تأخرت Dying Light 2 عنّا بالأعوام أعزائي القُراء، لا أُصدق أن هذا اليوم الذي قد وضعت فيه يدي عليها قد أتى وانتهى بالفعل، إنها عودة حميدة لمغامرة بقاء بها لمسات من الرعب، من بين العديد من الألعاب التي قد حُفرَت في ذهني منذ أن قمت بتجربتها هي Dying Light، من الممكن أن نكون قد انتهينا من قصة قد مر عليها عقود .. لكن كُل شئ كما هو مُدمر وبأفضل حال، دعونا نتطرق إلى مراجعة لعبة Dying Light 2 دون المزيد من التشويق .. لأنها Dying Light لا نحتاج إلى تلميعها.

ورطة .. فُرصة!

مراجعة Dying Light 2مراجعة Dying Light 2

تجري أحداث لعبتنا بعد 15 عامًا من أحداث الجزء الأول، تبدأ مغامرتنا المنشودة في Dying Light 2 مع بطلنا Aiden Caldwell، إنه Pilgrim أو كما أُطلق عليه "الزائر" لأن هذا اللقب دائماً ما يخرج على الزائرين لأماكن كثيرة لكن اللقب هذا يأتي على حساب بطلنا للأسف، لاعتقاد الكثيرين في مدينة The City بأن هذا الشخص هو، نعم .. كُل الصفات السيئة التي قد تأتي في مخيلتك مشتركة بالفعل، إما قاتل، سارق أو سفاح. 

مقال ذا صلة: متطلبات تشغيل لعبة  Dying Light الرسمية (الموصى بها)

رحلة Aiden في الأساس هي البحث عن أخته Mia التي كانت ضحية التشرد الطفولي (تقريباً) بصحبة أخيها في مستشفى ما وكانت التجارب مستمرة عليهم من حين إلى آخر، أدى تفشي المرض إلى تدمير الكثير من الأماكن في البلدة وقد هرب الكثير من الأطفال ومنهم من مات وتفرق الثنائي لكن بعد أن بلغ Aiden سن الشباب لم ييأس في محاولة العثور على أخته متشبثاً بأي خيط قد يُدله في يوم ما على أخته Mia، حيث تبدأ الرحلة مع تسكع Aiden في أطراف المدينة The City ولكن في مكان ما وفي رحلته إلى البلدة يتورط Aiden في شئ أكبر منه بكثير.

مراجعة Dying Light 2

يصل Aiden إلى Central Loop وتبدأ المغامرة الحقيقية وحتى قبل الوصول إلى هناك، كانت القصة مليئة بالأحداث التي تأثرت معها كثيراً، كُل شخصية في اللعبة تمتلك الخلفية التي أدت بها إلى هذا الحال .. إما أن يكون قائد أو مفكر أو حتى معتوه، لا يوجد صفات في شخص ما موجودة بعبثية، ستكتشف ذلك إما في الحوارات الجانبية أو حتى من علامات حديثه أو طريقة تفكيره.

المقدمة طويلة قليلاً، المنطقة الأولى التي تضم العشرات من الساعات الأولى أو نحو ذلك تكون كئيبة بعض الشيء، لكنها تدفع عجلة قصة Dying Light 2 إلى الأمام في جوهرها، يوجد في الخريطة الأوسع حول مركز المدينة "Central Loop" مجموعة متنوعة من المباني وألوان كثيرة، إنها مرحلة ما بعد نهاية العالم التي يتم سردها بنفس روعة The Last of Us.

بشكل عام، تعلقت جداً بكل ما يحدث من القصة لأن Aiden ليس موجود هنا لتحقيق هدفه الذي يسعى إليه منذ لأعوام، بل إنه يساعد العالم الذي يتمسك بأي سبب قد ينجو به من هذه الكارثة التي حلت على العالم، أو حتى الصمود أمام كُل هذه المصاعب وتقبل الفكرة والتعايش معها بمنتهى الحذر، بشكل أكثر تحديداً .. القصة الجانب الأكثر مفاجأة بالنسبة إلي شخصياً وقد غلبت الجزء الأول بكل المقاييس.

ياويلك من الظلام الحالك، إنه هالك!

مراجعة Dying Light 2مراجعة Dying Light 2

إن كنت قد لعبت الجزء الأول فإن أحداثه كانت تدور في مدينة Harran الخيالية، والآن انتقلنا إلى مدينة خيالية جديدة في مكان ما في أوروبا الغربية، تنقسم الخريطة إلى مناطق ضواحي، ومناطق داخلية ومنطقة وسط مدينة متقلبة بشكل مثير للإعجاب، مليئة بناطحات السحاب المصممة خصيصاً لصنع حركات باركور رائعة، أجزاء أخرى من الخريطة مليئة بمواد كيميائية غريبة استخدمتها السلطات في محاولات احتواء الفيروس، تاركة جيوبًا من التضاريس المسمومة والخطرة التي تزيد من تحديات عبور تلك المناطق، تتميز اللعبة أيضًا بالعديد من الـ NPCs العبقرية والتفاعلية، والتي تمنح اللعبة إحساسًا حقيقيًا بالحياة، أو بالموت .. نظرًا لحجم الموت الذي ستواجهه في الأماكن الداخلية المتهالكة لمستشفى مثلاً والأنفاق المليئة بالزومبي.

