مرةٌ أُخرى، تُقرر ASUS أن تُبهِرُنا بلابتوب جديد، وإصدار جديد من سلسلة Zenbook، السلسلة الأقرب إلى قلبي من بين كافة أجهزة اللابتوب، لما يستمر في التميُّز فيه، سواءً من ناحية القدرات الحوسبية، أو من ناحية خِفة الوزن، التصميم، وما يُقدمه من مُميزات.

اختبرت على مدار السنوات الماضية العديد من أجهزة اللاب توب، وأخُص بالذِكر هُنا أجهزة Zenbook من ASUS، والتي أكتب هذه المراجعة من خلال إحداها. ليس لأن ما سأتحدث عنه اليوم ليس جيدًا، إنما اعتدت أن أستخدم جهازي Zenbook S13 OLED في الكتابة نظرًا لتواجد كافة حساباتي عليه.

أما اليوم، فأنا هُنا لأُشارك معكم تجربتي الكاملة للابتوب جديد تمامًا من شركة ASUS، وهو من السلسلة ذاتها، وهو كما قرأتم في عنوان المراجعة، ASUS Zenbook 14 OLED، الأكثر نحافة، مُقارنةً بمنافسيه كافه، والذي لا يختلف في المفهوم عن سلسلة Zenbook، إنما يختلف اختلافاتٍ قد أُطلِق عليها "دراماتيكيه"، عن الإصدارات السابقة.

لا أود أن أُطيل في المُقدمة وإن كنت قد أطلت، ولننتقل، لنُلقي ..

نظرة عامة على لاب توب ASUS Zenbook 14 OLED

لا يختلف كثيرًا لابتوب ASUS Zenbook 14 OLED عن سابقيه فيما يُميِّز هذه السلسلة من ناحية التصميم الأنيق، الوزن الخفيف، والقابلية للحمل والانتقال وأداء الأعمال كافة -تقريبًا- عليه، ولكنه يختلف بعض الشيء من ناحية المُواصفات وبعض الخواص الفيزيائية.

قبل كُل شيء، النُسخة التي معنا هي ASUS Zenbook 14 OLED موديل UX3405MA. والبداية، مع المُعالج، وهو التغيير الأهم في إصدار هذا العام، حيث حط لابتوب ASUS Zenbook 14 OLED رحاله إلى الجيل الرابع عشر "Meteor Lake" من مُعالجات Intel، الجيل الأول من معالجات إنتل المحمولة التي تستخدم بنية الشيبليت، والتي أطلقت عليها الشركة Intel Core Ultra، وقد اختارت الإصدار التاسع من هذه المُعالجات والذي يحمل اسم Intel Core Ultra 9.

صُمِّمت هذه المُعالجات خصيصًا لتواكب الحدث الأهم والأعلى صدى في عام 2024، وهو تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يحتوي بداخله على وحدة مُعالجة عصبية (NPU)، وسنعود إلى هذه النُقطة في وقتٍ لاحق. وذلك؛ بجانب ما يُقدمه من أداء مُرتفع وكفاءة استهلاك طاقة مُحسنة عن الأجيال السابقة. أتحدث هُنا وأنا شخص ظل يستخدم مُعالجات Intel Evo لأكثر من عامين، وللصدق، هُناك تغييرٌ حقيقي، من ناحية الأداء، القدرات الحوسبية، واستهلاك الطاقة.

يأتي اللاب توب كما سُمي -Zenbook 14- بشاشة بمقاس 14 بوصة، وهي شاشة OLED بدقة 3K ومعدل تحديث 120 هرتز، وكما جرت العادة مع هذه السلسلة المُميزة، وهو ما جعلني مُتيمًا بها، فقلب المُراجع يميل للوهلة الأولى لما يراه، قبل تجربة الأداء، ولا يوجد أفضل من شاشات OLED الموجودة في أجهزة Zenbook من ASUS -من وجهة نظري المُتواضعة-.

بطبيعة الحال، تأتي هذه المعالجات المحمولة من Intel بمُعالج رسومي داخلي -مُدمج- وهو Intel Arc، وذاكرة داخلية بسعة 1 تيرابايت من نوع SSD NVMe، وأُخرى عشوائية بسعة 16 جيجابايت.

