منذ شهور عديدة ونحن اللاعبون نعاني أشد المعاناة من ارتفاع أسعار بطاقات الرسوميات، القلب النابض والمتطلب الأساسي لأي جهاز مبني للألعاب. الارتفاع الجنوني الذي سببه ما يسمى بتعدين العملات الرقمية أو العملات المشفرة Crypto Currency، الوباء الذي اجتاح العالم خاطفاً بطاقات الرسوميات من أيدي اللاعبين وواضعاً إياها في أيدي المعدنين. وتستخدم معالجات الرسوميات GPUs في التعدين لقدرتها على حل معادلات رياضية شديدة التعقيد للحصول على جزء من العملة المشفرة. و تتناسب قدرة التعدين مع عدد بطاقات الرسوميات الموضوعة جنبا إلى جنب في جهاز التعدين الواحد. وهو بالطبع ما ترتب عليه إلى إقبال المعدنين على شراء البطاقات الرسومية بكميات مهولة، مسبباً نفاذها في المتاجر. وبحسب مبدأ العرض والطلب، فلا حاجة لنا في القول أن هذا أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار البطاقات، هذا إن وجدت من الأساس.

ويظل المستفيد الوحيد هنا هو صناع البطاقات الرسومية أنفسهم حيث تصب الحاجة إلى البطاقات بهذا الشكل في مصلحتهم، فقد ارتفعت مبيعاتهم حتى كسرت سقف التوقعات. وأصبحنا نرى قيمة أسهمهم في السوق تتضخم إلى الضعف في حالة الفريق الأخضر, متتبعة صعود أسعار العملات.

[caption id="attachment_200904" align="aligncenter" width="620"]أجهزة Bitmain ASIC Miners أجهزة Bitmain ASIC Miners[/caption]

هل تنقذ Bitmain ASIC Miners الموقف؟

استمر هذا الوضع قرابة العام، بطاقات الرسوميات تحولت من أداة تمييز للاعبين إلى آلة تدر الدخل بطريق مباشر بتعدين بعض العملات المستفيدة من عمل معالجات الرسوميات مثل الإيثيريوم الذي شهد ارتفاعاً جنونياً منذ ابريل العام الماضي وحتى مطلع هذا العام. ولكن يبدو أن حلاً قد أصبح وشيكاً، حلاً سيكون بمثابة المنقذ للاعبين ونذيراً بالشؤم لصانعي المعالجات الرسومية.

شهدت شركة تحليلات اقتصادية تسمى Susquehanna من خلال أحد مختصيها ويدعى كريستوفر رولاند بتقليص قيمة انفيديا و AMD في السوق نتيجة لبعض التقارير عن نجاح شركة صينية تسمى Bitmain في صنع أول ASIC - Application Specific Integrated Circuit لتعدين عملة الإيثيريوم، وتقوم حالياً بتجهيزها للتوزيع في الربع الثاني من هذا العام. مع قدوم المزيد من الأجهزة من شركات منافسة قريباً بعد.

يتوقع السيد رولاند أن يضر هذا بمبيعات بطاقات الرسوميات وانعكاسها على أسهم الشركات المصنعة. وأعطى على ذلك مثالاً بتنبؤه بانخفاض سعر سهم AMD إلى 7.5 دولار من 13، أما سهم الفريق الأخضر فوفقاً للتوقعات فسينخفض إلى 200 دولار من 215.

ليست تلك أخباراً سارة من الناحية الاقتصادية للشركتين. ولكنها على الأقل قد تعني استقراراً في أسعار البطاقات الرسومية للاعبين، مما يمكنهم من العودة إلى السوق مرة أخرى لتلبية احتياجاتهم.