منذ يومين، وتحديدًا يوم الأحد المنصرم، أعلنت الصين أنها ستتخذ إجراءات انتقامية صارمة إذا مضى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تنفيذ تهديده بفرض الرسوم الجمركية البالغة 100% على وارداتها.

ترامب يريد فرض رسومًا جمركية بنسبة 100% على الصين

وجاء هذا التحذير بعد أن اتهمت وزارة التجارة الصينية واشنطن بتأجيج التوترات الاقتصادية بين البلدين، عقب إعلان ترامب عن رسوم جديدة على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، إلى جانب قيود إضافية على برامج وتقنيات حيوية، ابتداءً من الأول من نوفمبر المقبل.

نحن لا نريد الحرب التجارية، لكن لا نخافها!

ونقلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية عن متحدث باسم الوزارة قوله إن "التهديدات المتعمدة بفرض رسوم مرتفعة ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين"، مضيفًا أن "موقف بكين من الحرب التجارية ثابت: نحن لا نريدها، لكننا لا نخافها".

وأضاف المتحدث أن بلاده "ستتخذ إجراءات حازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة إذا أصرت الولايات المتحدة على السير في الطريق الخطأ".

الأسواق تهتز وترامب يحاول التهدئة عبر "تروث سوشيال"

التهديد الأمريكي الجديد أشعل قلق المستثمرين حول العالم، إذ هبطت عقود مؤشر "داو جونز" الآجلة بـ 887 نقطة قبل افتتاح جلسة الاثنين، بعد تراجع المؤشر نفسه يوم الجمعة بـ 879 نقطة (1.9%)، ما أدى إلى خسائر تُقدر بنحو تريليوني دولار من القيمة السوقية لأسهم وول ستريت.

Trump and Xi

ترامب حاول تهدئة المخاوف عبر منشور على منصته قال فيه:

"لا تقلقوا بشأن الصين، كل شيء سيكون على ما يرام! الرئيس شي رجل محترم للغاية، مر بلحظة سيئة فحسب. نحن لا نريد ركودًا لبلاده، ولا هو يريد ذلك لنا. الولايات المتحدة تريد مساعدة الصين، لا إيذاءها".

وفي محاولة لتخفيف حدة التوتر، دعا السيناتور الجمهوري جي دي فانس بكين إلى "اختيار طريق العقل"، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة تملك أوراقًا أقوى بكثير من الصين" إذا اختارت الأخيرة التصعيد.

لكن الأسواق لم تقتنع بالتهدئة. فقد تراجع مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة تقارب 1%، فيما أظهرت مؤشرات العقود الآجلة توقعات بمزيد من الخسائر في لندن ونيويورك مع بداية الأسبوع.

أما البيتكوين، الذي هبط 8% بعد منشور ترامب الأول، فقد استعاد نحو 4% من قيمته لاحقًا، بعد أن امتنعت الصين مؤقتًا عن اتخاذ خطوات انتقامية فورية.

بانتظار ما سيحدث في الأيام القادمة، فهل تتوقعون قيام حرب تجارية فعلية أم يتوصل الطرفان إلى تهدئة؟