فتح صندوق لابتوب Zenbook 14 OLED

لم تفشل شركة ASUS في إبهارنا ولو مرة واحدة بصناديق أجهزتها، فلِكُل صندوقٍ من صناديق سلاسل أجهزة ASUS تصميم مُميز، يخطف الأنظار للوهلةِ الأولى، خاصةً، عندما تفتح الصندوق للمرة الأولى، وتجد اللاب توب يُقدّم لك كما لو أنه الطبق الرئيسي في وجبةٍ ما في مطعمٍ في غاية الفخامة، حيث يرتفع اللابتوب بفضل آلية الرفع الموجودة في صندوق لابتوب ASUS Zenbook 14 OLED.

أما بالنسبة لمُحتويات الصندوق، فهي:

  • لاب توب ASUS Zenbook 14 OLED.
  • شاحن اللاب توب بقوة 65 واط.
  • جراب اللاب توب من القماش.
  • بضع كُتيبات

ببساطة، وللوهلة الأولى عند فتح صندوق لابتوب Zenbook 14 OLED، تتأكد أن ما بين يديك، هو من سلسلة Zenbook بامتياز.

التصميم

لحُسنِ الحظ، لم يختلف تصميم لابتوب ASUS Zenbook 14 OLED كثيرًا -من الناحية الفيزيائية- عما رأيناه في الإصدارات السابقة من السلسلة، سواءً في النماذج المُختلفة من اللابتوب، أو في الأعوام السابقة، وأود أن أُشيد صراحةً بحفاظ ASUS على لغة التصميم المُميزة لهذه السلسلة، ولعل الإشادة الأهم هو لمن صمّمها في البداية بالفعل.

كعادة سلسلة Zenbook، فهي تُعطي انطباعًا بالتميُّز منذ اللحظة الأولى، بفضل التصميم الانسيابي النحيف الذي تتميز به.

يأتي اللابتوب كما ذكرت سلفًا بشاشة بقياس 14 بوصة بأبعاد 16:10، ويزِن فقط 1.2 كيلوجرام، مما يجعله محمولًا لأقصى حد، فيُمكن الانتقال به دون أدنى مجهود، وبسُمك 14.9 مم فقط -في وضع الإغلاق-، ويقل عن ذلك عند الفتح.

النسخة التي معنا هي باللون الفضي، وأكثر ما يُميِّز هذا اللون هو إيضاحه للطبيعة المعدنية للابتوب، كما أنها تتماشى مع الإضاءة الخلفية للوحة المفاتيح، والتي تُصبح فيها المفاتيح مُضاءة بلونٍ أقرب إلى الأبيض، ليُصبح الشكل النهائي للابتوب باللون الفضي والمفاتيح البيضاء أقرب إلى الشكل المِثالي للاب توب الأعمال الذي قد يحلُم به أي شخص.

جسم اللابتوب عبارة عن خليط من المعدن والمكونات الأُخرى، وهو ما يبدو جليًا عند رؤيته والإمساك به، وذلك أيضًا بفضل اللمسة الزجاجية على جسم اللابتوب.

إضافةً إلى أن اللابتوب حاصل على شهادة MIL-STD 810H، حيث يتحمل درجات حرارة تصل إلى 72 درجة مئوية، يُقاوم الصدمات والاهتزازات، بل ويعمل في درجة حرارة تصل إلى -46 مئوية بأمان.

أنا أتحدث لجمهور يعيش في الشرق الأوسط بِكُل تأكيد، فلن نصل إلى درجات الحرارة المُنخفضة هذه، ولكن ماذا عن درجات الحرارة المُرتفعة؟

في رأيي، ومن استخدامي للإصدارات السابقة من أجهزة Zenbook، فإن ASUS تهتم بهذه الشهادة كثيرًا، نظرًا لتصميم اللابتوب النحيف، الذي يفرض عليها وجود مروحة تبريد واحدة فقط في الخلف، وهو ما يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة في بعض الأحيان إلى درجاتٍ تصل إلى 70 درجة، وهو أمر سنعود إليه لاحقًا.

في الناحية الأُخرى، وتمامًا كما اعتدنا من سلسلة Zenbook من ASUS، فإن المِفصل يلعب دورًا حيويًا في استخدام اللابتوب. فهذا المِفصل ذا التصميم المُميز وذا المتانة الهائلة الذي يجعل الشاشة وجسم اللابتوب مُرتفعان من الخلف، يعمل على توزيع درجة الحرارة بشكلٍ جيد من ناحية، كما أنهما يسمحان له بالفتح حتى 180 درجة.

زادت ASUS من سُمك حواف لابتوب Zenbook 14 OLED على عكس العادة، مع بروزها قليلًا عن الشاشة. شخصيًا لم أشعر بالضيق كثيرًا من هذا الأمر، خاصةً وأن هذا الإصدار لا يحتوي على شاشة تدعم اللمس كما إصدارات S من السلسلة، لتُصبح هذه الحواف البارزة ميزة وليس عيبًا، وذلك لحماية الشاشة التي تُعد قطعة قيمة للغاية في اللاب توب.

