تحتل الشركات الأمريكية والصينية أسواق التقنية بشكل عام في مختلف الأسواق العالمية خاصة فيما يخص الخدمات الالكترونية من محركات البحث, مواقع التواصل الاجتماعي, الشراء عبر الانترنت وقائمة طويلة من الخدمات الالكترونية والتقنية الأخرى التي تتنافس فيها شركات الدولتين بتفوق على بعضهم البعض في أماكن دون أخرى بدون أي منافسة تقريباً من شركات دول أخرى. بالتأكيد أمر كهذا في عالمنا المفتوح التي تسوده العولمة ليس به أي مشكلة فالأفضل سيكون له الانتشار الأوسع وعدد المستخدمين الأكبر ولكن ولأننا لا نعيش في عالم وردي فإن أمر كهذا يعتبر أزمة للبعض نظراً لأن أغلب الخدمات الالكترونية أصبحت تتلصص على مستخدميها بانتهاك خصوصيتهم إما بشكل صريح كالشركات الصينية أو بطرق ملتوية كالشركات الأمريكية واخص هنا بالحديث جوجل  وفيس بوك.

وبعيداً عن الأخيرة فالأمر اليوم يتعلق بجوجل بشكل مباشر حيث قررت الحكومة الفرنسية الاستغناء عنه كمحرك البحث الأساسية في كل من وزراتها للدفاع والبرلمان الفرنسي نظراً لسياسة جوجل في جمع المعلومات وتتبع أنشطة المستخدمين فيما تراه الحكومة الفرنسية انتهاك لأمنها ولأمن مستخدميها خاصة في الجهات الحكومية ساعية أن تنأى بنفسها من التحول لمستعمرة الكترونية أمريكية. وقررت الحكومة الفرنسية ولأول مرة أن يكون محرك البحث الرئيسي لوزارة دفاعها والبرلمان الفرنسي هو محرك بحث Qwant, المحرك هو مملوك لشراكة بين مؤسسين فرنسين وألمان وشهد تطور ملحوظ خلال السنوات الماضية ولكنه ما زال بعيدا عن جوجل ولكن سياسة الموقع في عدم جمع المعلومات عن مستخدميه و"انتهاك الخصوصية" التي تراه الحكومة الفرنسية في جوجل, دفعه ليكون الخيار الأنسب.

[caption id="attachment_227603" align="aligncenter" width="960"]جوجل - Qwant يمتلك محرك بحث Qwant متصفح خاص يه على غرار جوجل[/caption]

وتأتي تلك الخطوة بعد تصريح أطلقه الرئيس الفرنسي في بداية الشهر الجاري قائلاً:" إذا لم نقم بتنظيم الإنترنت ، فإننا نخاطر بانهاك أسس الديمقراطية. إذا لم نقم بتنظيم علاقات الشركات بالبيانات وبالحقوق التي يمتلكها مواطنونا لبياناتهم, فما هو الهدف من الحكومة المنتخبة ديمقراطيا؟"

الأمر لا يتعلق فقط بالمخاوف الالكترونية بل يمتد إلى أبعاد سياسية أخرى أبرزها المناوشات الكلامية الأخيرة في التصريحات بين كل من الرئيس الفرنسي والرئيس الأمريكي.

فهل تكون تلك الخطوة الأولى في استقلال أوروبا الكترونياً وتكرار هذا الموقف مع شركات أخرى؟ أم إنها مجرد مخاوف الكترونية للحكومة الفرنسية؟