لم تكتفى شركة AMD بتقديمها الفئة العليا من المعمارية الثورية RYZEN والمعالجات RYZEN 7 بل سارعت بعد فترة قصيرة بإطلاق الفئة المتوسطة RYZEN 5 من المعالجات التى تأتى بعتاد للهاردوير اعتدنا أن نراه فقط فى الفئة العليا من المعسكر الأزرق. نعم، أتحدث عن المعالجات الجديدة التي قمنا بتجربتها RYZEN 5 1600X والمعالج RYZEN 5 1500X وهناك المزيد من المعالجات RYZEN 5 سوف نقوم بتجربتها ولكن الآن سوف نرى كيف يكون وضع تلك المعالجات أمام الفئة السعرية المتوسطة لمعالجات Core i5 من المعسكر الأزرق. هل سنرى سيناريو مشابه لمعالجات RYZEN 7 وتقديمها لنفس المستوى للمعالجة بنصف الثمن؟ الفئة المتوسطة مطمع للكثير من المستخدمين لذلك نتوقع منافسة شرسة بين قطبى المعالجة من أجل فرض سيطرة السعر مقابل الأداء.

المزيد من التذكير بالمعلومات الأساسية عن المعمارية RYZEN لن يضركثيراً، حسنا يمكنك الاطلاع على مقالنا السابق لكى تتعرف على أهم التقنيات التي أدركتها شركة AMD فى معماريتها الجديدة للمعالجات. كذلك يمكنك أن ترى كيف كان أداء الجيل الأكبر RYZEN 7 بمعالجاته الثلاثة وتجربتنا لهم من خلال ذلك المقال أيضاً.

نتذكر سوياً أن المعالجات الأكبر RYZEN 7 كانت ثمانية الأنوية، وقد جاءت المعمارية بتصميم لتلك الأنوية حيث اقتسمت الانوية الثمانية الى وحدتين تسمى CCX كلاً منها تحتوى على أربعة أنوية وكذلك 8 MB من الذاكرة Cache من المستوى الأخير يتشارك الوصول لها الأربعة أنوية بتلك الوحدة.

المعالجات من الفئة المتوسطة RYZEN 5 جميعها بعدد أنوية أقل ولكنها تتشارك نفس التصميم بحيث أن مجموع الأنوية تنقسم الى وحدتين CCX كلاً منها يتشارك جزء من ذاكرة Cache الكلية للمعالج.

بذلك المعالج RYZEN 5 1600X هو معالج سداسي الأنوية وقد افترض الكثير قبل اطلاق المعالجات بشكل رسمى أن يتم توزيع الأنوية على هيئة 4+2 أو 3+3 لكل وحدة CCX. ولكن ظهر لنا أن الأنوية قد تم توزيعها بشكل متساوي 3+3 على وحدتين CCX وتم الاحتفاظ بحجم 8MB من ذاكرة Cache لكل وحدة ليصبح الاجمالى 16MB للمعالج كله، مثل معالجات الجيل الأكبر.

المعالج RYZEN 5 1500X هو معالج رباعى الأنوية بنفس التصميم، حيث تتوزع تلك الأنوية على وحدتين CCX وتحتفظ بنفس حجم ذاكرة Cache وحجمها 16MB للمعالج.

الفئة السعرية لتلك المعالجات هى نفس الفئة السعرية لمعالجات فئة i5 من المعسكر الأزرق. وتحديدا المعالجات i5 7600K والمعالج i5 7500 وهم معالجات رباعية الأنوية بدون خيوط معالجة اضافية لعدم دعمهم تقنية HyperThreading بعكس معالجات Ryzen 5 التى تأتى بخيوط معالجة مضاعفة بفضل تقنية SMT.

