• تعطل منصة أزور أدى إلى توقف خدمات مايكروسوفت 365 وإكس بوكس وعدة شركات عالمية.
  • مايكروسوفت حدّدت سبب العطل بتغيير غير مقصود في إعدادات النظام.
  • شركات مثل ستاربكس وكابيتال ون واجهت توقفاً في مواقعها وتطبيقاتها.
  • الانقطاع أعاد الجدل حول هشاشة البنية السحابية لدى عمالقة التقنية.

تعرضت شركة مايكروسوفت مساء التاسع والعشرين من أكتوبر لعطل تقني واسع النطاق أصاب خدماتها السحابية ضمن منصة أزور، ما أدى إلى توقف عدد كبير من التطبيقات والمواقع العالمية، شملت مايكروسوفت 365 ومنصة إكس بوكس ولعبة ماينكرافت، إضافة إلى شركات كبرى مثل ستاربكس وكابيتال ون وألاسكا إيرلاينز.

بدأت المشكلة في الساعة الرابعة مساء بتوقيت جرينتش حين واجهت خوادم أزور تأخيرات وأخطاء في الاتصال بسبب تغيير غير مقصود في إعدادات النظام.

وقد أثر هذا الخطأ في التكوين على البنية الأساسية لخدمات أزور التي يعتمد عليها ملايين المستخدمين حول العالم. كما تأثرت خدمات عديدة تتوزع بين تطبيقات الشركات والمؤسسات المالية وشبكات الألعاب ومواقع الطيران والمطاعم والمتاجر الكبرى.

تضرر الخدمات الحيوية في أزور

شملت قائمة الخدمات المتضررة تطبيقات أزور للخدمات السحابية وقواعد البيانات الافتراضية ومنافذ الهوية والأمان، إضافة إلى أدوات التحليل وواجهات الخرائط والفيديو.

كما أصيبت خدمات مايكروسوفت الدفاعية الخاصة بإدارة الهجمات الإلكترونية ومتابعة التهديدات الرقمية. وذكرت الشركة في تقريرها أن خدمة أزور فرونت دور، وهي البوابة الرئيسة لتوجيه حركة الإنترنت، عانت من انخفاض في الأداء تسبب في بطء تحميل المواقع وارتفاع معدلات الخطأ.

انهيار واسع في خدمات مايكروسوفت بعد عطل في منصة أزور

استجابة مايكروسوفت

أعلنت مايكروسوفت في بيان محدث أن فرقها التقنية حددت سبب المشكلة وبدأت بعملية الإصلاح. وذكرت أن الخدمة استعادت أكثر من ثمانية وتسعين في المئة من قدرتها التشغيلية، في حين استمرت الجهود لمعالجة الحالات المتبقية.

وأشارت إلى أن الإنهاء الكامل لعملية التعافي يُتوقع أن يكتمل بحلول منتصف الليل بتوقيت جرينتش، مع متابعة التحديثات في حال حدوث تحسن أسرع. وأكد حساب الدعم الرسمي لمنصة إكس بوكس أن خدمات الألعاب استعادت وضعها الطبيعي بعد ساعات من التوقف، إلا أن بعض اللاعبين اضطروا إلى إعادة تشغيل أجهزتهم للاتصال من جديد.

كما عادت صفحة الحالة الخاصة بخدمات إكس بوكس إلى العمل بعد انقطاع مؤقت. أما مايكروسوفت 365 فأعلنت في تحديث لاحق أنها واجهت مشكلات في الاتصال بالبنية التحتية الداخلية وأعادت توجيه حركة البيانات لاستعادة الأداء الكامل.

شركات عالمية تعاني من العطل

لم تقتصر الأزمة على منتجات مايكروسوفت وحدها؛ إذ تأثرت مؤسسات خارجية تعتمد على أزور كبنية خلفية. فقد أعلنت شركتا ألاسكا إيرلاينز وهاواي إيرلاينز عن اضطراب في أنظمتهما الإلكترونية ومواقع الحجز، وطلبتا من المسافرين مراجعة مكاتب الخدمة في المطارات للحصول على بطاقات الصعود إلى الطائرة.

كما أبلغت شركة كوميونيتي فايبر في المملكة المتحدة عملاءها بإمكانية حدوث انقطاعات محدودة بسبب الخلل في أزور. إلى جانب ذلك، واجهت مواقع ستاربكس وكوستكو وكروغر صعوبات في التحميل، فيما تعطلت تطبيقاتها المحمولة لساعات طويلة.

وذكر بعض المستخدمين أن تطبيقات الدفع والطلبات الإلكترونية توقفت تمامًا. كما أفاد مستخدمون في الولايات المتحدة بأن موقع كابيتال ون واجه مشكلات مشابهة في الوصول إلى الخدمات البنكية. هذه السلسلة من الأعطال أوضحت حجم الاعتماد العالمي على بنية مايكروسوفت السحابية، وكيف يمكن لتغيير بسيط في الإعدادات أن يسبب شللًا رقميًا واسعًا.

انهيار واسع في خدمات مايكروسوفت بعد عطل في منصة أزور

انعكاسات عطل منصة أزور

جاء هذا الانقطاع بعد أسبوع واحد فقط من مشكلة مشابهة في خدمات أمازون ويب سيرفيسز التي عطلت أجزاء واسعة من الإنترنت، ما جعل الأضواء تتركز مجددًا على هشاشة البنية التحتية السحابية لدى كبرى الشركات التقنية.

وقد واجهت مايكروسوفت أسئلة كثيرة من المستثمرين والمستخدمين حول مدى أمان أزور واستقرارها، خصوصًا أن العطل تزامن مع إعلان الشركة عن نتائجها المالية للربع الأخير. وذكرت تقارير أن الموقع الرئيس لمايكروسوفت نفسه كان يعمل ببطء ملحوظ أثناء فترة الانقطاع.

أفق ما بعد العطل

أظهر الحادث مدى حساسية الأنظمة السحابية أمام أخطاء الإعداد أو التكوين، مهما كانت بسيطة. كما أبرز أهمية وجود خطط طوارئ فعالة لضمان استمرارية الخدمات دون انقطاع. وتُعد مايكروسوفت من أكبر مزودي الحوسبة السحابية في العالم إلى جانب أمازون وجوجل، ما يجعل أي اضطراب في خدماتها حدثًا ذا تأثير اقتصادي وتقني واسع.

استعادت مايكروسوفت أغلب خدماتها تدريجيًا وواصلت العمل على استكمال الإصلاح الكامل لمنصة أزور. وأكدت الشركة التزامها بتحسين آليات المراقبة والتدقيق لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل. ومع أن الأزمة انتهت نسبيًا، إلا أنها أعادت فتح النقاش حول مدى استعداد العالم الرقمي للتعامل مع الأعطال المفاجئة التي يمكن أن تربك الإنترنت بأكمله في غضون دقائق.