معلومات سريعة
ELDEN RING Nightreign
ELDEN RING
From Software
Bandai Namco Entertainment
30/5/2025
PS4, PS5, Xbox One, Xbox Series X|S, and PC
بعد النجاح الساحق الذي حققته لعبة ELDEN RING والتي تجاوز عدد لاعبيها 36 مليون حول العالم، بات واضحًا أن فريق From Software بات يتمتع بثقة وحرية إبداعية أكبر لتجربة أفكار جديدة. وهذا ما يتجلى بوضوح في عنوانهم الجديد ELDEN RING: Nightreign، الذي يأخذ جوهر اللعبة الأصلية ويعيد تشكيله في قالب Rogue-like فريد من نوعه. تجربة تمزج بين عمق ألعاب السولز المعهود، وروح التجديد التي لم نعتدها سابقًا. فهل كانت هذه المغامرة الجريئة موفقة؟
ما هي فكرة ELDEN RING Nightreign؟
تجربة اللعب في ELDEN RING: Nightreign تقدم تحولاً جذريًا في أسلوب السرد والتقدم، حيث تعتمد على نظام بعثات مستقلة يمكنك خوضها بمفردك أو برفقة اثنين من أصدقائك. تبدأ كل بعثة في خريطة شاسعة تغمرها أجواء الليل، وتُمنح خلالها ليلتين كاملتين لاستكشاف العالم، جمع المعدات، ترقية قدراتك، وهزيمة الأعداء والزعماء الفرعيين. في نهاية الليلة الأولى، ستواجه زعيمًا قويًا يُعد أول اختبار حقيقي، ثم تُعاد التجربة خلال اليوم الثاني والليلة التالية مع تصاعد التحديات. أما الليلة الثالثة فتُتوّج بمواجهة أحد الزعماء الكبار المرتبطين بالليل، وهم ثمانية في المجمل، ما يعني أن اللعبة تحتوي على ثماني بعثات أساسية، لكل منها زعيمها الفريد.
لكن، ماذا يحدث إن سقطت أنت أو فريقك خلال البعثة؟ هل تفقد كل شيء؟ الإجابة هي: لا. اللعبة تكافئك نهاية كل بعثة سواء نجحت أم فشلت، بمنحك قدرات دائمة يمكنك إضافتها لشخصيتك في Roundtable Hold. هذه القدرات تراكمية، ما يعني أنك مع كل محاولة تصبح أقوى وتدخل البعثات التالية بمزايا إضافية، وهو ما يُجسد جوهر عناصر Rogue-like داخل اللعبة: التقدم من خلال التكرار، والمكافأة على المحاولة. هذا الأسلوب لا يُشجع فقط على إعادة اللعب، بل يمنح كل جولة طابعًا فريدًا ويُضفي على التجربة عمقًا جديدًا في ألعاب From Software.
التجربة ممتعة في أول بضعة ساعات.. لكن سرعان ما تُصبح مملة!
تبدأ تجربة ELDEN RING: Nightreign بحماس كبير، خصوصًا في أول 15 ساعة، حيث يشعر اللاعب أن FromSoftware قدمت شيئًا مختلفًا عن المعتاد، بمزيج ممتع بين التحدي المعروف في ألعاب السولز وطابع الـRogue-like المتجدد. نظام البعثات، جمع الغنائم، ومواجهة الزعماء يمنح التجربة طابعًا ديناميكيًا ومثيرًا، خصوصًا عند اللعب مع الأصدقاء، ما يجعل كل بعثة أشبه بمغامرة فريدة من نوعها في بدايتها.
لكن مع مرور الوقت، تبدأ التجربة في فقدان بريقها. التكرار يصبح واضحًا، فالخرائط وإن كانت واسعة إلا أنها تتشابه كثيرًا مع بعضها مع تغييرات سطحية فقط. الزعماء الفرعيون يتكررون من بعثة لأخرى بلا تنوع يُذكر، مما يجعل المواجهات أقل إثارة بمرور الوقت. ومع تقدمك أكثر في اللعبة، تبدأ الصعوبة بالتصاعد بشكل كبير، مما يجبرك على إعادة نفس البعثة عدة مرات بسبب موتك أنت وفريقك، خاصةً في الليالي الأخيرة التي تحتوي على أقوى الزعماء.
هنا، يبدأ اللاعب بالشعور بالإرهاق، والتجربة التي كانت في البداية ممتعة ومليئة بالحماس، تتحول إلى روتين ممل وتكرار لا يحمل الكثير من المفاجآت. التحدي يظل ممتعًا إلى حدٍ ما، لكن غياب التنوع يجعل من كل بعثة تجربة مألوفة لا تُضيف شيئًا جديدًا.