لذلك نرى ان معالجات RYZEN 5 تقدم مستوى لعتاد الهاردوير يتناسب مع الأجيال الأكبر من المنافس بحيث أن المعالج R5 1600X يأتي بعتاد مشابه لمعالجات الفئة الأكبر سداسية النواة من الفئة i7 والتى عادة تكون بضعف ثمن المعالج من الفئة i5. كذلك المعالج R5 1500X يأتي بعتاد مشابه لفئة معالجات i7 ذات الأربعة أنوية وتعدد خيوط المعالجة ولكنه يقع فى الفئة السعرية الأقل لفئة معالجات i5.

من هنا نجد أن الأمر المشوق فى تلك المعالجات أنها تضع تحد ومستوى للتسعير جديد يُخلص المستخدمين من هيمنة التسعير لشركة Intel التى فرضتها على مدى السنوات الأخيرة بسبب عدم تواجد شركة AMD فى الساحة، ولكن الأن ظهر منافس قوى بالفعل ليقدم أداء فى فئة سعرية أقل بنفس قوة الفئة السعرية الأعلى لمعالجات المعسكر الأزرق.

بالنسبة لدعم المعالجات لترددات الذواكر، فإن الأمر يعتمد على شريحة الذواكر نفسها وكم من قطع الذواكر التى سوف تقوم بتركيبها. حيث أن المعالجات تدعم بشكل رسمى أربعة ترددات مختلفة على حسب العوامل السابق ذكرها.

اللوحات تدعم ذواكر بترددات للتشغيل أعلى بالتأكيد من الترددات السابق ذكرها، ولكن الامر هنا أن تلك الترددات هى التى تضمن التشغيل بها مع المعالجات بدون مشاكل فى التوافق. شيئاً فشيئاً تظهر لنا قطع جديدة من الذواكر تتناسب وتعمل بدون مشاكل مع منصات جيل RYZEN وسوف يستمر ذلك لبعض الوقت لكي تنضج تلك المنصات وتختفي بعض مشاكل التوافق الحادثة الآن.

من الصورة السابقة نتوقع أن الذواكر التى سوف تعمل بدون مشاكل بتردد للتشغيل أعلى مع منصة RYZEN هى التى تأتى بجهة واحدة لشرائح الذواكر Single Rank وعلى هيئة قطعتين من الذواكر وليست أربعه، ليقل الضغط على متحكم الذواكر بالمعالج، لذلك فإن الحجم 16GB على هيئة قطعتين كلاُ منها 8GB سوف يكون الوضع المثالي هنا مع ضمان أنها Single Rank مثل شرائح شركة Samsung التى نجدها فى ذواكر شركة G.Skill من الفئة Trident Z كمثال.

لماذا نتحدث عن تردد الذواكر بالتحديد؟ حيث تردد الذواكر مؤثر فى أمر هام فى تصميم المعالج وهو سرعة الاتصال بين وحدتين CCX للمعالج والذى يتكون من شبكة قنوات الاتصال Infinity Fabric، يعتمد فى سرعته على تردد التشغيل للذواكر ويقدم زيادة فى الأداء ملحوظة بشكل كبير حين تعمل الذواكر بتردد للتشغيل أعلى. بنسبة أكبر من زيادة الأداء الطفيفة مع معالجات المعسكر الأزرق مع زيادة تردد التشغيل للذواكر ، بسبب تردد التشغيل المنفصل لوحدة الاتصال Uncore لتلك المعالجات وعدم اعتمادها على تردد الذواكر.

قدمت شركة AMD اللوحات الأم المناسبة للفئة المتوسطة والتى تحتوى على الرقاقة B350 بسعر أقل ولكنها مازالت تدعم كسر السرعة وتحتفظ بمخارج ومنافذ الاتصال الأساسية التى سوف تحتاج إليها. بعكس رقاقات الفئة المتوسطة من شركة Intel التى لا تدعم كسر السرعة وتحتفظ بتلك الخاصية للرقاقة الأكبر من الفئة Z فقط.

