انتشرت في الأسابيع القليلة تقارير تؤكد نية مايكروسوفت للتعاون مع شركة OpenAI لدمج روبوت ChatGPT مع محرك بحث Bing. الخطة التي ستساعد في لفت الأنظار إلى محرك بحث مايكروسوفت المهمل وربما ستشكل خطراً حقيقياً لجوجل ما إن تقم هي الأخرى بتدارك الموقف والكشف عن منافس. 

وفي الأيام الأخيرة، قامت مايكروسوفت عن طريق الخطأ بإطلاق الإصدار الجديد من محرك بحثها بعد إتمام عملية الدمج، والذي ظهر لعدد من المستخدمين الذين استطاعوا أخذ لقطات شاشة واستخدام منتج مايكروسوفت الجديد المدعوم بالذكاء الإصطناعي، قبل أن يتم سحبه مرة أخرى. 

كيف يبدو المنتج النهائي بعد دمج Bing مع بوت ChatGPT

[quote مرحباً بك في الإصدار الجديد من Bing]

بهذه العبارة التي تشعرك بالحماس، وجد أولئك المستخدمين المحظوظين محرك بحث Bing في حلته الجديدة، والتي لم تتطلب القيام بأي خطوات إضافة لتفعيلها، بل كان يوماً عادياً توجهوا فيه إلى متصفح Microsoft Edge وتفاجئوا بوجود واجهة جديدة تسمح لك بالدردشة مع Bing.

جدير بالذكر أن نتيجة التعاون تلك قد تقدم منتجاً أفضل من روبوت دردشة ChatGPT نفسه، حيث يعتمد روبوت الدردشة في إجاباته على البيانات المخزنة فيه والتي تنتهي عند عام 2020، أما في حال إتمام التعاون مع مايكروسوفت، فسيملك روبوت الدردشة بيانات تمتد حتى تاريخ نشر هذا المقال وما بعده! 

وبشكل مبسط، فإن مايكروسوفت لم تقم سوى بإضافة سيرفرات ChatGPT داخل محرك بحثها، فتجد أنك تتعامل مع نفس بوت الدردشة الثوري، بنفس الإجابات المثيرة للدهشة، والمتمثلة في جمع إجابة سؤالك من عدة مصادر وجمعها في إجابة واحدة مختصرة، مع اختلاف بسيط يتمثل في إضافة مايكروسوفت في نهاية كل إجابة مرجع لكل المصادر التي استخدمها محرك البحث للإجابة على سؤالك، كما يتم تحديد كل جملة أنشئها محرك البحث وربطها بالمصدر التي أتت منه. 


سيتمكن متصفح Bing الأكثر ذكاءاً الآن من مساعدتك على تنظيم حياتك، وذلك عن طريق إعطائه بعض المدخلات البسيطة اللازم معرفتها، فمثلاً إذا كطنت ترغب في إنجاز عدد من المهام اليومية فيمكنك الإستعانة به وإخباره بعدد الساعات التي يمكنك العمل بها يومياً وعدد المهام التي ترغب في إنجازها، أو حتى يمكنه مساعدتك في تنظيم مدخراتك، أو الإلهام لكتابة أغنية لعيد ميلاد ابن عمك، أو تأليف قصة تضم أصدقائك أو فريق عمل عرب هاردوير! 

جدير بالذكر أنه وعلى الرغم من أن روبوت الدردشة ليس إلا دمجاً لـ ChatGPT، إلا أنه فشل في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالأكواد البرمجية، حيث لم يتمكن من الإجابة عن سؤال متعلق بلغة بايثون؛ ولكن من غير العادل الحكم على منتج مايكروسوفت الجديد من مجرد اصدار أطلق للعامة عن طريق الخطأ، فمن المتوقع أن يكون تحت التطوير حتى الآن.  

سيظل بإمكانك الوصول لمحرك بحث Bing التقليدي 

لسببِ ما، إذا كنت ترغب في استخدام محرك البحث العادي من مايكروسوفت فيسعدني أن أخبرك أن مايكروسوفت مازالت محتفظة به حتى بعد الدمج، حيث يبدو أن مايكروسوفت نفس الخانة المخصصة للبحث، وعند كتابة سؤالك تظهر لك نتائج البحث التقليدية، مع إضافة زر جديد بإسم "Chat 🗨️" والذي ينقلك إلى واجهة الدردشة مع روبوت ChatGPT المدمج.  

كذلك إذا قمت بالتوجه مباشرةً إلى خانة الدردشة، فسيظل بإمكانك الضغط على زر "All 🔍"، ما يعني أن مايكروسوفت تنوي أن تضيف خيار الدردشة كميزة إضافية ضمن نتائج البحث، فكما يمكنك البحث عن جميع النتائج أو اختيار الصور فقط، سيمكنك الآن اختيار خيار الدردشة فقط ليكون اجابات مختصرة تجمع جميع النتائج. 

جوجل تدق ناقوس الخطر 

لن تتحمل جوجل أن تخسر من مايكروسوفت على أرضها، حيث يتمثل مجد جوجل في محرك بحثها الذي نعتمد عليه في حياتنا، وفي الحقيقة، فإن ChatGPT يمثل خطراً بالفعل لجوجل، حيث تشير المصادر أن بوت الدردشة ذلك ينمو بشكل أسرع من تيك توك ومنتجات ميتا، حيث تتنبئ التقارير بأنه على وشك أن يتجاوز 100 مليون مستخدم نشط في أقل من في من شهرين منذ إطلاقه، وهو نفس الرقم الذي استغرق تيك توك 9 أشهر لتحقيقه، و30 شهر لإنستغرام. 

هل تعلم؟

[quote أشارت بعض التقارير السابقة أن 40% من جيل زي يستخدمون تيكتوك وإنستغرام كمحركات بحث بدلاً من جوجل. ]

والآن ومع دمج مايكروسوفت لذلك المنافس الصاعد في محرك بحثها الذي يعتبر البديل الأول لجوجل، وجدت جوجل أهمية الإعلان عن مؤتمر مفاجئ في الثامن من فبراير، والذي وصفته بأنه "سيغير طريقة استخدامنا لمحركات البحث"، ومن المتوقع أن يتم الكشف عن بديل لبوت ChatGPT، وهو ما كانت تعمل عليه الشركة بالفعل تحت اسم LaMDA. والذي حقق ضجة العام الماضي عندما نشر أحد مهندسي جوجل عدد من المحادثات التي تمت مع روبوت جوجل، والتي جعلته يعتقد بحق أن منتج جوجل يمتلك وعياً حقيقياً. 

[quote سنعيد تصور كيفية قيام الأشخاص بالبحث عن المعلومات واستكشافها والتفاعل معها، ما يجعلها طبيعية وبديهية أكثر من أي وقت مضى ]

سيتم بث ذلك المؤتمر على يوتيوب، فهل تعتقد أن جوجل تستعد للرد فعلاً على مايكروسوفت؟ أم أنها مجرد صدف عشوائية. شاركنا التعليقات!