أداء مجموعة من البطاقات الرسومية مع تفعيل DirectX 11 على لعبة Crysis 2
معلومات سريعة
تصدر من وقت لآخر لعبة تسلب قلوب و ألباب اللاعبين حول العالم بجودة التصميم, و جمال الرسوميات, و تجدد الأفكار, و ربما تتميز لعبة ما بصعوبة التحديات, المهم أننا نادراً ما تجمع لعبة بعينها كل ما سبق. يختلف الأمر جملة و تفصيلاً مع سلسلة ألعاب Crysis التي حققت المعادلة الصعبة بنجاح. فمنذ صدور الجزء الأول للعبة في شهر نوفمبر 2007 وهى تشكل تحدٍ خاص لأصحاب الحواسيب القوية فوقتها كانت أعتى الحواسيب تواجه صعوبات -و لا تزال في الحقيقة- في تشغيل اللعبة على أعلى إعداداتها الرسومية وأضحت هناك مسابقة غير رسمية لمن يقوم حاسوبه بتشغيل Crysis بشكل أفضل من غيره و أصبح الحاسوب القادر على هضم تلك اللعبة قادر على هضم غيرها بسهولة متناهية, جاء الجزء الأول بمحرك CryEngine2, و وعدت شركة Crytek بأن يكون الجزء الثاني من اللعبة ثوري بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
صدر الجزء الثاني من اللعبة Crysis 2 في شهر مارس 2011 للحواسب الشخصية وأجهزة الألعاب Consoles و صاحب صدور اللعبة ضجة عالمية لم يسبق لها مثيل, حيث انتظر عشاقها قرابة الأربعة سنوات من أجل مطالعة هذه التحفة "المزعومة". و كانت الطامة الكبرى عندما تفاجأ مجتمع لاعبي الحاسوب بأن اللعبة لا تدعم مكتبة أوامر DirectX 11 بكل ما يحمله من مؤثرات بصرية ممتازة, على الرغم من دعم -تقريباً- كل الألعاب الحديثة لأوامر DirectX-11. و أكثر الناس إحباطاً كانوا هؤلاء الذين استثمروا كثير من أموالهم في بناء حاسوب قويّ استعداداً للسؤال الشهير "Will it run Crysis II؟" الذي أصبح سؤالاً متداولاً على صفحات المنتديات, و أصبحت رؤية السؤال عنوان للموضوعات أمر مستفز.
أقرأ أيضا: أفضل 5 كروت شاشة في 2023
جاءت اللعبة بدعم لمكتبة أوامر DirectX 9 فقط. و طبقاً للمقولة لشهيرة "ما لا يُدرك كله, لا يُترك كله" يأتي المحرك الثوري CryEngine3 مع مؤثرات بصرية رهيبة خاصة مع دعمه القوي للمعالجات متعددة الأنوية و هو ما يحقق الاستفادة القصوى من تلك المعالجات, و دعم كامل لتقنية HDR او High Dynamic Range مما يتيح رسوميات متعددة الإضاءة بشكل احترافي أكثر. جاءت اللعبة ممتازة رغم دعمها المحدود لمكتبة DirectX 9 فقط. بعد فترة ظهرت أُشاعات إن الشركة تنوي مصالحة مستخدميها الأوفياء من أصحاب الحواسيب القوية بتحديث يجعل اللعبة داعمة لمكتبة DirectX 11, وفعلا وفقت الشركة في تطوير هذا الطور وصدر للحواسيب بتاريخ 28 يونيو 2011 على شكل تحديثات, أولهم تحديث رقم 1.9 للعبة نفسها بمساحة 136 ميجابايت ثم يليه تحديث أخر لدعم DirectX11 خصيصاً باسم "Crysis2 Directx11 Ultra Upgrade" بحجم 545 ميجابايت. ها هو التحديثالذي طال انتظاره من جانب محبي الحواسيب و تحديداً مالكي بطاقات الرسوميات من العائلات NVidia GeForce Fermi GT400 , GT500 و AMD Radeon HD5xxx , HD6000 Series. وتزيدنا الشركة من الشعر بيتا على شكل تحديث أخر كبير الحجم بمساحة 1.5 جيجابايت كاملة تحت إسم Crysis2 High Resolution Texture Pack و هو تحديث يعمل على تحسين جودة الصورة سواء تم العمل على وضعية DirectX 11 أو DirectX 9. يُعد الأمر غريباً عندما تطلق شركة واحدة ثلاثة تحديثات متتالية من أقوى ما يمكن للعبة واحدة هي Crysis 2 بغرض دفعها للأمام. تمثل اللعبة على جهاز Core i7 ومعه بطاقة رسومية قوية مثل GTX570 أو HD6950 عند تفعيل DirectX 9 تحدٍ قويّ, فكيف سيكون الوضع مع تفعيل DirectX 11 ؟
اضغط هنا لرؤية الصورة المتحركة بالحجم الكامل
على صعيد الترصيع Tessellation وهو درة التاج لهذا التحديث، لم تتوانى الشركة في إظهار جمال بيئة اللعب في كرايسس 2؛ فمعالجة الترصيع للمؤثرات جائت بشكل لافت للنظر فعلاً. الحوائط الأن من الممكن أن نرى عليها أثار الحرب والحياة العضوية تزحف على قوالب الطوب على استحياء. قامت الشركة بالموازنة ما بين الترصيع والأداء فكل رسوميات اللعبة الأن مرصعة ويتم معالجتها على حسب وضعية المشهد نفسه في اللعبة؛ فيزيد الترصيع على جزء ما بعينه في حال كان التركيز Focus عليه دون عن غيره وهذا يحسن من الأداء العام لسرعة اللعبة.
