بدأت سامسونج العام المالي مقررةً تعويض الخسائر المالية الهائلة التي تكبدتها العام الماضي؛ إذ تكبدت خسائر قياسية بسبب الاضطرابات الجيوسياسية وجائحة كوفيد-19 مُسببين ارتفاع تكاليف المكونات الرئيسية؛ وخاصةً مكونات الرقاقات. وبالفعل جاءت نتائج الربع الأول للعملاقة الكورية الجنوبية، متجاوزةً التوقعات بكفاءة؛ إذ أعلنت الشركة عن ارتفاع مذهل في الأرباح التشغيلية بنسبة 932.8% مقارنةً بالعام الماضي.

وجاءت نتائج الربع الثاني المنتهي في يونيو أكثر إبهارًا؛ إذ قفزت إيرادات سامسونج بنسبة 23.42% مقارنةً بالعام السابق، بينما ارتفع الربح التشغيلي بنسبة 1458.2%. متفوقً على متوسط تقديرات المُحللين وفقًا لـLSEG؛ إذ حققت إيرادات  بنحو74.07 تريليون وون كوري (حوالي 53.45 مليار دولار) مقابل 73.74 تريليون وون كوري. وبالنسبة للربح التشغيلي حققت 10.44 تريليون وون كوري مقابل 9.53 تريليون وون كوري.

سامسونج تستكمل رحلة التعافي برعاية الذكاء الاصطناعي

أعلنت الشركة الكورية الجنوبية الرائدة عن أداء قوي في سوق الذاكرة، مدفوعةً بالطلب المتزايد على ذاكرة (HBM)، والتي أصبحت تقنية ضرورية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الحديثة، إلى جانب استمرار الطلب القوي على الذاكرة التقليدية (DRAM) التي لا تزال تلعب دورًا مهمًا في العديد من التطبيقات. وأوضحت الشركة أن هذا الطلب المزدوج نابع بشكل أساسي من توسع الشركات في استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعكس التحول السريع في احتياجات السوق وتزايد أهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.

تتوقع شركة سامسونج استمرار قوة الطلب على منتجات الخوادم في النصف الثاني من العام. وتشمل هذه المنتجات ذاكرة النطاق العالي (HBM)، وذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية للخوادم (Server DRAM)، بالإضافة وحدات التخزين من نوع SSD. ويأتي هذا الطلب المتزايد بشكل أساسي من الشركات المستثمرة في مجال خوادم الذكاء الاصطناعي.

سامسونج SSDs

وأشارت سامسونج إلى تحدٍ محتمل في سوق الذاكرة. فمع سعي الشركة لزيادة قدرتها الإنتاجية لتلبية الطلب المتزايد على ذاكرة HBM وServer DRAM، قد يؤدي ذلك إلى تقليص الإمدادات المتاحة لرقائق الذاكرة التقليدية. وهذا يشير إلى احتمال حدوث نقص في توافر بعض أنواع الذاكرة في السوق مستقبلاً.

خلال مكالمة الأرباح والتي تُعقد عادةً بشكلٍ ربع سنوي، لتتيح لكبار مسؤولي الشركات مناقشة الأداء المالي مع المحللين والمستثمرين، كشفت سامسونج عن استراتيجيتها لتلبية الطلب المتزايد في سوق الذكاء الاصطناعي. تتضمن خطة الشركة توسيع إنتاج وبيع أحدث منتجاتها من ذاكرة الذكاء الاصطناعي، HBM3E، خلال النصف الثاني من العام.

وتعتزم العملاقة الكورية الجنوبية زيادة مبيعاتها من وحدات التخزين الصلبة من نوع SSD، والتي تشهد حاليًا طلبًا مرتفعًا في قطاع خوادم الذكاء الاصطناعي. وفي تطور مهم؛ نجحت سامسونج في اختبارات دمج رقاقات HBM3 الخاصة بها مع معالجات إنفيديا H20 المصممة خصيصًا للسوق الصينية لتلبية متطلبات قيود التصدير الأمريكية. يمثل هذا الإنجاز تحديًا لهيمنة SK Hynix، التي كانت حتى الآن المورد الحصري لرقاقات HBM لشركة إنفيديا.

