شهدت شركة تسلا عدة مراحل من النمو تبعها عدة قرارات بتسريح العاملين، وذلك ابتداءً من عام 2014. وبعد عشر سنوات من أول قرار بالتسريح؛ جاء في منتصف ابريل الحالي قرارًا بتسريح أكبر عدد من العامين بشركة تسلا منذ تأسيسها؛ إذ أعلنت الشركة عن تسريح أكثر من 10% من العاملين والتي من المتوقع أن تؤثر على ما لا يقل عن 14000 موظف عالميًا، بالإضافة إلى بعض كبار المديرين التنفيذيين.

تسلا بين التقشف والسعي وراء النمو

من المتوقع أن يكون لتسريح الموظفين في تسلا تأثيرًا سلبيًا على معنويات الموظفين وإنتاجياتهم. ومع ذلك؛ يتوقع بعض المحللين أن عمليات التسريح قد تساعد تسلا على خفض التكاليف وتحسين الأرباح على المدى الطويل.

وواجهت تسلا تباطؤًا في نمو المبيعات في الربع الأخير من عام 2023، خاصةً في الولايات المتحدة والصين، وسط منافسة متزايدة من شركات صناعة السيارات الكهربائية الآخرى؛ كشركة BYD الصينية، والتي أخذت من تسلا لقب أكبر صانع للسيارات الكهربائية في العالم! وجاء ذلك بإنتاج 3.02 مليون سيارة كهربائية مقارنةً ب 1.81 مليون من شركة تسلا.

لم يحدد تقرير إلكتريك أي الفرق ستتأثر بشكل أكبر أو أقل بتسريح الموظفين؛ ولكن اثنين من كبار المديرين التنفيذيين في تسلا قد سُرحوا وهما درو باغلينو (Drew Baglino) وروهان باتيل (Rohan Patel).

 

كجزء من هذا الجهد، قمنا بمراجعة شاملة للمنظمة واتخذنا القرار الصعب بخفض عدد الموظفين بأكثر من 10٪ على مستوى العالم. لا يوجد شيء أكرهه أكثر من هذا، ولكن يجب القيام به. سيسمح لنا هذا بأن نكون أكثر رشاقة وابتكارًا ونتوق إلى مرحلة النمو التالية – إيلون ماسك عن قرار تسريح الموظفين

تسلا تُغير مسارها: وداعًا Model 2، مرحبًا بـ Robotaxi!

بعد إعلان إيلون ماسك بحماس عن  Model 2في يناير 2024، وهي السيارة الكهربائية الاقتصادية بقيمة 25000 دولار؛ عُلق مشروعها على حسب تصريحات ماسك في الآونه الأخيرة إلى النصف الثاني من 2025. وأعلن ماسك في إبريل 2024 عن إطلاق مشروع Robotaxi وهو سيارة مواصلات ذاتية القيادة. ووفقًا لمصادر مطلعة على الأمر، سُحبت الموديلات من مصنع Gigafactory Texas، وسُرح العديد من الموظفين العاملين به. وصرح ماسك عن رغبته في التوسع الجنوبي لمصنع Giga Texas والذي سيضم مركز بيانات عملاق لمشروع Robotaxi.

N3R10M
مصنع Gigafactory - تصنيع سيارات تسلا

تشهد تسلا، عملاق صناعة السيارات الكهربائية، مرحلة تحول رئيسية تواجه فيها تحديات جمة؛ من جهة، يُلاحظ تراجع السوق العالمي للسيارات الكهربائية لصالح السيارات الهجينة. ومن جهة أخرى، لا تزال تسلا تُمسك بزمام الأمور كأكبر شركة سيارات في العالم بقيمة سوقية تبلغ 490 مليار دولار.     
من المتوقع أن تُواجه تسلا صعوبة في جذب كبار المواهب إذا استمرت عمليات التسريح في التأثير على معنويات الموظفين. وأيضًا ستواجه مشاكل في جذب المستثمرين بسبب تأجيل المشروعات المُعلن عنها وعدم الوضوح. وعلى الرغم من ذلك، يبقى مستقبل تسلا غير مؤكد، لكنه حافل بالوعود.