في الليل كان كُل شئ مختلف، قطاع الطرق يبدأو في الاختفاء .. كُل شئ هنا يصبح مخيفاً، إن كنت خارج أي معسكر أو الـ Bazaar أو حتى أي نقطة استراحة فمؤشر الموت سوف يتضاعف إلى أقصى حدوده، يجب أن تكون في هذه الحالة بصحة جيدة جداً وطاقة جيدة لأنك لن تكف عن الركض اللامتناهي، إلا إذا كنت شجاعاً كفاية وأردت الدخول في قتال .. هذا لن يحدث، ولكن لا مانع في قتل بعضهم .. لكن ذكاء الزومبي وقتها مرتفع بجانب القدرات القتالية.

عالم لعبة Dying Light 2 مُدمر، فاقد الأمل! 

مراجعة Dying Light 2

في لعبة Dying Light 2، لن ترى أكثر من الموت سواء إن كان يقترب منك أكثر فأكثر  أو حتى مع أشخاص تعرفهم بالفعل، الجثث في شوارع عالم The City كالقمامة في بعض الشوارع القبيحة .. كُل شئ قاتم هنا ولا يبث بأي أمل، إن مررت في شارع أو بجانب منطقة بها بعض من الأشخاص الذين لايزالون على قيد الحياة فإنهم شبه مُبشرون بنهاية هذا العالم، إنه مصير لا مفر منه .. وهذا يُرينا نظرة بالفعل على محاكاة بشكل أو بآخر لمشاعر الناس بقدوم النهاية المحتومة.

البراعة أيضاً من المطور هنا في صنع عالم مريح بصرياً للعين، عندما تقف في منطقة مرتفعة وتأخذ نظرة خاطفة على المدينة من الأعلى فإنك ستشعر لوهلة وتقول "كم كان رائع هذا العالم بالفعل"، كُل شئ كان محكم في هذا العالم ومترابط بشكل لا يوصف، إن ركزت على الإضاءة سواءً من انعكاس اشعة الشمس أو من اضاءات الـ UV سترى بالفعل الإتقان المبذول بصرياً.

هناك بعض المناطق في هذا العالم اليائس مفعمة بالحياة وأبرزها الـ Bazaar، تعرفت هنا على الكثير من الشخصيات في القصة، وكان هذا المكان من أكثر الأماكن التي قمت بزيارتها في اللعبة، الجميع هنا يسعى للحصول على المأكل و المشرب، أُناس بسطاء لا يفكرون إلا في البقاء، لا في بناء حضارة جديدة.

كان هذا المكان هو المأوى المناسب لأي شخص في هذا العالم، مكان ملبسي وترقية أدواتي كان هنا أيضاً، ولكن عند النظر إلى بعض الأشياء سلبية فإن أبرز منافس لهم هم الـ Peacekeepers الذين يريدون إخضاع المياه لحسابهم بحجة حماية المدينة من المخاطر، وجوهرياً .. لا شئ يحدث.

إذهال بصري وتقني، سلبيات لا تُغتفر!

تواصل لعبة Dying Light إبدعها البصري من الجزء الأول، تدور أحداث Dying Light 2 حول دورة الليل والنهار، كما يوحي العنوان بالطبع، وتحقيقًا لهذه الغاية، تتمتع Dying Light 2 بميزات الإضاءة الرائعة، شروق الشمس وضباب الصباح يرسمان مناظر مذهلة حقًا، كُل هذا تكاتُفاً مع خلفية عالم مظلم مدمر.

إنه لأمر مثير للإعجاب حقًا مدى الفوضى التي تحدث Dying Light 2 بمجرد تكاثر أعداد الزومبي في الشاشة،  لم ألحظ مطلقاً أي هبوط في الأداء، على الأقل على حاسوبي الشخصي، على الرغم من عدم وجود الأرقام والآداء التي رأيناها في ألعاب مثل Left 4 Dead، إلا أن إسقاط قنبلة يدوية في حشد من العشرات من الأعداء يخلق شلالات مذهلة من الدماء والأطراف المبتورة.

