
من سينقذ آبل؟ دعوات لاستبدال تيم كوك وسط تراجع الابتكار
طالبت شركة أبحاث معروفة بأن تنظر آبل في استبدال تيم كوك من منصبه كرئيس تنفيذي، وجاء ذلك من مُنطلق الحاجة إلى قائد يُركّز على تطوير المنتجات، وليس فقط على إدارة سلاسة الإمداد وسلسلة التوريد.
تعكس هذه الدعوة قلقًا مُتزايدًا من أن تركيز الإدارة الحالي على الجانب اللوجستي جاء على حساب تطوير منتجات مُبتكرة تُعيد الروح إلى الشركة.
في رأيي، القائد الذي يملك رؤية واضحة للمُنتجات المُستقبلية هو الأنسب لقيادة آبل خلال المرحلة القادمة، وبات من الضروري أن تفكر الشركة في قائد يستطيع إعادة روح الابتكار التي ميّزت آبل في بداياتها، بدلًا من الاعتماد الكامل على الاستقرار الإداري فقط.
الأداء المتراجع وتحديات الذكاء الاصطناعي
شهدت أسهم آبل تراجعًا هذا العام بنحو 16⁒، في حين حققت ميتا ومايكروسوفت مكاسب قوية، وهو ما يعكس تأخر آبل في سباق الذكاء الاصطناعي أمام مُنافسيها.

يرى مُراقبون أن تأخُّر آبل في تقديم ميزات ذكاء اصطناعي تنافسية قد يحوّلها مع الوقت إلى نسخة أخرى من بلاكبيري أو نوكيا إذا لم تتدارك الموقف سريعًا.
صحيح أن أسهم آبل شهدت نموًا ضخمًا منذ تولي كوك القيادة، إلا أن هذا التاريخ الناجح لا يكفي وحده لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي الحالية.
برأيي، لا يمكن لآبل أن تعتمد على نجاحات الماضي دون تسريع تبنيها للتقنيات الحديثة، فشركات مثل ميتا ومايكروسوفت أثبتت أن التحرُّك المُبكر في الذكاء الاصطناعي يُعزّز مكانتها السوقية.
تغييرات إدارية وصعود مُرشحين جدُّد
جاء الحديث عن تغيير القيادة في وقتٍ أعلنت فيه آبل تنحّي مدير العمليات جيف ويليامز وتعيين صبيح خان مكانه، وكان يُنظر إلى ويليامز سابقًا كأبرز خليفة مُحتمل لكوك، لكن تبدُّل الأوضاع دفع الأنظار نحو جون تيرنوس "نائب رئيس هندسة الهاردوير".

يرى مُحللون أنّ تيم كوك كان القائد المُناسب في وقته وأثبت نجاحه، لكن بعد هذه التغييرات داخل الشركة، ربما يكون الوقت مُناسبًا لإجراء تغيير جذري في القيادة لا التدرُّج فيه.
في رأيي، هذه التغييرات الإدارية تعكس استعداد آبل للتجديد، وقد يكون من المناسب تعيين رئيس تنفيذي جديد يجمع بين الخبرة التقنية والقدرة على دفع عجلة الابتكار تمامًا كما فعلت شركات كبرى عندما غيرت قياداتها لدفع روح التجديد التكنولوجي.
استمرار كوك بين ثقة المجلس والتحذيرات الداخلية

رغم كل هذه الضغوط، لا تظهر أي مؤشرات واضحة على نية تيم كوك المُغادرة قريبًا، إذ لا يزال مجلس الإدارة يرى فيه القائد القادر على الحفاظ على استقرار الشركة وإعادة تصحيح المسار إذا لزم الأمر.
بل تشير بعض التوقعات إلى إمكانية تولّي كوك منصب رئيس مجلس الإدارة مُستقبلًا إلى جانب دوره التنفيذي، ما سيعزز من نفوذه داخل الشركة.
لكن في المُقابل، هناك تحذيرات من كبار التنفيذيين في آبل من أن بطء الشركة في تبنّي الابتكار قد يعرضها لمخاطر كبيرة مُستقبلًا.
من وجهة نظري، تمسُّك مجلس الإدارة بكوك مفهوم بالنظر إلى سجله الناجح في قيادة الشركة وتحقيق الأرباح المُستقرة، لكنه وحده لا يكفي، إن لم تتحرك آبل بسرعة في تطوير المُنتجات الرائدة والتقنيات المُستقبلية؛ قد تجد نفسها مُجبرة لاحقًا على اتخاذ قرار بتغيير القيادة لضمان استمرار تميزها في السوق.
?xml>