تجربتنا للمعالجات 

ماذا تتوقع أن يكون الوضع بالتحديد بين معالجات RYZEN 5 و معالجات i5 ؟ هل الأنوية الأكبر وعدد خيوط المعالجة المضاعفة سوف تأتي بجدواها من حيث الأداء بمختلف المحاور؟ كيف سنقوم بذلك وما هى المنصات التى سوف نختبرها؟ لكى نقوم بجعل الأمور بسيطة، سوف نقوم بتقسيم التجربة إلى محورين.

المحور الأول هو أداء المعالجات من حيث المعالجة المركزية فى شتى الاستخدامات من حيث عمليات الرندر والتصميم والاختبارات الاصطناعية التي تدعم ذلك المحور. المحور الثانى هو أداء المعالجات مع الألعاب الأحدث لكلا من مكتبات DX12 , DX11 , Vulkan مع تجربة دقات العرض الثلاثة الأكثر استخداما الآن 1080p , 1440p , 2160p. مثلما فعلنا مع معالجات الجيل الأكبر RYZEN 7 .

أداء المعالجة المركزية فى البرامج

لنبداً أولاً فى محور أداء المعالجة المركزية، ونستعرض معاً منصات الاختبار المُختلفة ثم نتحدث سوياً فى منهجية الاختبارات.

المعالجات المركزية المُستخدمة : R5 1600X , R5 1500X , i5 7600K , i5 7500 , i5 6600K اللوحات الأم المُستخدمة :MSI B350 Hawk , MSI Z270 Gaming M5 , ASRock H270 Fatal1ty, مُبردات المعالجات المركزية : Noctua D15 , Noctua U12s , AMD Wraith Max, AMD Wraith Spire , Cooler Master Hyper 612 الذواكر : G.Skill Trident Z 16GB @ 2400 MHz C15 أقراص التشغيل : Kingstone Hyperx Savage , WD 2.0TB Blue البطاقة الرسومية : NVIDIA GTX 1080 Ti FE التعريف الخاص بالبطاقة الرسومية : Geforce 381.65 مُزود الطاقة : Cooler Master V1000 , Cooler Master G650M شاشة العرض :Acer XG270HU

فى خلال تجربتنا لمنحنى أداء المعالجة المركزية سوف تعمل الذواكر بالتردد المبدئي 2400MHz CL15 الذى نعمل به فى جميع اختبارات المعالجات المركزية الأن. والتى سوف تكون مجحفة نوعاً ما بالنسبة لمعالجات RYZEN لأنها تستفيد بشكل كبير بتردد الذواكر بعكس معالجات شركة Intel.

كانت المعالجات جميعاً تعمل ترددها المصنعي المُعدل Turbo فى جميع تجربتنا على الترددات الإفتراضية حيث كمثال المعالج i5 7600K يعمل بالتردد 4.2GHz بسبب تفعيل الخيار Multi Core Enhancement وهكذا بالنسبة للمعالج I5 6600K أيضاً. لكن الوضع يختلف مع المعالج i5 7500 حيث أنه يعمل بأقصى تردد للتربو بدون تعزيز بسبب عدم دعمه لكسر السرعة وأنه يعمل على اللوحة بالرقاقة H270 الغير داعمة لتلك الخاصية. كذلك الوضع مع معالجات RYZEN جميعها فإنها تعمل بتردد Precision Boost لها حين الضغط على كافة الأنوية ولا تعلوا إلى أقصى تردد لمستوى Boost مثل معالجات Intel ذات معامل الضرب المفتوح.

دعونا نتعرف على استهلاك الطاقة والحرارة الخاصة بالمعالجات أولاً. كما تعلمون أن المعالجات قادمة لتعمل على مقبس جديد AM4 والذى يختلف فتحات التركيب الخاصة بالمُبردات عن الفتحات السابقة للمقبس AM3+ لذلك فإن الشركات المُصنعة تقوم بتوفير وحدات مجانية لدعم ذلك المقبس، وهناك أيضاً مُبردات تدعم المقبس الجديد بشكل تلقائي.

