
جوجل تدمج الذكاء الإصطناعي في تطبيقاتها، الاستفادة العملية من الـ AI!
أعلنت جوجل دون سابق إنذار عن دمج الذكاء الإصطناعي في حزمة Google Workspace المنافسة لمايكروسوفت 360، والتي تضم تطبيقات Gmail و Docs و Sheets و Slides. وفي الحقيقة فإن جوجل استطاعت ابهارنا فعلاً بالخصائص التي استعرضتها، والتي نعتقد أنها أفضل تسخير لخدمات الذكاء الإصطناعي لتسهيل حياتنا بدلاً من الاكتفاء بإبهارنا عبر تحدي روبوتات الدردشة دون هدف.
تتلخص الخصائص الجديدة في استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى، تلخيص الرسائل الطويلة أو حتى المساعدة في طرح أفكار جديدة، جميع تلك الخصائص رأيناها بالفعل في روبوت ChatGPT، ولكن وبدلاً من التوجه إلى تطبيق مخصص لذلك؛ أضافتها جوجل بشكل طبيعي في التطبيقات الملائمة لها.
- اقرأ أيضاً: مايكروسوفت تؤكد قدوم GPT-4 خلال أيام 🤖
اكتفت جوجل بالكشف عن تلك الخصائص الجديدة من باب استعراض العضلات ولتشويق الجمهور، دون تحديد ميعاد لإطلاقها رسمياً لجميع المستخدمين، ولكن اكتفت بتوضيح أنها ستكون متاحة في وقت لاحق من هذا العام.
نستعرض لكم فيما يلي جميع التطبيقات التي دعمتها جوجل بالذكاء الإصطناعي والآفاق الجديدة التي ستساعدنا في القيام بمهامنا اليومية بشكل أبسط من أي وقت مضى.
الذكاء الإصطناعي في Gmail
تخيل معي أنك توجهت إلى بريدك الإلكتروني، ووجدت عشرات الرسائل المتعلقة بالعمل، والتي تبدو جميعها مهمة. بدلاً من فتح كل رسالة وقراءتها بالكامل، يمكنك أن تطلب مباشرة من الذكاء الإصطناعي أن يلخص تلك الرسائل لك في قائمة نقطية. وعلى العكس، يمكنك الرد على تلك الرسائل بكلمات مختصرة جدا، وتطلب من الذكاء الإصطناعي تحويل تلك الكلمات إلى رسائل مفصّلة.
كانت هذه الخصائص التي استعرضتها جوجل فيما يتعلق بجيميل، حيث يمكن مساعدتك في تلخيص الرسائل، أو تحويلها إلى قائمة نقطية أو الرد عليها بالكامل باستخدام كلمة أو كلمتين من إدخالك بجانب تحديد الأولوليات.
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها جوجل الذكاء الإصطناعي في تطبيق Gmail، حيث يساعدك التطبيق على إكمال أي عبارة تكتبها، أو حتى تقديم ردود مناسبة للرسائل المستلمة، وهي خاصية مفيدة استخدما شخصياً بشكل أساسي.
الذكاء الاصطناعي في Docs
والذي يعمل بشكل أشبه بروبوت ChatGPT، أو محرك You.com، حيث ستجد زراً جديداً في بداية السطر، تضغط عليه ليفتح لك قائمة منبثة، تكتب فيها ما ترغب في كتابته وتنتظر لبعض ثوانِ، لتجد محتوى كامل كٌتب لك من الألف إلى الياء. استعرضت جوجل ذلك عبر لقطة مقطع قصير يظهر في مسئول موارد بشرية وهو يطلب من جوجل دوكس كتابة إعلان وظيفة لممثل مبيعات.
ستكون تلك الخاصية مفيدة بشكل واضح لجميع المستخدمين باختلاف تخصصاتهم، فتخيل معي أنك ستتمكن من إنهاء أي مستند نصي في لحظات، بالتأكيد لن يقدم الذكاء الإصطناعي نتائجاً دقيقة بالكامل، وهو ما تعرفه جوجل نفسها، حيث أظهرت في المقطع الترويجي حذف جملة من المستند، وبالتالي فمن الطبيعي أن تقوم بالتعديل وراء الآلة، ولكن الجزء الأكبر من المهمة سيكون منتهياً دون بذل جهد.
