باعت شركة Intel محفظة التكنولوجيا اللاسلكية للأجهزة المحمولة والأجهزة الالكترونية الأُخرى من خلال صفقة أبرمتها مع شركة Apple في يوليو الماضي. و نتيجة لهذه الصفقة ، انتقل 2200 موظف من إنتل إلى شركة أبل ، كما اكتسبت شركة أبل السيطرة الكاملة على الملكية الفكرية والمعدات والمواقع الخاصة بشركة إنتل. وقد كلفت هذه الصفقة شركة Apple مبلغ 1.5 مليار دولار، ويعتقد الكثيرون أنها الخطوة الأولى نحو توفير أجهزة مودم خلوية مخصصة من الشركة.

تصمم آبل بالفعل معالجاتها الخاصة بهواتف iPhone و iPad ، ومع بدء شبكات 5G في الظهور و الانتشار في جميع أنحاء العالم ، يشاع أن الشركة بدأت تبحث عن طرق لتحويل اعتمادها بعيد عن الشركات الخلوية أيضًا، لتوفر لنفسها استقلالاً من هذه الناحية أيضاً. وقد زعمت Intel في وقت الصفقة أن هذه الصفقة ستتيح لها تحرير بعض الموارد والدخل لتطوير دعم تقنية 5G لأجهزة الكمبيوتر الشخصية ومشغلي الشبكات بل وحتى إنترنت الأشياء. ولكن وحتى الآن ، و مع نهاية عام 2019 ، يشير تقرير من IAM إلى أن Intel تعرض المزيد من براءات الاختراع الخاصة بها للبيع !! .

IoT إنترنت الأشياء شركة Intel براءة اختراع

فوفقًا للتفاصيل ، فإن شركة Intel تبقى لها محفظتي براءات اختراع بعد أن أبرمت الصفقة مع Apple ، وتقوم الشركة بطرح أصغر هذه الحقائب للبيع الوقت الحالي. مع أكثر من 80 شهادة براءة و 400 براءة اختراع، بالإضافة إلى ذلك ، تشير IAM إلى أن أكثر من 95 من براءات الاختراع قد تم استخدامها كأساس من قبل مكتب الولايات المتحدة للبراءات والعلامات التجارية لرفض طلبات براءات الاختراع أخرى مقدمة من شركات الطراف الثالث لتقنيات مشابهة أو قريبة. تتوقع Intel مؤشرات غير ملزمة من قبل المشترين المحتملين بحلول نهاية مارس 2020 ، حيث تفضل الشركة أن ينظر المشترون في المحفظة الكاملة للتقنيات بدلاً من التقنيات أو براءات الاختراع المفردة (شراء المحفظة كاملة). وذلك نظرًا لكون تقنيات الجيل الخامس 5G على الأبواب وكون تقنيات IOT أو الإنترنت الأشياء سوف تستفيد بشكل كبير من الجيل التالي من معيار الاتصال الخلوي المذكور، لذلك فإن محفظة براءات إنتل من الممكن أن تساعد الشركات القائمة على تطوير تقنيات جديدة وتجنب التقاضي في حالة القيام بخرق حقوق الملكية لتقنيات توفرها انتل بالفعل. كما يمكن أن تساعد هذه المحافظ أيضًا الشركات الناشئة على اكتساب موضع قدم في هذه السوق التي ستتوسع كثيراً خلال العامين المقبلين.

تناقضات شركة Intel

الأمر الغريب هنا هو أن شركة Intel نفسها أعرضت في وقت سابق عن نيتها في توسعة أعمالها في القطاعات المختلفة الأخرى غير سوق الأجهزة المكتبية والمعالجات، ولكن ما نراه الأن يطرح المزيد من التساؤلات ويضيف الكثير من الحيرة حول خطة انتل بالتحديد والتي تبدو متخبطة الى حد كبير للغاية، فمع تخلي انتل عن براءات الاختراع الخاصة بها واحدة تلو الأخرى وخسائرها المتصاعدة في سوق المعالجات المركزية وسوق الحواسيب بشكل متصاعد، ودخولها على حرب شرسة من كلاً من NVIDIA و AMD في سوق البطاقات الرسومية، يبقى سؤال واحد لدينا نطرحه على شركة  Intel، "وماذا بعد يا انتل ؟"..