لقد استخدمنا في تجربتنا المُبرد Noctua U12s الذي قد توفر مع الحقيبة الأنيقة التى قد أتت لنا مع معالجات RYZEN 7 والتى احتوت على المُبرد مع القطع اللازمة للتوافق مع المقبس AM4. لكننا قد قمنا تجربة المبرد Wraith Spire الذي يأتي مع المعالج R5 1500X وهو قادر أن يقوم بتشتيت الحرارة بكفاءة فى مستوى الاستهلاك 65W. لذلك فى أثناء تجربتنا والضغط على المعالجات المركزية مع العمل بدرجة حرارة للغرفة المعتادة فإنها كانت فى المستوى الطبيعى للعمل بشكل مستمر، ولكن مع كسر السرعة فإن درجات الحرارة قد قفزت الى السبعينيات فى أقصى حالات الضغط لا تقلق فإن تلك الحرارة أمنة للعمل لفترات طويلة خاصة أن تلك الحرارة لم تصل لها المعالجات الا تحت الضغط الشديد وليس مع الألعاب.

مع الوضع الطبيعى الافتراضي فقد كانت المعالجات تعمل بالمستوى الطبيعى لها فى استهلاك الطاقة وهو 65W/95W للمعالجات، وحينما قمنا برفع تردد التشغيل الى التردد 4.0 GHz قد ارتفع استهلاك الطاقة للمعالج R5 1600X الى 120W تقريباً مع الضغط. أما عن المعالج R5 1500X فقد ارتفع استهلاك الطاقة الى 80W تقريباً مع الضغط ومستوى للاستهلاك للأنوية وباقى شريحة المعالج.

قمنا بتجربة المبرد الأكبر Wraith Max مع المعالج R5 1600X وقد قدم أداء متواضعا للغاية مع كسر السرعة، حيث حين العمل بمستوى افتراضي لمروحة التشغيل فقد وصلت درجة الحرارة للمعالج الي الثمانينات وأوائل التسعينيات مع كسر السرعة. ولكنه أيضاً لم يجارى المعالج فى وضعه الافتراضي و وصلت الحرارة إلى السبعينات مع الضغط. لذلك فضلت شركة AMD عدم توافر مبرد مع المعالج وترك حرية الاختيار للمستخدمين لوضع حلول أفضل للتبريد.

بالحديث عن كسر السرعة،فقد كان نفس الوضع مع معالجات RYZEN 7 حيث المعالجات قد توحدت واتفقت جميعها على أن تعمل بشكل مستقر وأمن على التردد 4.0GHz مع فولتية التشغيل للأنوية 1.3750V، ولم تقبل أن تعلو عن ذلك مع الاحتياطات القصوى لفولتية التشغيل أو سقف الحرارة المسموح. لكن جميعها تعمل بشكل مستقر على ذلك التردد وأعتقد ان ذلك هو حائط التشغيل الخاصة بتلك المعالجات، نعم لن تستطيع أن تعلوا فى الغالب عن ذلك التردد لأن شرائح السيلكون لم تنضج بعد لتصل الى ترددات أعلى وسوف يحتاج الأمر الى المزيد من التنقيح فى محور التصنيع.

ربما سنرى من الأجيال القادمة تنقيح أفضل لشرائح السليكون وتطوير واجادة Fabrication على دقة التصنيع 14nm الجديدة على معالجات AMD. لا تنسوا أن شركة Intel قد احتاجت إلى ثلاثة أجيال مُتتابعة على دقة التصنيع 14nm حتى تخرج لنا المعالجات المركزية جاهزة للعمل بتردد للتشغيل يصل الى 5.0GHz بشكل سلس وسهل وبظروف للتشغيل مُستقرة للعمل لفترات طويلة.

