منذ أسابيع قليلة مضت وتحديداً في الثاني من شهر سبتمبر الحالي أقامت الشركة الرائدة في مجال المعالجات الحسابية والرسومية AMD الإحتفال على طريقتها بمناسبة مرور ثلاثين عاماً من الخدمة والإنتاج في سوق البطاقات الرسومية وتقديمها لعديد من الحلول والإبتكارات المميزة خلال تلك المدة الطويلة. لكن الأمر لم يتوقف عند الإحتفال فقط بل تم أيضاً الإعلان عن واحدة من بطاقتها الرسومية الجديدة والتي من المحتمل أن تمثل شارة البداية لإنطلاق جيل جديد بالكامل خلال الفترة القادمة من العام الجاري.

بطاقة R9-285 هي أحدث نتاج شركة AMD من البطاقات الرسومية الموجهة للفئة العليا من محبي وعشاق الألعاب، بطاقة جديدة تحمل كذلك معالج رسومي جديد تماماً وإن حافظت AMD على معمارية GCN في بنائه ولكن مع تعديلات عديدة من شأنها رفع معدات الأداء مقابل إستهلاك الطاقة بالإضافة إلى تحسينات في معدلات النقل للذاكرة Memory Bandwidth وعمليات Transcoding الخاصة بصيغ ملفات الفيديو H.264. وأطلقت AMD على المعالج الجديد للبطاقة إسم Tonga والذي سيخلف المعالج الرسومي Tahiti المرافق لنا لثلاث أعوام تقريباً.

على كل حال فبطاقة اليوم بقدر ما تحتوي على الكثير من التحديثات إلا أنها ليست هنا لتنافس أعتى بطاقات الشركة من الجيل الحالي، فبطاقة R9-285 صممت لتقدم أداءاً يتوسط أداء بطاقتي R9-280 و R9-280X...وسنرى أنها في من ناحية المواصفات أقرب لبطاقة R9-280، لذا يمكن القول بأنها أشبه بتجربة أداء قبل إطلاق الوحوش الحقيقة لمعالجات Tonga.

Tonga من الداخل والجديد مع GCN

صحيح أن Tonga هو معالج جديد بالكامل خلفاً لمعالج Tahiti إلا أن معمارية البناء المستخدمة هي نفسها Graphic Core Next أو المعروفة إختصاراً بـ GCN ومازالت دقة التصنيع هي نفسها كذلك 28nm، ولكنها مع كل معالج جديد تلقى تحسينات عديدة وسنرى عدد أخر من التقنيات التي تستخدم لأول مرة مع معالج Tonga.

ومن الرسم التوضيحي نرى تشابهاً في هندسة التصميم الداخلي معالج Tonga مع المعالج الرسومي الأقوى حتى الأن Hawaii، ولكن من ناحية أعداد الأنوية ووحدات المعالجة فهي تقترب كثيراً من معالج Tahiti فيما عدا بعض الإختلافات التي ستلفت إنتباهك حتماً.

فأولاً لدينها عدد أنوية المعالجة الداخلية Stream Processor والتي وصلت إلى 2048 نواة رسومية وهي في ذلك مماثلة لمعالج Tahiti، كذلك سنجد لدينا 32 وحدة ROPs و 128 وحدة إكساء Texture Unit مع واجهة توصيل للذاكرة 256-bit فقط، وهنا نجد أول إختلاف ملحوظ بين هذا المعالج ومعالج Tahiti والتي إتصلت فيه أنوية المعالجة مع الذاكرة بواجهة توصيل 384bit.

وجميع المكونات السابقة بداخل رقاقة سيليكون بمساحة 359mm2 وتحمل بداخلها 5 مليار ترانزستور....وأيضاً مقارنة هذه الأرقام بمعالج Tahiti تمل دلالة على التعديلا التي طرأت بالمعالج الجديد، فمعالج Tahiti يقل في مساحته بـ 10mm2 عن معالج Tonga ويقل ايضاً الترانزستور بالداخل لـ 4.3 مليار فقط....أي أن AMD إستطاعت حشو 700 مليون ترانزستور إضافية في مساحة 10mm2 فقط...!!

بالإضافة ذلك فمعمارية GCN لاقت تحديثاً جديداً كما ذكرنا مع معالج Tonga، وستحمل معها تقنيات الجيل الحالي التي إنحصرت فيما مضى على بطاقات Hawaii مثل تقنية TrueAudio الخاصة بالمعالجة الصوتية وتقنية التوصيل الجديدة XDMA لتثبيت بطاقتين بوضعية CrossFireX دون أي كابلات أو جسور التوصيل المعتادة، بالإضافة إلى ذلك ستدعم المعمارية في حلتها االجديدة مكتبة الرسوميات Mantel المطورة من AMD نفسها وأيضاً الحزمة المنتظرة من Microsoft والقادمة قريباً DirectX 12.

وبخلاف ذلك نجد أيضاً تحسناً ملحوظا في كفاءة النقل للبيانات بين المعالج الرسومي والذاكرة في معالج Tonga مقارنة بمعالج Tahiti وبفارق 40% لصالح المعالج الرسومي الجديد. والمثير هنا أن هذا يحدث بالرغم من أن واجهة الناقل المستخمة في معالج Tonga  هي فقط 256bit فيما نجد معالج Tahiti يستخدم واجهة ناقل 384bit.

