
مايكروسوفت تكشف عن أداة Copilot: إعادة إحياء لـ Clippy باستخدام GPT-4!
أعلنت مايكروسوفت عن أداة Copilot التي لم نسمع عنها من قبل، والتي يمكن وصفها بروبوت دردشة مخصص لتطبيقات Microsoft 365، مع إمكانيات واعدة ستجعل استخدام تطبيقات مايكروسوفت أسهل من تصفح تيكتوك
في التسعينات، قدمت مايكروسوفت واحداً من أكثر المنتجات كراهية في العالم التقني، ألا وهو Clippy، والذي كان محاولة الشركة لتقديم مساعد آلي لحزم أوفيس، كان كليبي يأتي على شكل دبوس مكتب "🧷" يطفو على الشاشة. ويظهر للمستخدم عدداً من الإقتراحات.
بجانب ذلك، كان يمكن سؤال كليبي بطريقة مشابهة لأي محرك بحث، ولكن كانت تقتصر إجاباته على فتح صفحة التعليمات، الأمر الذي لم يكن عملياً أبداً، وحتى الإقتراحات التي كان يظهرها لم تكن مبنية على ما يقوم به المستخدم من مهام وغير مدعومة بأي تقنيات ذكاء إصطناعي، بل كانت مقتصرة على عدد مخزن من الإقتراحات تتكرر بشكل ممل دون هدف. أدى ذلك إلى فشل كليبي بشكل رهيب، ما أجبر مايكروسوفت إلى إطلاق رصاصة الرحمة في عام 2001.
واليوم، وبعد مرور 22 عاماً، تأتي مايكروسوفت لتعيد إحياء كليبي، ولكن هذه المرة مع استخدام الذكاء الاصطناعي، وتغيير اسمه إلى "Copilot" أو مساعد الطيار. يأتي كذلك منتج مايكروسوفت الجديد ليكون الرد الفوري على ما كشفت عنه جوجل منذ يومين عن دمج الذكاء الإصطناعي في حزمة تطبيقاتها.
ماذا تقدم أداة Copilot الجديدة من مايكروسوفت؟
أداة Copilot مبنية على نموذج GPT-4، وفي الحقيقة فإن هذا هو المنتج الأول الذي نراه مبنياً على النموذج اللغوي الجديد (بعد محرك Bing)، وبنفس فكرة كليبي، يأتي Copilot ليكون مخصصاً لتطبيقات وخدمات مايكروسوفت 356، حيث سنجد نافذة جانبية تسمح لنا بالدردشة مع روبوت مايكروسوفت الجديد تماماً كأي روبوت دردشة آخر، ولكن فقط للمساعدة في تطبيقات مايكروسوفت.
أما عن إمكانيات الأداة الجديدة، فيمكن أن تساعدك في إنشاء النصوص والمحتوى على تطبيق Word، أو إنشاء عروض على تطبيق PowerPoint باستخدام النص الذي أنشأته على Word، أو التحضير للاجتماع القادم عبر Microsoft Teams، أو تلخيص أهم النقاط التي فاتتك عندما حضرت الإجتماع متأخراً.
وهنا يكمن أهم ميزة في أداة Copilot، حيث الترابط مع جميع أدوات مايكروسوفت 365، ما قد يكون إضافة جذرية تسهل من حياتنا سواء كنا نستخدم تطبيقات أوفيس كطلاب أو موظفين. تخيل معي أن تستخدم منتج مايكروسوفت الجديد لتلخيص محاضرات عُقدت عبر مايكروسوفت تيمز في مستند نصي على وورد، ومن ثم إنشاء مستند آخر يحول ذلك الملخص إلى أسئلة اختيار متعدد (MCQ)، أو إلى عرض على باوربوينت.
أما بالنسبة لمستخدمي Excel، فيبدو أن Copilot سيكون واعداً جداً لهم كذلك، حيث يمكن تحليل البيانات في ثواني بضغطة زر، كما يمكنك سؤاله عن أكثر المنتجات التي حققت نجاحاً على سبيل المثال.
كذلك يمكن استخدام أداة Copilot مع تطبيق Outlook، والذي سياسعدك في تنظيم رسائلك أو كتابة رد ذكي يبرر لمديرك سبب تأخرك عن تسليم المشروع حتى الآن.
Copilot ليس مجرد دمج ChatGPT مع أدوات مايكروسوفت
وهو ما وجد نائب رئيس الشركة الأهمية لتوضيحه، فعملية إصدار هذه الأداة لم تكن بهذه السهولة -حسب تصريحاته-، وإنما أنشأت الشركة نظاماً كاملاً أطلقت عليه نفس الإسم "Copilot"، والذي يجمع بين تطبيقات مايكروسوفت 365 مع نظام Microsoft Graph (الذي يمثل Microsoft API للمطورين) ونموذج الذكاء الإصطناعي (GPT-4).
يعني ذلك أن أداة Copilot تمثل حلقة الوصل بين نظام مايكروسوفت جراف وتطبيقات مايكروسوفت 365، فحين تطلب من الأداة تلخيص اجتماع أمس، فما يحدث داخلياً هو توجه تلك الأداة إلى نظام مايكروسوفت جراف للحصول على البيانات المطلوبة، ثم تنقل تلك البيانات إلى نموذج GPT-4 الذي يقوم بتنفيذ طلبك وفقاً للمدخلات، ثم يرسلها مرة أخرى إلى جراف قبل إخراجها داخل تطبيقات مايكروسوفت 365.
سعر وموعد إطلاق أداة Copilot
سعر؟ للأسف نعم، لا تنوي مايكروسوفت تقديم أداتها الجديدة بشكل مجاني، حيث أعلنت أنها تختبر Cpoilot حالياً مع 20 شركة فقط، على أن تكشف عنها رسمياً في الشهور القادمة، بجانب قائمة الأسعار.
استمرت الشركة في التأكيد أيضاً أن أداتها الجديدة عرضة للخطأ، وأنه لا يمكن الإعتماد عليها بشكل كامل حتى ولو كانت في أغلب الأوقات تقدم إجابات صحيحة. ومع ذلك، تفاخر المتحدث بإسم مايكروسوفت أن نظام Copilot ينفذ التعليمات من خلال ملاحظة القيود، والربط بالمصادر، وحث المستخدمين على مراجعة المحتوى والتحقق منه قبل إعتماده.
مايكروسوفت الأسرع في تبني الذكاء الإصطناعي
لا تتباطئ مايكروسوفت عن تبني تقنيات الذكاء الإصطناعي في منتجاتها، حيث تتشارك مع زوكربيرغ في نفس مستوى الحماس نحو التقنيات الجديدة -مع اختلاف نوعية التقنيات في الحالتين طبعاً-، بدايةً من دمج نموذج GPT في محرك بحث بينج، وإعادة إحياء Clippy تحت اسم Copilot، تعمل مايكروسوفت جاهدة لتربط اسمها بالذكاء الإصطناعي الذي يتطور أسرع من ما نتخيل.
?xml>