مع سلسلة النجاحات التي تقدمها شركة AMD في الوقت الحالي والتي لا تخفى على أحد، تسعى الشركة لتثبيت قدمها بشكل قوي في العديد من الأسواق المهمة بعيداً عن سوق الأجهزة المكتبية الخاصة بالمستهلكين. فعلى الرغم من أهمية سوق المعالجات المكتبية والمعالجات الخاصة بالأجهزة المحمولة، فإن الشركة توجه الكثير من الاهتمام لأحد الأسواق الأكثر فائدة من جانب الربح المادي، وهو سوق الأجهزة الخاصة بالخوادم. ويظهر ذلك جلياً في رغبة الشركة وتقاريرها المستمرة التي تتحدث عن هذه السوق وعن معالجات EPYC من الجيل الثاني .

هذا تحديداً ما تنتوي AMD عمله في الفترة المقبلة، حيث أن هدف الشركة في النصف الأول من عام 2020 المقبل هو الوصول الى حصة سوقية تصل الى 10% من سوق الخوادم، طبقاً لما جاء على لسان السيد روث كوتر ، المتحدث الرسمي لقسم التسويق العالمي في AMD ، خلال مؤتمر UBS Global Tech. خلال المقابلة ركّز Ruth على جهود الشركة الخاص بقسم الخوادم من خلال تقديمها الجيل الأول والثاني من معالجات EPYC والتي ساعدت ليس فقط على استعادة AMD سمعتها المتمثلة في تقديم خارطة طريق صلبة متعددة الأجيال لقسم الخوادم فحسب، بل ساعدتهم أيضًا على تكوين بيئية متكاملة رائعة حول منصة EPYC . فمنذ إطلاقها حصلت معالجات EPYC على صفقات كبيرة مع كبار موردي الحواسيب خارقة الأداء، بما في ذلك مزودي الخدمات السحابية مثل Microsoft Azure و Amazon AWS الذين يستخدمون الآن معالجات EPYC من AMD لتشغيل مخدّماتهم السحابية.

أقرّت AMD أن حصتها السوقية في سوق الخوادم في الفترة الحالية تصل الى 7%، وأنها تريد الوصول الى نسبة 10% من الحصة السوقية قبل النصف الأول من عام 2020. كما أشارت الشركة أن هدفها الأصلي هو الوصول الى الحصة السوقية التاريخية التي وصلت اليها الشركة في الحقبة الذهبية التي استمرت من عام 2003 حتي عام 2006 مع معالجات الخوادم الشهيرة Opteron الخاصة بها. ولكن للوصل للهدف هذا ستجعل هناك خطوات أو أهداف أصغر في البداية مثل الوصول الى 10% في عام 2020 ، ومن ثم وضع هدف أخر جديد لنقل مثلاً 20% بحلول عام 2022 وهكذا. وبالنظر لهذه الأهداف وتقدم الشركة في سوق الخوادم في الفترة الحالية، وما يمر به المنافس من مشاكل في العرض فلا تبدو ال10% بعيدة، بل يمكننا القول أن AMD قد تستطيع الوصول اليها قبل حتى الربع الثاني من العام القادم.

موقف Intel

حتى Intel نفسها تقر بنمو AMD السريع، وهو ما قاله الرئيس التنفيذي السابق لشركة إنتل براين كرزانيتش في عام 2018، بأن وظيفتهم هي عدم السماح لـ AMD بالوصول الى 15-20٪ من الحصة السوقية، ولكن الوضع في انتل الأن لا يسمح لهم بهذه المجازفة، وهو ما قاله بوب سوان ، خلال مقابلة أجريت معه مؤخرًا أنه لم يعد مهتمًا بمطاردة الحصة السوقية من ناحية المعالجات المركزية، لأنه يعتقد أن ذلك سيضر بنمو الشركة.

أحد العوامل التي تصب في مصلحة AMD هو توافق مقابس معالجات الخوادم الخاصة بها، وهو ما يوفر سهولة أكبر على الشركات والمؤسسات التي تستعمل المعالجات الأقدم من التحديث والانتقال بين هذه الأجيال بدون مشاكل، الأمر الأخر هو استعداد الشركة لإطلاق الجيلين القادمين من معالجات الخوادم في العامين المقبلين، وهي معالجات Milan و Genoa المبنية على معماريّتي Zen 3 و Zen 4 في عامي 2020 و 2021 لكي لا تدع أي متنفس لإنتل.

ومع تقدم AMD في سوق الخوادم لا يمكننا نسيان سوق المعالجات الخاصة بالمستهلكين والتي استطاعت AMD بالفعل الوصول الى مستويات قوية في الحصة السوقية الخاصة بها لتصل الى 18% وهو رقم قريب جداً من الرقم التاريخي أيضاً للشركة والذي يبلغ 25%، ومع ما نراه اليوم من المبيعات التاريخية للشركة والنجاح المبهر لها، فإننا قد نرى قريباً رقم قياسي جديد للحصة السوقية للمعالجات الخاصة بالشركة على صعيد الأسواق المختلفة، ليس فقط لتصل الى حصتها السوقية التاريخية في كل هذه الأسواق بل لتتخطاها لما هو أبعد من ذلك، بل ومن الممكن أن تنقلب الطاولة رأساً على عقب في المستقبل في حال لم تقدم انتل ما يستطيع مواجهة هذا الاعصار الجامح الذي يسمى Ryzen .