
جوجل تدخل نادي الـ 3 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ!
للمرة الأولى على الإطلاق، تجاوزت القيمة السوقية لشركة Alphabet (الشركة الأم لـ Google) حاجز الـ 3 تريليون دولار أمريكي؛ لتنضم بذلك إلى النادي الرفيع الذي لم يضم قبلها سوى آبل و مايكروسوفت و نفيديا، ويأتي هذا الإنجاز الهائل الذي تحقق اليوم - الاثنين، الخامس عشر من سبتمبر 2025 - بعد ارتفاع سعر سهم الشركة إلى مستويات قياسية ليمثل تتويجاً لعودة Google القوية إلى الواجهة كقائد رئيسي في سباق الذكاء الاصطناعي بعد فترة من الشكوك التي حامت حولها في بداية هذه الثورة التكنولوجية.
محركات النمو: الذكاء الاصطناعي والخدمات السحابية والإعلانات
يعود هذا الصعود الصاروخي في قيمة الشركة إلى ثلاثة عوامل رئيسية عملت سوياً بتناغم تام.
أولاً وقبل كل شيء: النجاح الكبير الذي حققته نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ "Gemini" التي تم دمجها بفعالية في كل منتجات الشركة تقريباً - من محرك البحث إلى خدمات Workspace؛ ما عزز من قدراتها وأعاد ثقة المستثمرين بالكامل في رؤية الشركة المستقبلية.
ثانياً: النمو الهائل والمستمر في قطاع الحوسبة السحابية (Google Cloud) الذي أصبح أحد أهم مصادر الإيرادات للشركة، وقد تزايد الطلب بشكل غير مسبوق على الخدمات السحابية من Google، بشكل خاص من الشركات التي تسعى للاستفادة من بنيتها التحتية القوية لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي خاصتها.
وأخيراً: أظهر قطاع الإعلانات التقليدي - الذي يمثل حجر الزاوية المالي للشركة - مرونة وقوة استثنائية، مواصلاً تحقيق إيرادات ضخمة تمول بدورها الاستثمارات الفلكية التي تضخها Google في مراكز البيانات وأبحاث الذكاء الاصطناعي.
وهكذا، لا تعمل هذه المحركات الثلاثة بشكل منفصل، بل في حلقة متكاملة ومغلقة تعزز بعضها بعضاً بشكل شبه مستحيل الكسر: فأرباح الإعلانات الضخمة تمول أبحاث الذكاء الاصطناعي الفلكية، وابتكارات الذكاء الاصطناعي تجعل الخدمات السحابية أكثر قوة وجاذبية للشركات، ونمو قطاع الخدمات السحابية يفتح بدوره آفاقاً جديدة للإيرادات ويقلل من الاعتماد الكلي على الإعلانات. إنها آلة اقتصادية في نظام مغلق أثبتت أن Google هي الوحيدة التي أتقنت بناءها وتشغيلها بهذا الحجم الهائل.
افساح المجال بين العمالقة
هذا الإنجاز يضع Alphabet في مكانة لم يصل إليها سوى قلة قليلة جداً من الشركات في التاريخ، حيث أن بعد وصول الشركة إلى قيمة تريليون دولار لأول مرة في يناير 2020 استغرقت أقل من عامين لتصل إلى تريليونين في نوفمبر 2021، والآن (بعد أقل من أربع سنوات) أضافت تريليوناً ثالثاً كان من الصعب تحقيقه دون التقدم في تقديم تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي الجديدة، ما يوضح مدى تسارع وتيرة نموها في عصر الذكاء الاصطناعي.
بهذه الخطوة، لا تؤكد Google على صحة استراتيجيتها فحسب، بل ترسل رسالة واضحة للعالم بأنها ليست مجرد مشارك في الثورة التكنولوجية الجديدة، بل هي أحد الأعمدة الرئيسية في هذا المجال.
?xml>