• دعوات في البنتاغون لإدراج ديب سيك وشاومي ضمن قائمة دعم الجيش الصيني.
  • قائمة القسم 1260H تحدد موقف وزارة الحرب الأمريكي من الشركات الصينية.
  • إدراج شاومي قد يفرض قيودًا على الوصول لخدمات جوجل والخامات الأمريكية.
  • تجربة هواوي تظهر قدرة الشركات الصينية على التكيف مع القيود.

في خطوة لفتت الأنظار داخل الأوساط السياسية والتكنولوجية العالمية، وجه فريق من تسعة مشرعين أمريكيين رسالة رسمية إلى وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث هذا الأسبوع طالبوا فيها بإضافة مجموعة من الشركات التكنولوجية الصينية إلى ما يعرف بقائمة القسم 1260H للكيانات التي يُزعم أنها ساعدت الجيش الصيني في مجالات حيوية.

أكدت الرسالة التي وجهها المشرعون على أهمية تحديث قائمة الكيانات المتهمة بمساعدة الجيش الصيني، والتي تضم بالفعل عددًا من الشركات الكبرى مثل شركة Tencent القابضة، وهي واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في الصين، وكذلك شركة CATL المنتجة للبطاريات في صناعة المركبات الكهربائية.

تضمنت الدعوة بشكل خاص شركة الذكاء الاصطناعي ديب سيك وشركة تصنيع الهواتف الذكية شاومي وشركة مجموعة BOE لتكنولوجيا الشاشات الإلكترونية.

قائمة القسم 1260H ودورها

يُشار إلى القائمة بقسم 1260H من قانون الإنفاق الدفاعي، وهي ليست قائمة عقوبات رسمية بحد ذاتها، لكنها تجسد موقف وزارة الحرب الأمريكية من تلك الشركات وتوجه رسائل واضحة للموردين والجهات المرتبطة بوزارة الحرب ووكالات حكومية أمريكية أخرى بشأن العلاقات التجارية مع تلك الشركات.

رفعت بعض الشركات المدرجة في هذه القائمة دعاوى قضائية ضد الولايات المتحدة احتجاجًا على إدراجها، معتبرة ذلك إجراءً غير مبرر أو مضر بمصالحها. ووفقًا لتقرير لوكالة رويترز، أكد مسؤول أمريكي رفيع أن شركة ديب سيك ساعدت الجيش الصيني في أعمال متعلقة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتجاوزت القيود الأمريكية على الصادرات.

نفس التقرير أشار إلى أن شركة BOE كانت من بين عدد من شركات شاشات العرض الصينية التي يسعى المشرعون الأمريكيون إلى إبعادها عن سلسلة التوريد بحلول عام 2030، خصوصًا بالنسبة للمشاريع المرتبطة بشركات أمريكية كبرى مثل آبل التي تعتمد على BOE كمورد لشاشات الآيفون.

حمل الخطاب المرسل إلى الوزير هيغسيث توقيعات تسعة أعضاء في الكونغرس من الحزب الجمهوري، وشمل هذا التوقيع رؤساء لجان وبرلمانيين يمثلون ولايات مختلفة في الولايات المتحدة.

أوضح المشرعون في رسالتهم أن الشركات التي اقترحوا إضافتها لا تقتصر على ديب سيك وشاومي وBOE فقط، بل اقترحوا أيضًا إدراج عدد من الشركات الصينية الأخرى ذات الروابط المحتملة مع القدرات العسكرية أو التي ترى السلطات الأمريكية أنها قد تمثل مخاطر على الأمن القومي.

من بين هذه الشركات: WuXi AppTec وGenScript Group وRoboSense وLivox وUnitree Robotics وCloudMinds وHua Hong Semiconductor وShennan Circuit Co وKingsemi Co.

