تتميّز شركة Razer دائمًا بتوفير مُنتجات فائقة الجودة، تتميّز بالأداء العالي والشكل الجذّاب مع المميزات والتقنيات الرائدة التي دائمًا ما تُبهرنا بشكلٍ شخصي. إحدى هذه المُنتجات هي سلسلة Blade من أجهزة اللاب توب فائقة القوّة، التي راجعنا عددًا من إصداراتها السابقة بالفعل. هذه المرّة، يعود لاب توب Razer Blade 16 (إصدار 2025) ليقدم مزيجًا من الأداء الفائق والتصميم فائق النحافة في فئة الحواسيب المحمولة المخصصة للألعاب.

نظرة على لاب توب Razer Blade 16

يأتي لاب توب Razer Blade 16 الجديد كأول لابتوب مزود بكارت Nvidia GeForce RTX 5090 الجديد كليًا، وذلك داخل هيكل أصبح أكثر نحافة بنسبة تزيد عن 30% مقارنة بالجيل السابق. حافظت Razer على لغة التصميم السوداء الأنيقة التقليدية، لكنها استجابت لانتقادات زيادة السماكة في الأجيال الأخيرة عبر تقليص سُمك الجهاز إلى حوالي 17 ملم فقط ووزن يقارب 2.1 كجم!

نحن هنا نتحدّث عن سمك مقارب جدًا لنحافة أجهزة ألترابوك وحواسيب ماك بوك برو الحديثة. ورغم هذا التخفيض الكبير في الحجم، تمكنت Razer من حشد أحدث عتاد داخلي؛ بما في ذلك بطاقة RTX 5090 بقدرة تصل إلى 160 واط TGP لتقديم أداء رسومي من الفئة العليا.

باختصار، يعد Blade 16 الجديد بمحاولة إعادة تعريف فئة الحواسيب المحمولة القوية النحيفة: بكن هل ينجح في تحقيق توازن مثالي بين قوة الأداء وأناقة التصميم؟ دعونا إذًا نستعرض في هذه المراجعة هذا الجهاز من جميع الجوانب، بدايةً من التصميم والأداء العام، ووصولًا إلى حلول التبريد، وجودة الشاشة والمنافذ. لنرى هل تفي Razer بوعودها هذه المرّة؟ أم أن الحجم الأصغر سيُشكّل عائق أمام روعة الأداء؟ دعونا نبدأ!

التصميم العام

يتميز لاب توب Razer Blade 16 نسخة 2025 بجودة تصنيع مرتفعة وهيكل ألومنيوم أحادي الهيكل (Unibody) متين للغاية. الهيكل أصبح أنحف بكثير من السابق (بين 14.9 ملم و17.4 ملم) مما يجعل مظهره أكثر رشاقة وأناقة، مع الحفاظ على صلابة عالية.

التصميم العام بسيط على نهج Razer المعروف مع هذه الأجهزة؛ حيث يظهر اللون الأسود المطفي ليُغلّف الجهاز بالكامل بدون أية إضافات بصرية صارخة، عدا إضاءة شعار Razer (القابل للإغلاق) على الغطاء الخلفي، وإضاءة لوحة المفاتيح RGB القابلة للتخصيص. وعلى الرغم من هذا المظهر الأنيق، إلا أن سطح الجهاز الأسود يلتقط بصمات الأصابع بسهولة مما قد يفرض على المستخدم تنظيفه بصورة منتظمة.

من ناحية أخرى، استطاعت Razer تقليل وزن الجهاز إلى حوالي 2.1 كجم فقط، مما يجعله منافسًا من حيث قابلية الحمل، وإن كان ليس الأخف وزنًا تمامًا في فئته (حيث يزن Asus Zephyrus G16 المنافس له مثلًا حوالي 1.9 كجم).

لكن على كل حال، وبشكلٍ عام، ينقل Blade 16 إحساسًا بالفخامة والمتانة بفضل هيكله المعدني الصلب وجودة التشطيب العالية، مما يعطي انطباعًا أنه جهاز فخم للغاية منذ اللحظة الأولى.

