية أكثر عندما نضيّق النطاق إلى الهواتف الذكية..

الهواتف الذكية أصبحت جزءًا ملتصقًا بأجسادنا نفسها، لدرجة إن أهان شخصٌ ما جهازك الذي اخترته، سترى أنها إهانة لك أنت شخصيًا!

عندما يتعلق الأمر بالهواتف، فهناك فريقين، أو قطبين متنافرين: فريق أبل، أو نظام iOS، وفريق أندرويد لباقي الشركات..

ومع أن فريق أندرويد ينقسم إلى مجموعة شركات متنوعة، مثل سامسونج أو شاومي أو أي شركة هواتف أخرى، إلا أنه عندما تظهر شركة أبل في الأفق، يجتمعون على قلب رجل واحد، في حربهم ضد العدو المشترك، عملًا بالمبدأ الشهير "أنا وأخويا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب"..

مسلحين بالحقائق، وبالتحيزات المسبقة، أو بمجرد إلقاء الإهانات، ووصف محبي أبل بالخراف، يغوصون إلى قلب المعركة.. في بعض الأحيان، إن دخلت إلى المكان الخطأ وصادف أن هاتفك يحمل علامة الشركة الأخرى، ستدخل مرغمًا إلى معركة من هي الشركة الأفضل في العالم، وكيف أن اختيارك ينم على عدم فهمك بالتقنية!

وهو نفس سلوك المشجعين عمومًا، أي مشجع لكرة القدم يعرف قواعد الإنترنت والسوشيال ميديا الآن.. قصف الجبهات والإهانات المتبادلة هي أمور معتادة وأصبحنا نفعلها بكل أريحية.. بل وباستحقاقية عجيبة!

لكن هناك بضع أسباب أخرى يمكننا ذكرها وراء كره الناس لشركة أبل تحديدًا!

شركة أبل.. المثال الأكبر على النزعة الاستهلاكية!

لماذا تكره شركة أبل

اعتمادا على سعر السهم الحالي، فستجد أن آبل العلامة التجارية الأكثر قيمة في العالم، بقيمة سوقية تتجاوز 2 تريليون دولار، وهو ما يعني أنها تنتصر في سباق الرأسمالية المحموم..

وهي تنجح في ذلك، ليس ببيع الملايين من المنتجات فحسب، ولكن عبر تغذية شعور المستخدمين أيضًا بفلسفة أن منتجات الشركة ستجعلهم أشخاصًا أفضل..

ربما سمعت مقولات مثل: "امنح الناس أدواتًا رائعةً وسوف يفعلون أشياءً رائعة" خلال أحداث الشركة للإعلان عن منتجاتها.. بينما تلك المقولة ليست كذبًا، يمكننا أن نتفق على أن المستخدم العادي لأجهزة أبل لا يقوم بأشياء رائعة بأجهزة الآيفون أو الماك بوك، وهو غير مطالب أصلًا بتلك الأشياء الرائعة!

ولكن باستخدام كل الأدوات التسويقية المتوفرة، والإعلانات، تستحضر أبل بنجاح هالةً غامضةً حول منتجاتها لتجعلها تبدو أكثر جاذبية..

مرةً أخرى، المشاعر الإنسانية! أنت لا تملك جهازًا عاديًا، أنت شخص مختلف، متفرد بذاتك.. تلك الرسالة التي تحاول أبل أن تقنع بها الجماهير..

ومع ذلك، فإن لم تنخدع بتلك الهالة، سترى غالبًا الشركة العملاقة كوحش رأسمالي مرعب.. سترى أنها تمثل كل شيء خاطئ في العالم الحديث، سترى أنها تمثل هوسنا بالسلع المادية والمنتجات والتسوق وامتلاك أغلى الـ "براندات" العالمية، حتى لو كنّا لا نملك ما يكفي لنعيش حياتنا برفاهية أصلًا..

سترى أن إنفاق الآلاف من الجنيهات على شيء ما، برغم وجود بدائل أرخص بكثير، أمر غير مقبول بالنسبة لك..

لا ينبغي أن نضع علامة تجارية على قاعدة التمثال، كما تقول العبارة الإنجليزية، وهو ما يعني أن تلك الشركة مثالية ولا تخطئ أبدًا، لأنها في نهاية المطاف شركة رأسمالية تبحث عن زيادة أرباحها السنوية وقيمة أسهمها!

مُبالغ في أسعار منتجاتها!

حدث أبل 2021

كما هو معروف للجميع، منتجات شركة أبل باهظة الثمن، لن تسمع كلمة "رخيص" أثناء عرض منتجات الشركة، ربما تسمع كلمة "أقل تكلفة"..

تقدم أبل منتجات "رائدة"، وتريد أن يعرف الناس ذلك بمجرد النظر إلى سعر المنتج، وليس أي شيء آخر كالمواصفات مثلًا.. بالطبع، لا يقدر كل شخص، أو على استعداد، لتحمل مثل تلك الأسعار الباهظة.. وبطبيعة الحال، يؤدي ذلك إلى كراهية الشركة، لأنها ببساطة وضعت حاجزًا يمنع بعض الناس من الدخول إلى "حديقتها المسورة".. وجعلتها تقتصر على فئة محددة من المستخدمين، وربما هذا ما يخلق العداء في المقام الأول..

