مُنذ عام تقريبًا ظهرت حركة  SAG-AFTRA وهي حركة تطالب بالمساواة داخل الأوساط الفنية بين صانعي الأعمال الترفيهية، وفي البداية الحركة كانت تطالب بالمساواة بين أجور المؤلفين وصناع الأعمال السينمائية مع أجور نجوم العمل والممثلين الذين يتقاضون الملايين.

ثم بعد ذلك بدأت حركة SAG-AFTRA في التطرق إلى المزيد من المواضيع المتعلقة بعدالة بيئة العمل ولم تتوقف عند حاجز الأجور فقط، وبالمناسبة الحركة أثرت بشكل كبير على صناعة الأفلام بهوليود وتسببت في تأجيل عدد من الأفلام لمجموعة من الشركات الكبرى مثل مارفل و DC.

الآن تعود الحركة من جديد مع المزيد من المطالب ولكن هذه المرة المطالب متعلقة بصناعة الألعاب وبالتحديد العناصر الفنية المشاركة في صناعة الألعاب مثل المؤديين الصوتيين والكتاب.

الحركة قالت أنها قررت بالإجماع طرح تصويت بالإضراب عن العمل في قطاع الألعاب الإلكترونية وهذ الإضراب من شأنه التأثير على أعمال مجموعة من الشركات مثل:

  • Activision
  • EA
  • Epic
  • Take-Two
  • Insomniac
  • WB Games

وأوضحت الحركة أنها تتواصل مع شركات الألعاب على مدار العام الماضي ولكن المباحثات باءت جميعها بالفشل وهو ما شجع الحركة على اتخاذ خطوة الإضراب عن العمل، وقالت الحركة أن المفاوضات ستعود من جديد بحلول 26 سبتمبر لذلك تريد الحركة تفعيل الإضراب قبل هذا الموعد كورقة ضغط عندما يتم استئناف المفاوضات.

كذلك تم التنويه على أن المشكلة الرئيسية تكمن في الأجور خصوصًا مع معدلات التضخم الكبيرة التي تواجه العالم، وأكدت مدونة الحركة على ضرورة مساواة أجور العاملين في صناعة الألعاب مع العاملين في مجالات الترفيه الأخرى مثل السينما، وتم التأكيد على أن الاتفاقات الخاصة بصناعة الألعاب مختلفة تمامًا عن الاتفاقات الخاصة بصناعات ترفيهية أخرى مثل صناعة الموسيقى والسينما.

في نفس الوقت المشكلة لا تقف عند الأجور فقط، فالحركة ترفض استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير الأعمال الفنية، مثل صناعة الأصوات والأداء التمثيلي في الألعاب.

تم التطرق كذلك إلى مشاكل أخرى تواجه العاملين على صناعة الألعاب الإلكترونية، مثل حقهم في راحة لمدة 5 دقائق عن كل ساعة يقضونها أمام الكاميرا، وكذلك حقوقهم الطبية والتأمينية عند القيام بجدع أو حركات خطيرة خصوصًا وأن معظم الألعاب تحتاج إلى هذه المشاهد.

هل يمكن أن تؤثر حركة SAG-AFTRA على صناعة الألعاب؟

بكل وضوح نعم، الحركة مؤخرًا تمكنت من حشد تكتل كبير من صانعي المحتوى والفنانين، وهذا التكتل تمكن من التأثير على صناعة بحجم هوليوود، بالطبع الألعاب تمتلك بعض الخدع ولكن لا يمكن الاعتماد بشكل كلي على الذكاء الاصطناعي والبرمجة والتصميم لتطوير اللعبة.

في الحقيقة شركات الألعاب تنفق الملايين على تطوير لعبة واحدة وجزء كبير من هذه الملايين يذهب إلى فريق الدعايا الخاصة باللعبة، وأعتقد أن الفنانين يجب أن يكون لهم جزء من هذه الأموال يتناسب مع القيمة التي يقوموا بإضافتها في اللعبة.

الذكاء الاصطناعي ليس الحل ولا يمكن الاعتماد عليه في تقديم أعمال فنية، وللأسف نرى محاولات شركات الألعاب وهي تحاول الاعتماد بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي والتخلي عن الفنانين الأصليين، وهذا الأمر يمثل ناقوس خطر كبير.

الإضراب قد يؤثر بشكل كبير جدًا على صناعة الألعاب، وقد نرى في المستقبل ألعاب يتم تأجيلها بسبب هذا الإضراب، وعلى أي حال حركة SAG-AFTRA دعت إلى التصويت على الإضراب بداية من 5 سبتمبر القادم، كما سيتم عقد اجتماعات دورية في 7 سبتمبر و 12 سبتمبر لشرح خطة الحركة وتعليمات التصويت والغرض والهدف منه، لذلك يبدو أن الحركة جادة جدًا في خطواتها ولا يمكننا سوى الانتظار لنرى النتيجة خلال الأيام القادمة.