لوحة المفاتيح ولوحة اللمس

على صعيد لوحة المفاتيح والإدخال، قامت Razer أخيرًا بإدخال تحسين مرحّب به. حيث يأتي Blade 16 الجديد بمفاتيح ذات مسافة انتقال تبلغ 1.5 ملم بدلاً من آلية الضغط السطحية ذات المسافة القصيرة في الأجيال السابقة.

أداء فائق بتصميم نحيف مراجعة لاب توب Razer Blade 16 (موديل 2025)أداء فائق بتصميم نحيف مراجعة لاب توب Razer Blade 16 (موديل 2025)أداء فائق بتصميم نحيف مراجعة لاب توب Razer Blade 16 (موديل 2025)

ما الذي يعنيه هذا؟ هذا يعني تجربة كتابة أكثر راحة واستجابة ملموسة أفضل عند اللعب. ومع ذلك فهي ليست الأفضل في السوق ضمن هذه الفئة؛ حيث لا تزال لوحة مفاتيح Zephyrus G16 من أسوس، على سبيل المثال، تتفوق عليها بقليل من حيث الشعور والصلابة. لكن التجربة النهائية لا تزال مُرضية كثيرًا.

كما هي العادة في هذه الفئة من الأجهزة، لوحة اللمس كبيرة وذات سطح زجاجي سلس، وتدعم نقرات متعددة وإيماءات ويندوز الدقيقة. لكنها بالرغم من ذلك لا تتمتّع بملمس وآلية نقر ترتقي إلى فخامة باقي مكونات الجهاز التي سنراها بعد قليل، حيث شعر نابأنها أخف جودة من المتوقع في لاب توب بهذا السعر. لكن دعونا نتحدّث بصراحة، من يستخدم لوحة اللمس أصلًا؟


على كل حال، ورغم ذلك، يظل نظام الإدخال في مُجمله قويًا: لوحة المفاتيح بإضاءة RGB فردية لكل مفتاح (مع دعم برمجية Razer Synapse لتخصيص الألوان ووضعيات الأداء)، ولوحة لمس واسعة وسريعة الاستجابة، للعمليات الأساسية. كل هذا في جهاز أنحف وأخف من السابق دون التضحية بمتانة الهيكل أو جودة الخامات والتصميم.

التبريد

جمع هذا الكم من القوة في هيكل نحيف مثل Blade 16 وضع تحديات صعبة أمام فريق التبريد لدى Razer. لكن الحل جاء عبر غرفة بخارية ضخمة (Vapor Chamber) تغطي المعالج وكارت الشاشة معًا، بالإضافة إلى زوج من المراوح عالية الكفاءة لتصريف الهواء الساخن عبر فتحات التهوية الجانبية والخلفية. 

النتيجة هي أن الجهاز قادر بالفعل على تشغيل العتاد بكامل طاقته لفترات ممتدة من دون اختناق حراري واضح، ولكن ذلك يأتي على حساب سخونة ملموسة في هيكل الجهاز الخارجي. فبالرغم من أن درجات الحرارة الخاصة بالمُعالج وكارت الشاشة كانت في حدود 90 درجة مئوية، وهي درجات طبيعية مع أجهزة اللاب توب، خاصّة إن كانت بتلك المواصفات العتادية المُرعبة. إلا أن حرارة سطح الهيكل (خاصة الجزء السفلي ولوحة المفاتيح قرب المفاتيح العليا) كانت مُزعجة للغاية بعد فترة عمل طويلة.

أداء فائق بتصميم نحيف مراجعة لاب توب Razer Blade 16 (موديل 2025)أداء فائق بتصميم نحيف مراجعة لاب توب Razer Blade 16 (موديل 2025)أداء فائق بتصميم نحيف مراجعة لاب توب Razer Blade 16 (موديل 2025)

لكن لحسن الحظ، فنظام التبريد فعّال في إدارة الضجيج الناتج عن المراوح؛ فعند الضغط الأقصى تسجل المراوح حوالي 50 ديسيبل من الضوضاء، وهو مستوى معقول بالنسبة للاب توب للألعاب. أمّا في وضع الأداء الافتراضي والمتوازن يكون الضجيج أقل حدة ويمكن تحمّله حتى في غرفة هادئة. كما يوفر برنامج Razer Synapse إمكانات التحكم في ملفات الأداء بحيث يمكنك تفعيل وضع Silent الذي يخفض سرعة المراوح بشكل كبير (مقابل تقليل الأداء) إذا أردت استخدام الجهاز في مكتبة أو اجتماع دون إزعاج من الضوضاء.

