• آبل تُطلق أول حزمة تطوير برمجية (SDK) للغة Swift مخصصة لنظام أندرويد.
  • الخطوة تتيح للمطورين بناء تطبيقات أندرويد باستخدام نفس لغة تطوير تطبيقات iOS.
  • الإصدار التجريبي متاح الآن على أنظمة Windows وmacOS وLinux عبر Swift.org.
  • خطوة تُعد تحولًا في فلسفة آبل وتفتح الباب أمام تطوير متعدد المنصات.

في خطوة وُصفت بأنها “نادرة ومفصلية” في تاريخ آبل، أعلنت الشركة عن إصدار أول حزمة تطوير برمجية (SDK) للغة Swift مخصصة لنظام أندرويد، لتتيح للمطورين للمرة الأولى إمكانية بناء تطبيقات تعمل خارج منظومة iOS و macOS باستخدام نفس اللغة التي أنشأتها آبل قبل نحو عقد من الزمن.

الإعلان جاء في 24 أكتوبر 2025 عبر موقع Swift.org، وأكّد أن الحزمة متاحة حالياً كإصدار “معاينة أولية” (Preview) يمكن تحميله على أنظمة Windows، macOS، وLinux، مما يسمح بتجربة تطوير كاملة باستخدام Swift على بيئات أندرويد لأول مرة.

ما الذي تقدمه الحزمة الجديدة ؟

تتضمن الحزمة Swift SDK for Android أو أدوات التطوير الأساسية، والمكتبات القياسية للغة Swift، إلى جانب أدوات الربط مع واجهات Android الأصلية. وهي خطوة تمهّد الطريق نحو إمكانية بناء تطبيقات أندرويد باستخدام Swift، إما عبر الكود المباشر، أو من خلال طبقات الربط مع أدوات مثل Android Studio.

ويُعد هذا الإعلان تتويجًا لجهود بدأت في أوائل 2024، حين قامت آبل بتوظيف فريق مخصص لتوسيع استخدام Swift خارج أنظمتها. واليوم، أصبح بإمكان المطورين تحميل الحزمة مباشرة واختبارها على بيئة تطوير أندرويد دون الحاجة إلى أدوات وسيطة أو محاكيات.

أهمية الخطوة: تحوّل في فلسفة آبل

لطالما كانت لغة Swift، منذ إطلاقها في 2014، رمزاُ مغلقاً إلى حد كبير داخل عالم آبل. فهي اللغة الرسمية لتطوير تطبيقات iOS، iPadOS، macOS، watchOS وtvOS. أما دخولها الآن إلى نظام أندرويد، فهو تحول استراتيجي كبير في فلسفة الشركة.

كسر الحواجز بين النظامين

الانتقال إلى أندرويد يعني أن المطورين الذين استخدموا Swift لتطبيقاتهم على iPhone أو iPad سيتمكنون الآن من نقل أجزاء من الكود نفسه إلى أندرويد دون الحاجة لإعادة كتابة المشروع بلغة Kotlin أو Java، ما يُعد ثورة في مجال التطبيقات المتعددة المنصات (Cross-Platform).

تعزيز موقع Swift عالميًا

لغة Swift لطالما كانت لغة قوية من حيث الأداء والأمان، لكنها محدودة الانتشار بسبب حصرها ضمن بيئة آبل. أما الآن، فقد تدخل منافسة مباشرة مع Kotlin وFlutter (Dart) في تطوير تطبيقات أندرويد، ما يعزز حضورها في المجتمع البرمجي العالمي ويجعلها خيارًا محايدًا بين المنصتين.

خطوة سياسية-تجارية

إتاحة Swift على أندرويد قد لا تكون مجرد خطوة تقنية، بل أيضًا رسالة سياسية من آبل تعكس توجهاً نحو الانفتاح النسبي في عالم التطوير، خاصة بعد الانتقادات المتكررة التي تواجهها حول سياساتها المغلقة في متجر التطبيقات ومنظومة iOS.

رغم الحماس الكبير في الأوساط البرمجية، لا تخلو الخطوة من العقبات:

  • الإصدار الحالي ما زال نسخة معاينة (Preview)، ما يعني أن بعض المكتبات والأدوات المساعدة لم تُدمج بالكامل بعد.
  • التكامل مع Android Studio لا يزال قيد التجربة، ويتطلب إعدادات يدوية لإضافة الـ SDK داخل بيئة العمل.
  • الأداء الفعلي لتطبيقات Swift على أندرويد مقارنة بـ Kotlin أو Java لم يُختبر بشكل موسّع بعد، خاصة في المشاريع الكبيرة.
  • بعض الميزات المتقدمة في Swift مثل SwiftUI ما تزال مرتبطة بمنصة Apple ولن تعمل خارجها في الوقت الحالي.

أخيراً, إطلاق Swift SDK for Android يمثل أكثر من مجرد أداة جديدة, إنه إعلان صريح بأن Apple بدأت تنظر إلى تطوير التطبيقات بشكل أوسع وأقل انغلاقاَ. و إذا أثبتت التجارب القادمة نجاح أداء Swift على أندرويد، فقد نكون أمام حقبة جديدة من التطوير متعددة المنصات، حيث يصبح من الممكن بناء تطبيق واحد يعمل بسلاسة على النظامين الأكبر في العالم باستخدام لغة واحدة فقط.