دعونا الآن نرى منحنى الأداء لمعالجات RYZEN 5 وكيف ستكون المنافسة مع معالجات فئة i5 من حيث الأداء فى المعالجة المركزية للمعالجات مع التطبيقات والبرامج الاصطناعية التي تمثل برامج التصميم والرندر والحوسبة.

أعتقد أن الأمر متوقع، نرى التفوق للمعالج السداسي R5 1600X ليس فقط على المعالج المنافس i5 7600K ولكن مع الكثير من الاختبارات فإنه يتفوق على المعالج I7 7700K. كذلك الوضع مع المعالج R5 1500X فإنه يتفوق بنسبة كبيرة مع المعالج i5 7500 حينما يعمل المعالج R5 1500X بوضعه الافتراضي ليزداد الفارق أيضاً حين كسر السرعة للمعالج للتردد 4.0 GHz ليقترب ويتخطى فى بعض الأحيان المعالج i7 4790K ويقترب من المعالج i7 7700K مع العلم أنه فى منافسة مع المعالج i5 7500 فقط.

تردد ضد تردد

دعونا نرجع خطوة إلى الخلف ونرى وضع المعالجات التي قمنا بتجربتها وجهاً لوجه، تردد ضد تردد. الأن سوف تعمل المعالجات جميعاً بتردد التشغيل 3.5GHz لكلاً من تردد الأنوية و تردد uncore معالجات شركة Intel الداعمة لكسر السرعة. لا تنسوا أن تردد التشغيل هنا سوف يظل 2400 MHz وهو الأمر المجحف لمعالجات RYZEN حيث أنها تعتمد بشكل أكبر على تردد الذواكر فى سرعة الاتصال لشبكة Infinity Fabric ولذلك فإن تردد Uncore لمعالجات شركة Intel أفضل هنا، وسوف نقوم بزيادة تردد التشغيل للذواكر ليتساوى الوضع مرة أخرى ونقوم بإعادة التجربة فى القريب. من هنا نرى كيف تتفوق المعالجات حين العمل بنفس تردد التشغيل ويتوحد معها ظروف الاختبار ونرى الفارق فى الأداء بشكل أكثر وضوحاَ.

مرة أخرى يتأكد المفهوم، إذا لم تقتنع أن المعالجات الجديدة RYZEN قد جاءت لتطغوا على منافسيها مع البرامج المُتخصصة فى التصميم وتحويل الترميز والرندر فإن تلك الاختبارات تؤكد لك ذلك. ها هي الحقيقة تراها بنفسك مدى تطور الأداء عن المعالجات الأسبق وكيف نري مرة أخري كلا المعالجين RYZEN 5 يتخطوا المعالجات من الفئة i7 حين العمل بنفس تردد التشغيل، مع التذكير أنهم يأتوا فى منافسة معالجات الفئة i5 فقط. يؤكد ذلك مستوى التطور فى المعمارية الجديدة RYZEN وكيف تأتى قريبة المستوى بأحدث معمارية للمعسكر الأزرق، وهذا لم نشهده منذ سنوات منذ اطلاق الجيل الأول لمعالجات شركة Inel كذلك مستوى المعالجة للنواة الواحدة قد شهد تطور كبير وذلك يوضحها اختبارات النواة الواحدة حيث نرى تقارب الأداء للنواة الواحدة، وهذا أمر قد تمناه الكثيرون منذ سنوات، وقد تحقق ذلك بشكل كبير مع معمارية RYZEN.

