تطورت أجهزة البروجيكتور المنزلية على نحو ملفت للغاية، بعد أن كان استخدامها مرتكزًا فقط للشركات والشروحات والعروض المتعلقة بالمؤتمرات، أصبح وجودها منزليًا أمرًا ممكنًا بفضل حجم التقنيات والمزايا التي أصبحت قادرة على توفيرها لنا كمستخدمين.

ربما ستكون الخيارات المتاحة أمامنا كثيرة، وذلك بسبب حجم المنافسة الشرسة، مع ذلك لابد أن يجمع البروجيكتور المنزلي عدة مزايا مهمة، مثل دقة العرض وجودة الصورة وسهولة التوصيل وحجمه المقبول، بالإضافة إلى سهولة التنقل به؛ وهذا ما نراه مع بروجيكتور BenQ الجديد.

يلعب الشكل والتصميم  دورًا كبيرًا في رغبتك بشراء جهاز عرض منزلي، لأن أغلب التصاميم الموجودة في الأسواق تأتي بالشكل التقليدي المعهود لأي بروجيكتور. لكن ما ركزت عليه BenQ مؤخرًا هو طرح تصاميم مختلفة منها ما يأتي بشكل مربع أو دائري أو مسطح ونحيف.

نظرة على بروجيكتور BenQ GV50


يُعد GV50 من بين أبرز أجهزة البروجيكتور المحمولة ذات التصميم الدائري، حيث يمنح المستخدم مرونة عالية بفضل التصميم الذكي الذي ابتكره مهندسو BenQ. يمكن للجهاز الدوران داخل قاعدته المغناطيسية لتوجيه الصورة نحو أي زاوية، بما في ذلك عرضها على السقف، مما يتيح حرية تامة في اختيار جهة العرض دون قيود.

نستطيع تصنيف بروجيكتور V50  ضمن فئة أجهزة العرض المحمولة، فهو ليس محمولًا فقط بل قابل للتنقل أيضًا وهذا بفضل البطارية المرفقة معه ومكبرات الصوت المدمجة ودعم منافذ التشغيل المختلفة وشبكة الاتصال اللاسلكي؛ ليدعم واجهة  Google TV وهي واجهة مستخدم ذكية مبنية على نظام التشغيل Android TV OS.

المواصفات العامة

خلال اطلاعنا على المواصفات العامة لهذا البروجيكتور، نجد أنه يتمتع بالعديد من المواصفات الجيدة حقًا، وذلك عطفًا على أنه جهاز عرض منزلي محمول ومتنقل:

  • نوع الإسقاط: DLP
  • دقة العرض: 1080 بكسل.
  • معدل السطوع: 500 لومن.
  • نسبة التباين: 100,000:1 FOFO
  • مصدر الإضاءة: ليزري
  • عمر الإضاءة الليزرية: 20 ألف ساعة في الوضع الطبيعي، 30 ألف ساعة في وضعية Eco.
  • نسبة الإسقاط البصري: 1.2
  • المدخلات: HDMI 2.0, USB-A, USB-C, 3.5mm.
  • المخرجات: minijack analogue audio out, HDMI ARC.
  • الاتصال اللاسلكي: يدعم Bluetooth 5.0 و Wi-Fi (2.4G/5G).
  • نظام التشغيل: Android 11.
  • العمق اللوني: يدعم تغطية لونية Rec. 709 بنسبة 92% ويدعم ألوان 24-bit.
  • النظام الصوتي: مكبري صوت مدمجين بقوة أربعة واط لكل واحد، مع مضخم صوتي بقوة عشرة واط.
  • البطارية: تشغيل مقاطع فيديو لمدة 150 دقيقة، وتشغيل مقاطع صوتية لمدة 300 دقيقة.
  • الأبعاد: 130 x 211 x 191 مم.
  • الوزن: 2.4 كجرام.

الشكل والتصميم

يمتاز هذا البروجيكتور بشكله الدائري الصغير باللون الأبيض مع شبكتين من الفتحات الصغيرة على الجانب الأيمن والأيسر لدخول وخروج الهواء، مع شبكة أمامية صغيرة مخصصة لخروج الصوت منها، بالإضافة إلى الأزرار المتعلقة بزر التشغيل، ورفع الصوت، ونقله إلى وضعية النوم، وغيرها من التفاصيل.


