اليوم وبعد أشهر من التكهنات والشائعات، أعلنت شركة أمازون عن توصلّها إلى عقد اتفاق تستحوذ من خلاله على سوق.كوم والتي تم وسمها بالفعل على مدار الأعوام الماضية بـ " أمازون الشرق الأوسط ". بهذا الاتفاق سینضم سوق.كوم إلى عائلة شركة أمازون، مما سیتیح لموقع سوق.كوم المزید من الفرص للنمو إضافة إلى التوسع وربما عزو الأسواق حول العالم.

أمازون تستحوذ على سوق.كوم

ووفقًا للشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي؛ فإن اهتمام أمازون بمنطقة الشرق الأوسط وسعيها لدخول أسواقها هو أمر جيد يؤكد صحة سياسة دبي الاقتصادية بشكلٍ عامٍ حينما تم إطلاق مدینة دبي للانترنت عام 1999 ،واعتماد قانون التجارة الإلكترونیة عام 2002. الأمر الذي يجعلها مركزًا إقلیميًا وعالميًا يحتضن كبرى الشركات الدولیة ورواد الأعمال حول العالم جنبًا إلى جنب مع المستثمرين الجدد وأصحاب الأفكار المبتكرة.

بهذه المناسبة یقول راس غراندینیتي، نائب الرئیس الأول في شركة أمازون:

تشارك شركة أمازون سوق.كوم نفس القیم والتوجه من حیث الخدمات المقدمة للعملاء والابتكار والتخطیط الطویل الأمد. یُعدّ سوق.كوم رائداً و عملاقا للتجارة الإلكترونیة في الشرق الأوسط، ویقدم لعملائه في المنطقة تجربة تسوّق رائعة. و لذلك فنحن نتطلع على حد سواء إلى اكتساب المعرفة بالأسواق المحلیة منهم وإلى تقدیم الدعم لهم مع تقنیات شركة أمازون المتطورة والمتمیزة إلى جانب مواردها العالمیة. یداً بید، سنعمل على توفیر أفضل خدمة ممكنة إلى ملایین العملاء في الشرق الأوسط.

من جهته، یقول الرئیس التنفیذي والمؤسس المشارك لدى سوق.كوم، رونالدو مشحور:

معًا شركة أمازون وسوق.كوم سیكونان كدرع واحد في التجارة الإلكترونیة عالمیًا، وتشكّل صفقة الاستحواذ هذه خطوة رئیسة في مسیرة تعزیز مكانتنا ونمو حضورنا لتقدیم خدمات أفضل وأشمل لعملائنا في المنطقة." ویضیف: "من خلال انضمامنا إلى أسرة شركة أمازون، ستُتاح لنا الفرصة للتوسع والارتقاء بعملیات التوصیل مع سرعة أعلى وإتاحة خیارات أكثر للعملاء، فضلاً عن سجل شركة أمازون المتواصل في تمكین البائعین وضمان رضاء المستهلكین.

هذا ومن المتوقع أن ينتهي إتمام عملية الاستحواذ في 2017، بعد الاتفاق النهائي على شروط الصفقة.

ومع ذلك؛ لم يتطرق البيان المشترك لأمازون وسوق.كوم إلى سعر صفقة الاستحواذ، إلا أن عددًا من التقارير قد أشارت في وقتٍ سابقٍ من الأسبوع الماضي أن الشركتين قد اتفقتا بالفعل على ما يقارب 650 مليون دولار أمريكي.


إن كنت غير متابع لما يحدث في عالم التجارة الإلكترونية على مدار السنوات الماضية، أقدم لك في الأسطر القادمة ملخصًا لتاريخ سوق.كوم منذ إنشائها وحتى لحظة إعلان أمازون صفقة الاستحواذ.

تاريخ سوق.كوم منذ إنشائها 2005 وحتى اليوم 28 مارس 2017

بدأ موقع سوق.كوم عام 2005 كموقع تابع لشركة مكتوب، ولم يكن حينها بالصورة التي نعرفها الآن، فقد اقتصر في ذلك الوقت على المزادات حتى جاءت النقطة الفاصلة في تاريخ سوق عام 2009 حينما قامت شركة ياهو بالاستحواذ على مكتوب ولكن دون سوق -لحسن الحظ-. ومنذ ذلك التوقيت تم إنشاء مجموعة جبار للانترنت برأس مال 20 مليون دولار وضمت تلك المجموعة في طياتها جميع الشركات التابعة سابقًا لمكتوب والتي لم ترغب ياهو في الاستحواذ عليها ضمن صفقة مكتوب.

كانت نقطة التحول الفاصلة الثانية في حياة سوق عام 2011 حينما بدأ سوق بالشكل الذي نعرفه الآن أي عندما تحول إلى التجارة الإلكترونية عبر الانترنت وتخلى عن فكرة المزادات.

