مراجعة لعبة 11-11 Memories Retold، ألعاب الحروب كما لم تراها من قبل!
معلومات سريعة
11-11: Memories Retold
Digixart, Aardman
Bandai Namco
PC, PS4, Xbox One
لعبة 11-11 Memories Retold تقدم لنا رؤية جديدة لألعاب الحروب و تفاصيل معبرة من الحرب العالمية الأولى WWI.
جاءت لعبة 11-11 Memories Retold من المطور Digixart و Aardman بنظرة جديدة لألعاب الحروب فعندما يتعلق الأمر بتصوير شكل الحروب الواقعية في الألعاب، تذهب معظم ألعاب الحروب لاتجاه التركيز على القتال بدون البحث والتعمق كثيراً في أي من جوانب الحرب الأخرى.
أسلوب اللعب في ألعاب الحروب يتمحور حول إطلاق النار والركض في أرجاء ساحة المعركة وخلال هذه المعارك الطاحنة يصعب أن تجد لعبة تجعلك تختار اختبارات أخلاقية تضعك في موقع الجندي وسط ساحة الحرب. قلما نجد ألعاباً تضعنا فعلياً في مواجهة ويلات الحرب.
هنا تأتي لعبة 11-11 Memories Retold لتسد هذا الفراغ، تأتي اللعبة كتعاون بين كل من Digixart و Aardman وهي عبارة عن مغامرة قصصية في شكل روائي تحركه الشخصيات لاستكشاف خبايا وعالم الحرب العالمية الأولى وتحديداً جبهة القتال الغربية من وجهة نظر طرفي الصراع بل حتى أنك قد تلب من وجهة نظر قطة في بعض أجزاء اللعبة.
تتناول لعبة 11-11 Memories Retold فترة العامين الأخيرين من الصراع في الحرب العالمية الأولى WWI من منظور الجنديين Harry الذي يؤدي صوته الممثل Elijah Wood وشخصية Kurt. شخصية Harry هو مصور كندي اندرج في القوات المقاتلة لإبهار محبوبته، بينما شخصية Kurt الأكبر في السن ترك وظيفته في مصنع المناطيد Zeppelin للانضمام للقوات الألمانية لمعرفة ما حدث لابنه في قوات المشاة. تتزامن قصتي اللعبة وتتشابك أحياناً حتى تصل لمرحلة التواجه والتقابل في الدقائق الأخيرة من الحرب في الساحة 11 صباحاً في الحادي عشر من شهر نوفمبر 1918.
بالنسبة لأسلوب اللعب فلعبة 11-11 Memories Retold تبقي الأمور بشكل مبسط وسهل، فبينما تكتشف الجوانب الأكثر دموية وعنفاً في ساحات القتال في الحرب العالمية الأولى مثل Passchendaele، اللعبة لا تحوي على أجزاء تتطلب منك لقتال. وفي هذه المواقع سيكون عليك أن تساعد بعض الجنود أو تقوم بإصلاح وإعادة بعض خطوط الاتصال وإلتقاط الصور أو فقط محاولة النجاة والاختباء لإيجاد ملاذ وملجأ يحمي من إطلاق النار المتبادل.
بشكل عام كل ما ستقوم به سيتمحور حول التفاعل مع الجنود الآخرين والأشياء من حولك والانتقال من مكان لآخر، واكتشاف تفاصيل قصص الحرب وقصص الشخصيتين الرئيسيتين.
في الجوانب الأكثر تعقيداً في اللعبة سينبغي عليك التبديل بين شخصيتي البطلين في اللعبة Harry و Kurt لحل بعض الألغاز أو مساعدة Harry في التقاط الصور يمياً من أجل جريدته التي يعمل بها. ناهيك عن الأجازء القصيرة التي ستلعب فيها كقطة أو حمامة تكون صديقة لأحد أبطال اللعبة، والتأثير على مسار القصة بشكل مميز.