بجانب ذلك، سيتمكن جوجل دوكس من إعادة صياعة الجمل، مساعدتك على تحضير أفكار جديدة، والتدقيق اللغوي (وهو ما يقدمه حالياً بالفعل ويدعم اللغة العربية بالمناسبة).
الذكاء الاصطناعي في Slids
بشكل مشابه لجوجل دوكس، يمكن استخدام تطبيق Slides (وهو نسخة بديلة من مايكروسوفت باور بوينت)، لإنشاء عروض من الصفر؛ ولأن إنشاء العروض يعتمد بشكل أكبر على المحتوى البصري، تدعم جوجل إنشاء صور باستخدام الذكاء الإصطناعي، بشكل مشابه لمشروع DALL-E من شركة OpenAI.
يمكن كذلك اختيار نمط الصورة الذي ترغب به، وبالتالي سيفتح الذكاء الإصطناعي الآفاق لإنشاء محتوى من الصفر، دون البحث لساعات عبر جوجل عن صور تناسب العرض الذي نقدمه، هل تشعر معي كم ستصبح حياتنا أسهل؟!
الذكاء الاصطناعي في Sheets
سيمكن استخدام جوجل شيتس لإنشاء محتوى بطريقة مشابهة لما ذكرناه سابقاً، ولعل هذا الأمر لن يكون مفيداً جداً لأننا سنتعامل بالأرقام أكثر، ولكن بالنسبة للشركات الإعلانية، وصناع المحتوى، فسياعد ذلك في تسهيل أعمالهم. عرضت جوجل في المقطع الترويجي ملفاً يضم أسماء عدد من العملاء وبيانات عنهم، وطلبت من الذكاء الإصطناعي أن ينشئ رسائل مخصصة لكل عميل. لم نجد في المقطع أي رسالتين متطابقتين، وهو أمر مثير للإهتمام.
ستتمكن كذلك من تلخيص الاجتماعات عبر Google meets باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث أظهرت جوجل في المقطع الترويجي إنشاء عدد من النقاط تلخص فيها اجتماعاً، وهي خاصية أخرى نعتقد أنها ستكون مهمة جداً خصوصاً للطلاب، إذا دعمت اللغة العربية بالطبع.
جوجل نجحت في الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي
[quote يعتمد تقدم التكنولوجيا على جعلها ملائمة جداً بحيث لا نلاحظ وجودها، فتصبح جزء من الحياة اليومية. - بيل جيتس]
تحدثنا كثيراً في الفترة الماضية عن دعم الشركات المختلفة للذكاء الإصطناعي بعد النجاح الباهر لروبوت ChatGPT، والتي كان آخرها تطبيق سناب شات، ولكن جميع تلك المشاريع لم تكن "ملائمة" بالشكل الكافي، فمن يرغب في فتح سناب شات للتحدث مع روبوت دردشة؟ ولهذا فقد بدأ الأمر وكأنه فرض للذكاء الإصطناعي داخل المنتجات المختلفة سواء كان مناسباً لها أم لا.
لا يمكن إنكار حقيقة أن جوجل شعرت بتهديد قوي من منافسها OpenAI، الأمر الذي جعلها تطلق فوراً روبوت Bard المنافس دون الإنتهاء من تطويره، فقط لتبين للجمهور أنها موجودة في الساحة، حيث تحول الأمر إلى "بيف" بين الشركتين، ولم يكن لجوجل رفاهية الانتظار وعدم الرد.
وكما قال بيل جيتس في المقولة المرفقة، فإن الفكرة تكمن في وضع التكنولوجيا في مكانها الطبيعي بحيث تبدو ملائمة تماماً. الأمر الذي نجحت جوجل في تحقيقه، بل وبرعت فيه؛ عبر دمج الذكاء الإصطناعي في تطبيقاتها.
حيث نعتقد أن جميع الخصائص التي تحدثنا عنها تأتي في مكانها المناسب، ونتوقع أن تستخدم بكثاقة فور إتاحتها للجميع. نتمنى أن تتعلم الشركات الأخرى من جوجل، وتبدأ في التفكير في طرق ملائمة لإضافة ترند الذكاء الإصطناعي ليكون عملياً في منتجاتها. بالمناسبة، تستعد مايكروسوفت لإضافة الذكاء الإصطناعي في حزمة Microsoft 360 كذلك، والذي من المتوقع أن تكشف عنه في مؤتمر ستعقده بعد يومين.
?xml>