الأداء مع الألعاب

حسناً، لننتقل الى المحور الآخر وهو الذى يهتم به أغلب جمهور اللاعبين. كيف هو الحال مع الألعاب؟ فقط أريد أن أذكر جمهور اللاعبين أن عدد الاطارات مهم ولكن هناك اعتبارات أخرى من أجل معالج الألعاب الآن، حيث هناك المزيد من العمليات الأن تتطلب المزيد من الضغط من جانب المعالج المركزى، مثل برامج البث المباشر للألعاب وكذلك برامج التعديل والتصميم الخاصة بمقاطع الألعاب التي تقوموا بتسجيلها، حيث أن البث والتعديل على الفيديوهات أصبح أمرا مهما أيضاً فى عالم الألعاب. قبل أن ننطلق فى استعراض منحنى الأداء لنتمهل قليلا ونرى ما الاختلاف فى منصة الاختبار وكيف ستكون تجربتنا مع الألعاب.

الأمر الأول هو تحرر تردد التشغيل للذواكر إلى التردد المعتاد اليوم لذواكر DDR4 وهو تردد التشغيل 3200MHz حتى يكون الأداء أكثر واقعياً فى تجربتنا. كذلك الأمر، كما ذكرنا، أن شريحة التواصل بين وحدتين الانوية CCX فى المعالج تعتمد فى تشغيلها على تردد متحكم الذواكر، لذلك سيكون معدل التواصل بين وحدتين الأنوية أسرع مع سرعة أكبر للذواكر. لم نستطع أن نعلوا بتردد التشغيل للذواكر مع اختبارات المعالج المركزى لكي يتم المقارنة فى نفس ظروف التشغيل، ولكن مع الألعاب الأمر يختلف حيث يكون الحاكم هنا هو البطاقة الرسومية بشكل كبير. فقد تحرر بذلك ترددات التشغيل للذواكر وقد أتاح التجربة مع تردد التشغيل الأكثر شيوعاً الآن. فى المستقبل القريب سوف نرى قطع للذواكر بتردد أفضل و متوافقة مع منصات RYZEN والذى سوف يعلوما معها الأداء بشكل أفضل. فقط تخيل أداء المعالجات فى اختبارات المعالجة المركزية كان يمكن أن يعلوا بشكل أكبر اذا كانت الذواكر تعمل بتردد أعلى، و فارق الأداء ما بين الترددين يكون واضحاً مع معالجات RYZEN بشكل أكبر من معالجات المعسكر الأزرق لأنك تستطيع أن تتحكم فى تردد uncore بشكل منفصل ولا يرتبط بتردد الذواكر. قد قمت بتجربة الأمر مع الألعاب مع المعالج R5 1600X وقد كان الفارق فى حدود 10% فى عدد الاطارات بين تردد التشغيل للذواكر 2400 MHz و التردد 3200 MHz. ومع زيادة تردد الذواكر عن ذلك فسوف ترى زيادة فى معدل الإطارات بشكل أكبر عن معالجات شركة Intel.

البطاقة الرسومية المُستخدمة هي محطمة البطاقات الرسومية الأقوى حالياً GTX 1080 Ti FE. لماذا قمنا باستخدامها؟ ليس لأنها الأقوى فقط، حسنا لأنها الأقوى بالفعل ولكن، لكي نرى كيف يكون الوضع وعنق الزجاجة مع دقات العرض الأصغر، وهنا سيكون دقة العرض 1080p. نعم دقة العرض 1080p تقوم بخنق الأداء ناحية المعالج المركزى مع البطاقة GTX 1080 Ti التى تقدم أداء مُفرط على تلك دقة العرض، ليكون مستوى الضغط أكبر على المعالج المركزى لكي يقوم بحسابات الفيزيكس ومعدل الإطارات، وهنا تظهر عنق الزجاجة إذا وُجدت والذى سيكون مصدرها المعالج المركزى، ولن يكون هناك داع الى دقة عرض أقل فإن مستوى الضغط كاف بالفعل مع مستوى البطاقة GTX 1080 Ti.