وبالرغم من الحدود الحرارية التي قد تكون قاسية بعض الشئ، استطاع الجهاز الإبقاء على مستويات الأداء الخاصة بالمُعالج وكارت الشاشة دون أي تضحية واضحة تُذكر. الأمر الذي يجعلنا نقول أن حل التبريد استطاع تأدية واجبه على أكمل وجه، بعيدًا عن مشكلة حرارة السطح، التي يُمكن حلّها عادةً بتركيب قاعدة تبريد خارجية.

الشاشة

قد تكون الشاشة أحد أبرز نجوم العرض في لاب توب Razer Blade 16. فكما في الطراز السابق، أتى هذا الجهاز بلوحة OLED قياس 16 بوصة بدقة QHD+ تبلغ 1600×2560 بنسبة عرض إلى ارتفاع 16:10، ومعدّل تحديث فائق 240 هرتز.

جودة الصورة التي تقدمها هذه الشاشة مذهلة بكل المقاييس: الألوان نابضة وحية، ونسبة التباين لا نهائية بفضل خصائص الـOLED (حيث بإمكان البيكسل إطفاء نفسه لعرض لون أسود حقيقي)، وزوايا المشاهدة واسعة للغاية. لكن الأهم للمحترفين هو أن Razer وفّرت معايرة دقيقة للألوان من المصنع مع خيارين لنطاق الألوان (ملف ألوان لنطاق DCI-P3 السينمائي وآخر لنطاق sRGB التقليدي) بحيث يمكنك التبديل بينهما وفق المهمة.

أداء فائق بتصميم نحيف مراجعة لاب توب Razer Blade 16 (موديل 2025)أداء فائق بتصميم نحيف مراجعة لاب توب Razer Blade 16 (موديل 2025)

نحن هنا نتحدّث عن 500 شمعة/م² في وضع SDR العادي، مما يعد مستوى سطوع عالي يكفي للاستخدام المريح في أغلب البيئات الداخلية بل وحتى تحت ضوء الشمس غير المباشر.

الشاشة معتمدة كتقنية HDR400 نظريًا، لكنها مع الأسف ليست الأكثر إبهارًا في محتوى HDR الفعلي – حيث أن أقصى سطوع HDR يصل لحوالي 600 شمعة تقريبًا في البقع المضيئة، وهو أقل من بعض الشاشات المنافسة أو شاشات Mini-LED، ما يعني أن المشاهد ذات النطاق الديناميكي العالي لن تظهر بتألق كبير جدًا. ومع ذلك، يبقى دعم HDR إضافة جيدة إن كنت تشاهد فيلمًا أو تلعب لعبة HDR بشكل عرضي.

معدل التحديث في المُقابل يصل إلى 240Hz مع دعم G-Sync الكامل يجعل هذه الشاشة رائعة للاعبين؛ حيث ستحصل على تجربة سلسة خالية من التقطيع أو التأتأة عند تغير معدلات الإطارات. أمّا إن كنت ستستخدم البطاقة المُدمجة من Radeon فتقنية FreeSync ستكون في انتظارك.

يجدر بالذكر أن الشاشة تأتي بطبقة زجاجية لامعة (Glassy finish) تضفي عمقًا للصورة، لكنها تجلب معها انعكاسات تحت الإضاءة الساطعة؛ لذا فقد تحتاج لرفع السطوع أو تغيير مكان جلوسك أحيانًا. لكن وبغض النظر عن أي شئٍ آخر، تُعد شاشة Blade 16 2025 واحدة من أفضل الشاشات المتاحة في فئة الحواسيب المحمولة حاليًا، حيث تجمع بين سرعة التحديث العالية، والدقة الممتازة، وجودة الألوان التي ترضي اللاعبين والمبدعين على حد سواء.

