مغادرة جديدة تضرب آبل: مصمم واجهة الزجاج السائل في آبل يغادر إلى ميتا!
- انتقال آلان داي إلى ميتا يعيد تصميمه واجهة iOS 26 الجديدة.
- استقبلت ميتا داي لضمان تطوير تصميم أجهزتها ودمج الذكاء الاصطناعي.
- شهدت آبل تحولات قيادية شملت فرق التصميم والذكاء الاصطناعي.
- استقطبت ميتا خبرات جديدة لدعم طموحاتها في الاجهزة الغامرة.
شهدت الأيام الماضية إعلانًا لافتًا في قطاع التصميم داخل الشركات التقنية، بعد أن غادر «آلان داي» منصبه في شركة آبل لينتقل إلى شركة ميتا ويتولى دورًا محوريًا يقوده إلى الإشراف على تصميم منتجات الشركة المقبلة. جاء هذا التطور ليعكس تغيرات متسارعة داخل كبرى الشركات العالمية، التي أعادت تشكيل فرقها القيادية استعدادًا لمرحلة تتداخل فيها واجهات الاستخدام مع الذكاء الاصطناعي والتجارب المدمجة في الأجهزة.
برز آلان داي خلال الأعوام الأخيرة بوصفه العقل الذي قاد تطوير لغة تصميم الزجاج السائل (Liquid Glass) داخل آبل، وهي اللغة البصرية التي أعادت صياغة واجهات الاستخدام عبر أنظمة الشركة. اعتمد داي في هذا التوجه على دمج عمق بصري محسوب مع طبقات شفافة تمنح الواجهات إحساسًا حيًا يتفاعل مع الضوء والحركة، مع الحفاظ على بساطة تُسهل التنقل وتحدد البنية العامة للعناصر على الشاشة.
انتقال آلان داي إلى ميتا
تستقبل ميتا آلان داي بصفته رئيسًا للتصميم، في خطوة تبدأ رسميًا في الحادي والثلاثين من ديسمبر الحالي. جاء هذا الانتقال بعد فترة طويلة قاد فيها داي فريق تصميم واجهات الاستخدام داخل آبل منذ عام 2015، حيث شارك في صياغة هوية بصرية متماسكة لأنظمة الشركة ومنتجاتها المحمولة.
ذكرت وكالة بلومبرج أن ميتا فتحت استوديو تصميم جديد وأسندت إلى داي مهمة الإشراف على تصميم الأجهزة والبرمجيات ودمج الذكاء الاصطناعي في الواجهات، مع رفع هذا الدور إلى مستوى استراتيجي مباشر تحت إشراف المدير التقني أندرو بوسورث.
تغيير في قيادة التصميم داخل آبل
استجابت آبل سريعًا لرحيل داي بإعلان تعيين المصمم ستيف ليمي خلفًا له. جاء هذا القرار في ظل تأكيد الإدارة العليا أن ليمي شارك على مدى أعوام في تصميم واجهات الاستخدام لكل المنتجات الرئيسية منذ عام ١٩٩٩.
كما نقلت بلومبرج تصريحًا لتيم كوك أوضح فيه أن ليمي رسخ معايير دقيقة للتميز وأثبت حضورًا يؤكد ثقافة التعاون والإبداع داخل الشركة. واتضح من هذا الإعلان أن فريق التصميم بات الآن يتبع مباشرة للرئيس التنفيذي، بعد تقاعد جيف وليامز في الأسابيع الماضية.

إعادة هيكلة أوسع داخل آبل
شهدت آبل خلال الأشهر الأخيرة سلسلة تغييرات شملت عددًا من الشخصيات القيادية. جاء رحيل داي بعد أيام قليلة من إعلان تنحي جون جياناندريا من قيادة قطاع الذكاء الاصطناعي، وهو منصب اكتسب أهمية مضاعفة خلال الأعوام الماضية مع توسع الشركة في نماذج التعلم الآلي ومشروعات سيري المتقدمة.
أكدت تقارير بلومبرج أيضًا أن جوني سرووجي، المسؤول عن تطوير المعالجات، يقيّم خياراته المستقبلية داخل الشركة. هذا التسلسل من المغادرات يعكس مرحلة انتقالية تسعى خلالها آبل إلى إعادة رسم الهيكل الداخلي بما يتناسب مع مسارها المقبل.