اللعب الفردي هو أسوأ ما يمكن أن تقدمه هذه اللعبة، فهي مصممة بشكل واضح لتُخاض بشكل جماعي. اللعب منفردًا يجعل من التجربة أكثر صعوبة وإحباطًا، فمستوى الزعماء لا يتناسب مع لاعب وحيد، وعدد الأعداء وطريقة هجومهم الجماعي تجعلك تموت كثيرًا دون فرصة حقيقية للنجاة أو التقدم. ومع كثرة الموت، تضعف الرغبة في الاستمرار. صحيح أن الاستوديو حاول إدخال بعض التغييرات مثل الظروف الجوية المتقلبة أو المناطق البركانية، لكن هذه الإضافات ليست كافية لكسر الملل أو تعويض غياب الابتكار في تصميم الأعداء والزعماء. ما تحتاجه اللعبة هو تنوع حقيقي وملموس في التجربة نفسها، سواء من حيث تصميم البعثات أو طبيعة المواجهات أو حتى آليات التقدم.
لعبة ELDEN RING: Nightreign ليست لعبة سيئة، بل هي تجربة تحمل نواة رائعة، لكنها بحاجة للكثير من الصقل والتجديد لتصبح تجربة متكاملة. اللعب الجماعي يُنقذها من السقوط، لكنه ليس كافيًا وحده لإبقائك مهتمًا بعد عشرات الساعات من التكرار.
القصة جيدة لكنها لا تأخذ التركيز الرئيسي هنا
تعودنا دائمًا من ألعاب From Software على قصص عميقة وغامضة تشكل جزءًا أساسيًا من التجربة، لكن الأمر يختلف قليلًا مع ELDEN RING: Nightreign. فهذه المرة، تُقرر اللعبة أن تأخذ خطوة للوراء فيما يخص السرد، مفضّلة التركيز على أسلوب اللعب التعاوني والطابع التكراري الذي يميز هذا النوع من التجارب. ورغم ذلك، لا يمكن القول إن القصة غائبة تمامًا، بل يتم تقديمها بأسلوب مختلف يتماشى مع طبيعة اللعبة.
السرد القصصي هنا يعتمد على المستندات والنصوص التي تعثر عليها، والتي تسرد خلفيات الشخصيات الثمانية القابلة للعب. كل شخصية تملك قصتها الخاصة، ماضيها، ودوافعها، وهو ما يمنحها عمقًا ويجعل اللعب بها أكثر ارتباطًا باللاعب. أحيانًا، تتيح لك اللعبة العودة بالزمن وعيش لحظات من ماضي تلك الشخصيات، والتفاعل مع شخصيات أخرى من العالم، وأداء مهام بسيطة توضح لك تفاصيل أكثر عن خلفياتهم.
هذه اللمسات تُثري الـ Lore لعالم ELDEN RING وتُوسع نطاقه بطريقة تُشعر اللاعب أن ما يحدث في Nightreign ليس مجرد تجربة منفصلة، بل جزء من نسيج هذا العالم المترابط. ورغم أن المشاهد السينمائية محدودة، إلا أنها لا تزال تحمل الطابع الفني المميز للسرد في ألعاب From Software، بحوارات غامضة، وأسلوب بصري يُضفي على اللحظة طابعًا ملحميًا.
لكن من المهم التأكيد على أن القصة هنا ليست بحجم أو تعقيد قصة ELDEN RING الأصلية. إنها موجودة، تدعم التجربة وتُضيف لها، لكنها ليست العنصر المحوري. من الواضح أن الفريق أراد هذه المرة التركيز على متعة اللعب، التجديد في الأسلوب، والتجربة التعاونية، دون أن يُثقل كاهل اللاعب بسرد ضخم قد لا يتماشى مع طبيعة البعثات المتكررة والوتيرة السريعة للعبة.
توجه فني خلاب.. بأداء تقني غير مقبول
إحدى أبرز نقاط القوة في ELDEN RING الأصلية كانت بلا شك توجهها الفني الخلاب، وهو ما اعتدنا عليه من استوديو From Software؛ فريق لا يعتمد على قوة الرسومات بقدر ما يُبدع في بناء عوالم غنية بالتفاصيل، مفعمة بالأجواء، وقادرة على ترك أثر بصري لا يُنسى، حتى إن لم تكن التقنية في حد ذاتها الأفضل في الصناعة. ولحسن الحظ، فإن هذا السحر البصري لم يُفقد في ELDEN RING: Nightreign، بل تم الحفاظ عليه بل وتعزيزه في كثير من اللحظات.
