سام بنكمان فرايد يواجه حكمًا بالسجن 25 عامًا بعد إفلاس شركته FTX
وقعت محكمة جنوب نيويورك حكمًا على سام بنكمان فرايد، رائد الأعمال الأمريكي ومؤسس شركة FTX لتداول العملات المشفرة، بالسجن لمدة 25 عامًا؛ ذلك بعد أن أدانته المحكمة بتهم الاحتيال وسوء استخدام أموال المستثمرين عبر شركته التي أعلنت إفلاسها بنهاية عام 2022.
وطبقًا لحيثيات الحكم؛ أدانت المحكمة بنكمان بأنه احتال على مستثمري وعملاء شركته للإبقاء على أموالهم داخل الشركة المُنهارة؛ رغم علمه مسبقًا بتعرض شركته لخطر الإفلاس. وأُدين بنكمان أيضًا بسوء استخدام أموال المستثمرين، إذ حملته المحكمة المسؤولية كاملةً في الأزمة التي تعرضت لها شركة FTX، والتي انتهت بإفلاسها في نوفمبر 2022.
طالع أيضًا: صعود جنوني جديد في سعر البيتكوين - الأسباب والتوقعات
سام بنكمان فرايد وإفلاس FTX
في مايو 2019، أسس سام بنكمان فرايد شركة FTX مع رجل الأعمال والمبرمج الأمريكي الصيني غاري وانغ. وبدأت FTX أعمالها كشركة للتداول متخصصة في مجال العملات المشفرة. وبعد ستة أشهر فقط من تأسيس الشركة، اشترت شركة Binance حصة 20% من أسهم الشركة تقريبًا باستثمارات بلغت 100 مليون دولار آنذاك. ولهذا، بدأت FTX بدايةً قويةً ومبشرةً لجميع المستثمرين.
ومع ذلك، نُشرت إحدى الوثائق المُسربة التي كشفت تلاعب FTX من خلال احتفاظها بكمية ضخمة جدًا من عملات الشركة الرقمية؛ FTT، بين شركة FTX وشركة Alameda التي يملكها بنكمان أيضًا. وطبقًا للتسريب؛ استُخدمت هذه الكميات الضخمة كضمانات للقروض التي تتحصل عليها الشركة. ولهذا؛ قررت شركة Binance إلى بيع كل ما تملكه من عملات FTT بما يُعادل 500 مليون دولار تقريبًا، ما دفع جميع المستثمرين في العملة إلى بيعها للتخلص منها قبل انهيارها. وبالفعل، بدأ سعر العملة في الهبوط بشكل مفاجئ؛ لتدخل شركة FTX في أزمة سيولة بعد تفاقم طلبات السحب لتصل إلى 6 مليار دولار تقريبًا في يوم واحد.
ولحل هذه الأزمة؛ قرر بنكمان اللجوء إلى شركة Binance، والتي عرضت إبرام صفقةً مع FTX للاستحواذ عليها بالكامل لحل هذه الأزمة. ومع ذلك، لم تؤكد Binance قرارها الأخير لبنكمان، إذ وضعت شرطًا يتيح لها الانسحاب من الصفقة في أي وقت. ووضعت Binance هذا الشرط بسبب انتشار العديد من الأنباء بأن شركة FTX تُسيء استخدام أموال مستثمريها وتتلاعب بالسوق. وبالفعل، تأكدت صحة هذه الأنباء بعض التحقيقات التي أجرتها Binance لتُقرر انسحابها من الصفقة رسميًا؛ ما أدى في النهاية إلى انهيار شركة FTX بالكامل لتُعلن إفلاسها في نوفمبر 2022.
وُصف هذا الحدث بأنه ضمن أعظم أحداث ضياع الثروات في التاريخ، إذ بلغت ثروة بنكمان 26 مليار دولار قبل إعلان إفلاس شركته. ويُعد هذا الحدث بيانًا عمليًا على مدى خطورة التداول غير الحكيم وغير المُنضبط في سوق العملات المشفرة؛ فقد تتهاوى من القمة إلى القاع بين ليلة وضحاها.
سام بنكمان فرايد يواجه حكمًا بالسجن 25 عامًا
اُدين بنكمان فرايد بتهم الاحتيال على مستثمري وعملاء الشركة بسبب محاولاته المستمرة في نفي أي صراعات بين شركته وشركة Binance؛ بل إنه حاول أيضًا إخفاء شرط Binance الذي يسمح لها بالانسحاب في أي وقت من صفقة الاستحواذ على FTX؛ إذ نفى وجود أي نزاعات بين الشركتين مؤكدًا على حل أزمة السيولة بالشركة بعد إتمام الصفقة.
وأدانت المحكمة بنكمان أيضًا بسوء استخدام أموال الشركة؛ ذلك بسبب احتفاظه بكميات ضخمة من عملات FTT المشفرة لتكون ضمانًا للقروض التي تتحصل عليها شركته؛ وهو ما يؤدي إلى تعريض الشركة للعديد من المخاطر، خاصةً وأن الشركة تتقاسم رصيدها من هذه العملات مع شركة Alameda المملوكة لبنكمان؛ وقد أخفى بنكمان هذا الأمر عن مستثمري وعملاء FTX. ولهذا؛ رأت المحكمة أن بنكمان هو المُسبب الرئيسي لأزمة شركة FTX من البداية؛ كما أنه استمر في خداع مستثمري وعملاء الشركة من خلال طمأنتهم رغم علمه بمصير الشركة المحتوم إلى الإفلاس.
وبناءً على هذه التهم التي أثبتتها المحكمة؛ حُكم على بنكمان بالسجن لمدة 25 عامًا؛ بالإضافة إلى مصادرة ممتلكاته وتغريمه 11 مليار دولار تقريبًا لتعويض المُتضررين من مستثمري وعملاء شركته.
من قراءتنا لهذه القصة؛ نتبين قدرة حيتان سوق العملات المشفرة على البطش بالشركات الناشئة. بالطبع لا نعفي بنكمان من الخطأ؛ ولكن ما فعلته شركة Binance في FTX يستحيل تحقيقه في أي مجال آخر عدا سوق العملات المشفرة!
?xml>