معلومات سريعة
MADiSON
Bloodious Games
8/7/2022
PS4,PS5,PC,Xbox Series X|S, Nintendo Switch
منذ إلغاء P.T Silent Hills في 2015، وأنا أبحث عن لعبة رعب تُقدم لي تجربة عبقرية مثل التي قدمها Kojima. تجربة تجعلني متأهبًا طوال وقتي معها. تجربة تجعلني أقفز من الكرسي مرارًا وتكرارًا. تجربة ترفع مستوى الأدرينالين في جسدي، ولا يهبط طوال ساعاتها. بحثت كثيرًا، وجربت عشرات الألعاب، ولكن لم تأتي لعبة رعب بنفس مستوى P.T. وبعد أن دخلت في نفق فقدان الأمل المظلم، جاء استوديو جديد كليًا بإسم Bloodious Games كالنور الذي ينتشلني وينقذني من هذا النفق. جاء يُعيد لي الأمل بلعبة MADiSON. لعبة عمل عليها شخصين فقط، وأكدوا أن الاستوديوهات المُستقلة ستظل هي أساس صناعة الألعاب بأفكارهم العبقرية!
قصة إبداعية بفكرة جديدة تمامًا!
قصتنا تتحدث حول "لوكا"، والذي يستيقظ في غرفة مُظلمة محبوسًا ويده مغطاة بالدماء. من هنا تبدأ رحلته في منزل جده والذي يعج بالذكريات الغريبة التي عاشتها تلك الأسرة في ذلك المنزل. لا تمر 5 دقائق في هذا المنزل وتبدأ رحلتك في أخذ مسار غريب خاصةً مع اكتشاف "لوكا" بوجود كيان شيطاني يعيش حوله. ومن هنا يجب عليه تحمل الألم الوحشي الذي تُطلقه عليه "ماديسون هيل" حيث تُجبره على إتمام طقوس شيطانية دموية بدأت منذ عقودٍ من الزمن. فهل يستطيع "لوكا" النجاة من هذا العذاب؟
بالنسبة لي شخصيًا، فأكثر شيء مُفاجئ في لعبة MADiSON كان قصتها الأسطورية. كل شخصية من شخصيات اللعبة لها قصة مُظلمة فريدة من نوعها، ولكن تلك القصص تمتزج بكل سلاسة في السرد الرئيسي لعالم اللعبة مما سيجعلك منغمسًا بشكل أكبر في هذا العالم وتريد معرفة ما حدث لكل شخصياته.
المميز أيضًا في MADiSON هي أنها ليست مثل باقي الألعاب المُستقلة والتي تُقدم قصص صغيرة يمكن الانتهاء منها في ساعتين أو 3، بل قصة اللعبة ستأخذ منك على الأقل حوالي 8 ساعات حتى تستطيع استكشاف هذا المنزل وأسراره بشكلٍ كامل، وبذلك فهي كلعبة مُستقلة تُقدم لك قيمة رائعة مٌقابل سعر!
ميكانيكيات لعب مُبتكرة تجعل MADiSON لعبة مميزة
في لعبة MADiSON، ستعتمد بشكلٍ كامل على استخدام الكاميرا خاصتك في كل شيء. تلك الكاميرا هي أساس تقدمك في عالم اللعبة وقصتها حيث تستخدمها في كشف العديد من المعلومات الخفية، والتي بدورها بالطبع تُساعدك في حل مختلف الألغاز، أو تُغير من العالم حولك حتى تمضي في طريقك!
توجد ألعاب كثيرة قدمت لنا فكرة استخدام الكاميرا في عالمها خلال السنوات الماضية وأهمهم بالطبع سلسلة Outlast. لكن ما يُميز الكاميرا الخاصة بـ MADiSON هو أهميتها الكبيرة لعالم اللعبة، ليس فقط في حل الألغاز، بل لها أهمية أيضًا في القصة الرئيسية وشرح الحبكة.
استوديو Bloodious Games استطاع استخدام الكاميرا أيضًا في تقديم بعض لقطات الرعب المخيفة للغاية. في جزء كبير من أحداث اللعبة سيتوجب عليك السير في مناطق معتمة تمامًا، ويجب عليك هنا إلتقاط الصور حتى تستطيع إضاءة طريقك للأمام لترى أين تسير.
هنا يأتي أول تقديم للرعب في عالم MADiSON حيث عندما تأخذ بعض الصور في تلك الأماكن المظلمة، تبدأ اللعب في إفزاعك. الاستوديو استطاع بالفعل أن يستخدم الأمر لصالحه بشكل كبير جدًا حيث أنك كلاعب لن تتوقع متى ستأتي تلك اللحظات وكيف من الممكن أن تحدث في الأصل. لكن لحسن الحظ، فاللعبة لا تعتمد فقط على هذا النوع من الرعب، بل تُقدم لك رعب نفسي يعتمد على شرح القصة والأصوات المحيطة بك في البيئة. هذا يجعلك مُترقبًا طوال ساعات اللعب وعلى الرغم من أنه لن يحدث أي شيء معظم الوقت، إلا أن إحساس الرعب يظل في قلبك ويرفع مستوى الأدرينالين في جسدك.