ورغم أن الرسومات من الناحية التقنية لم تشهد قفزة ملحوظة مقارنة باللعبة الأصلية – وهو أمر متوقع كون اللعبة لا تزال تصدر على الجيل السابق – إلا أن التوجه الفني المتوازن بين الجمال والرهبة يجعل كل منطقة وكل مواجهة تستحق التوقف والتأمل. التفاصيل في تصميم البيئات، الإضاءة، والمخلوقات، كلها تعكس لمسة From Software المعتادة في خلق عوالم تنبض بالأسلوب والهوية البصرية الخاصة. ذروة هذا الإبداع تتجلى في مواجهات الزعماء الرئيسيين في نهاية كل ليلة، حيث تُقدَّم هذه اللحظات بأسلوب بصري مبهر يرفع من قيمة كل انتصار ويمنح التجربة إحساسًا بالعظمة.
لكن في مقابل هذا الجمال، يُعاني اللاعب من عقبة واضحة في الأداء التقني، والتي تُعد من أكبر السلبيات التي واجهتها في Nightreign. ففي حين أن ELDEN RING الأصلية لم تكن مثالية من ناحية الأداء على PS5، إلا أنها كانت تقدم تجربة ثابتة نسبيًا في نطاق 50 إلى 60 إطارًا في الثانية، وهو ما جعل اللعب سلسًا ومقبولًا بشكل عام.
أما في Nightreign، فالوضع أقل ما يُقال عنه إنه محبط. اللعبة تعاني من سقوط مستمر في الإطارات، وغالبًا ما تجدها تعمل في نطاق 30 إلى 40 إطارًا في الثانية، مع لحظات تهبط فيها الإطارات لأقل من ذلك أثناء القتالات الحماسية ضد الزعماء أو عند وجود تأثيرات كثيرة على الشاشة. الأمر يُفقدك الإحساس بالتحكم الكامل، ويقلل من استجابة اللعبة، وهو ما يُعد كارثة في لعبة تعتمد بشكل كبير على التوقيت والدقة في القتال. في كثير من اللحظات شعرت وكأني ألعب على جهاز PS4 وليس PS5، ويجب أن يُبادر الفريق بإصدار تحديثات سريعة تُعالج هذه المشاكل التقنية، لأن وجود تجربة بهذه القوة الفنية دون أداء مستقر يُفقدها جزءًا كبيرًا من متعتها.
اللعبة تدعم اللغة العربية من اليوم الأول
لعبة ELDEN RING: Nightreign تدعم الترجمة العربية للنصوص والقوائم من اليوم الأول للإصدار، وهو تطور إيجابي يُحسب لصالح Bandai Namco وفريق From Software، خاصةً إذا ما قارناه باللعبة الأصلية التي لم تحصل على دعم اللغة العربية إلا بعد أكثر من عامين من إطلاقها.
الترجمة في Nightreign جاءت بجودة عالية، خالية من الأخطاء الواضحة، وتحافظ على الطابع الغامض والرمزي الذي تتميز به نصوص From Software، وهو أمر ليس سهلًا بالنظر إلى عمق اللغة المستخدمة في اللعبة. الترجمة لا تقتصر فقط على الحوارات أو القوائم، بل تمتد لتشمل المستندات والنصوص السردية المنتشرة في العالم، ما يجعلها مفيدة جدًا للاعبين الذين يهتمون بفهم قصة الشخصيات وخلفيات العالم من خلال الاستكشاف والقراءة.
في النهاية
لعبة ELDEN RING: Nightreign تمثل تجربة جريئة من From Software تجمع بين تحديات السولز وأسلوب الـRogue-like في إطار تعاوني ممتع مع الأصدقاء. أسلوب اللعب جذاب والبداية مشوقة، خاصة في مواجهات الزعماء الكبار. لكن مع مرور الوقت، يظهر التكرار في الخرائط والأعداء، مما يُفقد التجربة تنوعها ويجعل اللعب الفردي مرهقًا وغير متوازن. ضفّ على ذلك مشاكل الأداء التقني مع هبوط واضح في الإطارات على منصة PS5، وستجد نفسك أمام تجربة كانت بحاجة لمزيد من الصقل قبل الإصدار. ومع ذلك، هناك فرصة حقيقية لتحسينها عبر التحديثات المستقبلية، لتُصبح تجربة جديدة تستحق اسم ELDEN RING.
?xml>تقييم عرب هاردوير
المميزات
- خطوة جريئة من From Software للتغيير
- مزج قوي بين تجربة السولز الـ Rogue-like
- التجربة ممتعة مع مجموعة من الأصدقاء
- اللعبة لا يزال بها قصة قوية وحتى ولو أخذت خطوة للوراء
- رسومات خلابة وتوجه فني رائع كالعادة
- اللعبة داعمة للغة العربية من اليوم الأول
- تسعير اللعبة ممتاز مقابل المحتوى
العيوب
- التجربة الفردية غير متوازنة إطلاقًا
- تكرار في تصميم الخرائط وأشكالها خلال كل بعثة
- المواجهات مُكررة مع الأعداء بالأخص الزعماء الفرعيين
- أداء تقني غير مقبول على منصة PS5