لماذا نريد أن يتضح عنق الزجاجة الخاص بالمعالج المركزي، خاصة أن مقتني البطاقة GTX 1080 Ti سوف يعمل بنسبة كبيرة مع دقات للعرض أعلى من 1080p؟ لنرجع الى الخلف خطوة ونرى لمحات من المستقبل، حيث ستكون تلك الدقات الأعلى الآن مثل حال دقة العرض 1080p اليوم وسوف تظهر دقات عرض أكبر وسوف ينتقل مستوى البطاقات الرسومية إلى منحنى للأداء أعلى، لذلك فإن العمل مع تلك المستويات الأعلى من المعالجة الرسومية مع دقات العرض الحالية سوف يكون محور الأداء فى المستقبل إذا أردت أن تحتفظ بمعالجك و تستنفذ آخر قطرة فى الأداء الذي يمكن أن يُقدمه لك فى المستقبل. لذلك الأمر تكهني بشكل كبير ويدعو إلى ترجيح الاحتمال أنك لن تقوم بالتحديث إلا بعد سنوات طوال وبعد أجيال رسومية مُتعددة مع الاحتفاظ بمعالجك و منصتك المركزية. ذلك هو السبب الرئيسي لاختيار أقوى بطاقة رسومية حتى الآن GTX 1080 Ti لمقارنة الأداء للمعالجات بين الفصيلين الأحمر والأزرق. لكم الأمر توجد به عوامل أخرى تؤثر على الأداء مع الألعاب، وهو مستوى دعم اللعبة لتعدد الأنوية وخيوط المعالجة وهو اأمر الذى يجب أن تُبنى عليه الألعاب فى المستقبل ويتوقف معه الاعتماد على أنوية أولية فقط وهو ما نراه شيئاإ فشيئا

غير ذلك لن توجد تفاصيل أخرى مُختلفة لتجربتنا للمعالجات مع الألعاب، لذلك نستعرض المنصات المُستخدمة فى تجربتنا وننتقل مُباشرة لمنحنى الأداء.

المعالجات المركزية المُستخدمة :R5 1600X , R5 1500X , i5 7600K , i5 7500 اللوحات الأم المُستخدمة : MSI B350 Tomahawk, MSI Z270 Gaming M5 , ASRock H270 Fatal1ty مُبردات المعالجات المركزية : Noctua D15 , Noctua U12s , AMD Wraith Spire الذواكر : G.Skill Trident Z 16GB @3200 MHz C14 أقراص التشغيل : Kingstone Hyperx Savage , WD 2.0TB Blue البطاقة الرسومية : NVIDIA GTX 1080 Ti FE التعريف الخاص بالطاقة الرسومية : Geforce 381.65 مُزود الطاقة : Cooler Master V1000 , Cooler Master G650M شاشة العرض :Acer XG270HU

البعض سوف يقوم بالتعليق على مستوى الأداء مع دقة العرض 1080P؟ الأداء يتقارب فى كثير من الألعاب. هل رأيت الأداء متساوى مع دقة العرض العليا 2160p؟ الأمر يرجع عزيزى على نقطة عنق الزجاجة السابق ذكرها مع دقة العرض الأقل بالنسبة للبطاقة GTX 1080 Ti حيث يكون مستوى الضغط كبيرعلى عاتق المعالج المركزى وحيث أن الكثير من الألعاب اليوم تعتمد على أحادية التشغيل وليست مُحسنة لكى تستقبل تعدد الانوية و خيوط المعالجة بشكل كافي، فهذا هو الوضع مع دقة العرض الأقل . لكن هل يستمر ذلك الوضع؟ لو نظرنا أن مستوى البطاقة الرسومية فى تزايد وسوف يزداد معه مستوى الضغط على الدقات الأعلى، فهل سيكون مستوى الدعم البرمجى للالعاب في نفس المستوى فى دعم خيوط المعالجة الأحادية؟ أعتقد أن الأمر فى تطور ولن يكون هناك داع للقلق مع معالجات RYZEN مع الألعاب، الأمر ليس خطأهم أن مستوى الدعم البرمجي ليس فى نفس مستوى الهاردوير القوى المُستخدم. الأمر مازال يعتمد على التردد الأحادي وليس دعم تعدد خيوط المعالجة وتوزيع الحمل على تلك الخيوط بدلاً من ضغطها على نواتين أو أربعة فقط على الأكثر. الأمر هنا يرجع الى مطورين الألعاب من حيث تطوير الدعم البرمجي للألعاب لكي يستوعب مستوى الهاردوير الحالي بشكل أكبر، لكي نرى قوة العتاد الفعلي بشكل مُتكامل. هل الأمر صعب التصديق؟ فقط انظر الى اللعبة Ashes of Singularity التى تعتمد على مكتبة DX12 فسوف ترى مع المعالج R7 1700 نتائج فى الاصدار القديم OLD والاصدار الأحدث New بعد اطلاق معالجات RYZEN ونرى تحسن الأداء مع الاصدار الأحدث/ ومع زيادة الدعم والتطويرلمعالجات RYZEN فسوف نرى المزيد من التحسن من الألعاب فى القريب وليس على المستوى البعيد كما تصورنا سابقاً.