أخيرًا، الحافظة التي تأتي في عُلبة اللابتوب. تُحفةٌ فنية أُخرى من ASUS لتُؤكِّد على تفرُدها في مجال تصميم الأجهزة المحمولة -في رأيي- فحتى تلك الحافظة البسيطة ذات تصميم مُميز، مع وجود شعار Zenbook مُوزعًا عليها بشكلٍ مُميز للغاية.

أول لاب توب بوحدة عصبية من ASUS

كما ذكرت في الأعلى، يأتي لابتوب ASUS Zenbook 14 OLED بمُعالج Intel Core Ultra 9، وهو مُعالج يحوي بداخله وحدة مُعالجة عصبية (NPU)، قادر على أداء 11 تيرا من العمليات في الثانية الواحدة. ولعلّك تتسائل، ما الحاجة بالنسبة لي لوحدةٍ عصبية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في لابتوب بنظام ويندوز؟

وأنا هُنا لأجيبك بنقل تجربتي الحقيقية لهذه الميزة الهامة للغاية.

تعمل وحدة المُعالجة العصبية هذه على تسريع أداء المهام التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أو كما تقول -بعض الشركات- قدرات تعلُّم الآلة.

يظهر هذا جليًا في تقنياتٍ مثل عزل الضجيج باستخدام الذكاء الاصطناعي، والذي يُمكنك تفعيله من خلال برنامج MyASUS المُثبت مُسبقًا على الجهاز، ويُصبح عامًا في كافة البرامج والتطبيقات على اللابتوب، حيث تعمل هذه الميزة عند تفعيلها على إلغاء أي قدرٍ من الضجيج أو الضوضاء حولك عند التسجيل أو التحدث عبر الميكروفون الخاص باللابتوب، وذلك بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتعرف على الضجيج وعلى صوتك وتعزلهما عن بعضهما البعض في الوقت الحقيقي، مما يعني أن كافة الاجتماعات -كما حدث معي- ستكون في غاية الهدوء بالنسبة لمن يسمعك.

في الحالات الاعتيادية، ودون وجود وحدة مُعالجة عصبية مُدمجة، تستخدم الأجهزة قدرات المُعالج الموجود بداخلها، والتي لا تكون كافية بطبيعة الحال، وقد تتسبب في أن يكون الصوت غريبًا أو روبوتيًا بعض الشيء، وهو شيء لن تُعاني منه كما لم أُعاني منه أنا أثناء استخدامي لهذا اللاب توب مع تفعيل خاصية AI Noise Cancelling. بل وأكثر من ذلك؛ فبفضل الذكاء الاصطناعي أيضًا، يتعرف اللابتوب على موقعك عند تسجيل الصوت أو إجراء المُحادثات الصوتية أو المرئية، وبذلك يتم توجيه الميكروفون ناحيتك ليُصبح صوتك واضح دائمًا مهما غيرت من موقعك بالنسبة للابتوب، حتى في حالة وجود أكثر من مُتحدِّث في آنٍ واحد، فحينها ينتبه الميكروفون الموجود في اللابتوب إلى الشخص الأعلى صوتًا والأكثر وضوحًا لتُصبح الأصوات كافة واضحة للمُتلقي دون الحاجة إلى تدوير اللابتوب بين الجالسين.

في الناحية الأُخرى، وعلى سبيل المِثال، عند استخدام تطبيق مُحادثة عبر الفيديو مثل تطبيق Zoom، وتضع خلفية مُختلفة عن تلك التي تجلس بها بالفعل. أظن أنك قد عانيت من وجود تقطيع في خرج الكاميرا الخاص بك في هذه الحالة عند التحرك على سبيل المِثال أو عند استخدام الهاتف أمام الكاميرا.

أما مع لابتوب Zenbook 14 OLED، وبفضل وحدة المُعالجة العصبية الموجودة به، لن يكون هذا الأمر مُسببًا للحرج بعد الآن. وليس هذا فقط، فهُناك برمجة AiSense الموجودة داخل اللابتوب، وهي برمجية من تطوير ASUS نفسها، تعمل على هذه الأمور وغيرها، كإخفاء الخلفية أو تغييرها، بالإضافة إلى خواص تتبع الحركة، لتُصبح مُخرجًا سينمائيًا لنفسك دون الحاجة لمن يُمسك الكاميرا ويتحرك بينما تتحرك.

