
هل تنشئ هواوي بيئة موحدة لأجهزتها "Ecosystem" أم تتجه إلى تطوير نظام تشغيل خاص بها؟
تسعي شركات التقنية باستمرار لتطوير المزيد من الأجهزة الذكية يوماً تلو الأخر بهدف جذب عدد أكبر من المستخدمين وهو الأمر التي تسارعت وتيرته في الآونة الأخيرة خاصة مع نمو فكرة الأجهزة الذكية واتجاهها نحو العديد من الأجهزة التقليدية كالأجهزة المنزلية على سبيل المثال. وفي وسط هذا الصراع القوي نشأت فكرة ربط الأجهزة المختلفة ببعضها البعض ليكون الدافع الأساسي في تفضيل جهاز جديد من شركة ما على منتجات الشركات الأخرى هو فكرة انضمام عضو جديد للأسرة وليس امتلاك مجموعة من الأجهزة التي لا تعرف بعضها البعض. هواوي بدأت منذ فترة في تقديم هذا الأسلوب في ربط الأجهزة ببعضها البعض وهو أمر لامسناه في عدد لا بأس من الأجهزة الأخيرة وسط تكهنات بسعيها لإنشاء Ecosystem خاص بها أو الانفصال بأجهزتها بصورة منفردة عن شركائها لتقدم تجربة مشابهة لما تقده أبل, فهل تتجه هواوي لإنشاء Ecosystem خاص بها أم تتجه لإنشاء نظام كامل متعدد الأجهزة مثل أبل؟ هذا ما سنناقشه معكم اليوم في السطور التالية.
خطوات هواوي الأولى
خلال العامين الماضيين بالأخص بدأت هواوي في التوسع في مجال الأجهزة الذكية أكبر مما سبق حيث توسعت بشكل كبير في مجال تطوير الهواتف الذكية بجانب تطويرها للساعات الذكية وأجهزة الحاسب المحمول التي تنافس بها أبل بشكل مباشر بمواصفات وتصاميم مشابهة ولكن بأسعار أرخص بفارق كبير. ومع التوسع في أنواع الأجهزة التي تطورها سعت هواوي لربطها ببعضهم البعض في محاولة واضحة لإنشاء Ecosystem خاص بها برغم اختلاف نظم تلك الأجهزة المختلفة, هذا الأمر يمكننا أن نلمسه على سبيل المثال في ساعتها الذكية الجديدة Huawei Watch GT والتي زودتها الشركة بنظام مبني بشكل أكبر نحو واجهة الهاتف وليس نظام الاندرويد وعملت على ربطهما بحيث تكون تجربة متكاملة وليس كل في ناحية بصورة منفصلة.
من الخطوات الكبيرة ايضاً التي اتخذتها هواوي في هذا المجال هو توفيرها لخاصية جديدة باسم One Hop والتي تتيح إرسال الصور والملفات أو حتى النصوص المنسوخة من الهاتف إلى أجهزتها للحاسب المحمول الجديدة أو العكس, فقط من خلال لمس الهاتف لسطح الحاسب المحمول من خلال الاتصال عن طريقة شرائح NFC. خطوة كتلك وإن كانت تبدوا بسيطة في أعين الكثيرين ولكنها تعتبر جوهرية في الاستخدام خاصة عند النظر أن كلا الجهازين يعملان بنظامين مختلفين تحتاج دائماً عملية الاتصال بينهم لبعض الدقائق وليس أجزاء من الثانية.
تجربة أبل في بيئة موحدة لأجهزتها
بالتأكيد لا يوجد أفضل من تجربة أبل فى إنشاء بيئة واحدة أو Ecosystem لأجهزتها وهو كما يبدو أن هواوي تحاول الوصول له ولكن مازال أمام هواوي العديد من العقبات. أولى تلك العقبات هو أن أجهزة أبل تتصل بخدمة Apple ID وهو ما تفتقده هواوي حتى الآن فهي لا تمتلك خدمة حساب مستخدم مستقلة. العقبة الثانية هو أنا نظامي MacOs و iOS كلاهما من تطوير أبل ما يجعل عملية الربط بينهما سهلة للتطوير بالإضافة إلى أن iOS بعمل على كل من الهواتف، الأجهزة اللوحية، الساعات الذكية، أجهزة iPod فيما تعمل أجهزة هواوي إما بنظام الاندرويد في الهواتف الذكية أو ويندوز لأجهزة الحاسب والتي لا تساهم الشركة الصينية في تطوير أي منهم ما يزيد الأمر صعوبة عليها.
نحن بالتأكيد لا تريد قتل مشروع هواوي قبل أن يكتمل أو أن نحصل على صورة كاملة منه ولكننا نناقش معكم الوضع الحالي لما تقدمه هوارى مقارنة بما تقدمه أبل في نفس المجال.
إنشاء نظام تشغيل مستقل
الخطوتان السابقتان يظهران سعي هواوي على لتطوير نظام اتصال بين أجهزتها أو Ecosystem حتى وإن كانت تلك الأجهزة بنظم تشغيل مختلفة. حتى هذا الحد مجهودات هواوي تبدو منطقية وتستحق التحية عما تفعله ولكن هل يمتد الأمر لنظام تشغيل مستقل؟
خرج علينا منذ أيام أحد مسؤولي شركة هواوي بتصريح يفيد عمل الشركة على نظام تشغيل مستقل في حال ضغط الحكومة الأمريكية على جوجل لوقف تزويد هواوي بنسخة جوجل من الاندرويد. أمر كهذا قد يغير سوق الهواتف الذكية إلى الأبد في حال نجاح هواوي في بناء نظام قوي يكون بديلاً للأندرويد ولكن للأسف كافة المؤشرات تشير إلى صعوبة الأمر فجوجل لم تترك المساحة لأى نظام منافس للبقاء سوي نظام iOS كونها لم تتمكن من القضاء عليه, فالشركة الأمريكية استخدمت كل الطرق المشروع والغير مشروعة في قتل نظام Fire OS المملوك لأمازون من نسخة مشعبة من الأندرويد فيما لم تتمكن نظم كنظام سامسونج Tizen من الانتشار بين هواتف الشركة على الأقل, بخلاف تجاهل جوجل لنظام Windows Phone عن طريق عدم دعم تطبيقاها له بل خنق مستخدمي خدماتها على الهواتف العاملة به من أجل بقائها كمنافس وحيد في السوق. هذه الأمثلة ليست الوحيدة التي فشلت في التواجد أمام جوجل حتى وإن كانت الشركة المطورة هي نفس الشركة المصنعة للهواتف فهناك العديد من الأنظمة الأخرى التي انتهت قبل أن تلقي روجاً حتى بين المستخدمين.
حتي هذه اللحظة لا يمكننا التأكد من خطة هواوي المستقبلية حول إنشاء بيئة موحدة لأجهزتها أو إنشاء نظام تغيل كامل وللكن متأكيد من أنها تسعي لتغير جذري في أجهزتها قد يحدث خلال الفترة المقبلة.