قفزة صينية: Kimi K2 Thinking يتحدى ChatGPT ويعيد تعريف «الوكالة»
- نموذج Kimi K2 Thinking يتفوّق على ChatGPT بقدرات "الوكالة" الذكية المتقدمة.
- يعتمد على معمارية "خليط الخبراء" لتقليل استهلاك الطاقة وتحسين الكفاءة.
- تكلفة تدريب Kimi K2 Thinking بلغت نحو 4.6 مليون دولار فقط.
- يمهّد الطريق أمام المطورين لاستخدام أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة بتكلفة منخفضة.
أعلنت شركة Moonshot الصينية الناشئة عن إصدار نموذجها التوليدي الجديد Kimi K2 Thinking -الأحدث في عالم الذكاء الاصطناعي، والذي تقول الشركة إنه يتفوّق على ChatGPT في قدرات «الوكالة» -أي فهم نية المستخدم وتنفيذ المهام بشكل مُتسلسل من دون الحاجة إلى تعليمات خطوة بخطوة.
يأتي هذا الإعلان بعد أشهر قليلة من طرح الإصدار السابق K2 في يوليو الماضي ومعه اشتعل السباق بين الشركات الصينية والأمريكية لإثبات التفوق في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، خصوصًا مع بروز نماذج مفتوحة المصدر تكلّف أقل بكثير من نظيراتها الغربية.
اقرأ أيضًا: أفضل أدوات الذكاء الاصطناعي لمضاعفة الإنتاجية في جميع المجالات!
كيف صُمّم Kimi K2 Thinking؟
يعتمد Kimi K2 Thinking على معمارية مُتقدمة تُعرف باسم «خليط الخبراء» (Mixture-of-Experts)، وهي طريقة ذكية لتفعيل مجموعات فرعية من المعاملات أثناء عملية التفكير أو الاستدلال، وهذا يُقلل من استهلاك الطاقة والموارد الحاسوبية ويزيد من كفاءة الأداء.
ويمتاز النموذج أيضًا بقدرته على التعامل مع نصوص طويلة ومُعقدّة بفضل نافذة سياق واسعة تمكّنه من معالجة كميات كبيرة من البيانات دفعة واحدة، وهو ما يجعله مُناسبًا لتحليل الوثائق أو إجراء محادثات مُتعددة المواضيع في نفس الوقت.
الأداء والتكلفة والتنافس
ذكرت تقارير مُطلعة أن تكلفة تدريب Kimi K2 Thinking بلغت نحو 4.6 مليون دولار فقط، وهي تكلفة مُنخفضة نسبيًا مُقارنةً بالمليارات التي تُنفق على نماذج غربية مثل ChatGPT.

في المُقابل، كشفت شركات صينية أخرى مثل DeepSeek عن نماذج مشابهة بتكلفة لا تتجاوز 5.6 مليون دولار، ما يدل على سباق جديد لتطوير ذكاء اصطناعي مُتقدم بتكلفة محدودة.
وتقول Moonshot إن نموذجها قادر على اختيار ما بين 200 إلى 300 أداة تلقائيًا لإنجاز المهام المُختلفة -من البحث عن المعلومات إلى تشغيل أوامر برمجية مُعقدّة- ممّا يقلّل الحاجة لتدخل بشري مُباشر.
كما بدأت بعض النماذج المُنافسة بدمج المعالجة النصية والبصرية لتوسيع نطاق الفهم وتحسين الدقة في استيعاب السياق.

ماذا يعني هذا لك كمستخدم مهتم؟
الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي مثل Kimi K2 Thinking لا يخص الشركات الكبرى فقط؛ ولكن يفتح الباب أمام الشباب والمُطورين الصاعدين لتجربة أدوات قوية ومفتوحة المصدر دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة. يمكنك أن تتعلّم البرمجة، أو تطوّر مشروعًا تعليميًا، أو تبتكر تطبيقًا بسيطًا بمساعدة هذه النماذج.
ومع ذلك، يجب أن تبقى يقظًا أمام التحديات المُرتبطة بالدقة والتحيُّز والأمان، فالنموذج -مهما بلغ من ذكاء- يحتاج دومًا إلى إشراف إنساني ومُراجعة دقيقة قبل الاعتماد على نتائجه.
أرى أن Kimi K2 Thinking علامة على تحوُّل كبير نحو ديمقراطية الذكاء الاصطناعي، حيث تصبح الأدوات المتقدمة مُتاحة للجميع لكن قيمتها الحقيقية ستتحدّد بمدى استخدامنا الواعي والمسؤول لها.
يرمز إطلاق Kimi K2 Thinking إلى مرحلة جديدة في سباق الذكاء الاصطناعي بين الصين والولايات المتحدة ويؤكد أن الابتكار لم يعد حكرًا على الشركات العملاقة، فبينما تسعى الدول الكبرى لفرض قيود وتحصين أسواقها؛ تُظهر الشركات الناشئة أن الإبداع يمكن أن يولد من أماكن غير متوقعة.
?xml>