وأخيرًا وليس آخرًا، لن تكون مُحرجًا إذا تحركت عيناك من أمام الكاميرا كما يحدُث معي في الاجتماعات في الكثير من الأحيان ليكتشف الشخص المُقابل أني لا أنظر إليه، وذلك بفضل خاصية Gaze Correction التي تعمل على جعل عينك تبدو كما لو أنك تنظر دائمًا نحو الكاميرا، مهما أشحت بنظرك بعيدًا.

لا تتوقف استخدامات وحدة المُعالجة العصبية الموجودة في هذا اللابتوب على هذه السيناريوهات فقط، بل تمتد حتى تصل إلى الألعاب، والتي إذا شغّلتها على أعلى إعدادات، والتي بدورها قد تتسبب في وجود تقطيع بسبب قدرات اللاب توب المحدودة في هذا السياق -ليست محدودة للغاية-، ستعمل تقنيات مثل Automatic Framing، لتُكمِل الإطارات الناقصة أثناء اللعب، لتُصبح تجربة اللعب أكثر سلاسة حتى مع أعلى إعدادات ومع لابتوب ليس مُوجهًا للاعبين كـ Zenbook 14 OLED.

في الناحية الأُخرى، وبفضل هذه الوحدة العصبية، سيُصبح استخدام خواص مثل Auto-Fill في برنامج Adobe Photoshop -وهو بالمناسبة أحد المُشاركين في نظام الذكاء الاصطناعي البيئي في لابتوب ASUS الجديد، جنبًا إلى جنب مع العديد من الشركات- أفضل وأكثر انسيابية عن ذي قبل، ولن يملأ الفراغ بما لا يتعلق بما حوله.

الأمر ذاته عند استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي المُدمجة في النظام مثل Microsoft Copilot على سبيل المِثال، فالإجابات ستُصبح أسرع، وأكثر دقة.

أخيرًا، فلن يكفينا مقالٌ واحد لاستعراض عدد البرمجيات المُشاركة في هذه المنظومة البيئية للذكاء الاصطناعي من ASUS، ولكن يكفي أن أُخبرك أن كافة برمجيات Adobe و Microsoft Teams و Teamviewer و blender وحتى برمجيات الحماية مثل eset وغيرهم، من بين البرمجيات التي تدعمها وحدة المُعالجة العصبية الموجودة في مُعالج Intel Core Ultra 9 الموجود في لابتوب Zenbook 14 OLED من ASUS.

أهم ما يُميِّز تقنيات الذكاء الاصطناعي المحلية هذه في رأيي، كالتي أعلنت عنها ميكروسوفت مُؤخرًا أيضًا مثل الترجمة الفورية دون إنترنت وغيرها هو الحفاظ على الخصوصية بشكلٍ كامل من خلال الابتعاد عن المنصات والبرمجيات السحابية التي تعتمد على خوادم أُخرى لتنفيذ المهام المطلوبة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

التوصيلات

على عكس الإصدار S الذي اعتدت عليه، قدّمت ASUS هدية في غاية القيمة ليّ شخصيًا، وذلك من خلال المنافذ الموجودة في هذا اللاب توب. كما ذكرت سلفًا، أستخدم Zenbook S13 OLED منذ سنوات، وقد كانت المنافذ الموجودة أحد أكثر الأشياء إزعاجًا لي خلال استخدامي له.

أما مع الإصدار ASUS Zenbook 14 OLED، حُلّت هذه المُشكلة، وذلك من خلال وجود منفذي USB-C Thunderbolt 4 في الجانب الأيمن من اللاب توب، والمُفاجأة، وأهم ما في الأمر، هو منفذ HDMI 2.1، في حالة أردت أن تستمتع بتجربة استخدام اللاب توب على شاشة أُخرى، أو استخدام شاشة أُخرى في وضع Extend لتسهيل العمل.

بجانب هذه المنافذ، وأيضًا لحل كافة الصعوبات التي واجهتها سابقًا، أضافت الشركة منفذ USB 3.2 Gen 1 Type-A في الجانب الأيمن من اللابتوب، وذلك بجانب منفذ 3.5 مم لتوصيل السماعات.

لوحتي المفاتيح واللمس

لوحة المفاتيح الموجودة في هذا اللابتوب وغيره من سلسلة Zenbook هي أحد أهم النقاط التي تجعلني مُقبلًا على صناعة المُحتوى من خلاله، وذلك بفضل ملمسمها المُميز والتوزيع الاستثنائي للأزرار بمسافاتٍ تُقارب 1.4 مم بين الأزرار.