وتفسير ذلك هو ببساطة إستخدام AMD لخوازمية أو طريقة جديدة ضمن أوامر المعالجة أطلقت عليها الشركة إسم "lossless delta color compression"، وهي عبارة عن عملية ضغط للبينات المرتبطة بالألوان في كل إطار يتم معالجته قبل أن يتم نقله، وبذلك فنفس كمي البيانات التي كانت تعالج من خلال معالج Tahiti أصبحت الأن تعالج من خلال Tonga ولكن بتخفيض أحجامها بشكل كبير مقارنة بالسابق مما يسمح للذاكرة بالتعامل معها بسلاسة حتى مع الخفض الذي حدث في واجهة الناقل مع المعالج.

أخيراً فواحدة أيضاً من أهم مزايا Tonga بشكل عام هو إستهلاكها للطاقة، فمقارنة ببطاقات R9-280 و R9-280X التي يصل إستهلاك كل بطاقة منها إلى 250W نجد بطاقة R9-285 بمعالج Tonga لا يتجاوز إستهلاكهاا للطاقة حجاز ال190W....وبالتالي فهي مبدأياً الرابحة وبكل تأكيد في حال تم حساب معدل الأداء قياساً بكمية الطاقة المستهلكة ولكن دعونا نؤجل هذا الحكم إلى ما بعد ظهور نتائج الإختبارات والتحقق من أداء Tongaأمام Tahiti.

بطاقة Gigabyte R9-285

بعد الحديث بشكل مختصر عن نواة Tonga والمواصفات الخاصة بها وعن إمكانيات معمارية GCN 1.2 المطورة حان الوقت الأن لتفحص ما لدينا لنسخة اليوم نم بطاقة R9-285.

والبطاقة التي لدينا قادمة من شركة Gigabyte الرائدة في صناعة البطاقات الرسومية ومجهزة كالعادة بنظام التبريد الشهير Windforce مع كسر سرعة منصعي من الشركة وزيادة ترددات التشغيل عن ترددات البطاقات القياسية من R9-285.

المواصفات

بطاقة Gigabyte R9-285 ستكون حاملة لمعالج Tonga كما وضحنا سابقاً، ولكن لأجل ما هو قادم فالبطاقة هنا لا تستخدم القوة الكاملة للمعالج الرسومي الجديد..فنرها فقط تعمل بعدد 1792 وحدة Stream Processor وتمتلك كذلك عدد أقل لوحدات Texture Unit الذي يصل فقط إلى 112 وحدة.

سوتعمل نواة Tonga مغ بطاقة R9-285 من Gigabyte بتردد 973MHz في حين تأتي البطاقة القياسية بتردد 918MHz، أي أن بطاقة اليوم قادمة بزيادة 55MHz لتردد المعالج، فيما أبقت Gigabyte على ترددات الذاكرة كما هي 1375MHz.أما بالنسبة لحجم الذاكرة نفسها فهي فقط 2GB وهو فارق مؤثر عن بطاقات R9-280 و R9-280X القادمة بحجم ذاكرة 3GB خصوصاً وأن معظم الألعاب الحالية أصبحت تستهلك الكثير من الذاكرة عند الوصول بال‘دادات إلى قيم مرتفعة.

البطاقة كذلك ستدعم كل من Open GL 4.4 و DirectX 12 ولديها أربعة منافذ توصيل هي منفذين DVI ومنفذ HDMI ومنفذ أخير Display Port. وستستهلك البطاقة فقط 190w من الطاقة كما ذكرنا لذا فمنفذي توصيل 6Pin هو كافي جداً لإمدادها بالطاقة اللازمة للتشغيل.

نظرة أقرب على البطاقة

[Best_Wordpress_Gallery id="13" gal_title="Gigabyte R9-285 OC"]

منصة الإختبار

منهجية الإختبار وكسر السرعة

تم إختبار لابطاقة بإستخدام لوحة ASRock Z97 Extreme4 مع معالج i5-4670K مكسور السرعة إلى تردد 4.5GHz وذواكر بحجم 8GB من G.Skill تعمل بتردد 2133MHz، وتمت الإختبارات جميعها على دقة العرض Full HD 1080p.

وبالنسبة لكسر السرعة فلم نحقق تقدم كبير وتمكنا فقط من رفع تردد المعالج إلى 1050MHz والذاكرة تم رفعها إلى 1540MHz، وهو يعني زيادة تردد المعالج بقيمة 77MHz فقط عن التردد الأصلي لبطاقة اليوم ورفع الذاكرة بقيمة 330MHz، وتم ذلك نم خلال أداة EVGA Precision

نتائج الإختبارات

3DMark 11 Professional

أحد أفراد عائلة Futuremark, خليفة 3DMark Vantage و الفرق أن الإصدار الجديد موجه خصيصاً للمنصات الداعمة لمكتبة DirectX-11, قامت الشركة بإلغاء الدعم لمحرك nVidia Physx, اختبارات 3DMark تركز على الألعاب و رسومياتها الثقيلة, و تجري بعض الاختبارات على المعالج. 3DMark 11 أحدث من Vantage, و اختباراته أثقل