من الأشياء التي أعجبتني في لعبة MADiSON لا تُقدم العديد من ميكانيكيات اللعب، بل تعتمد بشكل أساسي على حل الألغاز في البيئة باستخدام الكاميرا الخاصة بك وتفكيرك وذكائك بالطبع. وهنا يجب أن أتحدث قليلاً عن ألغاز اللعبة المُعقدة والتي تتطلب منك تركيزًا كبيرًا فيما يحدث من حولك وما يقوله بطلنا الرئيسي، وصدقني عندما أقول لك أن بعض تلك الألغاز صعبة للغاية وستجعلك واقفًا أمامها لا تعرف ماذا تفعل.
تستوحي MADiSON بعض الأفكار من ألعاب الرعب الأكثر شهرة مثل الخزانة في Resident Evil. ولكن الشيء المؤثر الرئيسي في اللعبة هو أنها قدمت أقرب تجربة شبيهة برائعة كوجيما P.T Silent Hills. اللعبة تطلب منك السير مرارًا وتكرارًا في المنزل لحل كل ألغازه، وهذا أعطاني نفس الشعور الذي كنت أفتقده بشدة منذ أن جربت P.T في 2014. بشكل عام، الاستوديو استوحى أفكار من العديد من ألعاب الرعب الشهيرة، ولكنه حرف فيها لتتماشى مع أسلوب لعبته!
على الرغم من كل هذا الكلام الإيجابي، إلا أنه توجد بعض الأشياء البسيطة التي لم تُعجبني في MADiSON. أول شيء هو دفتر الملاحظات الخاص بـ"لوكا". هذا الدفتر من المفترض أن يُساعدك في مختلف ألغاز اللعبة بسبب بعض التهيؤات أو الرؤى التي تظهر لبطلنا على مدار اللعبة.
من وجهة نظري، فهذا الدفتر كان يحتاج أن يكون له دورًا أكبر في عالم اللعبة مثل التركيز مثلاً على تقديم القصة بشكل أوضح من منظور بطلنا الرئيسي مثلما كان يحدث في الجزء الأول من سلسلة Outlast.
ثاني شيء لم يُعجبني في اللعبة هي المواجهة الأخيرة. اللعبة يوجد بها عدو رئيسي تظل تُخبرك عنه وتزيد من حماسك له طوال 7+ ساعات من اللعب، ولكن عندما يظهر في النهاية، فإن وقته على الشاشة لا يكون كبيرًا. ضف على ذلك أن إمكانية مواجهته بسيطة جدًا وليست مُعقدة على الإطلاق. شخصيًا كنت أتمنى أن تكون هذه المواجهة الأخيرة في اللعبة أكثر قوة، ولكنها كانت في النهاية مُخيبة لآمالي بعد أن انتظرت رؤية هذا الكيان طوال هذا الوقت!
الرسومات، الصوتيات، والأداء التقني
مستوى رسومي خلاب
لعبة MADiSON مبنية بالكامل على مُحرك Unity، وعلى الرغم من أن ألعاب الرعب تتألق بأفضل شكل على محرك Unreal Engine، إلا أن استوديو Bloodious Games تمكن من تقديم مستوى رسومي خلاب بشكل مفاجئ باستخدام محرك Unity. أظن أن تلك اللعبة هي واحدة من أكثر الألعاب المُستقلة التي صدمتني من مدى جمال مستوى رسوماتها وإهتمام المُطور بكل تفصيلة صغيرة في بيئتها!
كل شيء في لعبة MADiSON يبدو رائعًا، من تصميم البيئة، للأعداء التي تحاول اخافتك على مدار ساعات اللعب. تنوع البيئات وتداخلها في بعض المراحل يجعل المستوى الرسومي لـ MADiSON أكثر جمالاً وروعة.
تمثيل صوتي أكثر من رائع
من المشاكل الرئيسية التي نواجهها دائمًا مع ألعاب الرعب المُستقلة هي التمثيل الصوتي. دائمًا لا تهتم الاستوديوهات الصغيرة بتعيين أشخاص قادرين فعلاً على القيام بالتمثيل الصوتي لشخصيات اللعبة بشكل منطقي، فتخرج لنا اللعبة في النهاية بشكل يجعلك لا تود الاستمتاع لأي شخصية تتحدث!