الأعداء ملأهم الدماء بعد أن ضربتهم الأسلحة الحادة، عند قطع رأس تحدث فرقعة بشكل واقعي اعتمادًا على ما إذا كنت تستخدم سلاحًا ذا نصل أو غير حاد، يرتفع الحماس وأيضاً شعور الإنتصار أثناء بالقتال .. كأني حاربت للعالم، وما يخدم ذلك هو نظام الصوت الديناميكي المذهل.

تحتوي لعبة Dying Light 2 على بعض من أفضل تصميمات الصوت التي سمعتها في السنوات الأخيرة، مع موسيقى تفاعلية وديناميكية للغاية وهي تُشعل الأحداث المختلفة بشكل لا يوصف وكلما زاد عدد كائنات الزومبي التي تتشابك معي، زاد التوتر وزادت حدة الموسيقى والمؤثرات بالمثل.

الموسيقى ذاتها كانت عبقرية، تأثرت بها جداً مع دخولي إلى واجهة المستخدم في اللعبة، الموسيقى كانت من ألحان Olivier Deriviere، مما يدل على تفاني هذا الاستوديو من أكبر إلى أصغر فريق هناك إلى التفاني، شعرت بالكثير من الإحساس في هذه الموسيقى وتناسقها مع المشاهد وكُل صورة لُصقَت بهذه الموسيقى. 

لم أرى هذا منذ أن رأيت Deathloop، ولكن الممثل الصوتي لشخصية Aiden كان رائعاً، وكان يجعلني أنغمس إنغماساً تاماً وتعاطفاً مع بطلتنا دون أن أرى وجهه طوال أحداث اللعبة، دائماً أرى أن التمثيل الصوتي من العوامل المهمة في الألعاب التي تأخذ نهج ومنظور الشخص الأول، لكن للأسف الإهتمام بتلك النقطة لم تصل إلى المستوى المطلوب حتى اللحظة باستثناء بعض العناوين بالطبع، وهذه القائمة تضم Dying Light 2.

أقبل  الإحباط على الفور بمجرد رؤية تعبيرات الوجوه على الشخصيات، كانت ضعيفة حقاً وتحتاج إلى المزيد من العمل، تداخل المشاهد مع أسلوب اللعب شئ لم أفضله بكل صراحة، حركات الشفاه كانت مجهدة، لم يكن الموضوع سئ للغاية ولكن كنت أُحبَط عند التركيز على هذه السلبية القوية .. كان يُمكن للمطور الخروج بأفضل من هذا.

ظهرت مشاكل تقنية نادرة للغاية ولكنها طبيعية بالأخص مع لعب نسخة دون تحديث اليوم الأول، وأيضاً مشكلة عدم حفظ التقدم كانت كارثة جعلتني أُعيد بعض أحداث القصة من البداية، أحبطتني تلك المشكلة في البداية ولكن التحديث الأول قد أصلح تلك المشاكل (ليس للجميع) وبجانب عدم رؤيتي قبل التحديث بالطبع للغة العربية، بعد رؤيتي للترجمة العربية فيمكنني القول أنها جيدة جداً، أرفع القبعة للمطور على هذا المجهود.

أسلوب لعبة Dying Light 2 ديناميكي ومتعة الشعور بالأدرينالين!

انطباعات Dying Light 2: Stay Humanانطباعات Dying Light 2: Stay Human

مع قدوم الليل في Dying Light 2 والهروب في الشوارع المظلمة ذات الضوء الخافت، كُل هذه الأشياء تمزج بسلاسة جوهر القصة مع سيناريوهات عالية المخاطر وغالبًا ما تدمر الأعصاب والتي تضيف عمقًا إلى صيغة العالم المفتوح، كما تعلم أنت مصاب بالفيروس في مقدمة اللعبة، مما يترك Aiden عرضة بشكل خاص للظلام، يتطور المرض في الظلام إلى أن يحولك بشكل أساسي إلى زومبي، مثل واحد من آلاف الأعداء في اللعبة.

خلال ساعات النهار Aiden يستعيد قوته ويكون بخير بشكل مضمون، ولكن للحصول على بعض أفضل موارد في اللعبة، وإحراز تقدم في الإحصائيات الخاصة بك، وحتى في بعض الأحيان في القصة، فأنت مجبر على مواجهة الظلام على فترات منتظمة، وهذه هي متعة الأمر، لم أشعر بهذه المتعة في الهروب منذ سنوات، وكانت Dying Light بجزئها الأول هي من أدخلت في حسي هذا الشعور الرائع.

في الليل يقفز أسلوب اللعب في العالم المفتوح في الصعوبة، تمامًا مثل اللعبة الأولى، تصبح الزومبي أسرع وأكثر ذكاءً وأعلى صوتًا وكما قلت أعلاه، مما يخلق أسرابًا تجبرك بشكل أساسي على الفرار بدلاً من الاشتباك، لكن المثير هنا هو أن الكائنات الأكثر تحورًا والمتغيرات الأخرى تظهر في الليل أيضًا، وتتطلب تكتيكات وأسلحة اكثر قوة للقضاء عليها.