ربما لا تقدم اللعبة أكثر أنواع أسلوب اللعب تقدماً أو تطوراً ولكن هذا الأسلوب البسيط للـ gameplay يجعل اللعبة أكثر سهولة للتعرف عليها من قبل اللاعبين بشكل عام ويجعل التعلق باللعبة بدون مواجهة صعوبات أمراً بسيطاً على أي Casual Player من اللاعبين الغير منغمسين في عالم ألعاب الفيديو وسبب ذلك أن هدف اللعبة هو أن يجربها أكبر عدد من اللاعبين للاحتفال بيوم انتهاء الحرب Armistice من شهر نوفمبر الماضي.
فبمرور أعوام كثيرة بيننا وبين الحرب العالمية الأولى من السهل إغفال أحداث تلك الحرب بما أنها كانت على نطاق جغرافي أضيق وكانت تغطيتها وتوثيقها أقل بكثير من الحرب العالمية الثانية، قد أثرت الحرب العالمية الأولى بشكل مؤثر للغاية على طرقة تفكير البشر وسلوكهم آنذاك ورؤيتهم للحرب فيما بعد.
تماماً كما هو الحال في طور Discovery من لعبة Assassin's Creed Origins تبدو لعبة 11-11 Memories Retold كأسلوب تفاعلي ممتع يسمح للتلاميذ وطلاب التاريخ باكتشاف أكثر عمق ومتعة لبعض الجوانب المجهولة من تاريخ الحرب العالمية الأولى. اللعبة تشير بالفعل إلى بعض المواقف والقرارات التي تنفصل عن الأحداث الواقعية للحرب العالمية وبعض الأدوات والـ Collectibles التي تحمل شرحاً تاريخياً يتعلق بها. مثل سبب الاحتفال برمز زهرة الخشخاش لذكرى الحرب العالمية وغيرها من المعلومات الأقل شهرة.
بغض النظر عن التوجه للتثقيف التاريخي الذي تتبعه 11-11 Memories Retold إلا أن اللعبة تحمل أيضاً عبء التعبير عن الجانب الإنساني في الحرب WWI وعمل بعض الاسقطاطت على توجهات حالية باستبعاد وتفريق كل من هو غير مشابه ومطابق لبعض الشعوب مما يسبب الكثير من مشاعر الكراهية والبغض والتفرقة العنصرية التي تؤدي للتفكير في الآخر بشكل غير آدمي وبالتالي فإن حياته دوماً أقل أهمية.
اللعبة وخاصة في الأجزاء الخاصة بشخصية Kurt وبأداء صوتي متميز وقوي تقدم قصة تثير المشاعر بصدق حتى في إظهارها وإلقائها الضوء على تفاصيل بسيطة مثل نقص المؤن من الطعام والتأثير النفسي والعقلي على الشعب الألماني ممن نجوا من الحرب أو الأهل المكلومين لفقدان أبنائهم أو الأزواج والآباء.
كانت لعبة 11-11 Memories Retold أحد الألعاب المرشحة في فئة Games for Impact في حدث واحتفال The Game Awards هذا العام والتي كانت من نصيب لعبة Celeste. ربما لن تلفت اللعبة نظر أي من اللاعبين المتعجلين في الحصو على نتائج أثناء اللعب أو المنغمسين في ألعاب الأكشن كثيراً ولكن بالنسبة للاعب الصبور الذي يستطيع تقدير والاستمتاع بقصة مؤثرة ومليئة بالتفاصيل والمعلومات عن حيوات الشخصيات الخاصة أو عن الحرب بوجه عام فقد تكون لعبة 11-11 Memories Retold أحد أفضل ألعاب هذا العام.
اللعبة يمكنها التلاعب بمشاعرك بشكل فجائي وبتسارع خاطف والوسيلة المتبعة في ذلك هو أسلوب الاختيار الذي يتم منحه للاعب ويتضح مثلاً في اختيارات دقيقة تصل إلى أسلوب كتابة رسائلك التي تقوم بإرسالها لألك وأصدقائك في الوطن.
على الرغم من أن القرارات التي تتخذها ف اللعبة لا تبدو مؤثرة كما هو الحال مع ألعاب Telltale على سبيل المثال ولكن هذه القرارات تتراكم لتكون مساراً يصل بك إلى نهاية الأحداث. قد تجد نفسك تعيد لعب الجزء الأخير من اللعبة مراراً وتكراراً لأنك تريد رؤية نهاية مختلفة للأحداث وهم حوالي 9 نهايات مختلفة.
