
فيسبوك يتحوّل إلى نسخة من تيك توك: ميتا تراهن على الريلز لإنقاذ المنصة
- فيسبوك ريلز يجعل الفيديو محور التجربة الجديدة على المنصة.
- جميع الفيديوهات تُصنّف تلقائيًا كـ«ريلز» لزيادة التفاعل ومدة المشاهدة.
- الخوارزمية الجديدة تتعلم من التفاعل لتخصيص التوصيات بدقة.
- ميتا تضيف ميزة “Friend Bubbles” لتعزيز التفاعل بين الأصدقاء.
في تحول وصفته تقارير تقنية بأنه «نقطة انعطاف في هوية فيسبوك»، أعلنت شركة ميتا عن تحديث واسع يجعل فيسبوك ريلز محور التجربة الجديدة على المنصة، فبدلًا من أن يكون الفيديو جزءًا فقط من المُحتوى، أصبح هو القلب النابض الذي تُبنى عليه خوارزميات التوصية والمُشاهدة.
ببساطة، لم يعد فيسبوك مكانًا لتصفح المنشورات فحسب؛ بل يتحوّل تدريجيًا إلى منصة فيديو تفاعلية تُنافس تيك توك وجهًا لوجه. وابتداءً من هذا الأسبوع، ستُعامل جميع الفيديوهات كـ «ريلز» "Reels"، سواء كانت قصيرة تحت الدقيقة أو أطول من دقيقتين، في خطوة تهدف لتوحيد التجربة وزيادة زمن البقاء داخل التطبيق.
اقرأ أيضًا: ملخص مؤتمر Connect 2025 | منتجات ملفتة للاهتمام ولكنها أحرجت «مارك»!

ما الذي تغيّر في تجربة فيسبوك ريلز؟
يُلخّص التحديث في 5 نقاط أساسية:
- كل الفيديوهات أصبحت ريلز: يُصنّف النظام الجديد أي فيديو داخل المنصة تلقائيًا ضمن تبويب فيسبوك ريلز.
- الخوارزمية تتتبع ذوقك بدقة: ما تُعجب به أو تُعيد مُشاهدته سيؤثر مُباشرةً في نوعية الفيديوهات المُقترحة.
- مُدّة المشاهدة تصنع التوصية: إن كنت تميل إلى المقاطع السريعة سترى المزيد منها، والعكس صحيح مع المقاطع الطويلة.
- الحفظ أصبح إشارة ذكية: زر Save لم يعد لتجميع المُحتوى فقط، بل مدخل لتعلّم الخوارزمية ما يثير اهتمامك.
- كلمات مفتاحية تفاعلية: أسفل كل ريلز ستجد كلمات مُرتبطة بالمُحتوى، بالنقر عليها تُفتح صفحة بحث جديدة دون أن يتوقف الفيديو.
كما أضافت ميتا ميزة «فقاعات الأصدقاء» "Friend Bubbles" التي تُظهر من من أصدقائك تفاعل مع الريلز.
ووفقًا لبيان ميتا الرسمي، أصبح بإمكان المستخدمين الآن النقر على خيار "Not Interested" عند ظهور فيديو غير مرغوب، وهو ما يمنح الخوارزمية إشارة فورية لتعديل التوصيات.
كيف تؤثر خوارزمية فيسبوك ريلز عليك؟
تجربتك الآن أكثر خصوصية من الفترات السابقة. فكل تفاعل -إعجاب، تعليق، أو مدة مشاهدة- يُصبح جزءًا من مُعادلة التوصية.
تشير تقارير مُتخصصة إلى أن نحو 50٪ من الريلز المقترَحة تأتي من منشئين نشروا خلال اليوم نفسه، بينما ارتفع إجمالي زمن المُشاهدة بنسبة 20٪ في التجارب الأولى.
لمنشئي المحتوى، هذا يعني ضرورة النشر المتواصل والمزج بين المقاطع القصيرة والطويلة، لأن النظام يمنح الأفضلية للأحدث والأكثر تفاعلًا.
كما أوضحت ميتا أن الريلز التي تتجاوز مُدتها دقيقة واحدة تمثل نحو ربع المقاطع المنشورة من قِبل المنشئين الذين يملكون أكثر من 10 آلاف متابع، لكنها في المقابل تستحوذ على أكثر من نصف إجمالي وقت المشاهدة على فيسبوك.
هذه الأرقام تكشف أن النظام الجديد لا يُهمّش الفيديوهات الطويلة، بل يمنحها مساحة متزايدة إذا كانت جذابة بما يكفي.
سباق الانتباه بين فيسبوك وتيك توك
لم يكن قرار فيسبوك ريلز خطوة تجميلية، بل ردًا مُباشرًا على هيمنة تيك توك على ثقافة الفيديو القصير، وتسعى ميتا إلى إبقاء المستخدمين داخل تطبيق واحد يجمع بين الترفيه والتفاعل الاجتماعي، بعد أن أصبحت المنشورات النصية أقل جاذبية.
ورغم الجدل حول فقدان هوية فيسبوك الأصلية، يرى محللون أن هذه النقلة ضرورة للبقاء في المُنافسة.
مشروع فيسبوك ريلز ليس مجرد تحديث تقني، بل إعادة تعريف لِما يعنيه «التواصل» في عصر السرعة، وتُراهن المنصة على أن الفيديو القصير سيُبقيك أقرب، ويبقى السؤال مفتوحًا: هل ما زلنا نستخدم فيسبوك، أم أن فيسبوك هو من يستخدمنا!
?xml>