في خطة هي الأكثر جرأة وتحدياً في تاريخ الشركات الحديثة، كشف مجلس إدارة شركة Tesla يوم الجمعة عن مقترح لحزمة مكافآت جديدة للرئيس التنفيذي Elon Musk بقيمة إجمالية تصل إلى ما يقرب من تريليون دولار، لكن هذه المكافأة (التي تفوق ميزانيات دول بأكملها) ليست هدية، بل هي جائزة معلقة بشرط شبه مستحيل: أن ينجح ماسك في تحويل Tesla من مجرد شركة سيارات كهربائية إلى قوة عالمية في الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

وللحصول على هذه الحزمة، على إيلون ماسك أن يقود الشركة نحو تحقيق قيمة سوقية تبلغ 8.6 تريليون دولار، والبقاء فوق هذا الرقم لمدة ستة أشهر على الأقل. لتوضيح حجم هذا الهدف، فإن قيمة 8.6 تريليون دولار تفوق القيمة المجمعة لعملاقي التكنولوجيا Apple و Microsoft اليوم.

الخطة تمنح ماسك مهلة طموحة لتحقيق ذلك، تتراوح بين سبع إلى عشر سنوات بحد أقصى، لكن الوصول لهذا التقييم الفلكي لا يعتمد على سعر السهم فقط، بل يرتكز على تحقيق سلسلة من الإنجازات التشغيلية التي تبدو وكأنها من أفلام الخيال العلمي، وتشمل هذه الأهداف: تشغيل أسطول تجاري مكون من مليون سيارة أجرة ذاتية القيادة "روبوتاكسي"، وهو ما سيغير وجه النقل الحضري تماماً، كما تتضمن إنتاج وتسليم مليون روبوت بشري من طراز "Optimus" بهدف إحداث ثورة في قطاع العمالة الصناعية والخدمية، وأخيراً كهدف أساسي يدعم هذه الطموحات يجب على الشركة بيع 20 مليون سيارة كهربائية سنوياً.

التحول نحو "الروبوتاكسي" والروبوتات البشرية سينقل نموذج أرباح Tesla من الاعتماد على بيع السيارات لمرة واحدة إلى تحقيق إيرادات متكررة وعالية الربح من الخدمات، تماماً كما تفعل شركات البرمجيات الكبرى، وهذا التحول - بحسب رأي مجلس إدارة الشركة - هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يبرر تقييماً يتجاوز كل ما عرفه عالم المال والأعمال.

ورغم أن المتشككين يرون أن هذه الأهداف لا تزال في عالم التكهنات وأن تقنية القيادة الذاتية وروبوت "Optimus" لم تصلا بعد إلى مرحلة النضج، إلا أن Tesla تضع رهاناً تاريخياً، إنها تربط مستقبلها ومستقبل رئيسها التنفيذي بشكل كامل برؤية واحدة: أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات هي المستقبل، وإن نجح إيلون ماسك في تحقيق تلك الأهداف؛ فسيملك ثروة لن تُقاس بموازين البشر.