الشركات الصينية المستهدفة

تعمل شركة WuXi AppTec في مجال الصناعات الدوائية والتكنولوجيا الطبية وتقدم خدمات بحثية متعددة ما بين أبحاث بيولوجية وتطوير أدوات تشخيص متعددة، وهو ما دفع المشرعين الأمريكيين لاعتبارها ذات صلة محتملة بالبحث والتطوير العسكري.

على صعيد آخر، GenScript Group معروفة بتقديمها خدمات في البيولوجيا التركيبية والأبحاث الجينية، ما يمثل قلقًا لدى بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي من احتمال توظيف مثل هذه الخدمات في تطبيقات ذات طابع دفاعي.

في نفس الإطار دخلت شركات مثل RoboSense وLivox في دائرة النقاش نظرًا لتركيزها على تقنيات الاستشعار والرادار الليزري، وهي تقنيات يمكن أن تستخدم في المركبات الجوية بدون طيار والتطبيقات العسكرية الأخرى. أما Unitree Robotics فهي متخصصة في تطوير روبوتات وكائنات ميكانيكية ذكية يمكن أن تستخدم في عمليات متعددة، وهذا ما اعتبره المشرعون سببًا إضافيًا لإجراء تقييمات أمنية مشددة.

كذلك تناولت الرسالة شركات في مجال الذكاء الاصطناعي المتقدم مثل CloudMinds التي تركز على تطوير منصات ذكاء اصطناعي معقدة يمكن توظيفها في سيناريوهات متعددة، وهو ما زاد من الدعوات لإدراجها ضمن قائمة القسم 1260H.

إضافة إلى ذلك ركز المشرعون على شركات في مجال تصنيع الرقائق والدوائر الإلكترونية مثل Hua Hong Semiconductor وShennan Circuit Co وKingsemi Co، معتبرين أن هذه الشركات تلعب دورًا في سلسلة التوريد التقنية التي يمكن أن تدعم القدرات العسكرية للصين.

أثارت الدعوة لإدراج شاومي على وجه الخصوص ردود فعل متنوعة في الأوساط الاقتصادية والتكنولوجية نظرًا لشهرة الشركة في سوق الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية عالميًا. أشار المشرعون الأمريكيون إلى أن شاومي وسواها من الشركات الصينية الكبرى يمكن أن يكون لها علاقات غير مباشرة مع برامج دفاعية أو أنشطتها قد تسهل نقل تكنولوجيا حساسة إلى جهات عسكرية في الصين.

دعوات في البنتاجون لإدراج ديب سيك وشاومي ضمن قائمة دعم الجيش الصيني!

التوترات الأمريكية الصينية

جاءت الرسالة في وقت تتزايد فيه التوترات بين الولايات المتحدة والصين على الصعيد التجاري والتكنولوجي والأمني، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي وتصنيع الرقائق والتقنيات المتقدمة. وأضاف المشرعون أن تحديث قائمة الكيانات المتهمة سيساعد على تعزيز موقف الولايات المتحدة في مواجهة ما يعتبرونه محاولات من الصين لتعزيز قدراتها العسكرية باستخدام موارد وشركات تكنولوجية عالمية.

من وجهة نظري، إدراج شاومي على قائمة مشابهة لما وُضعت فيه هواوي يعني وضع الشركة تحت حصار تقني مشابه، يجعلها محرومة من بعض الخامات والخدمات الأساسية مثل خدمات جوجل على الهواتف الذكية. هذا لا يمنع الشركة من العمل عالميًا، لكنه يفرض قيودًا قوية على تعاملها مع التكنولوجيا الأمريكية ويجعل أي تعاون أو شراكة مع شركات أمريكية مرهونًا بتراخيص خاصة.

ومع ذلك أثبتت تجربة هواوي أن الشركات الصينية الكبيرة قادرة على التكيف وبناء بدائل محلية وتقنيات مستقلة، لكن القيود تجعل توسعها في بعض الأسواق الخارجية أكثر تعقيدًا، وتؤثر على قدرتها على الوصول لأحدث الابتكارات الأمريكية مباشرة.