مراجعة لعبة Crossfire X، لا تليق بإصدارات عام 2022!

أي شخص مصري يعرف ما هي Crossfire. إنها لعبة الأونلاين Multiplayer التي تعودنا على تجربتها مع أصدقائنا في مقاهي الإنترنت ونحن صغار. أخذت اللعبة أكبر شهرة ممكنة في الفترة بين 2010 و2014 في مصر (قبل أن يتجه اللاعبين لتجربة Warface)، ولكنها عالميًا (وبالتحديد في دول آسيا لا تزال مشهورة حتى يومنا هذا). في 2020 تم التأكيد على أن عدد اللاعبين قد وصل إلى مليار لاعب، وتمكنت اللعبة من تحقيق عائد مادي وصل إلى 12 مليار دولار للشركة المُطورة Smilegate Entertainment!

نحن الآن في 2022 نرى تعاونًا جديدًا بين Smilegate، Remedy Entertainment، وXbox لنشر لعبة جديدة كليًا من السلسلة تحت عنوان Crossfire X. دعونا نُلقي نظرة على ما تُقدمه لنا اللعبة الجديدة، وهل بالفعل تستحق التجربة في وقتنا هذا، أم توجد ألعاب أخرى أفضل منها بكثير في الأسواق؟

قصة Crossfire X مُطورة من قبل Remedy Entertainment!

استوديو Remedy Entertainment الشهير بعناوين عملاقة في عالم الألعاب مثل Alan Wake، Quantum Break، وControl هو الذي عمل على طور القصة للعبة Crossfire X، فهل الطور يُقدم أي جديد يُذكر، أم هو مُجرد تجربة شبيهة تمامًا بما نحصل عليه كل عام مع Call of Duty؟

كما توقعت وأنت تقرأ الآن، فاللعبة لا تُقدم أي ابتكارات أو إضافات جديدة على قصص ألعاب منظور الشخص الأول. يمكنك اعتبار Crossfire X على أنها نسخت كل ما تُقدمه سلسلة Call of Duty خلال السنوات الماضية، ولكن بشكل أقل احترافية. بالطبع وجود استوديو Remedy بجانب Smilegate جعل اللعبة تتمتع بميكانيكيات مميزة مثل التحكم في سرعة الوقت (التي كانت موجودة في Quantum Break).

القصة تتحدث عن صراع مستمر بين أكبر قوتين جيوش خاصة وهما Blacklist و Global Risk. يتم تقديم القصة عن طريق عمليتين، كل عملية فيهم ستطلب منك حوالي ساعتين للانتهاء منها. المستوى الرسومي في القصة خرافي وأفضل بكثير من رسومات الأونلاين Multiplayer وهذا منطقي حيث أن القصة مبنية على محرك مختلف تمامًا عن محرك الأونلاين. على الرغم من أن القصة مقبولة ولن تمل منها نسبيًا، إلا أنها تُعاني من بعض المشاكل التقنية. ضف على ذلك أن الذكاء الاصطناعي للأعداء ضعيف للغاية ولا يُقدم لك أي تحدي على أي صعوبة. ستشعر وأنك تُطلق النيران على مجموعة من خيالات المآتة وهذا ما يجعل نمط القصة مضحك نوعًا ما.

الشيء الذي جعل القصة ضعيفة بالنسبة لي شخصيًا كان التمثيل والأداء الصوتي. Crossfire X تُقدم لك أداء تمثيل ضعيف لدرجة أنه في بعض الأحيان ستشعر وأن الممثلين يقومون بأدوارهم كتأدية واجب بشكل عام. القصة كانت تحتاج لتركيز أكبر من ذلك، ويبدو أن استوديو Remedy Entertainment قرر العمل عليها لغرض الحصول على بعض الأموال الإضافية لمساعدته في تمويل مشاريعه القادمة مثل Alan Wake 2. القصة يمكنك الحصول على نصفها ضمن اشتراك Xbox Game Pass، والنصف الآخر يمكن الحصول عليها بشكل منفصل عبر متجر Xbox بسعر 10 دولار فقط!