لوحة المفاتيح في هذا اللاب توب، وكغيره من سلسلة Zenbook لا تحتوي على لوحة أرقام، إنما تجدها في اللوحة الهائلة المُخصصة للمس، والتي قدمتها ASUS مُنذ أكثر من 6 سنواتٍ تقريبًا، وذلك للحفاظ على نحافة اللابتوب ووزنه الخفيف، بالإضافة إلى حجمه المِثالي، والإبقاء على المسافات الواسعة والمريحة بين الأزرار. وذلك من خلال زر الـ Numpad الذي تجده في أعلى يمين لوحة اللمس.

هذا لابتوب من سلسلة Zenbook، ابحث عن لوحة اللمس!

وبالنسبة لهذه اللوحة تحديدًا، فهي كبيرة ومُريحة للغاية، وقد تتعجب من هذا، إلا أنني طوال استخدامي للابتوب ASUS Zenbook 14 OLED لم أحتج لاستخدام الفأرة تقريبًا، وذلك بفضل المساحة الكبيرة التي تحظى بها لوحة اللمس، وانخفاض مُستواها عن جسم اللابتوب مما يجعل احتمالية أن تُخطئ أصابعك وتخرج عنها ضئيلة للغاية، وهو الأمر ذاته بالنسبة للوحة المفاتيح، فالمسافة المُريحة بين المفاتيح، ارتفاعها وصوت الضغطة المُميز يجعلون من الصعب ارتكاب الأخطاء أثناء الكتابة.

الشاشة

الشاشة، الشاشة، ثم الشاشة، هذا أمرٌ يطول الحديث فيه، وأعذرني عزيزي القارئ، ولكني سأُطيل، وأعدِك أن أحاول فعل هذا.

Zenbook 14 OLED، وكما يتضح من الاسم، هو لابتوب بشاشة OLED، ولكن الأمر أكثر من ذلك. شاشة لابتوب Zenbook هذا هي واحدة من أفضل الشاشات التي قد تراها على الإطلاق، تأتي بدقة 3K أو 2800 ضرب 1800 بيكسل، وبتردد 120 هرتز، مُناسب لألعاب الرياضة الإلكترونية.

يصل سطوعٍ الشاشة إلى حوالي 450 شمعة كحدٍ أقصى عند تفعيل خاصية HDR، ونعم، لم أذكُر هذا، يدعم اللاب توب DisplayHDR، ويُغطي 100% من ألوان SRGB، 99% من ألوان DCI-P3، و 97 من ألوان Adobe RGB، و 87% من ألوان NTSC.

مُستوى اللون الأسود في اللابتوب 0.01، وذلك بفضل لوحة OLED المُستخدمة، لترى الأسود فائق الوضوح، وبتباين يصل إلى 26:860:1.


أخيرًا، فشاشة هذا اللابتوب تحمل تقييم ديلتا E يقل عن 1، وهو ما يعني أن الألوان التي ستراها على الشاشة هي أقرب ما تكون للألوان الحقيقية.

هذه الأرقام تعني أن هذا اللاب توب صُمِّم لصُناع المُحتوى بامتياز، حيث يُمكنهم رؤية كل الألوان الموجودة أقرب ما يكون للحقيقة.

كُلِ هذا، داخل شاشة تُغطي 87% من جسم اللابتوب، وهو رقم ضخم، وإن كُنت قد ذكرت سلفًا أن الحواف سميكة بعض الشيء، إلا أن ذلك مُقارنةً بإصدارٍ أصغر وهو S13 OLED من Zenbook.

أخيرًا، وهو ما أجده جديدًا ومُميزًا في إصدار هذا العام من Zenbook 14 OLED، فهو طبقة الحماية من Corning Gorilla Glass الموجودة على الشاشة، والتي تُزيد من قدرتها على تحمل الصدمات والخدوش، بالإضافة إلى المزيد من الوضوح في الرؤية.

لا وجود للون الأزرق الضار مع ASUS Lumia

بفضل تقنية ASUS Lumina المذهلة، تم التخلُّص من 70% من الضوء الأزرق الضار في الشاشات. هذه التقنية ضرورية لمن يقضون ساعات طويلة أمام اللاب توب، حيث تحمي أعينهم من الجفاف والصداع. المثير للإعجاب أن ASUS Lumina لا تؤثر على جودة الألوان، بل تظل نابضة بالحياة حتى عند خفض السطوع، بفضل المدى اللوني الواسع الذي تتفوق به شاشة Zenbook 14 OLED عن الشاشات التقليدية.