المنافذ

لطالما اتسمت حواسيب Razer Blade بتقديم منافذ حديثة دون التضحية كثيرًا بالسماكة، لذا فـ Blade 16 يستمر بهذا التقليد مع بعض التحسينات الطفيفة. يضم الجهاز تشكيلة سخية من المنافذ توزعت على جانبيه لتسهيل الوصول إليها، بالشكل التالي>

أداء فائق بتصميم نحيف مراجعة لاب توب Razer Blade 16 (موديل 2025)أداء فائق بتصميم نحيف مراجعة لاب توب Razer Blade 16 (موديل 2025)أداء فائق بتصميم نحيف مراجعة لاب توب Razer Blade 16 (موديل 2025)

على الجانب الأيسر سنجد:

  •  منفذ الشحن الكهربائي الخاص Razer.
  • منفذا USB-A 3.2 Gen 2 (بسرعات تصل 10Gbps) مناسبين لتوصيل ملحقات تقليدية.
  • منفذ USB-C 4.0 (بسرعة 40Gbps) الذي يدعم معيار Thunderbolt 3/4 عمليًا لنقل البيانات السريع. بالإضافة لدعم DisplayPort 1.4 لتوصيل شاشة خارجية، وأيضًا يدعم Power Delivery 3.0 لشحن الأجهزة الأخرى أو شحن اللابتوب نفسه عبر شاحن USB-C قوي. 
  • فتحة مقبس صوت 3.5 ملم مدمجة للسماعات/الميكروفون.

أما على الجانب الأيمن فيستقبلنا:

  • قارئ بطاقات SD UHS-II بالحجم الكامل (سرعة نقل تصل ~133 ميجابايت/ث في الاختبارات العملية).
  • منفذ USB-C 4.0 آخر بنفس المواصفات العالية.
  • منفذ USB-A 3.2 Gen 2 إضافي.
  • منفذ HDMI 2.1 بقياس كامل قادر على إخراج إشارة 4K عند 120Hz أو 8K عند 60Hz إلى شاشة خارجية حديثة.
  • وأخيرًا منفذ قفل Kensington للحماية المادية للجهاز.

للأسف لم تتمكّن Razer من تضمين منفذ شبكة إيثرنت RJ-45 بحجم كامل بسبب نحافة الجهاز، لذا لو كنت تحتاج اتصالًا سلكيًا ثابتًا ستضطر لاستخدام دونجل USB-C إلى Ethernet والذي لحسن الحظ توفره Razer مع الجهاز أو يمكن شراء واحد منفصل.

أمّا إن كُنت من مُحبّي الاتصال اللاسلكي، فالجهاز مزود بتقنية Wi-Fi 7 802.11be الأحدث، التي تؤمن سرعات نقل لاسلكي فائقة على الشبكات الداعمة، بالإضافة إلى بلوتوث 5.4 لتوصيل الملحقات اللاسلكية الحديثة بشكل مستقر.

في الحقيقة، هذه التشكيلة تجعل لاب توب  Blade 16 نسخة 2025 متفوقًا على كثير من المنافسين في عدد المنافذ، وخاصة مع إدراج قارئ SD ومنفذ HDMI كاملين في جسم نحيف بهذا الشكل – وهي نقطة يحبها صنّاع المحتوى الذين غالبًا ما يفتقرون لهذين المنفذين في أجهزة منافسة أرقى ثمناً.

إنها مجموعة منافذ شاملة تغنيك عن قطع التوسع إلى حد كبير، وتمنح هذا الحاسب ميزة على المنافسين الذين قد يكتفون بمنفذي USB-C فقط في سبيل الرشاقة. تقدّم ريزر هنا توازنًا ممتازًا بين الحداثة (USB4/Wi-Fi 7) والعملية (HDMI/SD/USB-A)، مما يجعل الجهاز جاهزًا لأي مهمة توصيل أو نقل بيانات أثناء التنقل.

البطارية

يأتي لاب توب Razer Blade 16 نسخة 2025 ببطارية بسعة 90 واط-ساعة (Wh) وهي أقل قليلًا من سعة بطارية الجيل السابق (الذي كان ~95Wh تقريبًا)، لكن المدهش أن عمر البطارية الفعلي تحسّن بفضل كفاءة معالج AMD الجديد، والتحسينات البرمجية.