بعد وضع البروجيكتور على قاعدة مغناطيسية صغيرة، سيكون بمقدورك تدوير جهاز العرض لتسليط الصورة بأي زاوية ترغب فيها. يمكن أن يكون هذا للأعلى أو للأسفل قليلاً، للحصول على الصورة في المكان الذي تريده على شاشتك أو جدارك، أو يمكن تدويرها 90 درجة كاملة لتوجيهها نحو السقف.

يمكن القول: إن طراز GV50 هو الطراز البديل للإصدارات السابقة، فهو يأتي بحجم أكبر قليلاً من الإصدارات السابقة لكنه ما زال يحافظ على المزايا المهمة كدقة العرض FHD بجانب تحسين معدل السطوع الذي أصبح اليوم بقوة 500 لومن ليمنح تجربة مشاهدة أفضل.

تجربة استخدام بروجيكتور BenQ GV50

تجربتنا لهذا البروجيكتور كانت مثالية، فلقد استمتعنا به جدًا، إذ حق لنا تجربة منزلية جميلة وعملية وخالية من المشكلات بنسبة كبيرة، لكن ما لاحظناه وهو أمر لابد أن نسلط الضوء عليه، الأداء البطيء نوعًا ما مع واجهة Google TV.

أثناء تجربة Google TV المستند على نظام Android 11. لاحظنا أنه استغرق وقت طويل لتشغيل التطبيقات، كما لاحظنا في عدة مرات أن الواجهة لا تستجيب دائمًا لأوامر جهاز التحكم عن بعد. كما استغرق تحميل YouTube قرابة 25 ثانية.

مع ذلك، جربنا تصفح بعض مقاطع فيديو على YouTube بدقة عالية مع تشغيل بعض الأفلام، وصراحة، كانت التجربة سلسلة بفضل معدل التحديث 60 هرتز. الخيارات المتاحة أمامك تُعد كثيرة فأنت أمام إمكانية الوصول إلى آلاف التطبيقات للترفيه المرئي والسمعي، كما يوفر الاتصال بالشبكة أيضًا خيارات إضافية للبث من جهاز آخر عبر Google Cast لتمنح نفسك تجربة مشاهدة مختلف.

من السلبيات من وجهة نظرنا في جهاز العرض GV50 هو عمر بطاريته، لأن BenQ تخبرنا أنه قادر على الصمود لمدة 150 دقيقة أثناء تشغيل الفيديو، ولكن من خلال تجربتنا، بالكاد استطعنا مشاهدة فيلم كامل في الوضع الطبيعي، مما احتاج الأمر إلى الانتقال إلى وضع Eco (حفظ الطاقة) لمشاهدة الفيلم كاملًا، الذي ينخفض فيه معدل السطوع مما يؤثر نوعًا ما على جودة المشاهدة. طبعًا، يعمل منفذ USB-C كمدخل ومخرج للشحن، لذا، يمكنك شحن جهاز GV50 من خلال بطارية باور بانك محمول أو شاحن هاتفك.

جودة الصورة


يسمح التصميم الدائري والقاعدة المرفقة لجهاز العرض بتوجيهه إلى أي اتجاه تحتاجه تقريبًا، لتستمتع بصورة واضحة ونابضة بالحياة بدقة عرض 1080 بكسل. نعم، قد يسأل البعض لماذا لم يدعم دقة عرض 4K؟ هذا سؤال مشروع، ولكن عليك معرفة أمر مهم كلما ارتفعت الدقة أصبح الجهاز مكلفًا أكثر، وهذا ما كانت تحاول BenQ التركيز عليه بتقديم جهاز عرض منزلي محمول ومتنقل وبدقة عرض ممتازة ضمن فئة سعرية جيدة. نتفق أن دقة عرض 4K أفضل، ولكن ما زالت دقة عرض 1080 بكسل تقدم لنا تجربة مشاهدة ممتازة، فهي لا تعد عيبًا بالجهاز.

وفي حال كانت الإضاءة المحيطة شبه معدومة في غرفة النوم، ستبرز الألوان بوضوح على أي سطح مستوٍ تقريبًا. عمومًا، يُعد معدل السطوع الذي يصل إلى 500 لومن مناسبًا جدًا، فهي كانت كافية لتحقيق تجربة مشاهدة ممتازة بالنسبة لنا.

