يبدو أن الأمور تطوّرت بشكلٍ غير متوقّع. فمن ناحيةٍ، يبدو أن تدمير مصانع TSMC لإبقائها بعيدًا عن أيدي الصين -في حال غزو تايوان- قد تكون هي خطة العمل الأولى للولايات المتحدة لمنع الصين من الوصول لتقنيات TSMC. ومع ذلك، فإن ذلك لم يوقف قعقعة السيوف. ورداً على ذلك، فقد صرّحت تايوان مؤخرًا إنها ستدافع عن نفسها ضد أي شخص يحاول إلحاق الضرر بـ TSMC، سواء كانت الصين أو الولايات المتحدة. 

حيث صرّح وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشنغ مؤخرًا أن جيش بلاده سيدافع عن نفسه ضد أي شخص يحاول قصف منشآته الصناعية، مما يعني أن الولايات المتحدة ليست استثناءً. تأتي هذه التصريحات تعليقاً على الاقتراحات الأمريكية الأخيرة التي عرضت تدمير مصانع TSMC في حالة قيام الصين بغزوها. السبب الرئيسي وراء كل ذلك هو أن الصين تعتبر دولة تايوان -المتمتعة بالحكم الذاتي- مقاطعة تابعة لها، ولذا فقد أعربت الصين مرارًا وتكرارًا عن طموحاتها لضم تايوان بالقوة إذا لزم الأمر. 

وكشركة عالمية رائدة في بناء وتوريد الترانزستورات التي تشغل معظم الأجهزة المحوسبة في العالم، فإن أي هجوم على TSMC سوف يؤثّر بالسلب على الاقتصاد العالمي بأكمله. تأتي هذه التصريحات الجديدة ردّاً على التصريحات الأمريكية الأخيرة، ففي مؤتمر عُقد في 3 مايو / أيار نظمه معهد ميلكن للأبحاث ومقره كاليفورنيا، قال عضو الكونغرس الديمقراطي الأمريكي سيث مولتون إن على الولايات المتحدة أن تجعل الصين تفهم أنها ستُدمر مصانع TSMC إذا قامت الصين بغزو تايوان. وقد جاء التهديد بعد تحذير من مستشار الأمن القومي السابق روبرت أوبراين، الذي أشار في مارس/آذار الماضي إلى أن الصين ستسيطر على الاقتصاد العالمي إذا استولت على TSMC. 

وردا على استفسارات صحفية حول تصريحات مولتون قبل جلسة يوم الاثنين للمجلس التشريعي، قال تشيو إن الجيش التايواني لن يتسامح مع أي محاولة لقصف البلاد، حتى ولو كان ذلك من منطلق القيام بأعمال دفاعية. كما وأعربت وكيلة وزارة الدفاع الأمريكية السابقة ميشيل فلورنوي عن خلافها مع مولتون، قائلة إن خسارة TSMC ستحدث ثقبًا بقيمة 2 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي في غضون عام، بجانب توقّف التصنيع في جميع أنحاء العالم. 

في الواقع، كانت الخلافات حول فكرة إبقاء TSMC خارج قبضة الصين قد حدثت من قبل. حيث اقترحت الولايات المتحدة أيضًا -في وقتٍ سابق- إجلاء مهندسي TSMC من تايوان كخيار أقل عنفًا أثناء الغزو الصيني، وهو حل -بالرغم من كونه أقل ضرراً- إلا أنه لا يزال يمثل ضربة قدرها تريليون دولار للاقتصاد العالمي. وبالطبع فالولايات المتحدة تعرف ذلك، وهو ما يعني ان الكثير من هذه الخطابات هي مُجرّد صخب فحسب. 

الجدير بالذكر أن تايوان أشارت سابقًا إلى أن مثل هذه الإجراءات لن تكون ضرورية لتحقيق هدف الولايات المتحدة المتمثل في منع استيلاء الصين على TSMC. ففي العام الماضي، قال المدير العام لمكتب الأمن القومي في تايوان تشين مينغ تونغ إن منشآت الشركة تعتمد على موارد من دول أخرى. وستكون منشآت TSMC التي تسيطر عليها الصين عديمة الفائدة إذا قطعت الولايات المتحدة، أو أي دولة أُخرى، الوصول إلى معدّات الطباعة الحجرية الخاصة بـ ASML، على سبيل المثال.