ففي اختبار التصفح الخفيف -على سبيل المثال- مع ضبط سطوع متوسط، استطاع الجهاز الصمود لحوالي 8 ساعات تقريبًا قبل الحاجة لإعادة الشحن. حتى عند رفع السطوع لأقصاه وإجراء مهام متنوعة، وصلنا لحدود 5.5 ساعات من الاستخدام المستمر – أي أفضل من النسخة الماضية بنسبة 20-22% تقريبًا.

بالطبع، الاستخدام على البطارية في مهام ثقيلة كالألعاب قصة أخرى؛ فكما هو متوقع، عند تشغيل لعبة حديثة بإعدادات عالية على البطارية ستحصل على نحو ساعة إلى ساعة وربع من اللعب قبل أن تفرغ البطارية.

بالطبع يُمكنك تجربة تقنية مثل Battery Boost التي توفّرها NVIDIA لتحصل على بعض الدقائق الإضافية، ليصل عمر البطّارية إلى ساعة ونصف مثلًا مع اللعب. لكنها في المُقابل تقوم بتقييد معدل الإطارات إلى 30fps ديناميكيًا وتخفّض الإعدادات بالذكاء الاصطناعي لإطالة زمن اللعب قدر الإمكان.

يقوم الجهاز تلقائيًا أيضًا بخفض تردد الشاشة إلى 60Hz عند فصل الشاحن مما يساعد في توفير الطاقة. هذه الحلول الذكية، بالإضافة إلى كفاءة معمارية Zen4+/Zen5 من AMD، جعلت Blade 16 يتفوّق في مجال كان تقليديًا نقطة ضعف لحواسيب الألعاب.

يجدر التنويه بأن البطارية مثبتة بمسامير (غير ملحومة) في الداخل، مما يعني أن تبديلها مستقبلاً . كما يأتي الجهاز مع شاحن كبير بقدرة 280 واط لتغذية هذه المواصفات القويّة، الشاحن نفسه مضغوط (GaN) نسبيًا وأخف من شواحن الأجيال الماضية، لكنه لا يزال يزن حوالي 0.8 كجم. يمكن أيضًا شحن الجهاز عبر منفذ USB-C بقدرة محدودة (حتى 100 واط تقريبًا) للاستخدام الخفيف بفضل دعم Power Delivery، وهذا خيار مناسب إذا كنت تحمل معك شاحن واحد مشترك لعدة أجهزة أثناء السفر. ما يجعل Blade 16 نسخة 2025 أحد أفضل أجهزة اللاب توب من ناحية عمر بطارية في هذه الفئة.

تجربة أداء لاب توب Razer Blade 16

اختارت Razer مع هذا الإصدار معالج AMD Ryzen AI 9 HX 370 الجديد من AMD، والمصمم بمعمارية Zen 5 (بعدد 12 نواة و24 خيط معالجة بترددات تصل إلى 5.1 GHz). هذا المعالج يوفر أداءً متعدد الخيوط قوي ويوازي أقوى المعالجات المحمولة الحالية، لكنه أيضًا أكثر كفاءة حراريًا مما ساعد على استخدام هيكل أقل سماكة دون حدوث أي اختناق أو تراجع في الأداء.

صحيح أن هناك معالجات أقوى قليلًا وأكثر في عدد الأنوية للتطبيقات الإبداعية كما سنرى بعد قليل، لكن الفارق في قوة المعالجة العامة ليس هائلًا، ولا يظهر إلا في سيناريوهات محددة مثل الألعاب على دقة 1080p حيث قد يبرز عنق زجاجة المعالج، أو عند العمل على المشاريع الكبيرة للغاية والتي تتطلّب عدد أكبر من الأنوية.

في الاستخدامات اليومية والمهام الإنتاجية الثقيلة، يقدم Ryzen HX 370 أداء سريعًا وسلسًا؛ فالمهام المتعددة وتحرير الفيديو والتصيير ثلاثي الأبعاد تتم بسلاسة مع الحفاظ على استقرار الترددات تحت الضغط المستمر.