تم الحفاظ على عينيك، حان وقت الحفاظ على الشاشة

تُعَد مشكلة احتراق البكسلات في شاشات OLED من أكبر التحديات التي تواجه مُستخدمي هذه التقنية، حيث تتعرض البكسلات للتلف عند بقاءها ثابتة على لون واحد لفترة طويلة. وللتصدي لهذه المشكلة، قامت شركة ASUS باتخاذ تدابير مبتكرة وفريدة لحماية شاشات OLED في أجهزتها.

تأتي حواسيب ASUS Lumina OLED مزودة بآلية حصرية من ASUS تُدعى "OLED Care" التي أثبتت فعاليتها في حماية شاشات OLED من مشكلة احتراق البكسلات أو التعلق بالصورة. يمكن العثور على هذه الميزات ضمن تطبيق MyASUS. كما توفر ASUS خدمة تبديل شاشة OLED مجانًا في حال ظهور مشكلة الاحتراق ضمن فترة الضمان (تختلف فترة الضمان حسب الدولة).

تتضمن هذه الآلية خاصية "Pixel Refresh"، التي تنشط عندما يكون الحاسوب في حالة خمول لأكثر من 30 دقيقة، حيث يعمل شاشات توقف مصمم خصيصًا لتحديث جميع البكسلات بشكل متساوٍ، مما يقلل بشكل كبير من احتمال حدوث الاحتراق.

بالإضافة إلى ذلك، تم تزويد الأجهزة بخاصية "Pixel Shift"، حيث تتحرك البكسلات المعروضة بشكل طفيف لتجنب عرض الصور الثابتة بشكل مستمر على الشاشة. هذا التأثير غير ملحوظ ولا يؤثر على تجربة الاستخدام.

وأخيرًا، في حال اكتشاف مشكلة احتراق البكسلات خلال فترة الضمان، تلتزم ASUS بتوفير خدمة استبدال شاشة OLED مجانًا خلال فترة الضمان، مما يضمن للمستخدمين تجربة استخدام خالية من القلق بشأن هذه المشكلة.

الكاميرا والميكروفونات والصوت

هذا Zenbook، فرحِّب بـ harman/kardon ترحيبًا يليق بها.

كما اعتدنا مع سلسلة Zenbook، يأتي لابتوب ASUS Zenbook 14 OLED بسماعتين في كِلا الجانبين من الأسفل، وهُما يدعمان تقنيات Dolby Atmos Stereo، كما أنهما كما نرى على اللابتوب، مُعتمدتان من harman/kardon، خُبراء الصوتيات في العالم ليجتمع كُل هذا سويًا ويُقدِّم تجربة صوتية لا مثيل لها.

في الناحية الأُخرى، يحتوي اللابتوب على اثنين من الميكروفونات الموجودة على جانبي الكاميرا في أعلى الشاشة، وهُما يُقدِّمان أداءً عاليًا للغاية من تجربتي لهما، ويُمكنك سماع عيِّنة من التسجيل الصوتي لميكروفونات لابتوب Zenbook 14 OLED في الأسفل.

في الناحية الأُخرى، وفي أعلى الشاشة، ستجد الكاميرا، حيث يأتي اللابتوب بكاميرا بدقة 1080p، وذلك مع غالق للكاميرا حِفاظًا على خصوصيتك، بجانب توافق هذه الكاميرا مع Windows Hello باستخدام تقنية IR، ليُصبح بإمكانك فتح اللاب توب دون بصمة أو كلمة سر.

قدّمت ASUS هذا الخيار كحلًا بديلًا للبصمة التي تمت إزالتها.

كاميرا اللابتوب سريعة للغاية في التعرُّف على الوجه والفتح، كما أن نتائجها مُميزة للغاية في الاجتماعات وغيرها من الاستخدامات، وذلك بفضل الدقة العالية التي تُقدِّمها، وبِكُلِ تأكيد، بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي السابق ذِكرها.

التبريد

كانت الضوضاء الناتجة عن مروحة التبريد أثناء تنفيذ المهام ذات الأداء العالي واحدة من أبرز المشاكل التي واجهتني أثناء استخدام أجهزة Zenbook. عند تشغيل التطبيقات أو الألعاب التي تتطلب قدرة معالجة كبيرة، تعمل المروحة بأقصى سرعتها لتبريد المكونات الداخلية، مما ينتج عنه صوت مرتفع قد يكون مزعجًا للبعض. هذه المشكلة تتفاقم بسبب التصميم المحدود لنظام التبريد، حيث أن التصميم الحالي للجهاز لا يوفر سعة حرارية كافية للتعامل مع الحرارة الناتجة عن الأداء العالي.

