بالأمس، أعلن دونالد ترامب على منصته "Truth Social" عن توقيعه أمرًا تنفيذيًا جديدًا يمنح TikTok مُهلة إضافية تبلغ 75 يومًا لاستكمال صفقة بيع عملياتها داخل الولايات المتحدة، وبذلك يُصبح أمام التطبيق الصيني مُهلة إلى يوم 19 يونيو القادم قبل أن يُحظَر.

يصادف يوم 19 يونيو يوم التحرير Juneteenth في الولايات المتحدة، وهذه قد تكون إشارة بشكل أو بآخر.

بالعودة لموضوعنا، قال ترامب في منشوره إن هناك "تقدمًا كبيرًا" تم إحرازه نحو إبرام الصفقة، لكنه اعترف بأن الأمر لا يزال بحاجة إلى "مزيد من العمل". وعبّر صراحة عن رغبته في استمرار التطبيق، قائلًا: "لا نريد لـ TikTok أن يختفي، وإنما نتطلع مع التطبيق والصين لإتمام الصفقة".

من سيشتري TikTok؟

في الكواليس، تجري مفاوضات بين عدة أطراف مهتمة بالاستحواذ على عمليات TikTok في الولايات المتحدة. بحسب صحيفة نيويورك تايمز، هناك عروض من شركات مثل Blackstone وشركة Oracle، في حين أفادت تقارير أخرى بوجود اهتمام من عملاق التجارة الإلكترونية Amazon في اللحظات الأخيرة.

لكن ترامب كان واضحًا في تأكيده أن حكومته تريد ضمان ألا تبقى أي سيطرة لـ ByteDance (الشركة الأم) على بيانات المستخدمين الأمريكيين أو على خوارزميات التطبيق، وهي النقطة التي تُعد جوهر الخلاف.

لماذا تريد أمريكا شراء TikTok؟

في الواقع، أمريكا لا تريد شراء TikTok نفسه (أو هذا ليس خيارًا)، وإنما عمليات التطبيق داخل الولايات المتحدة، أو بمعنى آخر، شراء الفرع المحلي من التطبيق في الولايات المتحدة، والسبب في ذلك أن المسؤولين الأمريكيين -من كلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري- لطالما اعتبروا TikTok تهديدًا للأمن القومي.

في العام الماضي، أقر الكونغرس الأمريكي قانونًا يُجبر TikTok على بيع عملياته داخل الولايات المتحدة، وهو القانون الذي وقّعه الرئيس السابق جو بايدن، وحظي بدعم واسع من الحزبين.

وعلى الرغم من إحالة القانون للطعن أمام المحكمة العليا بدعوى أنه يُخالف حرية التعبير، فإن المحكمة أقرّت دستوريته في يناير الماضي، ما مهّد الطريق للحظر.

اللافت أن ترامب كان قد دعا لحظر التطبيق خلال ولايته الأولى، لكنه عاد وتبنّى خطابًا مغايرًا خلال حملته الانتخابية لعام 2024، متعهدًا بـ "إنقاذ TikTok"، وقد صرّح في أكثر من مناسبة بأن التطبيق لعب دورًا كبيرًا في جذب أصوات الشباب لصالحه خلال الانتخابات، قائلاً: "لدي نقطة ضعف تجاه تيك توك، سأكون صادقًا". لكن، وكما هو بيّن، هذه واحدة من ألاعيب ترامب الواضحة، أليس كذلك؟