كشفت شركة HP عن جهاز جديد يُعد الأول من نوعه في العالم، صُمم خصيصًا لتقنية الاتصال المرئي ثلاثي الأبعاد من جوجل المعروفة باسم Google Beam، والتي كانت تُعرف سابقًا باسم Project Starline. الجهاز الجديد الذي يحمل اسم HP Dimension، يأتي بشاشة عرض ضخمة بحجم 65 بوصة، ويحتوي على ست كاميرات عالية السرعة مدمجة في الإطار، قادرة على إنتاج صورة ثلاثية الأبعاد واقعية للطرف الآخر من المكالمة.

تعاون استثنائي بين HP وجوجل

أعلنت جوجل مؤخرًا عن تحويل مشروع Starline إلى منصة Google Beam، وهي خطوة تهدف إلى فتح المجال أمام شركات التصنيع لبناء أجهزتها الخاصة باستخدام هذه التقنية. تُعد HP أول شركة تتعاون مع جوجل لتقديم جهاز فعلي يعتمد على هذا النظام، وهو موجّه للاستخدام المؤسسي وليس للمستهلكين الأفراد.
بلغ سعر الجهاز نحو 24,999 دولار أمريكي، ولا يشمل هذا السعر ترخيص برنامج Google Beam الضروري لإجراء المكالمات عبر تطبيقات مثل Zoom أو Google Meet، حيث يجب شراء الترخيص بشكل منفصل، ولم تُعلن بعد جوجل أو HP عن التكلفة النهائية لهذا الترخيص.

تجربة واقعية دون نظارات أو معدات إضافية

لا يحتاج المستخدمون إلى نظارات أو خوذات رأس خاصة للاستفادة من تجربة Google Beam عبر HP Dimension. كل ما يتطلبه الأمر هو الجلوس أمام الجهاز، الذي يقوم بعرض صورة الطرف الآخر وكأنه حاضر فعليًا في نفس الغرفة. ويؤكد بو وايلدر، رئيس قسم تجارب العملاء المستقبلية في HP، أن المستخدمين لا يحتاجون حتى إلى تجهيز غرفة خاصة، لكن وجود خلفية بيضاء يساعد على تحسين جودة التجربة.

يشير وايلدر إلى أن الهدف من التقنية هو خلق شعور حقيقي بالوجود، حيث يمكن للمستخدم الدخول إلى الغرفة، والنظر إلى الشاشة، والشعور وكأن الطرف الآخر ينظر إليه مباشرة دون وعي أو جهد.

تقنية عرض الضوء والصوت المكاني

يعتمد HP Dimension على شاشة عرض ضوئية ثلاثية الأبعاد تُظهر الشخص الآخر بأبعاد واقعية، كما يتضمن نظام إضاءة ذكي يتكيف تلقائيًا مع البيئة المحيطة، ما يسمح بإظهار الظلال على ملامح الوجه بشكل طبيعي، ويمنح البشرة مظهرًا حقيقيًا يعكس الواقع.

من الناحية الصوتية، يستخدم الجهاز مكبرات صوت خلف جدار منحني شفاف صوتيًا، يضم أربعة مكبرات صوت مدمجة، بالإضافة إلى ميكروفونات جديدة من طراز Poly Studio A2 توضع على الطاولة. يضيف وايلدر أن الصوت يبدو وكأنه صادر مباشرة من الشخص الذي تراه، ما يمنح إحساسًا بأن الصوت لا ينفصل عن الجسد، وهي ميزة مهمة لتحقيق الشعور بالحضور.

توافق جزئي مع أنظمة الاتصال الأخرى

رغم أن جهاز HP Dimension مصمم أساسًا للعمل مع Google Beam، إلا أنه يتيح للمستخدمين إجراء مكالمات مرئية عادية مع زملائهم الذين يستخدمون أنظمة اتصال تقليدية مثل Zoom أو Teams. لكن الطرف الآخر في هذه الحالات لن يرى صورة ثلاثية الأبعاد، ولن يتمكن من الاستفادة من التجربة الكاملة التي يقدمها الجهاز.

تعتزم HP إطلاق الجهاز الجديد في أسواق الولايات المتحدة، وكندا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، واليابان في وقت لاحق من هذا العام. وقد بدأت بالفعل شركات كبرى مثل Salesforce وDeloitte وNEC بالتعاون مع HP وجوجل لدمج هذه التقنية في مقراتها.

ويقول أندرو نارتكر، المدير العام لتقنية Google Beam، إن الهدف النهائي من هذا المشروع هو جعل المستخدم يشعر وكأنه موجود فعليًا في الغرفة، مضيفًا أن HP Dimension يجسد هذا الهدف بكل وضوح. فالتجربة مصممة لتقريب الناس، وكسر الحواجز التي تفرضها المسافات.

مستقبل الاجتماعات يبدأ من هنا

يمثل الإعلان عن جهاز HP Dimension نقطة تحول محورية في الطريقة التي تتواصل بها فرق العمل عن بُعد، خصوصًا في عالم باتت فيه الاجتماعات الافتراضية عنصرًا أساسيًا من روتين العمل اليومي في معظم المؤسسات حول العالم. فبعد سنوات من الاعتماد على مكالمات الفيديو التقليدية التي تفتقر غالبًا إلى الإحساس بالتفاعل البشري الحقيقي، تأتي تقنية Google Beam بالتعاون مع HP لتقدم حلاً ثورياً يُعيد للاتصال الرقمي روحه الإنسانية.

لا يُحسّن هذا التطور فقط من جودة الاجتماعات، بل يُسهم أيضًا في تعزيز التفاعل، وتقوية العلاقات بين الزملاء، وتسريع اتخاذ القرارات، وكل ذلك دون أن يضطر الأشخاص إلى التنقل أو السفر. ومع انتشار تقنيات مثل HP Dimension، تتلاشى الحدود بين العالمين المادي والافتراضي بشكل غير مسبوق، ويبدأ عصر جديد تصبح فيه الاجتماعات الرقمية امتدادًا طبيعيًا للتواصل البشري الحقيقي، وليس بديلاً ناقصًا له.