اضغط هنا لرؤية الصورة المتحركة بالحجم الكامل
قمت الشركة بدعم Hull Shaders كتقنية مساعدة للترصيع فهي تتخلى عن خاصية Depth of Field مقابل أن تقوم بحساب كمية عوامل الترصيع الممكن عرضها على الشاشة في وقت عرض إطار بعينه, هذا أتاح أن يكون الترصيع نفسه مرن جداً Adaptive Tessellation على حسب ما يتطلب من معالجة فنوعا ما تحولت الرسوميات إلى طبقات مرنة تتناسب مع بعد اللاعب عن الرسمة المتطلب ترصعيها؛ فمثلاً لو كان اللاعب واقفاً على بعد 100 متر داخل اللعبة عن جدار بعينه, لا داعى لترصيعه وأولى ان يتم ترصيع جثث المخلوقات الفضائية أمامه في حين إنه لو أقترب اللاعب من الحائط فتلك قصة اخرى تماما ويتم ترصيع الحائط. بعد هذا يتدخل Domain Shader ليقوم بالترصيع بناءاً على ما حدده له Hull Shader. ويقوم أيضاً بتحسين هندسة الشكل العام للإطارات, فمثلاً شكل الأرض تحت قدمي اللاعب, فمحرك شركة Crytek يستفيد من خاصة مماثلة في المساحات المفتوحة أمام اللاعب بشكل مضاعف في جودة الرسوميات دون أن يستهلك كل ذاكرة البطاقة الرسومية نفسها.
اضغط هنا لرؤية الصورة المتحركة بالحجم الكامل
هناك أيضاً تحسينات أخرى نالت منها اللعبة جانب طيب, منها شكل المياه بعد الترصيع, خاصة مع استخدام تقنيات تحليل "فورير" الرياضية في التعامل مع جزيئات الماء في اللعبة, هذا أضاف بعداً جديداً لشكل موجات البحر في اللعبة.
اضغط هنا لرؤية الصورة المتحركة بالحجم الكامل
تقنية POM او Parallax Occlusion Mapping تختص ببساطة بمعالجة إضافات مثل الرمال, الطين, آثار العربات على الأرض, عادة ما تكون تلك الاضافات على شكل صور ثابتة لا تتغير في أي لعبة لكن هنا الوضع اختلف, فتم استخدام Mapping عن طريق POM لجعل الرسوميات في إطار اللاعب نفسه تنضح بالحياة وتكون الرسوميات مفعمة بالتفاصيل الدقيقة جداً طالما أنها في إطار اللاعب لتوازن ما بين جودة الشكل و سرعة الأداء.
طريقة اختبار اللعبة
قبل بدء أي اختبار, تم ضبط وضعية Default للوحات التحكم لكل من تعريفات NVidia و AMD للوقوف على شكل الأداء الإفتراضى تماماً. لم تكن هناك أى عمليات كسر سواء للمعالج او للبطاقات الرسومية للوقوف على شكل أداء اللعبة أكثر من شكل أداء البطاقات. تم استخدام اخر التعريفات WHQL الرسمية من المواقع الرسمية للشركتين و هما:
- تعريف 275.33 من Nvidia.
- تعريف Catalyst 11.6 من AMD.