أداء فائق بتصميم نحيف مراجعة لاب توب Razer Blade 16 (موديل 2025)أداء فائق بتصميم نحيف مراجعة لاب توب Razer Blade 16 (موديل 2025)

يضم هذا المعالج أيضًا معالج عصبي (ميزّة Ryzen AI) يُتيح تسريع بعض تطبيقات التعلم الآلي وميزات الذكاء الاصطناعي في ويندوز 11. هناك أيضًا ذاكرة DDR5x-8000 بسعة 32 جيجابايت، لضمان أداء قوي في التطبيقات الثقيلة وتعدد المهام، لكنها للأسف لا يُمكن تبديلها.

واحدة من الأمور المُهمّة أيضًًا التي يجب ذكرها هنا هو أن تصميم الهيكل النحيف يفرض بعض الحدود على استهلاك المعالج والبطاقة معًا؛ فخلال الأحمال المشتركة (مثل اللعب والبث المباشر في آن واحد) قد يقوم الجهاز بخفض طفيف لترددات المعالج للحفاظ على درجات الحرارة ضمن المدى الآمن، وهذه تضحية مقبولة لضمان الاستقرار الحراري في جهاز بهذا الحجم.

بالحديث عن كارت الشاشة، فالكلام هنا عن أقوى ما يمكن الحصول عليه في لابتوب حتى الآن. حيث يأتي  لاب توب Razer Blade 16 نسخة 2025 ببطاقة Nvidia GeForce RTX 5090 المحمولة، مع ذاكرة رسومية بسعة 24 جيجابايت من نوع GDDR7، ما يجعلها أول بطاقة لابتوب تصل لهذا الحجم الهائل من VRAM.

تأتي البطاقة بعدد 10,496 نواة CUDA، أقل بقليل من RTX 5080 المكتبية التي تحوي 10,752 نواة. وبشكل عام، الأداء هُنا مُقارب لأداء بطاقة RTX 5080 المكتبية، لكن ضمن حدود استهلاك طاقة 150-175 واط فقط مقارنة بـ 350+ واط للبطاقة المكتبية.

مقارنة بنسخة الجيل الماضي من RTX 4090، حقّق الجهاز تحسّن في الأداء يتراوح تقريبًا بين 5% إلى 15% في غالبية الألعاب عند نفس الإعدادات الرسومية. لذا فقفزة الأداء هنا لا تستحق غالبًا الانتقال، إلا إن كُنت تأتي من أجيال أقدم. أضف إلى ذلك أن RTX 5090 تجلب معها ميزات جديدة مثل تقنية توليد الإطارات المتعدد (Multi-Frame Generation) وغيرها من الميزات الحديثة.

الأداء مع الألعاب

عند اختبار أداء الألعاب على Razer Blade 16 الجديد، كانت النتائج على قدر التوقعات لجهاز يحمل أقوى عتاد رسومي متاح. بطاقة RTX 5090 قادرة على تشغيل أحدث الألعاب الثقيلة بإعدادات (Ultra) على دقة QHD+ (2560×1600) بسهولة. 

فعلى سبيل المثال، ومع لعبة مثل Cyberpunk 2077 مع أعلى إعدادات رسومية، استطاع الجهاز تحقيق نتيجة تصل إلى أكثر من 250 فريم، مع تفعيل تقنية DLSS X4. وعند تفعيل تتبّع الأشعّة وصل عدد الإطارات إلى 176 إطار.

معظم ألعاب المنافسات الرياضية (e-sports) وألعاب الـFPS السريعة ستعمل بمعدلات تتجاوز 240 إطار بسهولة للاستفادة الكاملة من شاشة الـ240Hz، بينما عناوين AAA الأحدث التي تدفع العتاد لأقصاه ستظل غالبًا فوق 100fps -سواء مع تفعيل تقنية DLSS4 X4، أو حتى بدونها- على أعلى الإعدادات الرسومية دون أي تنازل.



 

تحليل الأداء

الجميل في الجهاز هُنا ليس فقط أنه يدعم تقنيات Nvidia DLSS 3.5 وتقنية Frame Generation الجديدة، لكن وجود 24 جيجابايت من الذاكرة الرسومية يضمن بقاء الأداء ثابتًا في الألعاب التي تحتوي على إكساءات عالية الدقة، أو مع دقّات العرض العالية.