هذا التصميم المحدود يؤدي إلى قيود في تدفق الهواء داخل الجهاز، مما يقلل من كفاءة التبريد ويزيد من حاجة المروحة للعمل بأقصى طاقتها، وبالتالي يزيد من الضوضاء. تُدرِك الشركات المصنعة هذه المشكلة، ولعل ذلك السبب وراء استخدام ASUS لمواد حاصلة على شهادة MIL-STD 810H، والتي تضمن تحمل اللابتوب الحرارة حتى 72، وهي أقل من أقصى درجة حرارة وصلنا إليها أثناء اختباراتنا، والتي كانت 71 درجة مئوية على أقصى أداء مُمكن للابتوب. 

من الواضح أن التحدي هُنا يكمن في الموازنة بين الحفاظ على تصميم أنيق ورفيع وبين توفير نظام تبريد فعال، وهو ما تعمل عليه شركة ASUS باستمرار لتلبية احتياجات المستخدمين وتقديم أفضل تجربة ممكن.

الأداء

تكشف تجربتنا لـ ASUS Zenbook 14 OLED عن جهاز يجمع بين الأداء العالي والتصميم الأنيق، مدعومًا بمواصفات تقنية متقدمة تجعله خيارًا مثاليًا للمستخدمين المتنوعين.

كما ذكرت سلفًا، يأتي هذا اللابتوب بمعالج Intel Meteor Lake من الجيل الرابع عشر (Intel Core Ultra 9)، الذي يوفر قوة معالجة فائقة ويستخدم في بعض أجهزة الألعاب المُتوسطة التي صدرت العام الجاري. المعالج مدمج بوحدة معالجة رسومات Intel ARC GPU، مما يضمن أداءً بصريًا ممتازًا، مدعومًا بذاكرة RAM بسعة 16 جيجابايت من نوع LPDDR5X، والتي توفر سرعة وكفاءة عالية في تشغيل التطبيقات المتعددة.

يحتوي اللابتوب على وحدة تخزين من نوع SSD، M.2 NVMe PCIe، قابلة للتحديث، مما يتيح زيادة السعة التخزينية حسب الحاجة. كما يدعم الجهاز تقنية WiFi 6 وBluetooth 5، وهو ما يضمن اتصالًا لاسلكيًا سريعًا ومستقرًا.

يقدم Zenbook 14 OLED أداءً يقترب من أجهزة الألعاب بقدرة 45 واط، رغم أن معالجه يصنف بين 28 واط، مما يجعله مناسبًا لتعديل مقاطع الفيديو البسيطة وتشغيل الألعاب المتوسطة مثل The Witcher على إعدادات منخفضة أو متوسطة. ورغم أنه ليس مصممًا لتشغيل الألعاب ذات المتطلبات العالية مثل Cyberpunk، إلا أنه يحقق أداءً جيدًا في تشغيل الأكواد البرمجية وتعديل وعمل مونتاج الفيديوهات بدقة 1080p و4K، وإن كان ليس مثاليًا تمامًا لعمل مونتاج فيديوهات احترافية.


عند تعطيل وحدة المعالجة العصبية (NPU)، يُظهِر الجهاز أداءً عامًا أفضل، مما يتيح تجربة استخدام أكثر سلاسة. وفقًا للاختبارات، حقق الجهاز 19.3 إطارًا في الثانية عند تشغيل ألعاب مثل Hogwarts Legacy وGod of War على إعدادات متوسطة بدقة 1080p، وحقق 108 إطارًا في الثانية في لعبة Valorant بدقة 1080p و74 إطارًا في الثانية بدقة 1440p، وهي أرقام جيدة للغاية بالنسبة لاستهلاك الطاقة وحجم اللابتوب ومُواصفاته.

من ناحية الحرارة، تصل درجة حرارة الجهاز إلى 72 درجة مئوية أثناء اختبارات AIDA64 و78 درجة مئوية أثناء استخدام Blender، وتبقى عند 71 درجة مئوية أثناء تشغيل الألعاب. يستهلك الجهاز طاقة بمعدل 66 واط، مما يعكس كفاءة استهلاكه للطاقة مقارنة بأدائه العالي.