الصوت

صراحةً، تفاجئنا من جودة الصوت الصادرة من المكبرات الصوتية المدمجة لأنها كانت مثيرة للإعجاب بقدرتها على الوصول إلى مستويات عالية بشكل ملحوظ، مع أنها مدمجة في جهاز عرضي منزلي. كما لاحظنا وجود عدة إعدادات صوتية تستطيع الاختيار منها، ومن ضمنها إعداد يسمى (سينما السقف) الذي يناسب أفضل حالات العرض على السقف، كما لديك خيارات أخرى مثل وضع السينما والموسيقى.

إن كنت تجد أن نظام الصوت لا يحقق لك التجربة المثلى، فتستطيع ربط نظام صوتي خارجي يدعم اتصال البلوتوث ليحقق لك التجربة المطلوبة، فهناك العديد من مكبرات الصوت المحمولة وسهلة التنقل أيضًا لتضعه بالقرب من جهاز البروجيكتور، وهذا لا يساعدك فقط لتحقيق تجربة صوتية أفضل بل يساعد أيضًا في إطالة عمر بطارية جهاز العرض لتشغيل الجهاز لمدة أطول.

وحدة التحكم والمنافذ

يدعم جهاز العرض مداخل HDMI، وUSB-C، وUSB-A، وهي موجودة على جانب الجهاز. وتكمن المشكلة في أن مكان المنافذ ليس عمليًا بسبب الزوايا المتعددة الذي يمكن لجهاز العرض أن يتحرك من خلالها، لأنها ستقيد الزاوية التي يمكنك من خلالها عرض محتوى من مشغل أقراص DVD، أو جهاز ألعاب، أو أي جهاز آخر يدعم USB-C. وفي حال قلبت جهاز GV50 إلى وضعية أخرى لتتمكن من الوصول بصورة أفضل إلى المنافذ الجانبية، فإن البروجيكتور يقلب تلقائيًا الصورة لتتكيف مع الوضع الجديد، وهذا أمر جيد حقًا.

الحكم النهائي على بروجيكتور BenQ GV50

نجحت BenQ هذه المرة في إقناعنا بأن تصميم غير مألوف لبروجيكتور GV50 يُعد أمرًا إيجابيًا، فالتصميم الدائري جعل الانتقال من الاستخدام على الحائط إلى السقف أمرًا سهلًا للغاية، مما يجعله بديلاً مثاليًا لأجهزة التلفاز في غرف النوم. كما نال إعجابنا دقة الصورة المعروضة التي يمكن عرضها في كل مكان من منزلك بدقة 1080 بكسل مع معدل سطوع يصل إلى 500 لومن.

على الجهة الأخرى، تفاجئنا من عمر البطارية القصير جدًا، إذ يوفر ما يزيد قليلاً عن ساعة من وقت المشاهدة قبل الحاجة إلى شحن الجهاز مرة أخرى وما يقارب ثلاث ساعات من تشغيل الموسيقى فقط، وهي نقطة سلبية لبروجيكتور منزلي لأننا نبحث عن عدد ساعات أطول لمشاهدة على الأقل فيلم واحد أو حلقة واحدة من مسلسل ما. في حالة تفعيل وضعية حفظ الطاقة Eco ستحصل على عدد ساعات أطول ولكن ذلك على حساب معدل السطوع.


كما أن خاصية التصحيح التلقائي للانحراف والتركيز التلقائي لم تعملا بشكل مثالي، بل كانت تواجه في بعض الأحيان القليل من المشكلات أثناء استخدامها. كذلك كان لدينا ملاحظة على واجهة Google TV التي كانت بطيئة نوعًا ما وهو أمر ستلاحظه حتمًا عند تجربتك.

ما لا خلاف عليه أن بروجيكتور BenQ قد صُمم ليحقق أداءً محمولًا متنقلًا في منزلك ليساعدك على تحقيق التجربة المطلوبة، وبالنظر إلى تضمنه لبطارية للتشغيل، ودعم مزايا واجهة Google TV الكاملة، ونظام صوت مدمج، فمن المدهش أنه يتمكن هذا التصميم الذكي والمتعدد الاستخدامات من فعل كل هذا بسعر 799 دولار، وصراحة هو سعر جيد ومقبول.

إن كنت تبحث عن بروجيكتور منزلي يجمع بين تجربة مشاهدة مميزة وسهولة التنقل والمزايا الأساسية، فإن GV50 يستحق أن يكون ضمن خياراتك. فهو أحد أجهزة العرض التي تقدمها BenQ بتصميم فريد وجودة صورة واضحة، وكل ذلك بسعر مقبول.