صحيفة نيويورك تايمز ترفع دعوى قضائية ضد Perplexity بسبب حقوق النشر
- صحيفة نيويورك تايمز ترفع دعوى على Perplexity لاستخدام محتوى بدون ترخيص.
- Perplexity قامت بنسخ مواد الصحيفة لبناء إجابات متطابقة أو مشابهة.
- صحيفة شيكاغو تريبيون رفعت دعوى مماثلة ضد Perplexity.
- النزاع يسلط الضوء على حماية حقوق النشر مع انتشار وتطور الذكاء الاصطناعي.
قدمت صحيفة نيويورك تايمز دعوى قانونية ضد شركة Perplexity في محكمة المنطقة الجنوبية في ولاية نيويورك، واتهمتها باستخدام محتوى مملوك لها دون ترخيص. وشملت الاتهامات نسخ تقارير مكتوبة وصورًا وفيديوهات وبودكاست ومواد رقمية أخرى من أجل استعمالها في تطوير خدمة بحث تعمل بالذكاء الاصطناعي وتعتمد إجابات جاهزة للمستخدمين.
تفاصيل الدعوى ضد Perplexity
أشارت الدعوى إلى أن المنصة نفذت عملية كشط رقمي لمواقع الصحيفة وجمعت مواد صحفية بكميات كبيرة ثم استخدمتها في بناء إجابات تطابق محتوى الصحيفة أو تشابهه إلى حد كبير. وذكرت الوثائق القانونية وجود أمثلة لنتائج اعتُبرت متطابقة مع نصوص نشرتها نيويورك تايمز خلال فترات زمنية متقاربة.
أوضحت الصحيفة في بيان لها أنها تدعم تطوير الذكاء الاصطناعي ضمن أُطر قانونية تحترم حقوق الملكية الفكرية، وأشارت إلى أن استخدام محتواها في تدريب نماذج لغوية دون اتفاق مسبق يضر بحقوقها. وذكر المتحدث باسم الصحيفة جراهام جيمس أن المؤسسة ستواصل اتباع مسار قانوني لضمان حماية أعمالها الرقمية والتقارير الأصلية التي تنتجها.
أظهرت الوثائق القانونية أن عملية النقل شملت أنواع متعددة من المحتوى الصحفي، وجرى توظيفها في نماذج معلوماتية تقدم ملخصات سريعة للمستخدمين دون توضيح مصدر المحتوى الأصلي أو الحصول على إذن مسبق من الجهة المالكة للحقوق.
دعوى أخرى من مؤسسات صحفية
قدمت صحيفة شيكاغو تريبيون دعوى مشابهة ضد الشركة خلال الفترة نفسها، واتهمتها بجمع مقالاتها ونشرها ضمن محتوى منصة Perplexity دون تصريح. وأظهر توقيت الدعوتين وجود نمط مشابه في طريقة تعامل منصات الذكاء الاصطناعي مع المحتوى الإخباري المنشور عبر مواقع المؤسسات الإعلامية.
في هذا السياق، شهد قطاع الإعلام خلال السنوات الأخيرة ارتفاعًا في حالات النزاع القانوني مع شركات تكنولوجية تعتمد على تحليل بيانات منشورة عبر شبكة الإنترنت من أجل بناء نماذج ذكاء اصطناعي تقدم إجابات فورية. ويطلق خبراء القانون الرقمي تحذيرات متكررة من توسع هذه الممارسات دون وجود تنظيم قانوني واضح.
انطلقت شركة Perplexity في عام 2022 وركزت أعمالها على بناء محرك بحث قائم على نماذج لغوية تولد إجابات مباشرة. وتمكنت الشركة من جمع تمويل استثماري تجاوز مليار ونصف مليار دولار من جهات بارزة من بينها شركة NVIDIA وصناديق استثمار مخاطر.
اكتسبت المنصة شعبية واسعة بين مستخدمين يبحثون عن ملخصات معرفية مختصرة دون الحاجة إلى زيارة روابط عديدة. ويلاحظ متابعون للقطاع أن هذه الآلية أفسحت مجالًا لظهور تساؤلات حول أصول البيانات التي تعتمد عليها هذه المنصات وحقوق الجهات المنتجة للمحتوى.
صرح رئيس قسم الاتصال في الشركة جيسي دواير أن التاريخ شهد نزاعات مشابهة بين المؤسسات الإعلامية والتقنيات الحديثة خلال مراحل ظهور الراديو ثم التلفزيون ثم الإنترنت ثم شبكات التواصل، وأشار إلى أن الخلافات القانونية عادة ترافق المراحل الأولى لنشاط المنصات التقنية الجديدة.

سياق قانوني أوسع
شاركت صحيفة نيويورك تايمز في دعوى أخرى ضد شركتي Microsoft وOpenAI منذ عام 2023، واتهمتهما باستخدام محتواها الصحفي من أجل تدريب نماذج لغوية متقدمة. وقدم الفريق القانوني الدعوى في المحكمة نفسها في نيويورك ما أعطى القضية بُعدا قضائيًا موسعًا.
من جهة أخرى، شهد شهر أيلول الماضي تسوية قانونية بارزة بعدما وافقت شركة Anthropic على دفع مليار ونصف مليار دولار لعدد من المؤلفين الذين اتهموا الشركة بجمع كتبهم من قواعد بيانات مُقرصنة. ويُعد هذا الرقم الأعلى ضمن تسويات معلنة في مجال حقوق النشر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
يواصل قطاع الذكاء الاصطناعي التوسع في مجالات البحث وتوليد النصوص والصوت والصورة، وتشهد الشركات الناشئة منافسة قوية لإطلاق أدوات تدريب متقدمة تعتمد قواعد بيانات ضخمة داخل الشبكة. ويؤكد خبراء الإعلام ضرورة تحديث تشريعات الملكية الفكرية من أجل استيعاب طبيعة البيانات التي تحتاج إليها هذه النماذج.
وجهة نظهر: أرى أن أُطر التشريع الحالية لم تُجهز لمعالجة بيئة تعتمد على تحليل البيانات على نطاق واسع، ولابد من إيجاد آليات ترخيص جديدة تضمن حماية المحتوى الأصلي للمؤسسات الصحفية وتوفر في الوقت نفسه مجالًا لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي مبتكرة.
أتوقع استمرار هذه النزاعات خلال السنوات القادمة مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي ضمن عمليات النشر والمحتوى الرقمي. وقد تظهر دعاوى إضافية من مؤسسات إعلامية أخرى إذا استمر جمع المحتوى دون اتفاقات واضحة تنظم آليات الاستخدام والتدريب.