اللعبة بالتأكيد ليست خالية من العيوب فمثلاً قد يتضايق بعض اللاعبين من عدم قدرتهم على تعديل حجم الترجمة في أسفل الشاشة أو تغيير أزرار التحكم، وربما كان من المفترض أن تحوي اللعبة على عوامل أكثر تتعلق بجانب الألغاز والـ Puzzles والجزء الأخير من أحداث اللعبة ربما يفتقد للكثير من المصداقية، ولكن اللعبة تعوض ذلك بقصص آسرة ومثيرة للمشاعر على المستوى الشخصي كما أنها تقدم تجربة بصرية وفنية جديدة بتقديم شكل وأسلوب رسوم مختلف وألوان متنوعة لرسم مشاهد تلك القصة.
بالطبع من الواضح ان اختيار أسلوب الرسم بالفرشاة العريضة هو اختيار فني من جانب فريق التطوير والذي يبحث من خلاله على تصوير تلك المشاهد على أنها ذكريات يعيد اللاعب استرجاعها في عقله أو محاولة تذكرها، وعند استرجاعك للذكريات فأنت دوما ما تتذكر الجوانب الأكثر وضوحاً أو الجوانب "العريضة" وهو ما يتم التعبير عنه -في نظري- برسوم الفرشاة العريضة.
بوجه عام لا تريد منك لعبة 11-11 Memories Retold أن تقدم لك تجربة الحرب لتنجرف داخلها وتشجعك على العنف وعدم الاكتراث لأرواح الآخرين بل على النقيض تماماً فهي لا تريد منك أن تكون ممتلئاً بالأحقاد وتبحث عن الانتقام بدال لعبة أكشن تطلق فيها النار يميناً ويساراً ولكن النظر لما تسببه الحروب من متاعب وأحزان وظروف صعبة للجنود بداخلها ولكل من يمكن أن يتأثر بتوابع هذه الحروب في طرفي الصراع في تلك الحروب، فمهما كان نوع الزي الذي يرتديه الجنود أو لونه أو انتماءاتهم إلا أن الجميع يتشاطر عبء الاختيار وتحمل عواقب تلك الاختيارات التي يتخذها على مستوى شخصي.
اللعبة تحوي ما يشوبها ويمنعها من أن تكون تجربة مثالية ولكنها لعبة تقدم نظرة مختلفة عن الحرب وهو أمر طال انتظاره وربما غابت هذه الرؤية عن كثير منا فكل ما قد نتوقعه عن لعبة تتناول موضوع الحرب هو أن تكون Shooter، اللعبة تتوجه في الأساس لنوع الجيمر واللاعب الصبور الذي لا يمانع تجربة لعبة تتمحور حول القصة فقط بتجربة قصيرة في العمر نسبياً إذا ما استبعدنا النهايات المتعددة. لعبة 11-11 Memories Retold هي بالتأكيد لعبة تضيفها إلى مكتبة ألعابك ان كنت من هذا النوع من الجيمرز، كما أنها بالتأكيد تجربة مثيرة للاهتمام سواء كنت جيمر أو لا، فالقصة تحمل الكثير من الجوانب الانسانية هذا بالإضافة لجوانب تعلمية أو تثقيفية تتعلق بالحرب العالمية الأولى عن طريق تقديم تلك المعلومات في قصص لأفراد يمكننا الترابط معهم وتفهم دوافعهم.
هل أنتم من مشجعي فكرة تناول مواضيع الحرب بمنظور يختلف عن توجه ألعاب الـ Shooter أم تفضلون أسلوبها التقليدي؟
?xml>تقييم عرب هاردوير
المميزات
- - تناول الحرب العالمية الأولى بمنظور جديد - اختيار أسلوب رسوم متميز ومعبر - أداء صوتي جيد للشخصيات - الانتقال في اللعب بين الشخصيتين ينعش تجربة اللعب - أسلوب اللعب البسيط
العيوب
- - لا يمكن تعديل أزرار التحكم - الترجمة المكتوبة صغيرة بعض الشيء وقد تشتت التركيز