الأمر يحتاج الى التطوير فى اتجاهين من أجل أداء أفضل مع الألعاب. المحور الأول هو الدعم البرمجي لمطوري الألعاب من أجل استغلال الموارد الحالية لتعدد خيوط المعالجة بكفاءة أكبر ( هذا ما حدث مع اللعبة AoS) . المحور الثانى هو المزيد من التنقيح فى صناعة المعالجات المركزية والوصول بها إلى ترددات التشغيل أعلى للمزيد من الأداء. الأمر قائم فى المستقبل بالتأكيد، لا تكن حبيس الرموز. دعم برمجيات الألعاب لن يكون بنفس المستوى فى المستقبل ولكن سوف يدعم بشكل أكبر تعدد خيوط المعالجة، كذلك الأمر هل سوف تأتي ببطاقتك الرسومية المُحطمة وسوف تعمل بها بدقة للعرض الأقل 1080p؟ حينها سوف يتساوى الأداء مع دقات العرض الأكبر ، أو مستوى أقل للبطاقات الرسومية التى لا تضع هذا الضغط على كاهل المعالج المركزى. لذلك بطاقات الفئة المتوسطة لن تجد معها مستوى عنق الزجاجة بنفس القدر للبطاقة الأكبر GTX 1080 Ti.

نعم هناك التكهن أن دقات العرض الأعلى الأن سوف تكون هي الأقل فى المستقبل وسوف يزداد معها مستوى البطاقات الرسومية ولكن، هل سيتوقف معها الدعم البرمجي لتعدد خيوط المعالجة المركزية؟ هل سيتطور الجميع ماعدا ذلك المحور الأساسي؟ إذا نظرت الى تلك الصورة ستجد أن المعالجات تقدم أداء متميزاً مع الألعاب أيضاً ولكن الأمر يحتاج إلى المزيد من التطوير. لا تنسى أن الأداء متساوي الأن مع دقات العرض الأعلى 1440p , 2160p بين المعالجات الحالية.

لذلك ستجد أنك أمام اختيارين لكل منهم مميزاته وعيوبه: معالجات RYZEN 5 هي معالجات ذات عتاد قوى يُقارن بالفئة الأعلى لمعالجات i7، و تعطيك أداء متميز فى البرامج والتطبيقات وأداء جيد مع الألعاب و امكانية التحديث والتطوير. أما معالجات i5 من الجيل السابع التى تعطى الأداء المتوقع منها مع البرامج والتطبيقات، ولكن تقدم أداء أفضل قليلاً مع الألعاب مع دقة العرض 1080p فقط وتساوى الأداء مع الدقات الأعلى مع البطاقة GTX 1080 Ti من المستوى الأعلى. ومع الخريطة الحالية للأجيال القادمة فإنك لا تتوقع المزيد من خيارات التحديث والتطوير مع المقبس LGA 1151