شبح الإفلاس يلوح في الأُفق/ Intel تحارب للبقاء بالتخلص من الأقسام
إذا كُنت من مُتابعي التقنية لفترة طويلة، فلا شك أنك على علم بما حدث في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. فمع اقتراب نهاية السنوات العشر الأولى من الألفية الجديدة، وتحديدًا في السنوات من 2008 إلى 2010، عانت شركة AMD من شبح الإفلاس بشكل جعلنا جميعًا نتنبّأ بنهاية قريبة لشركة تصنيع الرقائق الأمريكية؛ غير أن القدرة كتب لها البقاء في المنافسة والعودة إلى الريادة مرّة أُخرى. ولكن يبدو أن الآية قد انقلبت على المنافس Intel، الذي كان مسؤولًا بشكل جزئيّ عن تلك الكارثة آنذاك، ليُعاني هو من هذه المُشكلة!
فعلى غرار ما كانت تفعله AMD في تلك الفترة لمُحاربة الوضع الاقتصادي الصعب للشركة في تلك الفترة؛ يبدو أن المارد الأزرق قد بدأ في التفكير في اتّخاذ نفس التدابير للبقاء في حيّز المنافسة. حيث يستعد الرئيس التنفيذي بات جيلسنجر وغيره من كبار المسؤولين التنفيذيين لاقتراح استراتيجية لتبسيط عمليات إنتل أمام مجلس الإدارة في وقتٍ لاحق من هذا الشهر؛ وذلك عن طريق التخلص من وحدات أعمال كاملة وخفض النفقات الرئيسية.
طبقًا للمعلومات الواردة، فإن قسم Altera -الخاص بالرقائق القابلة للبرمجة، والذي حصلت عليه الشركة عام 2015 مقابل 16.7 مليار دولار- هو واحد من الأصول المعروضة للبيع؛ حيث لم تعد انتل تجني أرباحًا مؤثّرة من هذه الأقسام.
الجدير بالذكر أن Intel كانت تُعاني بالفعل من المشاكل المالية منذ تولّي بات جيلسنجر المنصب في عام 2021. ولكنّ الخسائر لم تصل إلى مستوياتها الكارثية إلا بعد إعلان الشركة عن خسائر مالية بقيمة 7 مليار دولار في عام 2023 وحده! غير أن الأمر الذي زاد الطين بلّة، هو إعلانها عن خسارة صافية بلغت 1.6 مليار دولار للربع الثاني من العام الحالي، لتنخفض قيمة أسهمها بعد ذلك بأكثر من 26%.
لكن وطبقًا للمصادر، فهذه الخطوات قد تُجنّب الشركة فكرة التفكّك الكامل، أو بيع الأصول التصنيعية لشركة TSMC. ولكن بالرغم من ذلك، ففكرّة التخلّي عن الأصول التصنيعية الرئيسية لا تزال قائمة؛ حيث يذكر التقرير أن مسبك الشركة في ألمانيا الذي تبلغ تكلفته 32 مليار دولار قد يتم إلغاؤه! هذا بالطبع بجانب تخفيض التكاليف الذي زاد إلى 21.5% بدلًا من 17% لعام 2025.
السبب الرئيس وراء كل ذلك هو محاولة اللحاق بسوق الذكاء الاصطناعي الذي تقوده NVIDIA حاليًا، والتي وصلت قيمتها السوقية إلى 3 ترليون دولار، في حين تراجعت قيمة Intel إلى 95 مليار دولار فحسب. لذا ومع اتّخاذ تدابير كبيرة، مثل فصل أقسام التصنيع عن التصميم كما فعلت الشركة في السابق، والتخلّص من جزء كبير من القوى العاملة، وما تقوم به حاليًا؛ تأمل Intel في تصحيح المسار بشكل سريع قبل الدخول في مشاكل مالية أكبر. ولعل هذا هو السبب استعانة الشركة بمؤسسات كبيرة في وول ستريت مثل مورجان ستانلي وجولدمان ساكس لتقديم المشورة بشأن استراتيجيّات الشركة المُستقبلية.
?xml>