قد يهمك أيضًا: SK Hynix تُسجل أعلى إيرادات لها خلال 6 سنوات!

وبالنسبة للهواتف الذكية؛ شهد سوق الهواتف الذكية انخفاضًا في الطلب خلال الربع الأخير، وهو ما يعتبر اتجاهًا موسميًا معتادًا، لكنه كان ملحوظًا بشكل خاص في قطاع الهواتف الرائدة. ومع ذلك، تتوقع سامسونج نموًا في قطاع الهواتف الفاخرة خلال النصف الثاني من العام، بينما قد يشهد القطاع الجماهيري تباطؤًا. وقد تأثرت ربحية أعمال الهواتف الذكية سلبًا بسبب ارتفاع أسعار المكونات الأساسية.

رغم ذلك الانخفاض كان لسامسونج النصيب الأكبر من مبيعات سوق الهواتف الذكية!

تخطط الشركة للاستمرار في دفع منتجات Galaxy AI الرائدة. أعلنت سامسونج الأسبوع الماضي عن توفر أحدث أجهزة Galaxy عالميًا بما في ذلك Galaxy Z Fold6 وZ Flip6 وWatch Ultra وGalaxy Ring. وقالت سامسونج أنها حتى في الظروف الصعبة، ستواصل الاستثمار في ترقية وظائف Galaxy AI لضمان محرك نمو مستدام طويل الأمد."

توقعات الأداء المستقبلي وتحديات المنافسة

 وفقًا لشركة Counterpoint Research، من المتوقع أن تشهد سامسونج تحسنًا كبيرًا في أدائها التشغيلي خلال النصف الثاني من العام. ويعزى هذا التحسن إلى قوة أداء قطاع شرائح الذاكرة، بالإضافة إلى اتجاه "التحسينات االرائدة" في سوق الهواتف الذكية.

ومع ذلك، يشير نيل شاه، نائب رئيس الأبحاث في Counterpoint Research، لوكالة AFP إلى أن المنافسة ستظل قوية، وتوقع أن تشهد الشركة العملاقة للتكنولوجيا زيادة كبيرة في النصف الثاني من هذا العام. فشركات مثل SK Hynix وMicron ستواصل منافسة سامسونج في مجال الذاكرة، سواء في قطاع الذكاء الاصطناعي مع نمو الطلب على HBM والذي تتفرد Sk Hynix بالجيل الأكثر تقدمًا منها أو في سوق الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وتعتمد هذه الشركات على التعاون الوثيق والتحسينات المستمرة مع الشركات الرائدة في مجال الحوسبة مثل كوالكوم وإنتل وإنفيديا.

سامسونج وSK Hynix

الجانب السلبي من الطلب الكثيف على رقاقات الذكاء الاصطناعي

تشير توقعات إس كيه كيم - SK Kim من Daiwa Capital Markets إلى استمرار ارتفاع أسعار الذاكرة حتى النصف الأول من عام 2025، وذلك نتيجة للطلب المتزايد على الذاكرة المتقدمة مثل HBM وSSD عالية الكثافة للمؤسسات. هذه الأنواع من الذاكرة تتطلب المزيد من الرقاقات وتستغرق وقتًا أطول في الإنتاج؛ ما يضع ضغطًا على سلسلة التوريد.

ونتيجة لتركيز الموارد على إنتاج هذه الذاكرة المتطورة، قد يتأثر إمداد الذاكرة التقليدية سلبًا؛ ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها أيضًا. هذا الاتجاه مدفوع بالتطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والطلب المتزايد على الرقاقات المتخصصة، والذي يشير إلى تأثير التقنيات الأكثر تقدمًا على الأسعار في جميع فئات المنتجات.