بالرغم من ذلك، ومع دقّة العرض الأقل مثل 1080p، سنجد أن أداء الجهاز يتراجع. فعلى سبيل المثال في لعبة مثل RDR2، الفرق بين أداء الجهاز على دقّة 2K و 1080p، لم يتجاوز 15 فريم! السبب الرئيسي هنا هو حدوث عن زجاجة واضح بسبب الحدود الحرارية الموجودة على المُعالج. 

فمع دقّة العرض الأقل، يزيد الضغط على المُعالج بشكل أكبر، وبالتالي يزيد الاستهلاك ودرجة الحرارة. ومع الحدود الحرارية القاسية التي يفرضها التصميم، نجد الأداء يتراجع حتى لا تزيد درجة حرارة المعالج عن الحدود المسموحة. لكن وبالنظر إلى مستويات الأداء التي يستطيع الجهاز توفيرها مع دقّة 2K، فلا أظن أنك ستحتاج إلى النزول إلى 1080p على أي حال. 

توفّر Razer أيضًا تقنية Advanced Optimus التي تسمح بالتبديل السلس بين البطاقة المدمجة Radeon 890M والبطاقة المنفصلة RTX 5090 دون الحاجة لإعادة التشغيل. للاستفادة من وضعيتيّ G-Sync أو FreeSync حسب الحاجة.

الأداء مع التطبيقات الإبداعية

لا يقتصر تألق Razer Blade 16 الجديد على ساحات الألعاب فحسب، بل يمدّ قوته أيضًا إلى ميدان الإنتاجية والأعمال الإبداعية. حيث يجمع هذا الجهاز مواصفات تجعله محطة عمل محمولة مغرية جدًا للمبدعين وصنّاع المحتوى. أبرز تلك المواصفات بطاقة RTX 5090 التي ذكرنا أنها تحوي 24 جيجابايت VRAM – وهذه سعة ضخمة تصب مباشرة في مصلحة من يتعاملون مع مشاريع المونتاج وتحرير الفيديو بدقات عالية، أو تصميم مشاهد ثلاثية الأبعاد كبيرة ومعقدة، أو تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي محليًا.

يُمكننا أيضًا أن نرى النتائج الواقعية في الأعلى بوضوح، حيث سجّل الجهاز نتائج أداء قريبة جدًا من بعض الأجهزة المكتبيّة عالية الأداء. ففي برنامج Cinebench R23، استطاع المعالج -بالرغم من حدود الطاقة الأقل- تحقيق نتيجة أداء قريبة للغاية من المعالجات المكتبية من فئة Ryzen 9000 ذات الثمانية أنوية بسهولة. الأمر نفسه ينطبق أيضًا على باقي البرامج التي اختبرناها مثل V-Ray، أو Blender أو غيرهما من الاختبارات.

أضف إلى ذلك أن شاشة الجهاز ذات دقة 16 إنش OLED عالية الجودة تعتبر كنزًا للمبدعين: فهي تغطي نطاق الألوان العريض DCI-P3 بنسبة 100% تقريبًا ونطاق sRGB بالكامل، وتأتي مُعايرة من المصنع بدقة مع ملفات ألوان مرفقة للوضعين P3 و-sRGB.

هذا يعني أن المصورين ومحرري الصور والفيديو سيحصلون على تمثيل لوني صحيح ودقيق على الشاشة دون حاجة لضبط مطوّل. السطوع كذلك مرتفع (حوالي 500 شمعة/المتر المربع وفق الاختبارات) مما يجعل المحتوى HDR يظهر بشكل جيد – رغم أن سطوع HDR الأقصى لا يزال أقل مما نتوقعه لتجربة HDR مثالية، كل هذا مع عتاد مُخصّص لصنّاع المُحتوى مثل قارئ طاقات SD UHS-II، ومنافذ Thunderbolt/USB4 ووحدة Wi-Fi 7 لنقل الملفات الضخمة بسرعة.

باختصار، جمع Blade 16 (2025) بين معالج AMD الحديث وكارت RTX 5090 القوي أسفر عن منصة ذات أداء شامل ممتاز في التطبيقات المتطلبة. فهو جهاز قادر على تلبية احتياجات اللاعبين المتطلبين وفي الوقت نفسه مناسب للعمل الإنتاجي الثقيل، على الرغم من بعض التنازلات الطفيفة في قوة المعالجة القصوى لصالح الحفاظ على التصميم النحيف.