رؤية ميتا لمستقبل التصميم
كشف مارك زوكربيرج عن تفاصيل إضافية حول استوديو التصميم الجديد داخل ميتا، مشيرًا إلى توجه الشركة نحو ربط التصميم بالموضة والتقنية ضمن إطار واحد.
أوضح زوكربيرج أن ميتا تريد التعامل مع الذكاء باعتباره مادة تصميمية جديدة تتيح بناء تجارب متقدمة عندما يتوافر هذا الذكاء بشكل واسع وقادر ومتمحور حول الإنسان. وأكد أن الاستوديو الجديد يسعى إلى جمع فريق يمتلك رؤية إبداعية وقدرة على بناء نظم تنسجم من خلالها الأجهزة مع البرمجيات في صيغة متوازنة.
تركيز ميتا على الأجهزة الذكية
أشار زوكربيرج إلى بداية مرحلة جديدة ستلعب فيها نظارات الذكاء الاصطناعي وأجهزة التواصل البصري دورًا رئيسًا في كيفية تفاعل المستخدمين مع التقنية.
أوضح زوكربيرج أيضًا أن تصميم هذه الأجهزة يحتاج إلى جعل التجربة طبيعية وسهلة الاستخدام، مع التركيز على أن تكون الواجهات مهيأة لخدمة المستخدم بطرق غير مرهقة. وأعلن أن المصمم بيللي سورينتينو غادر آبل لينضم إلى فريق التصميم في ميتا، في خطوة تعكس سعي الشركة لجذب كوادر تمتلك خبرة طويلة مع المنتجات المتقدمة.
سياق التحولات بين الشركات
جاءت هذه الحركة الانتقالية ضمن منافسة قوية تشهدها الشركات الكبرى في مجالات الأجهزة المتقدمة والذكاء الاصطناعي. اتجهت ميتا خلال العامين الماضيين إلى الاستثمار بشكل عميق في بناء نظارات الواقع المعزز ومنتجات الذكاء التي تعتمد على نماذج قادرة على الفهم والتفاعل اللحظي. في المقابل، ركزت آبل على إدماج الذكاء في نظام أجهزتها ضمن إطار يحافظ على خصوصية المستخدم ويستفيد من تسارع تطوير المعالجات الموحدة.
أظهرت مغادرة آلان داي والبنية الجديدة داخل ميتا بداية توجه نحو أساليب مختلفة في تصميم الواجهات. شهدت الصناعة خلال السنوات الأخيرة انتقالًا من الواجهات المسطحة إلى الواجهات المدعومة بالذكاء، التي تقترح الأوامر وتفسر السياق وتبني تجارب تعتمد على التنبؤ. وقد يؤدي هذا التغيير إلى ظهور اتجاهات جديدة في تصميم المنتجات، خاصة مع توجه الشركات إلى جعل الذكاء خلفية افتراضية لكل العمليات داخل الأجهزة.
متغيرات المشهد داخل آبل وميتا
أبرزت هذه التحركات تغيرًا ملحوظًا في موازين الخبرة بين آبل وميتا؛ إذ اتجهت الأخيرة إلى استقطاب أسماء قيادية لبناء منظومة تصميم متماسكة تدعم طموحاتها في الأجهزة الغامرة والواقع المعزز. وتحمل هذه الخطوات رسائل تشير إلى أن المنافسة المقبلة ستتجاوز شكل الأجهزة لتصل إلى طريقة دمج الذكاء في التصميم نفسه.
رأي شخصي: أرى أن المشهد التقني يتجه نحو مرحلة تشتعل فيها المنافسة على تطوير الذكاء الاصطناعي ودمجه داخل الأجهزة والواجهات بشكل أعمق من أي وقت سابق. يزداد هذا السباق حدة مع انتقال القيادات والخبرات بين الشركات الكبرى، ويظهر أن كل طرف يحاول بناء تفوق استراتيجي يعتمد على التصميم الذكي والنماذج القادرة على فهم السياق وتوجيه التجربة.
قد نشهد خلال الفترة المقبلة انتقالات إضافية تعيد تشكيل خريطة الصناعة، مع سعي كل شركة إلى جذب العقول التي تمتلك خبرة تصميمية قادرة على قيادة الجيل الجديد من المنتجات.