إذًا ماذا عن الأونلاين Multiplayer للعبة Crossfire X؟

طور الأونلاين هو تجربة مجانية بالكامل على منصات Xbox، لا يُجبرك على دفع أي أموال فيه، ولا تحتاج لأن تكون مشتركًا في Xbox Game Pass أو Xbox Live Gold لتحميله والاستمتاع به. يُقدم لك الأونلاين أسلوبين لتجربته: الأسلوب الأول هو الكلاسيكي وهذا الذي تعودنا عليه مع لعبة Crossfire الأصلية حيث لا توجد ميكانيكيات مُحدثة، ولا حتى توجد إمكانية للقنص بالأسلحة (ما عدا القناصة). بإختصار، لا يمكنك عمل Aiming Down Sight في أي سلاح آخر عدا القناصة. الأسلوب الثاني لتجربة اللعبة هو الأسلوب الحديث والذي يُقدم لك كل الميكانيكيات المتواجدة في نمط القصة.

من ناحية المحتوى فاللعبة تعتبر فارغة:

• نمط Team Deathmatch يُقدم لك خريطة واحدة فقط وهي Transport Ship
• نمط Search and Destroy يُقدم لك خريطة Black Widow
• نمط Spectre (الشهير بـ Ghost في اللعبة الأصلية) يُقدم خريطة Laboratory
• نمط Nano (المعروف بـ Mutants Mode) يُقدم خريطة Babylon Lab (الشهيرة بـ Excavation)
• أسلوب اللعب الحديث المُحسن يُقدم خريطة Black Widow مُجددًا بالإضافة إلى خريطة GR Tower

بالطبع هذا المحتوى لا يليق بأي لعبة سواء كانت لعبة مدفوعة أو لعبة مجانية، واستوديو Smilegate Entertainment اعتذر عن المحتوى القليل مؤكدًا أن اللعبة ستحصل على خرائط أكثر (تقريبًا 3-5 خرائط جدد) خلال تحديث شهر مارس المُقبل. الغريب في الأمر هو أن الاستوديو كان قد استعرض تلك الخرائط بالفعل مُسبقًا في مقطع للأونلاين Multiplayer ولا نعلم لماذا لم يتم توفيرهم مع إطلاق اللعبة!

من ناحية الأسلحة فلا تقلق، اللعبة تُقدم لك مجموعة رائعة ومُنوعة من الأسلحة التي يمكنك الاستمتاع بها في مختلف أنماط اللعب التنافسية. اللعبة يوجد بها Black Market مثل Crossfire العادية ولكنه لا يعمل بنفس الطريقة ولا يزال غريب نسبيًا. بالطبع هذا الـ Black Market يمكننا وصفه بأنه كنز الـ Microtransactions الذي ستجني Smilegate عن طريقه أموالها. أنا لا أريد أن أرى اللعبة تُصبح Pay to Win مثل النسخة الكلاسيكية، ولكني أظن أن هذا للأسف سيحدث مع Crossfire X في المستقبل.

تُقدم لك اللعبة Battle Pass به 50 مستوى. بعض تلك المستويات تُقدم لك أسلحة وأموال يمكنك الحصول عليها مجانًا بدون شراء الـ Battle Pass، ولكن بالطبع المحتوى القوي سيُكلفك 10 دولارات مقابل هذا الموسم الأول. لعبة Crossfire X تُعاني من العديد من المشاكل التقنية و هناك محتوى كان يجب أن يتوفر مع الإصدار ولكنه غير متواجد. على سبيل المثال، لا يمكنك دعوة أصدقائك لتجربة اللعبة معك في الوقت الحالي. ضف على ذلك أن اللعبة لا يوجد بها خانة توضح لك احصائياتك في اللعبة (كم مرة قتلت أعداء وكم مرة مُت ومثل ذلك). كل المشاكل التي تُعاني منها اللعبة من الممكن أن يتم حلها بسهولة كبيرة، ونتمنى أن يحدث ذلك مع تحديث شهر مارس الذي سيُقدم لنا الخرائط الجديدة.