التقييم والحكم النهائي على لاب توب  Blade 16 نسخة 2025

استطاعت Razer من خلال لاب توب  Blade 16 نسخة 2025 أن تبرهن على إمكانية دمج أقوى عتاد محمول متاح داخل تصميم أنيق ونحيف دون تضحية قاتلة بالأداء. لقد عاد الجهاز إلى جذور فلسفة Blade الأصلية بالتركيز على رشاقة الحمل وأناقة التصميم، لكنه في الوقت ذاته لم يتنازل عن كونه آلة لعب وإنتاجية شرسة. 

هذه المرّة حصلنا على هيكل معدني فخم أقل سمكًا وأخف وزنًا من أي وقت مضى لهذه الفئة، يضم داخله شاشة مذهلة تعتبر حاليًا من أفضل الشاشات المحمولة للألعاب والأعمال الإبداعية، ومنافذ عديدة تغطي معظم الاحتياجات، ولوحة مفاتيح أفضل من السابق، ونظام تبريد قادر على مجاراة سخونة العتاد بشكل محترم.

من ناحية الأداء، يوفر Blade 16 قوة هائلة تكفي لإرضاء اللاعبين المحترفين والمبدعين على حد سواء؛ الأمر الذي رأيناه في نتائج الاختبارات، والذي يضع الجهاز في مصاف بعض الحواسيب المكتبية الإحترافية. حتى عمر البطارية شهد تحسنًا ملحوظًا جعله عمليًا أكثر للاستخدام اليومي مقارنة بالأجيال السابقة.

كل هذه المزايا تجعل الجهاز يبدو وكأنه لاب توب الأحلام (إن لم يكن كذلك بالفعل). ولكن... كل ذلك يأتي بتكلفة مرتفعة ينبغي وضعها بالاعتبار. السعر الابتدائي لنسخة RTX 5090 يقارب 4500$ أمريكي (وقد يزيد عن ذلك في بعض التكوينات ليصل لأكثر من 4800$)، ما يجعله خارج متناول غالبية المستخدمين ومحصورًا في فئة محدودة من المُستخدمين.

وبالرغم من أن Razer خفّضت سعر هذا الموديل قليلًا مقارنة بسعر إطلاق الجيل السابق المماثل، إلا أنه ما زال باهظ الثمن للغاية مقابل أي لابتوب آخر. أضف إلى ذلك بعض العيوب الطبيعية والمتوقعة: مثل حرارة السطح المُرتفعة أثناء الضغط المطوّل (بسبب الجسم النحيف بالطبع)، وعدم القدرة على ترقية الرام مثلًا.

هناك أيضًا لوحة المفاتيح ولوحة اللمس. فبالرغم من التحسين الذي طرأ على لوحة المفاتيح، لا تزال هناك حلول أفضل، كما أن لوحة اللمس كان يمكن أن تكون أفضل في ملمسها ونقراتها. أخيرًا، أضف إلى ذلك الطلاء الجاذب للبصمات، والذي سيحتاج إلى عناية مُستمرّة.

في المحصلة، يُمكننا القول أن لاب توب  Blade 16 نسخة 2025 هو جهاز فريد من نوعه يجمع النقيضين: أداء فائق من فئة الحواسيب العملاقة في جسد نحيف أقرب لأجهزة الألترابوك، لكن بسعر خاص لمن يُريد التضحية. لكن إن كنت من المستخدمين الذين تهمهم القيمة مقابل السعر بالدرجة الأولى، أو كان استخدامك محصورًا بالألعاب دون حاجتك لمزايا الشاشة والأناقة المحمولة إلى هذا الحد، فقد تجد خيارات أرخص بكثير توفر أداء مقارب من Razer نفسها.

لكن بالرغم من كل ذلك، فقد استطاعت Razer صنع تحفة تقنية متنقلة تثبت جدارتها في أغلب الجوانب، لكنها بلا شك موجهة لفئة خاصة تستطيع تقدير كل ميزة فيها والاستثمار لأجلها. جهاز يحقق المعادلة الصعبة بين الأناقة والأداء، مع بعض التحفظات التي لا تخلو منها أي تقنية جديدة تطفو على الساحة!