يبدو أن إعلان جوجل عن روبوت دردشة Bard لم يكن مفاجئاً لنا نحن فقط، بل ولموظفي الشركة كذلك. حيث ووفقاً للتقارير، امتلأت وسائل المراسلة الداخلية لشركة جوجل بإمتعاض الموظفين الذين وصفوا حدث إطلاق روبوت الدردشة بأنه "متعجل" و"فاشل" مع توجيه أصابع الإتهام للرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي وتحميله مسئولية تلك السقطة، مع انتشار ميمز تجسد جوجل بصندوق قمامة مشتعل. 

[quote عزيزي سوندار، حدث إطلاق روبوت بارد كان متهوراً، فاشلاً وقصير النظر؛ خصوصاً مع تسريح الموظفين - من الرسائل المسربة داخل شركة جوجل]

كشفت جوجل عن روبوت بارد من حوالي أسبوع، والذي كان ردها السريع على تعاون مايكروسوفت مع شركة OpenAI لدمج روبوت ChatGPT داخل محرك بحث Bing. الصفقة التي كانت كفيلة لتشعر جوجل بالتهديد المباشر ما جعلها تكشف عن مشروعها قبل حتى إعلان مايكروسوفت.

وفي الحقيقة، فمن الواضح أن جوجل لم تتمهل للتخطيط جيداً قبل التحضير لإطلاق مهم مثل ذلك، وظهر ذلك في خطأين قاتلين أحدهما كلف الشركة 100 مليار دولار، والآخر أحرجها في عرض مباشر على يوتيوب. 

يتنمثل الخطأ الأول في عدم مراجعة الإجابات التي قدمها Bard في الإعلان الرسمي الذي أطلقته جوجل على حسابها في تويتر، والذي طُلب روبوت جوجل فيه تلخيص اكتشافات تلسكوب جيمس ويب الفضائي الجديدة بطريقةٍ يُمكِن من خلالها شرح هذه الاكتشافات لطفل بالغ من العمر 9 سنوات. 

استطاع بارد تقديم عدد من الإجابات الصحيحة كما هو متوقع من الذكاء الإصطناعي، ما عدا إجابة واحدة تمثلت في أن تلسكوب جيمس التقط الصور الأولى لكوكب خارج مجموعتنا الشمسية. الإجابة التي كانت غير موفقة، لأنه ووفقًا لوكالة ناسا، فإن الصورة الأولى التي تم التقاطها لكوكب خارج نظامنا الشمسي كانت عام 2004 بواسطة تلسكوب تابع للمرصد الأوروبي الجنوبي.

وفي خلال ساعات، امتلأ تويتر بالتغريدات التي تتحدث عن خطأ روبوت جوجل، ما بين تصحيح المعلومة والسخرية، رد جرانت تريمبلاي، عالِم الفيزياء الفلكية في المركز الأمريكي للفيزياء الفلكية بتصحيح المعلومة عبر حسابه على تويتر قائلاً: 

[quote لا أريد أن أبدو كشخص مزعج، وأنا متأكد أن Bard سيكون مثيراً للإعجاب، ولكن تلسكوب جيمس لم يلتقط الصورة الأولى لكوكب خارج نظامنا الشمسي]

وكان ذلك الخطأ البسيط كفيلاً لتراجع أسهم شركة ألفابت -الشركة الأم لجوجل- بنسبة 7.7% مما أدى إلى خسارة قيمتها السوقية بما يزيد عن 100 مليار دولار أمريكي، وكان ذلك أشد انخفاض في الأسهم شهدته الشركة منذ أكثر من ثلاثة أشهر تقريباً. 

أما عن الخطأ الثاني، فكان في الحدث التي أعلنت عنه جوجل في الثامن من فبراير والذي وصفته بأنه سيغير طريقة استخدامنا لمحركات البحث، ففي أثناء هذا المؤتمر الذي بدا ثورياً، نست مقدمة العرض الهاتف الذي كانت ستستخدمه لعرض إحدى ميزات Bard، وبحسب ما ورد لم يكن بعض موظفي جوجل على علم بوجود مثل هذه الفقرة في الحدث من أساسه!

جدير بالذكر أنه خلال الإجتماع السنوي الذي قامت به جوجل في نهاية ديسمبر الماضي، اعرب رئيس قسم الذكاء الإصطناعي بجوجل، جيف دين عن قلقه من إطلاق أداة الذكاء الاصطناعي في وقت مبكر جدًا، والذي عبر أنها قد تسبب "خطراً لسمعة جوجل"، ولكن من الواضح أن الشركة قد غيرت تفكيرها بعد الكشف عن ChatGPT وإتاحته للعامة ما جعلها تبدأ في الهرولة في مجال الذكاء الإصطناعي بمنتج غير مكتمل.