
صانعوا أشباه الموصلات لا يتوقعون تفاقم نقص الرقائق بسبب حرب أوكرانيا
لا شك أن الكثير من الخِدْمَات اللوجستية في العالم في حالة من الفوضى بسبب جائحة COVID-19. والآن، وبعد أن دقّت طبول الحرب، ألقت روسيا بثقلها على هذه المسألة من خلال غزوها لأوكرانيا بعد فترة طويلة من النزاعات السياسية في الفترة الماضية. ومع بَدْء الهجوم الأولي في الساعات الأولى من يوم 24 فبراير، أطلق محللوا صناعة أشباه الموصلات العنان لأنفسهم لتحليل الموقف بعيون مُتطفّلة مُتسائلين "كيف يمكن أن يؤثر هذا المأزق، والعقوبات السياسية والاقتصادية التالية تجاه روسيا، على صناعة أشباه الموصلات؟".
إقرأ أيضاً : الحرب الروسية على أوكرانيا: لأن زيادة الأسعار الحالية ليست كافية!
وفي هذا الصدد، قال جون نيوفر، الرئيس التنفيذي ورئيس اتحاد صناعة أشباه الموصلات: "صناعة أشباه الموصلات لديها مجموعة متنوعة من موردي المواد والغازات الرئيسية، لذلك لا نعتقد أن هناك مخاطر فورية لتعطل الإمدادات تتعلق بروسيا وأوكرانيا". وقد وافقت شركة Intel هذا الرأي بشكل واضح، حيث أخبر ممثل الشركة بلومبرج أن الشركة لا تتوقع "أي تأثير على سلسلة التوريد لدينا. إن استراتيجيتنا المتمثلة في وجود سلسلة توريد عالمية متنوعة تُقلل من مخاطر الانقطاعات المحلية المحتملة.".
الجدير بالذكر هُنا هو أن أوكرانيا تُعد أحد أكبر مورّدي غاز "النيون"، وهو غاز نبيل يلزم وجوده لإتمام عِدّة خطوات في سلسلة توريد تصنيع أشباه الموصلات. وتُعتبر شركات مثل ASML و Micron من أكبر مشتري النيون الأوكراني؛ لكن هذه الشركات أعلنت أن مصادر إمدادها من النيون والمخزون الحالي للغاز النبيل متوافرة على المستوى المطلوب، لكبح أي تأثير خطير قد ينتج عن الأضرار التي لحقت بقُدرات التصنيع والخدمات اللوجستية في أوكرانيا.
وقال سانجاي ميهروترا، الرئيس التنفيذي لشركة ميكرون، في مقابلة بلومبرج : "بالنسبة إلى شركة ميكرون، لدينا جزء صغير من غازاتنا النبيلة يأتي من أوكرانيا، وبالطبع لدينا مخزون كبير ولكن الأهم من ذلك أن لدينا مصادر متعددة للإمداد، ولدينا فترات طويلة من التوريد مع هؤلاء الموردين. وبينما نواصل مراقبة الوضع بعناية ونأمل بالتأكيد أن يتراجع الوضع، نعتقد، بناءً على التحليل الحالي، أن سلسلة التوريد الخاصة بنا من الغازات النبيلة في حالة معقولة.".
لذا وعلى ما يبدو فبالنسبة للبعض الأمر سيبقى على ما هو عليه. أما بالنسبة لنا نحن كمُتابعين، فيبقى أن نرى كيف سيؤثر الصراع على سلاسل التوريد العالمية. وعلى كل حال، وأيّاً كانت النتائج، فهناك شيء واحد مؤكد: ستكون هناك عواقب اقتصادية للوضح المُثار من روسيا والتي ستؤثّر بالتأكيد ويتردد صداها في جميع أنحاء أسواق العالم. ولكن يبدو أن تصنيع أشباه الموصلات لن تكون من الصناعات التي ستقع في مرمى النيران هذه المرة.