• إنستجرام أطلق أداة Restyle لتعديل القصص بالذكاء الاصطناعي قبل النشر.
  • الأداة تتيح تحرير الصور والفيديوهات عبر أوامر نصية ومؤثرات جاهزة.
  • ميزة Restyle دمجت تقنيات ميتا داخل التطبيق لتجربة تحرير فورية.
  • ميتا دخلت المنافسة بعد سناب شات لكنها تمتلك قاعدة مستخدمين ضخمة.

أطلق تطبيق إنستجرام أداة جديدة تحمل اسم Restyle تتيح للمستخدمين إعادة تصميم الصور والفيديوهات قبل نشرها في القصص باستخدام الذكاء الاصطناعي من ميتا.

وقد مثل هذا التحديث خطوة إضافية في طريق الدمج الكامل بين أدوات الإبداع البصري وتقنيات الذكاء الاصطناعي داخل التطبيق، ليمنح المستخدمين حرية غير مسبوقة في التحكم في محتواهم.

كيف تعمل أداة Restyle في إنستجرام؟

اعتمدت أداة Restyle على مبدأ بسيط يقوم على الدمج بين الأوامر النصية والمظاهر الجاهزة. فبعد اختيار المستخدم للصورة أو الفيديو الذي يريد مشاركته في القصة، تظهر أيقونة جديدة في الزاوية اليمنى العليا تحمل اسم Restyle. عند الضغط عليها، يمكن تعديل الصورة أو الفيديو مباشرة عبر إدخال أوامر محددة أو استخدام المؤثرات المعدة مسبقًا.

وفي حالة الفيديوهات، أتاح إنستجرام مجموعة من الأنماط الجاهزة التي يمكن تطبيقها بسرعة قبل النشر. أما الصور فقد صُممت لتكون أكثر تفاعلية، إذ يمكن للمستخدم كتابة تعليمات تصف ما يريد تغييره أو إضافته، مثل إزالة عنصر، أو تعديل الإضاءة، أو إضافة مؤثر بصري جديد.

التفاعل بين المستخدم والذكاء الاصطناعي

اعتمدت ميتا في هذه الأداة على تفاعل مباشر بين المستخدم والذكاء الاصطناعي، بحيث يمكن للأوامر النصية أن تحدد شكل الصورة النهائي بدقة. وأوضحت الشركة أنه كلما كانت التعليمات أكثر تحديدًا، ازدادت دقة النتائج.

قدمت الشركة أيضًا مجموعة من النصائح لمساعدة المستخدمين على كتابة أوامر فعالة، مثل تحديد الموضوع المطلوب تعديله، أو الإشارة إلى الإضاءة المطلوبة والمزاج العام، أو تحديد موقع العنصر داخل الصورة، أو حتى الإشارة إلى النمط الفني أو المكان الذي يراد إدخاله في المشهد.

على سبيل المثال، يمكن كتابة أمر مثل: أضف تاجًا على رأس الفتاة، أو اجعل الإضاءة درامية مع وميض فلاش واحد، أو أضف عنصرًا في الزاوية السفلية اليسرى، أو حول المشهد إلى طراز السينما القديمة، أو اجعل المكان في باريس. كل هذه الأوامر يفهمها الذكاء الاصطناعي مباشرة  ويحولها إلى نتائج بصرية خلال ثوان.

إنستجرام يطلق أداة Restyle لتعديل القصص بالذكاء الاصطناعي قبل نشرها

أدوات مخصصة لتصميم القصص

لم يقتصر عمل Restyle على تحرير الصور والفيديوهات فحسب، فقد تضمن أيضًا أدوات إضافية ترفع من مستوى التفاعل داخل القصص. على سبيل المثال، بعد الانتهاء من التعديل، يمكن للمستخدم إضافة ملصق Add Yours الذي يسمح للأصدقاء بتطبيق نفس التأثيرات أو الأوامر على صورهم الخاصة.

وبذلك تحولت القصص إلى مساحة تفاعلية تشجع المستخدمين على مشاركة الأسلوب نفسه، وإطلاق تحديات أو صيحات جديدة بسهولة. كما تضمن التحديث أيضًا أدوات تسمح بإزالة تفاصيل غير مرغوبة من الصورة، أو إضافة عناصر مرحة، أو تغيير الطابع العام للمشهد عبر مؤثرات خيالية تمنح القصص طابعًا أكثر إبداعًا.

فالمستخدم لم يعد مضطرًا إلى استعمال تطبيقات تحرير خارجية، إذ أصبح كل شيء متاحًا داخل إنستجرام نفسه بفضل تقنيات ميتا للذكاء الاصطناعي.

خطوة جديدة نحو التعديل الذكي

عززت هذه الخطوة رؤية ميتا في جعل إنستجرام منصة تفاعلية يقودها الذكاء الاصطناعي. فالشركة تسعى إلى جعل كل أداة داخل التطبيق أكثر فهمًا للمستخدم وأكثر قدرة على التكيف مع رغباته الجمالية. وقد أشار مطورو إنستجرام إلى أن الهدف النهائي هو منح المستخدم حرية مطلقة في تحويل أفكاره إلى صور واقعية دون الحاجة إلى مهارات تحرير متقدمة.

وقد أكدت ميتا أن طرح أداة Restyle سيتم تدريجيًا في الأسواق التي تتوفر فيها خدمات ميتا للذكاء الاصطناعي، ما يعني أن المستخدمين قد يلاحظون ظهور الميزة على مراحل. ويبدو أن هذه الخطوة ليست إلا بداية لسلسلة تحديثات تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في كل مراحل صناعة المحتوى المرئي.

إنستجرام يطلق أداة Restyle لتعديل القصص بالذكاء الاصطناعي قبل نشرها

إنستجرام ليس الأول في المنافسة

شهد ميدان تحرير الصور والفيديوهات بالذكاء الاصطناعي سباقًا متسارعًا بين تطبيقات التواصل الكبرى خلال العامين الماضيين. فقد كانت منصة سناب شات من أوائل من أدخل هذه التجربة عبر أداة Imagine Lens التي سمحت للمستخدمين بتحويل صورهم إلى أشكال جديدة بمجرد كتابة وصف نصي بسيط مثل «حولني إلى بطل خارق» أو اجعل الصورة بأسلوب كوميدي.

ومع ذلك، حين أطلقت ميتا أداة Restyle داخل إنستجرام، فإنها لم تقدم ميزة مبتكرة تمامًا بقدر ما قدمت دمجًا ذكيًا داخل بيئة الاستخدام اليومية. فبينما احتاج المستخدم سابقًا إلى تطبيقات خارجية لمعالجة الصور أو إنتاج الفيديوهات المعدلة، بات الآن بإمكانه تنفيذ كل ذلك من داخل القصص نفسها دون مغادرة التطبيق.

ورغم أن ميتا جاءت متأخرة زمنيًا عن بعض منافسيها في هذا المجال، إلا أن قوة منصتها وعدد مستخدميها الضخم يمنحها فرصة سريعة لتعميم الميزة عالميًا. ومع الانتشار التدريجي لأداة Restyle، يبدو أن المنافسة الحقيقية لن تكون حول من قدم الفكرة أولًا، بل حول من سيجعل الذكاء الاصطناعي جزءًا طبيعيًا من السلوك اليومي لملايين المستخدمين حول العالم.