تم تنصيب نظام تشغيل جديد مع كل بطاقة, كما تم تحديث النظام و كافة البرامج لآخر تحديثاتها المتوفرة. اخترنا مرحلة A Walk in The Park لما تحتوية من تأثيرات مختلفة وسط البيئة المفتوحة, كما أن عدد الألعاب الكبير جعل تجربة اللعب الحامية Intensive مؤشراً جيداً لاختبار اللعبة, حيث أن اللعب في هذه المرحلة لم يتخلله أي نوع من أنواع الوقوف و تأمل الطبيعة بقدر ما كان موجوداً من طلقات نارية متطايرة و انفجارات هزت الأرض.
أقرأ أيضا: هل يمكن تغيير كارت شاشة اللاب توب؟ [الشرح الشامل]
البطاقات المستخدمة في تجربة الأداء
ASUS Geforce GTX580 DirectCU II
AFox GTX550Ti
Sapphire HD6950 Dirt3 Edition
Sapphire HD6970 بطاقة HD6950 و حولناها إلى HD6970 بتعديل في BIOS.
Sapphire HD6790
ASUS EAH6870
Sapphire HD6670
نتقدم بخالص الشكر للشركات: Sapphire و ASUS و AFox على تزويدنا بهذه البطاقات.
الجهاز المستخدم لتجارب الأداء
نتائج تجارب كروت الشاشة
هذه المراجعة هي الأولى التي نقوم بها من هذا النوع, قمنا بتوحيد كافة الإعدادات و القطع مع تغيير البطاقة المستخدمة كل مرة. تم التسجيل لمدة ثلاث دقائق بواسطة Fraps مع أخذ المتوسط. أول ما نلاحطه هو الاختلاف الكبير الذي طرأ على أداء البطاقات العليا مثل GTX580 حيث عانت البطاقة مع التحديث الجديد و بالكاد حققت 45 إطار.
يأتي على رأس الرسم البيانيّ البطاقتين Sapphire HD6950 في وضعية Crossfire حيث تحققان 52.71 إطار. قمنا بتوصيل نفس البطاقتين مع تحويل إحداهما إلى HD6970 بواسطة تعديل البيوس و نلاحظ أن هناك وضعيتين لهاتين البطاقتين سوياً؛ الأول بوضع بطاقة HD6950 في الشق الأول, و الثاني بوضع بطاقة HD6970 في الشق الأول. بعد ذلك نجد بطاقة GTX580 أقوى معالج رسوميّ في العالم يحقق 44.6 إطار. بطاقة HD6970 المحولة حققت 29 إطار و قدمت تجربة لعب مقبولة. الفرق بين بطاقتيّ HD6950 و HD6870 لم يكن كبيراً حتى أنه لم يتجاوز إطار واحد تقريباً, و لكن علينا أن نعلم أن كل إطار هنا يشكل فرقاً. بطاقة HD6790 حققت 19.25 إطار بينما حققت غريمتها GTX550Ti 17.41 إطاراً فقط. في أسفل الجدول نجد HD6670 التي حققت 10.5 إطار على هذه الإعدادات مع هذه الدقة.
لم تكن تجربة اللعب مريحة على بطاقة HD6670 و كانت اللعبة ثقيلة للغاية, قررنا اختبار اللعبة على هذه البطاقة منفردة للوصول إلى أفضل إعدادات لجعل اللعبة ممكنة اللعب و وصلنا إلى أن تقليل الإعدادات إلى Very High مع استخدام نفس الدقة 1920×1080 و كان اللعب مقبول جداً حيث حققت البطاقة على تلك الإعدادات 26 إطار.
أقرأ أيضا: لماذا نشتري أفضل و أغلى كروت الشاشة سعراً في السوق؟
التعليق الختاميّ
عادت قاهرة البطاقات من جديد؛ فمع وجود كل هذا الكم من الجمال الرسوميّ, و التفاصيل الدقيقة أصبحت اللعبة شرهة للطاقة الرسومية بشكل لم نعهده منها قبل التحديثات الأخيرة. الجميع منزعجون مما طرأ على اللعبة من تحديثات جعلتها قاتلة للبطاقات. إلا اننا ندعو هؤلاء للصبر و التريث؛ فمع التحديثات التي تأتي في الطريق يزداد الأداء و يتم ترويض الألعاب الشرسة مثل تلك التي بين أيدينا. زيادة الترصيع في اللعبة كان له عظيم الأثر في تقليل عدد الإطارات على البطاقات القوية, إلا أن الأمر في النهاية يستحق, فمع تحديثات DirectX 11 انتقلت تجربة اللعب إلى مستوى جديد من المتعة.
?xml>