في المجمل، يُعَد ASUS Zenbook 14 OLED خيارًا ممتازًا للمستخدمين الذين يبحثون عن جهاز يجمع بين الأداء العالي والتصميم الأنيق، مع مواصفات تقنية متقدمة تلبي احتياجات متنوعة من تشغيل الألعاب إلى تحرير الفيديو العادي والاستخدامات اليومية المكثفة.

البطارية

تعتبر البطارية واحدة من نقاط القوة البارزة في Zenbook 14 OLED. بفضل سعة البطارية التي تصل إلى 75 واط، يمكن للجهاز أن يعمل حتى 7 ساعات تقريبًا من الاستخدام العادي بين التصفح ومُشاهدة الفيديوهات وغيرها من المهام الأساسية، مما يجعله مناسبًا للاستخدام اليومي المكثف. وعلى الرغم من أن مقارنة عمر البطارية مع MacBook Air المزود بمعالج M3 ليست عادلة تمامًا نظرًا للاختلاف في نوع الشاشة، إلا أن Zenbook يثبت كفاءة عالية في استهلاك الطاقة، مع استهلاك طاقة يبلغ 66 واط فقط.

يختلف أداء البطارية بالطبع وِفقًا للاستخدام، فعند تقليل إضاءة الشاشة وتفعيل نمط Power Saving من إعدادات النظام، تدوم البطارية لوقتٍ أطول، أما عند تعطيل خواص الذكاء الاصطناعي كافة، فإن الفارق يُصبح ملحوظًا.

بشكلٍ عام، اهتمت ASUS بالبطارية اهتمامًا كبيرًا في لابتوب Zenbook 14 OLED، وذلك لأنه في الأساس قد صُنع خفيفًا ليُصبح استخدامه بحرية دون الحاجة للتوصيل الدائم بالكهرباء أمرًا سهلًا.

السعر

تختلف أسعار ASUS Zenbook 14 OLED حسب المنطقة. وفي السوق المصري، يُمكن الحصول على النسخة Intel Core Ultra 7 بسعر 72 ألف جنيه مصري تقريبًا، وذلك من خلال موقع ASUS عبر الرابط التالي:

رابط شراء لابتوب ASUS Zenbook 14 OLED

الحكم النهائي والتقييم

سعرٌ مُرتفع بعض الشيء، لكنه ليس مُرتفعًا مُقابل ما يُقدمه لابتوب ASUS Zenbook 14 OLED لمن صُنِع لأجلهم. ببساطة سيحصل مُقتنو الجهاز على أداء مُرتفع، تصميم مُميز، شاشة مُذهلة، وتقنيات مُتعددة بما فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تُسهل من عملهم. بالإضافة إلى ضمان لمُدة عامين ضد أيُما كان سيحدُث للشاشة.

قد يبدو الوقت مُبكرًا على الحكم على تقنيات الذكاء الاصطناعي الموجودة في اللابتوب، نظرًا لأننا مازلنا في بداية ثورة الذكاء الاصطناعي وإن كانت قد بدأت مُنذ أعوام، إلا أن تطبيقاتها المُتعددة والتي تزداد يومًا بعد يوم، تُزيد من أهمية اقتناء لابتوب كهذا، لأتمكن شخصيًا من مُواكبة التطور، وجعل المهام أكثر سهولة ويُسر.

في الناحية الأُخرى، نعم؛ بعض التطبيقات والألعاب قد تحتاج إلى بعض التحسين لتُصبح أكثر توافقًا مع معمارية إنتل الجديدة، إلا أن هذا أمرًا سيحدُث عاجلًا أم آجلًا. على عكس الكثير من إصدارات أجهزة Ultrabook الأُخرى، يسمح لك هذا اللابتوب بالعمل والتعلُّم واللعب والترفيه أيضًا، مما يجعله خيارًا مِثاليًا لمن يود اقتناء حزمة مُتكاملة من الوظائف والخدمات التي قد يُقدِّمها لابتوب في يومٍ من الأيام.

قد تكون شهادتي مجروحة بعض الشيء، ذلك لأني مُتمسك بالفعل بأحد أجهزة Zenbook من ASUS، ولكن هذا اللابتوب بالتحديد، قد يدفعني إلى التفكير في التحديث، خاصةً لوجود المزيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي أحتاجها شخصيًا بشكلٍ دائم في عملي، وذلك؛ رغم أن ما ينقصُه فقط هو الشاشة القابلة للمس، إلا أن هذا من تجربتي المُطولة لـ Zenbook S13، ليس أمرًا بالجلل، ولا أذكُر احتياجي لاستخدامها كثيرًا أو توقف عملي عليها في أي حينٍ من الأحيان.