وسط اشتعال حرب الذكاء الاصطناعي بقيادة ChatGPT من شركة OpenAI و Bard من Google، أعلنت شركة Snap المالكة لتطبيق Snapchat عن دخولها الحفلة دون دعوة من أحد، وذلك عبر الكشف عن بوت دردشة "My AI"، الذي أضافته داخل تطبيقها الشهير في تحديث جديد أعلنت عنه منذ يومين.

يأتي My AI مبنياً على ChatGPT، ما يعني أننا لا نتحدث عن بوت منافس، وإنما صفقة جديدة تشابه دمج نفس المنتج في محرك بحث Bing، وعلّق الرئيس التنفيذي لشركة سناب، ايفان شبيجل بإقتناعه الكامل بهذه الصفقة، وأنه يراهن على أن روبوتات الدردشة ستشكل جزءًا من الحياة اليومية لعدد أكبر من الأشخاص في المستقبل القريب. 

ولكن لأسف، فإن بوت سناب شات My AI سيكون حصرياً فقط لمشتركي خدمة سناب شات بلس، ما يعني أنك ستضطر لدفع 9.59 جنيه مصري شهرياً لتتمكن من الوصول لمنتج الشركة الجديد الذي سيتم طرحه رسمياً خلال الأسبوع القادم. 

أضافت سناب شات تلك الخاصية الجديدة بطريقة بسيطة وعملية، فتجد في قائمة الأسماء - في حالة كنت مشتركاً في الخدمة المدفوعة - صديقك الروبوت، والذي يمكن التحدث معه تماماً وكأنه واحد من أصدقائك، بل حتى ويملك حسابه الخاص بتصميم شخصيته الفريد، والذي قررت الشركة أن يكون باللون القرمزي لسببِ ما. لن يٌلمّح لك التطبيق أنك تتحدث إلى ذكاء إصطناعي، ولن يعطيك أي جمل أو أسئلة مشوقة لتختبر بها ردود البوت.  

ويعتبر ذلك تفصيلة مدروسة من الشركة لجعل تجربة الذكاء الإصطناعي مشابهة تماماً للتحدث مع أي مستخدم عادي، خصوصاً إذا ربطناها بتصريح شبيجل الذي ذكر فيه أنه يرغب أن نتحدث إلى الذكاء الإصطناعي بشكل يومي، تماماً كما نفعل مع الأصدقاء والعائلة! 

عدّلت سناب شات بوت ChatGPT ليكون متفقاً مع سياسة الشركة وعلامتها التجارية، وبالتالي فقد قيّد بوت My AI بما يمكن الإجابة عنه، بجانب أسلوب الإجابة نفسه، فلن يستخدم بوت سناب شات أي شتائم أو كلمات خارجة على سبيل المثال كذلك سيمتنع عن المحتوى الجنسي والآراء حول مواضيع حساسة مثل السياسة، حُظر ChatGPT في سناب شات كذلك من القيام بعدد من الوظائف التي أدت لموجة من الإنتقاضات في الفترة السابقة، ككتابة الأبحاث العلمية، أو أداء الفروض المنزلية. 

يمثل My AI النسخة "اللايت" من ChatGPT الموجهة لجيل زي

وبالتالي، فإن My AI ببساطة هو نسخة سهلة الاستخدام من ChatGPT، بواجهة سناب شات المميزة، وهو إضافة نعتقد أنها جيدة لتطبيق فقد جزء كبير من شعبيته، وقد تساعده على النهوض مرة أخرى عبر إضافة "ترند" داخله لجذب المستخدمين، بغض النظر أنه حصري لمشتركي الخدمة المدفوعة. 

وعلى الرغم من أن سناب شات هو تطبيق المحادثة الأول الذي يتخذ تلك الخطوة الجريئة، إلاّ أنه لن ينفرد بذلك لوقت طويل، حيث أوضحت شركة ميتا عن نيتها هي الأخرى في إضافة روبوت دردشة داخل تطبيقات ماسنجر وواتساب.

وفي الحقيقة، فنحن لا نظن أن خاصية كتلك ستكون مهمة في تطبيقات المحادثة بشكل عام، فمن المنطقي أن يتم دمج روبوتات الذكاء الإصطناعي في محركات البحث، حيث المكان الذي نتوجه إليه للوصول إلى إجابات، ولكن لا أتخيل أنني من الممكن أن أدخل إلى سناب شات لمعرفة أحدث اكتشافات تلسكوب جيمس ويب على سبيل المثال! 

وفي النهاية، فمن الواضح ان OpenAI متعطشة للصفقات، ولا نستبعد أن نرى شركات آخرى في المستقبل تعلن عن إضافة ChatGPT في منتجاتها، ما يضع كلا من مايكروسوفت وجوجل في خطر، حيث لن تستطيع الأولى الإنفراد ببوت الدردشة داخل محرك بحثها، بينما سيزداد الخطر على الأخرى في كل مرة يتوسع فيها منتج OpenAI، ولعل الخطر الذي يجمع الشركتين معاً (مايكروسوفت وجوجل) هو تخطيط شركات التواصل إلى تشجيع المستخدمين على البحث عبر تطبيقات الدردشة وتجاهل محركات البحث من الأساس.