علي الرغم من أن شركة Apple تعتبر أحد أكبر الشركات التقنية في العالم في وقتنا الحالي، إلا أن ذلك لم يمنع الشركة من ممارسة بعض التدابير المخادعة في الفترات الماضية ولكن إلي أي مدي قد تتمادي الشركة في الخداع ؟ بالتأكيد يجب أن يكون هناك حدود لهذه المخادعات بمعني أنني يمكنني ان أقوم بمخادعة المنافسين مثلاً للوصول إلي مستوي أعلي من المنافسة طالما لم يصل الأمر إلي الأذية المباشرة ولكن لا يجب علي أن أتمادي إلي خداع حتي عملائي!!. ولكن للأسف هذا ما فعلته الشركة في الفترة الأخيرة، فطبقاً للكثير من الأخبار والتقارير والشكاوي من المستخدمين فإن هناك خطب ما مع الهواتف القديمة بعد تنصيب أخر التحديثات لنظام التشغيل من الشركة...

شركة Apple

ومع هذه الضغوط الكثيرة علي الشركة تم الاعتراف بأنه قد تم اختراق و بهدوء أجهزة iPhone القديمة وتقليل أداء بطارياتها، وهو ما دفع إلي تقديم زوج من الدعاوى القضائية ضد أبل بزعم الاحتيال والممارسات الخادعة من قبل الشركة، ومع أخر إصدار من نظام التشغيل iOS أصبح الأمر أكثر وضوحاً خاصة بعد مقارنة GeekBench بين نظام التشغيل هذا وما قبله، وهو ما دفع الشركة في النهاية (مجبرة) علي إدلاء تصريحاتها والتي ضمت فيما بينها أنها إضطرت إلي إبطاء الهواتف القديمة لأغراض معينة...

الوضع المتأزم هذا له علاقة بطول عمر بطاريات Li-ion والتي نعلم جميعاً أنها  تفقد قدرتها مع تقدمها في السن، وهو ما يعني أيضا جهد أقل، ولكن اتضح أن أبل لم تضع في حسبانها هذه النقاط عندما صممت هواتفها الأقدم، والجهد الخاص بهذه الهواتف يمكن أن ينخفض لأقل مما هو مطلوب لتشغيل منصة A-series، وبدون الجهد الكافي يمكن للهاتف اغلاق نفسه دون سابق إنذار لحماية الدوائر الداخلية. وهنا لجأت أبل لحل هذه المشكلة عن طريق اختناق الأداء في هذه الهواتف علي أساس الجهد الخاص بالبطارية، مما يعني أنه كلما قل أداء البطارية يقل أداء الهاتف بشكل عام!!.

وقد تم رفع أول دعوى قضائية من الدرجة الأولى في إلينوي تتهم أبل بانتهاك الغش للمستهلك، حيث أن شركة أبل كان من المفترض لها إخطار المستهلكين بهذا الأمر ولكن فضلت الشركة عدم إخطار المستخدمين بهذا العمل وتقليل أداء هواتفهم، وحيث أن عددا قليلا جدا من المستهلكين قد يشك في أن مشكلة البطارية هي السبب الرئيسي للأداء البطيء فسيجعل هذا باقي المستهلكين يلجأوون لشراء هاتف جديد، وهو ما سيصب في مصلحة الشركة.

وقد تم رفع دعوي قضائية أخري في لوس أنجيلوس والتي تتهم شركة Apple أيضاً بالخداع وأنها كان لابد لها من إعلام المستخدمين بهذه الخطوة وأن فعلها هذا الأمر في السر يثير الشكوك حول نية الشركة الحقيقية ورغبتها في جعل المستخدمين يلجأوون لشراء هواتف جديدة بدلاً من إستبدال بطارياتهم القديمة...