لحسن الحظ، فإن لعبة MADiSON عكس ذلك تمامًا. استوديو Bloodious Games استعان بطاقم تمثيل رائع يجعلك تشعر بتلك الشخصيات واحساسهم بالفعل. على الرغم من أن تمثيل Jacob Judge لدور البطل الرئيسي كان مميزًا، إلا أن Sara Secora سرقت الأضواء بتقديمها لأكثر من شخصية مثل Madison نفسها وغيرها.
إذا كنت تُريد الإنغماس في اللعبة بشكل أكبر ولا تود الاستماع للشخصية الرئيسية وهي تتحدث، فتوجد خاصية في الإعدادات تُمكنك من كتم صوت الشخصية الرئيسية بشكل كامل طوال أحداث اللعبة.
بالحديث عن التمثيل الصوتي، فإذا كنت لا تستطيع فهم اللغة الإنجليزية بشكل جيد، فلا تقلق. لعبة MADiSON مُترجمة بالكامل للغة العربية (نصوص وقوائم)، وكما ذكرت في مقابلتي مع الاستوديو، فقد تعاونت معهم بشكل شخصي لترجمة اللعبة، ولذلك لن أستطيع أن أقول رأيي، وسأنتظر آرائكم أنتم بعد تجربة اللعبة!
الموسيقى التصويرية لم تلعب دورًا كبيرًا في MADiSON حيث قرر المخرج التركيز بشكل رئيسي على صدم اللاعب بمجموعة من المؤثرات الصوتية المميزة. الفكرة كانت مختلفة وجعلت التجربة أكثر رعبًا من وجهة نظري. لكن على الرغم من ذلك، فاللعبة بها مجموعة من الأغاني المميزة التي تتماشى مع قصتها وتجعل الـ lore والمود الخاص بهذا العالم مميز بشكل أكبر.
أداء تقني ممتاز، ولكنه يُعاني من مشكلة غريبة
تجربتي للعبة كانت على حاسوب شخصي بالمواصفات الآتية:
- Intel Core I3-10100F
- 16GB RAM DDR4 2666 MHz
- Nvidia GeForce RTX 3050
- SSD NVMe M.2
عملت اللعبة على أعلى إعدادات بدقة 1080p وكانت تُقدم لي 60 إطار في الثانية في 90% من اللعبة باستهلاك 50% فقط من قوة البطاقة الرسومية. لكن واجهتني مشكلة وحيدة مع أداء اللعبة التقني في منطقة الكنيسة حيث هبطت الفريمات بشكل كبير وزاد استهلاك البطاقة الرسومية في تلك المنطقة بالتحديد.
تلك كانت مشكلة غريبة نسبيًا خاصةً وأن اللعبة كانت تعمل بشكل سلس في كل مناطق اللعبة، ولكن يبدو أن مستوى الإضاءة وتقنياتها كانت أعلى نسبيًا في منطقة الكنيسة ولذلك أثرت على الأداء التقني قليلاً. من ناحية سرعة التحميل، فكانت متوسطة حيث كانت تطلب حوالي 15-20 ثانية على هارد من نوعية NVMe M.2.
الخلاصة والتقييم النهائي للعبة MADiSON:
في النهاية، لعبة MADiSON هي واحدة من أفضل ألعاب الرعب التي ظهرت على الساحة خلال الفترة الماضية. اللعبة قدمت لي كل ما أحتاجه من لعبة رعب، قصة وشخصيات قوية، أسلوب لعب ممتع، رعب مُصمم بطريقة رائعة يجعلك لا تتوقعه، ومستوى رسومي خلاب على الرغم من بنائها على محرك Unity. على الرغم من أنني كنت بالفعل متحمسًا للعبة، إلا أنني لم أتوقع أنها ستكون بهذا المستوى الخرافي!
أنا لا أزال لا أستطيع تصديق أن شخصين فقط قد عملا على هذه التجربة الرائعة. Alexis Di Stefano و David Lovera سيكون لهما مستقبلاً كبيرًا في صناعة الألعاب خلال السنوات المُقبلة، ولا أستطيع الانتظار لأرى ماهية هذا المستقبل المٌشرق خاصةً وأن أول لعبة لهما هي لعبة مستقلة تأتي بمستوى ألعاب نتوقعه من استوديوهات عملاقة.
?xml>تقييم عرب هاردوير
المميزات
- قصة مميزة بشخصيات رائعة
- مستوى رسومي أعلى ما يكون على محرك Unity
- أسلوب لعب مُبتكر باستخدام الكاميرا
- ألغاز صعبة وتحتاج تفكير وذكاء
- مستوى رعب مُقدم بأسلوب عالي الجودة
- ترجمة كاملة للغة العربية من ناحية النصوص والقوائم
- أداء تقني ثابت معظم الوقت
العيوب
- عدم استغلال دفتر مذكرات البطل بشكل جيد
- المواجهة النهائية كانت مُخيبة للآمال نسبيًا
- مشكلة تقنية بسيطة يمكن التغاضي عنها