الجيد في الأمر هو أن استوديو Smilegate Entertainment يستمع بالفعل لنقد اللاعبين حيث نشر استطلاع رأي على Twitter يحث به اللاعبين على التعبير عن رأيهم وإبلاغ الاستوديو بكل المشاكل التي يواجهونها في اللعبة لكي يتم حلها في أقرب وقت ممكن. هذا النوع من التواصل بين اللاعبين والمُطورين مطلوب حاليًا في عالم الألعاب، ومن الجيد أن نرى هذا الأمر يحدث مع Crossfire X لأنها تحتاجه أكثر من أي لعبةٍ أخرى.

هل لعبة Crossfire X تُقدم لك تجربة ممتعة فعلاً؟

شخصيًا كنت مُدمنًا للعبة Crossfire القديمة وقضيت فيها أكثر من 1500 ساعة على مدار 4 أو 5 سنوات تقريبًا، لذلك لعبة Crossfire X لا تزال تجربة ممتعة بالنسبة لي. على الرغم من كل المشاكل المتواجدة في الأونلاين، وعلى الرغم من أن القصة تعتبر عادية جدًا، إلا أن السبب الرئيسي الذي يجعلني أستمتع باللعبة هو الذكريات.

بإختصار، إذا قارنت لعبة Crossfire X بأي لعبة شوتر جديدة في الأسواق حاليًا سواء كانت Call of Duty: Warzone، Battlefield 2042، Rainbow Six Siege، وغيرهم، فبالتأكيد لعبة Crossfire X ستخسر هذه المقارنة بكل سهولة. ولكنني من البداية لم أتوقع أن تكون Crossfire X هي النقلة التقنية التالية في عالم ألعاب الأونلاين Multiplayer. اللعبة من الممكن أن تكون كذلك إذا صدرت على الحاسب الشخصي واهتم استوديو Smilegate بدعمها بتحديثات شهرية تُقدم أنماط لعب وخرائط جديدة، ولكن حتى يحدث ذلك فإن لعبة Crossfire X ستظل بمثابة كنز ذكريات بالنسبة لي!

كل الخرائط التي وضعت أقدامي فيها كنت أتذكرها وكأنني جربت اللعبة القديمة منذ يوم أو يومان وهنا يكمن سر حُبي لها. أي شخص مُحب للألعاب سيفهم ما سأتحدث عنه الآن. هناك لعبة مُحددة (أيًا كانت تلك اللعبة) لا تزال عالقة في ذكريات كل شخصٍ منا، تلك اللعبة ستظل لها مكانة خاصة في قلوبنا، وسنظل نحبها حتى آخر يوم في عمرنا. مهما تطورت التقنيات، ومهما تطور عالم الألعاب، تلك اللعبة التي جاءت على ذهنك وأنت تقرأ المقال حالاً ستظل في قلبك وعقلك، وأعلم أنك تبتسم الآن وأنت تتذكر كل ما عشته وشعرت به في تلك اللعبة مع أصدقائك وعائلتك. لحسن حظي، هذا هو نفس الإحساس الذي قدمته لي Crossfire X خلال الأيام الثلاثة الماضية.

لكي أكون حيادي، ففي النهاية لعبة Crossfire X ما هي إلا لعبة عادية. إذا كنت مُحبًا ومدمنًا للعبة الأصلية فأنصحك بأن تُحمل اللعبة وتُجربها وأنا واثق بنسبة 100% أنك ستقع في حبها بسرعةٍ كبيرة. أما إذا كنت جديدًا نسبيًا على عالم الألعاب ومتعلق بتجارب مثل Call of Duty: Warzone و Battlefield وغيرهما من الألعاب الحديثة، فلا أنصحك إطلاقًا أن تقترب من لعبة Crossfire X حيث ستشعر أنك عُدت بالزمن إلى الوراء لعام 2010 مثلاً!