
لماذا تراجع سهم Apple بعد إطلاق iPhone 17 رغم الضجة الكبيرة؟
- تراجع سهم Apple بعد إطلاق iPhone 17 بسبب غياب المفاجآت والابتكار الحقيقي.
- تحمل Apple تكاليف الرسوم الجمركية أثر على هوامش الأرباح وأثار قلق المستثمرين.
- رد فعل السوق تاريخيًا يظهر تراجعات قصيرة ثم تعافي تدريجي بعد الإطلاق.
- قوة Apple الحقيقية تكمن في الحصة السوقية ونمو قطاع الخدمات عالي الربحية.
شهدت Apple يوم التاسع من سبتمبر 2025 حدثها السنوي الذي كشفت فيه عن سلسلة iPhone 17 بوعود كبيرة في الأداء والتصميم.
ورغم أن الحدث جاء بعنوان Awe-Dropping لجذب الأنظار، إلا أن المفاجأة الحقيقية كانت في رد فعل الأسواق المالية، حيث تراجع سهم الشركة بنسبة 1.5 في المئة ليُغلق عند 234.35 دولار، وهو ما يعادل خسارة بمليارات الدولارات من قيمتها السوقية خلال ساعات قليلة فقط.
المنتجات الجديدة في مؤتمر Apple
أعلنت الشركة عن عدة أجهزة جديدة شملت iPhone 17 المزود بمعالج A19 وتحسينات في الذكاء الاصطناعي والكاميرا وعمر البطارية، إلى جانب iPhone Air الذي جاء بتصميم نحيف للغاية بسمك 5.6 ملم وإطار من التيتانيوم.
كما كشفت Apple عن iPhone 17 Pro و Pro Max بقدرات تصوير وأداء متطور، وساعات Apple Watch SE 3 وSeries 11 وUltra 3 بمستشعرات صحية جديدة، وأخيرًا AirPods Pro 3 التي تقدم ميزة الترجمة الفورية للغات.
لماذا هبط سهم Apple بعد الحدث؟
لم يكن انخفاض السهم وليد صدفة، بل جاء نتيجة مجموعة من العوامل. أولها ما يعرف بظاهرة Sell-the-news حيث تكون التوقعات مُسعرة مسبقًا في السوق، ومعظم المزايا كانت قد تسربت قبل الإعلان الرسمي فلم يجد المستثمرون عنصر المفاجأة.
العامل الثاني هو الضغوط على هوامش الأرباح بعد أن تحملت Apple أكثر من مليار دولار من الرسوم الجمركية الأمريكية دون رفع الأسعار، ما أثار القلق من تراجع هامش الربح.
أما العامل الثالث فكان غياب أي اختراق حقيقي في مجال الذكاء الاصطناعي، في وقت يُعتبر فيه هذا القطاع الأهم حاليًا، بينما اكتفت الشركة بتحديثات محدودة مع وعود بانتظار تحديثات أكبر في 2026.
تاريخ رد فعل السوق على إعلانات Apple
التقلبات بعد مؤتمرات Apple ليست جديدة، إذ تظهر البيانات أن السهم غالبًا ما يتراجع بشكل طفيف بعد الإعلانات الكبرى ثم يعود للصعود. على سبيل المثال، يبلغ متوسط التراجع في يوم الإعلان 0.2 في المئة فقط، بينما يعاود الارتفاع بمعدل 2.8 في المئة خلال الشهر التالي.
في حالة iPhone الأول عام 2007 ارتفع السهم بنسبة ضئيلة بلغت 0.07 في المئة في اليوم التالي، لكنه قفز بنحو 16 في المئة خلال الشهر الذي تلا الإطلاق. يؤكد هذا النمط أن رد الفعل الفوري لا يعكس بالضرورة قوة المنتج أو نجاحه في السوق.
ما الذي يجب أن يركز عليه المستثمرون؟
يدرك المتابع الجاد لApple أن تقلبات يوم الإطلاق ليست سوى ضجيج قصير الأمد، بينما تبقى العوامل الجوهرية أهم بكثير. من أبرزها الحصة السوقية العالمية التي بلغت 19 في المئة في الربع الأول من 2025 وفق Counterpoint Research متقدمة على Samsung في بعض الفترات.
أيضا سيطرة Apple على ما بين 60 و62 في المئة من الهواتف التي يتجاوز سعرها 400 دولار، ما يعزز ولاء المستخدمين وقدرتها على تسعير منتجاتها بقوة رغم الضغوط.
أما قطاع الخدمات مثل App Store وiCloud وMusic وPay فيواصل نموه بمعدلات مزدوجة ويحقق هوامش عالية، وأي تباطؤ هنا سيكون مؤشرًا أكثر خطورة من تقلبات مبيعات الأجهزة.
بين الواقع والتسويق في أرقام الشاشات
من بين النقاط المثيرة للجدل حديث Apple عن تقنيات العرض ومعدلات التردد العالية، في وقت نعلم فيه أن هواتف مثل REDMAGIC 7 قدمت منذ سنوات شاشات بتردد 165 هرتز.
الحقيقة أن المسألة ليست مجرد أرقام تسويقية، فالتجربة الواقعية تعتمد على تكامل النظام والتطبيقات مع هذه الترددات لتعمل بسلاسة. الفرق بين 60 و120 هرتز واضح وملموس، لكن الانتقال من 120 إلى 165 ليس بنفس الدرجة من التأثير على تجربة المستخدم.
هنا يبدو أن Apple تستغل قوة علامتها التجارية والترند المحيط بها لتسويق جهازها الجديد، بينما المعلومة المؤكدة والمهمة للمستخدم أن الأداء الفعلي لا يُقاس بالأرقام فقط بل بالمنظومة الكاملة للهاتف ونظامه.
الخلاصة للمستثمرين بعد iPhone 17
لم يكن هبوط سهم Apple بعد مؤتمر iPhone 17 مفاجئًا بالنظر إلى الظرف التاريخي المتكرر وضغوط الهوامش وتوقعات المستثمرين في مجال الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك فإن جوهر الاستثمار في Apple يبقى في متابعتها للحصة السوقية العالمية، وقدرتها على الحفاظ على هيمنتها في الشريحة المميزة، واستمرار نمو قطاع الخدمات.
وإذا تمكنت الشركة من دفع الابتكار في الذكاء الاصطناعي وإدارة تكاليفها بشكل أفضل، فإن هذه الانخفاضات القصيرة قد تشكل فرص شراء قوية تتغلب على مؤشرات الخطر.
?xml>