النقطة الثالثة والمضيئة في حياة سوق بدأت مع عام 2012 وحتى 2016 حيث استطاعت أن تجذب أنظار عددٍ كبير من المستثمرين لتنتقل خلال تلك الفترة من رأس مال لا يتجاوز 20 مليون دولار بدأتها مجموعة جبار لتنتقل إلى مرحلة رأس مال بحجم 425 مليون دولار من عدة مستثمرين لعل أبرزهم وأكبرهم نصيبًا في سوق هما Tiger Global و Naspers.

 

ورغم أن الشراء عبر الإنترنت غير شائع في المنطقة العربية ولا يشكل سوى 2% من حجم القوة الشرائية لمستهلكي الشرق الأوسط إلا أن سوق استطاعت أن تلاقي الشعبية الكافية في المنطقة حيث استطاعت -على سبيل المثال- أن تبيع ما يزيد عن مليون مُنتج في أربعة أيامٍ فقط من نوفمبر الماضي أثناء فعاليات الجمعة السوداء لعام 2016. الأمر الذي جذب أنظار عدد أكبر من المستثمرين لعل أبرزهم على الإطلاق شركة أمازون وشركة إعمار وغيرهم مثل eBay ومجموعة ماجد الفطيم الإماراتية.

إلا أن أمازون وإعمار كانتا الأقرب حيث رصدت جريدة بلومبرج اهتمام رجل الأعمال محمد العبّار -صاحب شركة إعمار والتي تمتلك مول دبي وبرج خليفة، كما أن له أسهمًا في شركة أرامكس بالإضافة إلى أنه مالك نون.كوم المنافس المحتمل في ذلك التوقيت لسوق- بالاستحواذ على شركة سوق والدخول في منافسات مع أمازون بهذا الشأن ويُقال إن شركة إعمار وصاحبها العبّار قد رفعا سعر الصفقة إلى 800 مليون دولار.

 بيد أن السبق كان لأمازون التي فتحت في وقتٍ سابق باب المفاوضات مع سوق.كوم للحصول على نسبة 30% من أسهم الشركة، والتي كان من شأنها أن ترفع من القيمة التسويقية لسوق إلى 1 مليار دولار. كان هذا قبل أن تبدأ مفاوضات الاستحواذ الكامل على الشركة.

النقطة الرابعة والأخيرة في حياة سوق -كما نعرفها- كانت اليوم 28 مارس 2017 ومع نهاية الربع الأول من العام الجاري، تمت عملية الاستحواذ بشكل نهائي لصالح أمازون برقم غير معلومٍ حتى الآن لتبدأ مرحلة جديدة لا نعلم ملامحها حتى هذه اللحظة.

أمازون سوق.كومختامًا؛ يجب أن نتكلم هنا عن المصير الذي ينتظر كلًا من أمازون وسوق في الفترة المقبلة. بالنسبة لأمازون فقد استطاعت باستحواذها على سوق أن تخطو أولى خطواتها في الشرق الأوسط والذي يمثل بيئة استهلاكية خصبة بواقع أكثر من 50 مليون مستهلك في المنطقة فضلًا عن كونها منطقة أسواق غير مستغلة نسبيًا بالنظر إلى أن نسب الشراء عبر الانترنت لا تتجاوز 2% من إجمالي الإنفاق وذلك وفقًا لتقاير من McKinsey. كذلك يصح القول أن منطقة الشرق الأوسط تخلو من المنافسة القوية في هذا المجال في الوقت الراهن -لا تنس أن نون.كوم سوف يكون منافسًا شرسًا لأمازون في المنطقة-. أما بالنسبة لسوق، فربما تبدو هذه الصفقة خطوة للوراء على الأقل من الناحية المادية -إن صدقت التقارير القائلة بأن قيمة الصفقة لم تتجاوز 650 مليون دولار- بالنظر إلى أن قيمة الشركة التسويقية قد قُدرت مطلع العام الجاري بحوالي مليار دولار. ومع ذلك، فإن الصفقة تمثل عائدًا للمستثمرين الذين بلغت إسهاماتهم داخل الشركة مجتمعين حوالي 425 مليون دولار في الفترة ما بين 2012 و 2016. من بين هؤلاء المستثمرين Ballie Gifford, IFC Venture Capital Group, مجموعة جبار للانترنت, MENA Venture Investments, Naspers, Standard Chartered Bank و Tiger Global Management.

ما رأيك بصفقة استحواذ أمازون على سوق.كوم ؟ وهل تمثل خطوة إلى الوراء بالنسبة لسوق؟ شاركنا رأيك في التعليقات.