مُبالغ في أسعارها، هو مصطلح يُستخدم غالبًا لوصف منتجات أبل.. لكن، هل يمكن أن تكلف تلك المنتجات سعرًا أقل؟ الإجابة: ربما، هذا حقيقي!

تحظى شركة أبل بأعلى هامش ربح في المجال.. وفي ذات الوقت، هي واحدة من أكبر مصنعي الهواتف الذكية في العالم، وطالما أن أرقام مبيعاتها تظهر أن هناك عدد كافٍ من المستخدمين يدفعون تلك الأسعار، فإنها تطمئن لاستراتيجية التسعير الحالية، وغضبك أو كرهك للشركة لن يؤثر في تغيير تلك الاستراتيجية من الأساس..

آبل فان بويز!

لماذا تكره شركة أبل

هل كنت تعيش معنا على الإنترنت خلال العقد الماضي؟

إذًا لابد أنك تعرف صراع مشجعي كرة القدم على وسائل التواصل الاجتماعي بين عشاق ميسي، وعشاق كريستيانو رونالدو، وبصورة أكبر عشاق برشلونة وريال مدريد، وغيرهم من الأمثلة الشهيرة من الأندية المتصارعة حول العالم.. المشكلة ليست في الصراع نفسه، المشكلة قد تكمن في نفورك من اللاعب نفسه، أو النادي، بسبب سلوك مشجعيه وصراعاتهم الدائمة على الشبكات الاجتماعية..

بالنسبة لبعض الناس، هذا تحديدًا ما يحدث عندما يتعلق الأمر بمشجعي أبل، أو كما يُطلق عليهم "آبل فان بويز"، وهي ربما أول شركة رأسمالية تملك قاعدة مشجعين متعصبين لأي منتج من منتجاتها أو يبحثون عن أي تبرير لأي فعل يصدر من الشركة، وهو نفس سلوك مشجعي الأندية المتعصبين..

غالبًا ما يصل إخلاصهم لـ "براند" أبل إلى مستويات قد تشبه الطائفة، والطريقة التي يمدحون فيها كل منتج تصدره الشركة، بغض النظر عن مواصفاته أو عيوبه، طريقة تفتقر للموضوعية تمامًا..

حتى لو كانت مشاعرك تجاه شركة أبل مشاعر محايدة، فإن مواجهة أحد متعصبي الشركة، وهو يحاول إقناعك بمدى روعة منتجاتها، كما لو أنه يتلقى نسبةً من الأرباح، أو أن تيم كوك "زوج خالته"، يمكنها أن تجعلك تكره تلك العلامة التجارية، وتعتبرها عدوك الأول.. لدرجة أن أي شخص سيتحدث عن منتجات الشركة، حتى لو كان يتكلم بموضوعية، سوف تعتبره أبل "فان بوي" بكل بساطة، وتضمه إلى قائمة الإهانات المعتادة..

فالواقع، تستهدف شركة أبل هذا الجمهور بمنتجاتها وإعلاناتها، لأنه، من جديد، كل شيء قائم على المشاعر الإنسانية..

ممارسات مشبوهة ضد المستخدم!

"نادي القتال" ضد آبل.. لماذا تكره الشركة الأكثر إثارة للجدل؟

ربما هذا هو السبب المنطقي الوحيد في قائمة كره الشركة الأمريكية.. بعض ممارساتها التجارية المشبوهة التي لا تتماشى مع خطابها المزعوم حول اهتمامها بالمستخدم دائمًا.. ولنا في إزالة الشاحن من علبة آيفون 12 أكبر مثال..

الفكرة هنا، لو ذكرت أنها أرادت إزالة الشاحن بغرض زيادة مكاسبها، فلا مشكلة، هذا حقها كشركة رأسمالية، ومن حقك شراء أو عدم شراء منتجها، لكنها ذكرت أكثر سبب سخيف يمكنها أن تذكره: الحفاظ على البيئة!

أقرأ أيضًا: "هو أنا بتاع كشري؟": لماذا تخلصت أبل من شاحن أيفون 12؟

بجانب بعض القضايا المشهورة خلال الأعوام الماضية، بتدمير أداء بطاريات الإصدارات الأقل من هواتف آيفون، وهي ما قد تجعل المستخدم يفكر في التغيير لهاتف جديد في وقت أسرع، بجانب منع محلات الصيانة المستقلة من إصلاح أجهزة الشركة، لكي تذهب إلى التوكيل الرسمي..

في النهاية، ليس عيبًا، ليس عيبًا على الإطلاق، أن تحب أو تكره، كل شخص له الحرية في اختيار ما يريد، سواء تشجيع ميسي أو رونالدو أو شركات أبل أو هواوي.. أي شيء متاح على الإنترنت الآن، ولسنا في موضع الحكم على أفعال الناس.. لكننا نحلل فحسب أسباب كره الشركة الأكثر إثارة للجدل..