
عندما يغضب ترامب: فرض رسوم جمركية 100⁒ على الصين!
- ترامب يفرض رسوم جمركية 100⁒ على الصين ردًا على قيود تصدير المعادن النادرة.
- الأسواق العالمية تهبط بشدة وسط مخاوف من حرب تجارية جديدة.
- واشنطن تتهم بكين بمحاولة احتكار سلاسل التوريد الحيوية.
- يستعد المستثمرون والمستهلكون لتأثيرات التضخم وسلاسل الإمداد المتوترة.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرارٍ بفرض رسوم جمركية 100⁒ على الصين مع تطبيقه اعتبارًا من 1 نوفمبر 2025 أو قبل ذلك إذا اتخذت بكين خطوات تصعيدية أخرى. وجاء الإعلان -عبر منشور في منصة «تروث سوشيال»- ردًا على قرارات الصين الأخيرة بتشديد ضوابط تصدير المعادن النادرة والمواد الاستراتيجية، في حين قالت الإدارة الأمريكية إنها تدرس أيضًا فرض قيود على تصدير برمجيات حسّاسة.
لم تمر دقائق حتى هبطت مؤشرات الأسهم العالمية، واشتعلت شاشات الأخبار بالتساؤلات: هل نحن على أعتاب حرب تجارية جديدة؟
اقرأ أيضًا: البيت الأبيض: الصينيون اشتروا 38 مليار دولار من معدات تصنيع الشرائح!
رسوم جمركية 100⁒ على الصين: الأسباب
خلال الأيام الماضية، أعلنت الصين عن حزمة قرارات جديدة توسّع قائمة المعادن النادرة التي تتطلّب ترخيصًا للتصدير، وأضافت عناصر لم تكن خاضعة سابقًا لهذه الضوابط. هذه الخطوة -التي عُرفت باسم «الإعلان رقم 61»- شملت 12 عنصرًا نادرًا وفرضت شروطًا أكثر صرامة حتى على الشركات الأجنبية التي تستخدم مُكونات صينية.

تقول بكين إن الهدف هو حماية أمنها القومي ومنع الاستخدام العسكري غير المُصرح به، لكن واشنطن ترى الأمر مُحاولة لاحتكار سلاسل التوريد الحيوية في الصناعات الدقيقة والتكنولوجيا المتقدمة، ووصف ترامب الخطوة الصينية بأنها عدائية للغاية وتهدف إلى إخضاع العالم الصناعي لهيمنة بكين، وهو ما استدعى الرد بجمارك مُضاعفة.
من المُتضرر الحقيقي؟
الرسوم الجمركية الجديدة ليست موجهة لقطاع واحد وتشمل طيفًا واسعًا من السلع الصينية: من الإلكترونيات والرقائق والهواتف، إلى قطع غيار السيارات والملابس والمعدات الطبية. هذه السلع قد تشهد ارتفاعًا في الأسعار داخل السوق الأمريكي والعالمي، لأن الشركات المستوردة إمّا ستنقل خطوط إنتاجها إلى دول أخرى -مثل الهند أو فيتنام- أو ستُحمّل المستهلك النهائي تكلفة الرسوم الجديدة.
حتى المزارعون الأمريكيون -خاصةً مزارعي فول الصويا،- لن يكونوا بعيدين عن التأثير، حيث تُعد الصين أكبر مُشترٍ لهذا المحصول، وقد تقلّص مشترياتها أو تتحول نحو دول بديلة مثل البرازيل والأرجنتين.
وفي الأسواق المالية، انعكست الأخبار بسرعة: تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنحو 2.7⁒، و«ناسداك» خسر 3.6⁒، فيما تهاوت أسهم شركات التكنولوجيا والرقائق قبل أن تتعافى جزئيًا بعد فترة قصيرة.
سيناريوهات التصعيد والرد الصيني

ردّ بكين لم يتأخر كثيرًا، إذ أعلنت عن فرض رسوم موانئ جديدة على السفن الأمريكية بدءًا من مُنتصف أكتوبر، في خطوة فسّرها مُراقبون بأنها رسالة رمزية قبل الرد الكبير، كما ألمحت وسائل الإعلام الحكومية إلى احتمال توسيع قيود تصدير المعادن النادرة، وهي ورقة لطالما استخدمتها الصين بحذر لكنها تبقى فعالة جدًا في المفاوضات.
من جانبه، قال ترامب إنه "لا يرى سببًا للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة آسيا القادمة"، الذي يوحي بأن الحوار السياسي بين القوتين وصل إلى مرحلة جمود مؤقت.
وفي خلفية المشهد، تتحرك الشركات متعددة الجنسيات لإعادة حساباتها سريعًا؛ فتكاليف الشحن والإنتاج وسلاسل الإمداد قد تتأثر خلال أسابيع، مما ينعكس على أسعار المستهلك في أنحاء العالم.
كيف تتهيأ كمستهلك أو مستثمر؟
- راجع علاقاتك التجارية: إذا كنت صاحب عمل صغير أو مورد، اسأل عن مدى اعتمادك على المنتجات الصينية وفكّر في تنويع الموردين.
- تابع الأسواق عن قُرب: هذه ليست أزمة عابرة، بل قد تكون بداية دورة جديدة من التوتر التجاري، فراقب القطاعات الحساسة كالتكنولوجيا والصناعة.
- خطّط للمستقبل: زيادة بسيطة في المخزون أو توقيع عقود بديلة قد توفر عليك خسائر كبيرة لاحقًا.
- احذر من التضخم المُستتر: ارتفاع الأسعار لن يظهر دفعة واحدة، لكنه سيتسلل عبر المنتجات اليومية شيئًا فشيئًا.
أخيرًا، القرار الأمريكي بفرض رسوم جمركية 100⁒ على الصين ليس مجرد إجراء اقتصادي، بل هو فصل جديد من التنافس بين أكبر قوتين في العالم. ستكشف الأيام القادمة ما إذا كانت هذه المواجهة ستنتهي بتسوية تفاوضية، أم أننا أمام صراع طويل المدى يُعيد تشكيل خريطة التجارة العالمية.
?xml>