أثناء الهروب تتصاعد موسيقى اللعبة، وهناك أيضًا مقياس تهديد والذي يخلق تهديدات متزايدة تدريجيًا كلما طالت فترة تواجدك بعيدًا عن الأشعة فوق البنفسجية ولكن إن نظرت إلى الإيجابيات هنا، ستحصل على تعزيزات في نقاط الخبرة أكبر وبعض أفضل المكافآت بسبب اجتياز فترة الليل، مما يخلق خطرًا مُرضيًا في النهاية.

أداء Dying Light 2 التقنيأداء Dying Light 2 التقني

استكشاف العالم أمر لابد منه في هذه اللعبة، ليس للحصول على المكافآت بل أيضاً لإستكشاف المكان الذي سوف تعيش فيه، كنت أقوم يومياً بإستكشاف هذا العالم ومساعدة غير القادر على الصمود أمام المخاطر الخارجية، كُل هذا يحسن من مؤشرات الثقة حيث يثق الناس بك دائماً في أي مهمة، حتى مع سماع الكلام المتناثر السلبي المنقول من شخص إلى آخر بخصوص شخصك في البداية، مع فعل بعض الأعمال الخيرية سترى بعض الثناء.

المهام الجانبية من الممكن أن تغوص بها أيام دون الملل، لأنها كانت تقدم نفس المستوى الذي رأيته من مهام القصة الأساسية لأنها مترابطة بشكل كبير مع أحداث القصة، لم أرى خروج عن هذا النهج المظلم المعتاد، ولكن التكرارية كانت متواجدة بشكل متوسط ويأتي هنا دور الباركور الذي طغى على مشكلة التكرار لأنه كان ممتع حقاً، لدرجة أنني كنت أتسكع في المدينة دون أن أدخل أي مهمة حتى.

آلية الاختيار هنا مصممة بحكمة دون الإفراط من تواجدها، ولكنها مؤثرة بشكل ملحوظ على المهمة نفسها، من الممكن أن تتغير حياتك رأساً على عقب في اللعبة بمجرد صنع أي قرار مصيري، شعرت أنني متواجد في العالم بنفسي دون أي ضغوطات في صنع قراري لا من مطور أو شخصيات لا تمتلك أي عقل بداخل اللعبة.

بعض الثغرات التي وجدتها في اللعبة من وجهة نظري هي الإجبار بشكل أو بآخر على القيام بالمهام الجانبية، لا أقول أنها رتيبة ولكن هناك لاعبين يقومون فقط بإنهاء القصة، وهذا غير مرضي لمثل هذه الفئة ولكنها بشكل أو بآخر لم تؤثر على متعتي الشخصية، ولكن في وجهة نظر شخص محب للتختيم سريع الوتيرة، سيشكل الأمر بعض الإزعاج.

شجرة مهارات جيدة ومرضية في أغلب الأحيان!

مراجعة Dying Light 2

نظام الـ RPG المصبوغ به في هذه اللعبة كان متوازناً تماماً وعادل ليس لدي تحفظات على النظام، لكن هناك بعض الثغرات في الأمر نفسه، حركة الباركور الأيقونية التي تشتهر بها لعبة Dying Light وهي بالطبع الجري المؤقت على الحائط كانت مغلقة!، أينعم هذا غريب .. أن تجعل حركة مهمة مثل هذه ضمن القدرات المغلقة، أتفهم أن هذا سيشكل تحدي للاعب حتى يحصل عليها ولكنها حركة لطالما تميز بها العنوان دائماً وأبداً.

أداء Dying Light 2 الفعلي كان جيداً

مراجعة Dying Light 2

  • Ryzen 5 3600G
  • 16 جيجا بايت من الرامات DDR4 3200 MHz
  • Nvidia GeForce GTX 1660TI

اللعبة كانت تعمل على هذه القطع بدقة 1080p على وضع AMD FSR Upscaling مع الإعدادات العُليا للعبة، كانت اللعبة ثابتة على الـ 60 إطار في الثانية ولا يوجد أي مشاكل أو ذبذبة في معدل إطارات اللعبة، من الرائع أن أرى لعبة ضخمة مثل Dying Light 2 صامدة وبقوة على هذه القطع المتوسطة وخصوصاً مع عالم بمرئيات خاصة ومبهرة بصرياُ.

الخلاصة

"لعبة Dying Light 2 تعتبر واحدة من أفضل ألعاب البقاء التي قد لعبتها في حياتي وقد جمعت بين قصة وأسلوب لعب أكثر من متقنين وبالتأكيد مع وجود بعض العيوب .. ولكن أعود وأقولها وبكل صراحة: إنفاق 60$ على لعبة مثل هذه هي صفقة رابحة لك بكل تأكيد!"